فصل في رؤيا الموت قال دانيال من رأى أنه قد مات والناس يبكون عليه ويندبونه وغسلوه ولفوه في الكفن وحملوه على النعش ودفنوه في القبر فجملة ذلك يدل على فساد دينه، وإن لم يدفن فإنه يدل على صلاح أموره. ومن رأى أنه قد مات ووضع على النعش وحملوا جنازته والناس يسعون ويمشون في جنازته فإنه يدل على شرفه وعلو شأنه ولكن يكون في دينه خلل وفساد لأن الموت هو الانقطاع عن الخيرات وغيرها ويمكن الصلاح في دينه بعد ذلك خاصة إذا علم أنه لم يدفن في القبر. ومن رأى أنه مات وعاش بعد موته فإنه يذنب ويتوب، وقيل يطول عمره. ومن رأى أنه قد قال له قائل إنك لم تمت أبدا فإنه يموت شهيدا. ومن رأى أنه قد مات وعليه هيئة الأموات ولم يبك عليه أحد ولم يغسل ولم يكفن خرب بعض بيته. ومن رأى أنه مات ودفن ولم يبك عليه أحد ولم يتبع جنازته أحد ولم يغسل فإنه يدل على عدم عمارته بعض ما خرب من بيته إلا ان كان أحد غيره فإنه يمكن أن يعمره. ومن رأى أنه ميت في المقابر وحسب أنه قد مات من مدة مديدة فإنه يسافر سفرا بعيدا ويصحب الجهال وأهل الفسق والفساد. وقال جابر المغربي رؤيا موت الفجار راحة المؤمن وعذاب الكافر وإذا لم يكن موت الفجار فإنه فساد الدين وإذا صعب على الميت نزعه وموته صعب عقابه وعذابه. ومن رأى أنه قد مات وأقبل من يغسله فإنه يتوب من الذنوب. ومن رأى أن حيا قد مات وهو موضوع على سرير أو نعش أو ما أشبه ذلك فإنه يتصل إلى خدمة السلطان أو من يقوم مقامه ويرى منه خيرا ومنفعة. وقال ابن سيرين من رأى أن ملك بلده قد مات فإنه يدل على خراب ذلك البلد. وقال الكرماني من رأى أنه في غمرات الموت ونزعات الساق فإنه ظالم لنفسه لقوله تعالى (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت)، وقيل إن كان عليه دين وفاه الله عنه، وإن أمل سفرا فإنه يسافر، وقيل يذهب ماله أو تنهدم داره ويتغير مسكنه. ومن رأى أنه مات ورأى الموت عيانا وعليه هيئة الأموات فإنه فساد في دينه ويرجى له الصلاح ما لم يدفن، فإن دفن لقي الله على غير توبة إلا ان يرى أنه عاش وخرج من القبر بعد ذلك فإنه يتوب ويحسن حاله لقوله تعالى (أو من كان ميتا فأحييناه). ومن رأى أنه مات ولم ير نفسه كهيئة الأموات فإن داره تنهدم ويخرج منها. ومن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يسافر سفرا بعيدا ثم يرجع لقوله تعالى (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت). ومن رأى أنه قد مات وحمل على أعناق الرجال فإنه يصيب سلطانا وينفذ أمره ويكون ارتداعه في سلطان بقدر من قد تبع جنازته ولكن يفسد دينه ويرجى له الصلاح فيما بعد ما لم يدفن. ومن رأى أنه قد مات ولم ير قبرا ولا كفنا ولا جنازة ولا بكاء فإن ذلك راحة لصاحب الرؤيا من هم هو فيه. ومن رأى أنه ملفوف كما يلف الميت فهو موته. ومن رأى أن حيا قد مات ثم عاش فإنه يرتد نعوذ بالله من ذلك، وقيل من رأى أن الإمام مات فإنه يحدث في دين الرائي فساد. ومن رأى أنه ينزع فهو على شرف العزل. ومن رأى أن أحد أبويه مات فإنه تذهب دنياه ويفسد حاله، وإن كان من طلاب الاخرة تعطل عن عمله. ومن رأى أن أخاه مات فإن كان مريضا فهو موته أو موت أحد من نواحيه. وإن لم يكن له أخ ورأى ذلك فهو على وجهين إما أن يموت أو يذهب ماله، وقيل يصاب باحدى عينيه، أو باحدى يديه. ومن رأى أن زوجته ماتت فإنه تكسد صناعته التي منها سببه. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الموت ندامة من أمر عظيم. فمن رأى أنه مات ثم عاش فإنه يذنب ثم يتوب لقوله تعالى (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا فاعترفنا بذنوبنا). وقيل من رأى أنه مات من غير مرض ولا هيئة من يموت فإن عمره يطول. ومن رأى أن أحداً ممن يقبل قوله في اليقظة يخبره بأنه لا يموت أبدا فإنه يقتل في سبيل الله ويكون حيا بعد ذلك لقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء) الآية. ومن رأى أنه مات واستوفى شروط الموت فسدت دنياه. ومن رأى أن الإمام مات فإن ذلك البلد يؤول أمرها إلى الفساد، وربما تخرب. ومن رأى أن الموت نزل عاما في مكان معروف فإنه يقع هناك حريق. ومن رأى أن زوجته قد ماتت فإنه يستغني ويستفيد مالا من حل. ومن رأى أنه مات وهو عريان فإنه يفتقر فقرا شديدا. ومن رأى أنه قد مات ووضع على مكان مرتفع أو شيء مبسوط فإنه ينال رفعة وراحة، وربما نال من أهله خيرا. ومن رأى كأنه ميت وحده بمكان منقطع فلا خير فيه، وإن كان له غائب فإنه يأتيه خبره بفساد دينه. ومن رأى أن ابنه مات فإنه يخلص من عدوه. ومن رأى كأن ابنته ماتت فإنه ييأس من فرح. ومن رأى أنه مات فجأة فإنه يصيب هما وغما من حيث لا يؤمل ذلك. ومن رأى أن حاملا قد ماتت فإنها تلد ولدا ذكرا وتسر به ويحصل من قبله منفعة، وربما دل الموت على الطلاق. ومن رأى أنه مات وزوجته في العدة فإنه يطلقها، وقيل من رأى أنه قد مات وكان عزبا فإنه يتزوج. ومن رأى أنه مات أو شريكه فإنه فرقة تقع بينهما. ومن رأى أن انسانا معروفا قد مات وهو ينوح عليه ويعلن في ذلك فإنه حصول مصيبة لكليهما. ومن رأى أن أحداً مات والناس يذكرونه بخير فإنه يكون محمودا في ولايته أو فيما يفعله من الأشغال. ومن رأى أنه مات عند قوم فإنه يحشر على فعلهم فلينظر في ذلك، وقيل انه يموت على بدعة أو يسافر سفرا لا يرجع منه. وقيل من رأى أنه حمل ميتا فإنه يصيب مالا حراما. ومن رأى أنه جر الميت على الأرض فإنه يكتس اثما. ومن رأى أن ميتا تعلق بفاسق فإنه يقتل حيوانا مؤذيا. ومن رأى أنه نقل ميتا إلى المقابر فإنه يعمل بالحق. ومن رأى أنه نقل ميتا إلى السوق نال حاجته ونفقت تجارته. ومن رأى أنه حمل ميتا إلى المصلى فإنه يتسبب في خير لرجل فاسد الدين. ومن رأى كأنه مات وهو موضوع على التراب أو ما يشبه ذلك مما يكون في أصول التعبير يعبر بالمال فإنه حصول مال على كل حال. وقال ابن سيرين الموت فقر وعسر فمن رأى أنه مات وهو كظيم فإنه عسر في الدنيا وهلاك في الآخرة، وإن كان مستبشرا فهو حصول خير. وقال جابر المغربي من رأى أن عالما قد مات فإنه يدل على بطلان العلم والشريعة بذلك المكان. ومن رأى أن أحداً من أهل البدع والضلال قد مات فإنه يزداد طغيانا ولكنه يفتقر بسبب ارتكابه ذلك. ومن رأى أن خفيرا قد مات فإنه يؤول على وجهين حصول خوف وموت حاكم. ومن رأى أن ذا صنعة قد مات فإنه يدل على كساد صنعته. ومن رأى أن عبده أو أمته أو خادمه قد مات فإنه نقص في أبهته ما لم يكن عنده غيره فهو توقف بعض الأمور. ومن رأى أن صديقه قد مات فيؤول على وجهين اما ان الرائي يموت أو يفقد صديقه. ومن رأى أن شيئا من الحيوان قد مات وهو ملقى فإن كان ذا ناب أو مخلب فإنه يدل على الظفر بالأعداء خصوصا إذا كان نوعه مؤذيا يكون الظفر أبلغ، وربما دل على الأمن والسلامة. ومن رأى أن بهيمة قد ماتت فلا خير فيه، وإن كان عنده غيرها يكون أخف. وقال بعض المعبرين من رأى أن شيخا مجهولا قد مات فإنه يدل على ان جده لا ينتج منه شيء مما قصده وجد فيه. ومن رأى أن امرأة مجهولة قد ماتت فإن دنياه تتعطل. ومن رأى أن شيئا من الحيوان قد مات وعرف صنفه فإنه يعبر بما يوافق أصول التعبير فيه مثاله ان كان السبع أو الفيل فيؤولان بالسلطان، وقيل الفيل يؤول برجم ضخم والهرة والفأر باللص الحرامي ويقاس على ذلك، وربما كان الإناث من الجميع نسوة والذكور رجالا ويحتاج في ذلك إلى نظر وتأمل ولو أوضحنا معنى كل واحد بمفرده لطال الشرح. وقال ابن سيرين موت الولد أمان من عدو وحصول ميراث وموت البنت رجوع عن أمر فيه سرور وموت الوالد تحير بسبب معيشة وموت الوالدة عدم وصول إلى مقاصد وحصول هم وحزن. ومن رأى أن أحداً من أقاربه مات فإنه نقصان في مقدرته وموت الزوجة جيد وموت المرأة الحبلى في غاية الجودة والصلاح لها. فصل في رؤيا الغسل قال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يغسل ميتا فإنه يتوب على يديه رجل فاسد الدين. ومن رأى أن ميتا يغسل نفسه فإنه دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في ما لهم، والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم أو رجل شريف يتوب على يده أقوام مفسدون. ومن رأى أنه على مغتسل فإنه يرتفع أمره ويخرج من الهموم. ومن رأى ميتا والناس يطلبون له الغسل ولا يجدونه فإنه يدل على ان ذلك الميت مرتكب معاص والناس يدلونه على الخير ولكن لا يؤثر عنده. ومن رأى ميتا يغسل بما لا يحل به الغسل فإنه رجل فاسد الدين وهو يوعظ بما ليس له معنى ولا فائدة ولا يقبل عقله ذلك. ومن رأى أنه يغسل بشيء من النجاسات فإنه فاسد الدين ويزداد على فساد دينه طغيانا وضلالا. وقال بعض المعبرين رؤيا الغسل بالماء الطاهر للميت يدل على أن ذلك الميت يفتقر ولكنه يصلح دينه. فصل في رؤيا الحنوط قال الكرماني من رأى أنه يذر عليه حنوط فإن كان مفسدا فإنه يتوب ويرجع إلى الله تعالى، وإن كان صالحاً تنصلح أمور دنياه ودينه ويفرج همه ويكشف غمه ويأمن من الخوف. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الحنوط جيدة. ومن رأى أنه استعان برجل يشتري له حنوطا فإنه يستعين به في محضر بكلام جيد في حقه. ومن رأى أنه تحنط فإنه حصول توبة وفرج من الهم والغم وانتشار ثناء حسن. ومن رأى أن عنده حنوطا أو جمعها فإنه عنده تقوى ونفع للمسلمين. ومن رأى أن عنده حنوطا فإنه زيادة خير. وإن رأى أنه فرق ذلك على الناس فإنه يلي أمرا يحصل للناس منه نتيجة. فصل في رؤيا الكفن من رأى أنه يصطنع كفنا لأجل الميت فإنه يصدر منه بمقدار ذلك الكفن في حق الميت الخير والأجر والثواب، وإن كان الكفن لأجل حي وهو معروف يحصل الرائي من ذلك العناء والتعب، وإن كان مجهولا فهو خير. ومن رأى أنه نزع كفن رجل قد مات وهو معروف فإنه يتبع طريقه. ومن رأى أنه أخذ كفن ميت فهو على وجهين إن كان من أهل الصلاح فإنه يشتغل بعلم غريب دقيق، وربما حصل له مال من وجه حرام، وإن كان من أهل الفساد فإنه يدل على قلة دينه وتشويشه على الناس وأن يكون غمازا فتانا. وقال أبو سعيد الواعظ إن رأى حيا لبس كفنا فإنه يميل إلى الزنا، وإن كان لم يتم لبسه فإنه يدعي إلى الزنا ولا يجيب. ومن رأى كأنه ملفوف في الكفن كما يلف الموتى مقمط مربوط من عند رأسه ورجليه فإنه يدل على موته إن ربط كهيئة الموتى والا فهو دليل على فساد أمر، وكلما كان الكفن أقل فهو أقرب إلى التوبة، وإن زاد فهو أبعد. ومن رأى أنه يفصل الأكفان فإنه يصنع المعروف. ومن رأى أنه يطلب كفنا ولا يجده فليس بمحمود. ومن رأى أن شخصا جاء إليه بكفن فإنه حصول نعمة. وقال بعض المعبرين إذا كفن الميت وكان الكفن وافرا فهو جيد، وإن قصر فربما يكون غير محمود. ومن رأى أنه يبغى أكفان الأموات فإنه يترحم عليهم، ومن رأى أنه جمع أكفانا كثيرة فإنه يجمع علوما شتى. ومن رأى أنه يفرق الأكفان فإنه يصنع المعروف. فصل في رؤيا النعش والتابوت وهما بمعنى واحد. فمن رأى أنه حمل على نعش ارتفع أمره وكثر ماله لأن أصل اشتقاقه من الانتعاش، ورؤياه جيدة من اسمه. ومن رأى أنه يصينع ذلك بيده فإنه يصنع المعروف وكذلك إن أمر بفعله خصوصا ان كان للسيد، وربما كان حصول أجر وثواب. ومن رأى أن نعشا كسر فليس بمحمود، وأما التابوت فإنه جيد. قال الكرماني من رأى أنه اشترى تابوتا أو وهب له أو كان بمنزله فإنه يزرق ملكا وحكمة ووقار وسكينة لقوله تعالى (إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم). وقيل إن التابوت زوجة الرجل وحانوته فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيهما. وقيل رؤيا التابوت الجديد عز وجاه وقدر. فصل في رؤيا الجنائز من رأى أن جماعة ماشين في جنازة فإنه يدل على أن صاحب الجنازة يسود على تلك الجماعة أو على مقدارهم من الناس لكنه يقهرهم ويظلمهم. ومن رأى جنازة طائرة والناس معها فإنه يؤول بموت رجل جليل القدر من ذلك المكان في سفره، وإن كان معروفا فهو بعينه. ومن رأى أن جنازته تمشي على الأرض من غير حمل فإنه يسافر. وإن رأى ذلك امرأة فإنها تتزوج، وإن كان لها زوج فإنه يفسد دينه. ومن رأى أن أحداً لا يتبع جنازته فهو نقصان في عزه وجاهه. ومن رأى أنه سقط من جنازته فإنه يقع من مرتبته وعزه وجاهه وتبطل اشغاله. وقال أبو سعيد الواعظ الجنازة تؤول بالرجل المنافق الذي يهلك على يديه الأرذلون. ومن رأى جنازة لرجل معروف وهو موضوع والناس لا يقربون إليه ولا يحملونه فإنه يسجن، وإن كان مجهولا فليس بمحمود في حق الرائي. ومن رأى أنه حامل جنازة فإنه يتبع ذا سلطان وينتفع منه بمال وينفذ أمره وتحتاج الناس إليه. ومن رأى أن الناس يزدحمون على جنازته وهو مرفوع على أيديهم فإنه ينال سلطانا عظيما ورفعة زائدة. ومن رأى أن الناس يبكون خلف جنازة حمدت عاقبته وكذلك إن اثنوا عليه ودعوا له فإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى أن جنازة في سوق فإنه يدل على نفاق السلع التي بذلك السوق. ومن رأى أن جنازة حملت على جنائز معروفة فإنه حق يصل أربابه. ومن رأى أن جنازة تسير في الهواء فإنه يدل على موت رجل كبير يشق على الناس موته وتعطل أمورهم بسببه. ومن رأى أن جنازة تسير على الأرض وهو موضوع بها فإنه يركب في سفينة. ومن رأى أن جنازة كبيرة موضوعة في مكان فإن أهل ذلك المكان يرتكبون الفواحش. وقال الكرماني من رأى أنه ولي أمر جنازة فإنه يلي القيام بعرس. ومن رأى أنه يحمل جنازة فإنه يشفع لرجل فاسد الدين. ومن رأى أنه يحمل جنازة فإنه يلي ولاية. وقال بعض المعبرين يحتاج إلى اعتبار من يسير في الجنازة فإن كانوا من خواص الناس فإن الولاية جليلة المقدار، وإن كانوا من العوام فهو دون ذلك. فصل في رؤيا القبور قال الكرماني من رأى أنه احتفر لنفسه أو لغيره قبرا أو حفرة فإنه يبني دارا في ذلك البلد أو يقيم بها. ومن رأى أنه يردم قبرا فإنه تطول حياته وتدوم صحته. ومن رأى أنه دفن في قبر من غير أن يموت فإنه يسجن، وربما يصيبه ضيق في أمره. ومن رأى أنه مدفون في قبر على هيئة الأموات من غير ردم فإنه ينكح امرأة. ومن رأى أنه يطوف بالقبور وينتقل منها وهي مفتوحة فإنه يدخل بيوت أهل البدع أو بيوت السجن. ومن رأى أنه ينبش قبر رجل عرف منزله واسمه وكنيته فإنه يسلك طريقا خصوصا ان وصل إليه. ومن رأى أن شخصا نزل قبرا ثم طلع منه وأراد دفع الرائي فيه فإن شخصا مسجونا يتهمه. ومن رأى أنه ينبش قبرا فطلع منه رجل حي فإنه خير وسرور خصوصا ان كان من أهل التقوى فإنه خير الدنيا والآخرة. ومن رأى أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه الشريفة ويحصل للناس على يديه خير، وإن وصل إلى الجثة الشريفة فليس بمحمود، وإن كسر شيئا من أعضائه فإنه يرتكب بدعة وضلالة نعوذ بالله من ذلك. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن رجلاً سلمه إلى حفرة القبر فإنه يلقيه في هلكه. ومن رأى أنه وضع في القبر فإنه ينال دارا ملكا. ومن رأى أنه يسوي عليه التراب ناله مال. ومن رأى أنه يحفر ترابا على سطح فإنه يعيش عمرا طويلا، والقبور الكثيرة في موضع مجهول تدل على رجال منافقين، وأما المقابر المعروفة فإنها تؤول بأمر حق. ومن رأى أن القبور مخضرة فإن أهلها في رحمة. ومن رأى أنه اتعظ بدخوله إلى المقابر فإنه ينصف في أمره، وإن لم يتعظ فإنه في أمر حق وهو غافل عنه. ومن رأى أن قبرا معروفا تحول إلى داره فإنه يدل على مصاهرة أحد من عقبه. ومن رأى كأنه قائم على قبر رجل موسر فإنه قد يعطى دنيا لقوله تعالى "ولا تقم على قبره". ومن رأى أنه في مقبرة ويطوف حول القبور ويسلم عليها فإنه يصير مفلسا يسأل الناس. وقال بعض المعبرين من رأى أنه في قبره وعلى قبره شيء مكتوب فإنه يخلد في السجن للمثل السائر بين الناس كتب على قيده مخلد. ومن رأى أنه في قبر فإنه في ضيق. قال ابن سيرين من رأى أنه وضع في قبر فإنه في ضيق. ومن رأى أنه في قبر من غير ردم فإنه يسافر بعيدا وينال في سفره خيرا ومنفعة لقوله تعالى (ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره). ومن رأى أنه قائم على قبره ينظر إليه فإنه يرفع عن ذنوبه. ومن رأى انه موضوع في قبره ومنكر ونكير يسالانه فإنه يدل على ان الملك يرسل أعوان إليه في أمر ومطالبة، فإن رأى أنه أجابهما بجواب صواب فإنه يأمن من جهته، وإن غلط في الجواب فضد ذلك. ومن رأى أنه أخرج من قبر ثم أعيد إليه ثانيا فإنه يرى فائدة من سلطان وخيرا ثم يحبس بعد ذلك هذا إذا نسب إلى ملك بوظيفة، وإن كان غير ذلك فإنه يقاس عليه بقدر مقامه، وأما حفار القبور فإنه رجل كبير القدر ذو جلالة وأما المقابر فإنها محبة إلى الجهال أو فساد في دينه ومصيبة وهم وندامة من مصاحبة الجهال ثم يرزق توبة بعد ذلك. ومن رأى أن المقابر تمطر فإنها رحمة من الله عليهم. فصل في رؤيا الدفن من رأى أنه يدفن حيا فإنه يظفر بعدوه. ومن رأى أن جماعة دفنوا شخصا فانهم يتعصبون على هلاكه ولا خير في الدفن جملة كافية. وقال بعض المعبرين رؤيا الدفن تؤول على عشرة أوجه سجن وفقر وسفر وبعد وتعطيل ونكاح حرام وضعف مقدرة وشماتة وضيق وفساد أمور. ومن رأى أنه يدفن عدوه فإنه يظفر به. ومن رأى أنه دفن شيئا من الحيوان فإن كان نوعه مذموما فإنه يلقى رجلاًينسب إليه ذلك الصنف، وإن كان محبوبا فإنه ندامة، وربما كان ادخار شيء. ومن رأى أنه يدفن شيئا من الجمادات فإنه حريص على الدنيا. ومن رأى أنه يدفن نوعا لا يقتضى الدفن فإنه يضيع متاعه فيما لا يحصل نتيجة، وربما دل على ايداع ذلك عند أحد لأن الانسان أصله من التراب. فصل في رؤيا النبش من رأى أنه ينبش قبرا فإنه نوع من الحفر كما تقدم ولكني آتي في هذا بشيء غير ذلك. وهو أن من رأى أنه ينبش قبر أحد من الأولياء والصالحين فإنه مجتهد في سلوك طريقته ولكن ليس هو بمقام الحفر. ومن رأى أنه نبش قبر أحد من الناس سواء كان جيدا أو نحسا فإنه مجتهد في سلوك طريقته وما كان يسلكه. ومن رأى أنه ينبش عن جثته فإنه مجتهد في طلب الدنيا فإن نال شيئا ظفر بحاجته، وإن لم ينل فضده. ومن رأى شيئا من الحيوان ينبش في بيته فإنه عدو فليحذره. ومن رأى شخصا ينبش في مكان لا يقتضي النبش فإنه يطلب أمرا عسيرا، وقيل رؤيا النبش حصول كلام خامد، وربما كان اجتهادا في أمر والله أعلم.
● [ ثانيآ: تأويل رؤيا ] ● الأموات والكلامهم والأخذ منهم ونحو ذلك
فصل في رؤيا الأموات من رأى أن ميتا قد عاش فإنه حصول خير وسرور وخصوصا ان كان الميت بشوشا. ومن رأى أن والده قد عاش وهو سلف الملبس طلق الوجه فإنه حصول دولة واقبال وعز ونيل وانتظام أشغال. ومن رأى أنه والدته قد عاشت فإنه حصول الفرج بعد الشدة. ومن رأى أن امرأته قد عاشت فإنه يفتقر. ومن رأى أن ولده قد عاش فإنه يتجاوز عن عدوه. ومن رأى أن ابنته قد عاشت فإنه يحصل له السرور بعد الثبور. وإن رأت امرأة ان ولدها قد عاش فإنها تلد ابنة. وإن رأت ان أختها قد عاشت يقوي ضعفها. وإن رأت ان أخاها قد عاش فإنه يقدم عليها غائب. ومن رأى أن شخصا غريبا قد عاش فإنه استقامة أحوال ذلك الميت. فمن رأى أنه أحيا ميتا فإنه يسلم على يده كافر. وقال جابر المغربي من رأى أن أبويه قد عاشا أو هما غير مستبشرين فإنه يقصر في مصلحة نفسه. ومن رأى أن أخاه قد عاش فإنه يدل على زيادة القوة. ومن رأى أن أخته قد عاشت يحصل له وفور السرور. ومن رأى أن عمه أو خاله قد عاش فإنه يدل على زيادة الشأن وعلو القدر. ومن رأى أن أحد أصحابه قد عاش فإنه يسمع خبرا يسره. وقال ابن سيرين: من رأى ميتا قد عاش فقال له أأنت ميت فقال لا بل أنا حي فإنه يدل على حسن حاله في الآخرة. ومن رأى أن ميتا دخل بيته فرحا فإنه يدل على الثواب والصدقة واستجابة الدعاء في حق الميت من أهله. ومن رأى أن ميتا عاش ودخل عليه منزله وخاطبه فإنه يدل على السلامة وصحة الجسم والاقبال ونيل الآمال. ومن رأى أن ميتا من أهل بيته خاصمه فإنه صاحبه يرجع عن صحبته. ومن رأى أن ميتاً تغيظ فإنه يدل على أنه أوصى بوصية ولم يعمل بوصيته. ومن رأى ميتاً ضاحكاً مستبشراً فإنه يدل على وصول صدقة إليه وهي مقبولة. ومن رأى ميتاً على هيئة حسنة وهو لابس ثياباً حسنة فإنه يدل على حسن عاقبته وموته على التوحيد. ومن رأى أن ميتا قد عاش وهو مسجد فإنه في أمن من عذاب الله. ومن رأى أنه يعاشر الأموات فإنه يسافر سفرا بعيدا. ومن رأى أن ميتا يضحك ثم يبكي فإنه يدل على أنه مات على غير ملة الإسلام. ومن رأى أن ميتا قد اسود وجهه فإن يدل على أنه مات كافرا. وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى ميتا قائما في الصلاة فإنه يدل على أنه كان في حال حياته كثير العبادة ويرجى له المغفرة، وربما كان مقصرا في الطاعة. ومن رأى ميتا قد عاش وهو يصلي بمكان كان يصلي فيه فإنه يدل على حسن عاقبته. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى ميتا قد عاش فإنه صلاح أمر الرائي وحصول سرور من حيث لا يحتسب. ومن رأى أن ميتا أخبره بأمر فإنه كما قال لأن الميت في دار الحق ولا يتكلم إلا حقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه. ومن رأى أن ميتا عليه تاج أو حلل أو خواتم أو ما يزينه أو رآه قاعدا على سرير فإنه يدل على حسن منقلبه. ومن رأى ميتا لبس ثيابا خضرا فإن رؤياه تدل على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة. ومن رأى أن ميتا طلق الوجه ولكنه لم يكلمه ولم يمسه دلت رؤياه على رضاه عنه لوصول بره إليه بعد موته. ومن رأى أن ميتا ينازعه وهو معرض عنه أو يعظه بقول غليظ أو يضربه فإنه يدل على أنه مرتكب معصية فليتب لله، وربما كان نيل خير من سفر أو قضاء دين أو اعادة شيء خرج عن اليد. ومن رأى أن ميتا صار غنيا فإنه صلاح له عند الله تعالى، ومن رأى أن ميتا صار فقيرا فتعبيره ضد ذلك. ومن رأى أن الميت عريان وعورته مكشوفة فإنه يدل على خروجه من الدنيا عريانا من الخيرات، وإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه راحة له. ومن رأى أن جماعة من الموتى معروفين قاموا من موضعهم مسرورين فإنه يحيا له أمر تتشعب منه أمور حميدة ويتجدد له اقبال ودولة، وإن رآهم محزونين وثيابهم رثة فإن كان لهم عقب فانهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش. ومن رأى أن جماعة من الموتى ليسوا بمعروفين قائمين على قبره فإن أهل ذلك الموضع ينالهم شدة ويظهر منهم منافقون. ومن رأى أحداً من أموات الكفار وحالته حسنة وهيئته جميلة دلت رؤياه على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله تبارك وتعالى، وربما يموت على التوحيد ولم يطلع على ذلك إلا الله عز وجل. ومن رأى ميتا وعليه ثياب وسخة أو كأنه مريض فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله تعالى خاصة دون الناس. ومن رأى ميتا مشغولا شغلا حسنا فإنه صلاح في حقه في الآخرة، وإن كان شغله مذموما فبضد ذلك. ومن رأى أن جده أو جد جده أو جدته أو جدها قد عاش فإن ذلك حياة له واستقامة في جده في الأمور واقبال الدهر عليه، ورؤيا حياة الأم أقوى من حياة الأب وكلاهما محمود. ومن رأى أن ابنه قد عاش ظهر له عدو من حيث لا يؤمله، وأما حياة البنت فجيد إلى الغاية. ومن رأى أن نسوة أمواتا قد عشن وقدمهن عليه وهن مزينات فإنه حصول دنيا وخير وافر وتصرف في أموال غزيرة ان كان لاعقب لذلك وإلا خرجت الدنيا لاعقابهن. ومن رأى أمواتا عاشوا وهم لابسون ثيابا بيضا فإنه صلاح في دينه، وإن كانت الثياب حمرا فإنه مشتغل بلهو الدنيا واللذات، وإن كانت سودا ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقة دنسة دلت على أن تلك الموتى كانوا مرتكبين ذنوبا أو هو منهمك في ذلك. ومن رأى أن ميتا يصلي في موضع لم يصل فيه قط وكان مقصرا في صلاته فإنه يدل على أنه قد كان أوقف في حياته وقفا وتصدق بصدقة أو حصل منه فعل خير فقد جوزى بذلك. ومن رأى أن ميتا كان والياً قد عاش وولي مكانه فإنه أحداً من عقبه ينال ولاية. ومن رأى أن ميتا يصلي بالاحياء فانهم مقصرون فيما فرض عليهم من الطاعة. ومن رأى أنه يتبع ميتا ويقفو أثره في خروجه ودخوله فإنه يقتدي في أفعاله بالميت الذي رآه فيعتبر ما كان عليه الميت من صلاح أو فساد. ومن رأى ميتا يشكي من رأسه فهو مسئول عن تقصيره في أمور والدته أو رئيسه. وإن اشتكى من عنقه فهو مسئول عن تضيع ماله أو عن صداق امرأته. وإن اشتكى من يده فهو مسئول عن أخيه أو شريكه أو عن يمين حلف بها كاذبا. وإن رأى أنه يشكي من جنبه فهو مسئول عن حق المرأة. وإن رأى أنه يشتكي من بطنه فإنه مسئول عن حق الولد والأقرباء. وإن رأى أنه يشتكي من رجله فهو مسئول عن انفاقه ماله في غير رضا الله تعالى. وإن رآه يشتكي من فخذه فهو مسئول عن قطع رحمه وعترته. وإن اشتكى من ساقيه فهو مسئول عن افناء حياته في الباطل. ومن رأى كأن ميتا ناداه من حيث لا يراه وخرج معه بحيث لا يقدر على الامتناع منه فإنه يموت بمثل مرض ذلك الميت أو مثل سبب موته. ومن رأى أنه دخل خلف ميت دارا مجهولة ثم لم يخرج منها فإنه يموت. ومن رأى أنه رافق ميتا إلى أن أتى منزله فدخل ولم يدخل معه فإنه يضعف ويشرف على الموت ثم ينجو منه. ومن رأى أنه يسافر مع ميت فإنه يلتبس عليه أمره. وقال الكرماني من رأى ميتا عرفه فإنه سرور، وأحسن ما يرى الإنسان أبويه أو أجداده أو أحداً من قرابته. ومن رأى أن أباه جاءه على أي وجه كان فإن لم يكن فيه ما يشين فإن كان الرائي محتاجا رزقه الله من حيث لا يحتسب، وإن كان له غائب قدم عليه، وإن كان به ألم أفاق منه. ومن رأى ميتا عرفه فسلم عليه وسأله فإنه لم يمت تلك السنة ويدل على صلاحه وصلاح حال الميت. ومن رأى أن ملكا أو متوليا قد عاش وتولى كما كان فإنه يدل على تولية أحد من عشيرته أو سميه أو نظيره، وربما حسنت سيرة المتولي عليهم. ومن رأى أن بعض الفراعنة صار حيا في بلده وهو واليها فإن الجور يظهر في تلك البلدة أو يفشو الفسق فيها، وإن لم يتول فإن ذلك يدل على تغير حال أهلها وتغير سيرة متوليهم بمن فيه غلظة. ومن رأى أن ميتا دخل معه في لحافه فإنه يمرض أو يصيبه هم ثم ينجو من ذلك. ومن رأى أن الميت يعزم عليه ليأتي فهو جيد وطول حياة. ومن رأى أن ميتا نائم فإنه في راحة. ومن رأى ميتا معروفا قد مات ثانية وكان لموته بكاء فإنه يتزوج بعض أهله فيكون فيهم عرس وإلا مات من عقبه انسان. وقال بعض المعبرين الزواج يكون لأحد عقبه إذا كان البكاء بغير صراخ، وإن كان بصراخ فموت أحد من عقبه، وإن لم يكن له عقب فموت نظيره أو سميه. ومن رأى أن ميتا غرق في البحر أو فيما يقتضي الغرق من حيث الجملة فإنه يغرق في النار لقوله تعالى (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا). ومن رأى أن الموتى وثبوا من قبورهم ورجعوا إلى دورهم فإنه يطلق من في السجن أو يحيي الله النباتات بعد موتها في ذلك المكان. ومن رأى ميتا يئن وحاله على غير استواء فإنه يدل على سوء عمله ومجازاته على أفعاله القبيحة. وإن كان يئن من وجع رأسه فإنه يدل على أنه كان متكبرا في الدنيا وقد جوزى على ذلك، وربما كانت المجازاة من تقصير في حق والديه. وإن كان يئن من وجع عينيه فإنه يدل على أنه كان ينظر إلى عيال الخلق بالحرام في الدنيا وفد جوزي على ذلك. وإن كان أنينه من وجع لسانه فإنه يدل على أنه كان يغتاب الخلق في الدنيا وقد جوزي على ذلك. وإن كان أنينه من وجع اليد فإنه يدل على خيانة صدرت منه في حق الاخوان والأصحاب والشركاء وقد جوزي على ذلك. وإن كان أنينه من وجع الجنب فإنه يدل على أنه كان يتعدى على نسائه في الدنيا وقد جوزي على ذلك. وإن كان أنينه من وجع البطن فإنه يدل على أنه يصل تقصيره إلى عياله وأهل بيته في الدنيا وقد جوزي على ذلك. وإن كان أنينه من وجع فرجه فإنه يدل على أنه كان في الدنيا زانيا وقد جوزي على ذلك. وإن كان أنينه من وجع فخذه فإنه يدل على أنه كان يصل بعداوته إلى من يتعلق به من الأهل والأقارب في الدنيا فجوزي عليها. وإن كان أنينه من وجع ساقيه أو رجليه فإنه يدل على ما فعله في سفر أو حضره من الأفعال الذميمة في الدنيا وقد جوزي على ذلك. ومن رأى أن ميتا يخبر عن شخص أنه مات فجأة أو يموت فلا خير فيه لذلك الشخص ولا للرائي، وربما ماتا فجأة. ومن رأى أن جماعة من الموتى بمكان يأكلون شيئا فإن ذلك الشيء يكون غاليا. ومن رأى أن ميتا سكران فلا خير فيه للرائي ولا للميت لقوله تعالى (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) الآية. وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل قليلا من أكل الميت فإنه يلقى كنزا تحت الأرض. ومن رأى أنه قطع عنق ميت بشيء من الأشياء فإن كان رجلاًمصلحا فالناس يتوبون على يده، وربما ناظر أحداً في مسائله وقويت حجته عليه وأظفر بعدوه. وإن رأى ذلك ملك فإنه يعتق جماعة من أقاربه، وربما يفك أسارى أو مسجونين مما هم فيه. وقال جعفر الصادق من رأى أحداً مات وهو على هيئة الأموات فإنه لا يصل إلى مراده الذي أمله من أمور الدنيا. ومن رأى أنه يدل بالموتى إلى الطرق فإنه يؤول على حصول علم وحكمة ويهتدي على يديه أقوام ضالون، وقيل من رأى أنه يحيي الموتى فإنه يدبع الجلود. ومن رأى أنه معتنق لميت وهما على وسادة فإنه تطول حياته. ومن رأى أن ميتا جالس مكانه فلا خير فيه، وإن كان ذا سلطان فإنه يعزل عن ذلك، وربما يموت. ومن رأى أن أحداً من الأموات تزوج امرأة فهو قريب من ذلك. ومن رأى ميتا حمل شيئا ثقيلا يعني بحمله فإنه يكسب ذنوبا وأوزارا ثقيلة ولا خير فيمن يرى ان الميت ركب فرسه أو تقلد بسيفه أو لبس ثيابه، وربما كان ذلك جميعه خسرانا أو ضلالا أو قهرا. ومن رأى أن ميتا طائر فإنه نجاة له. ومن رأى أن ميتا يجري فإنه قد نجا من الهول، وربما كان قاصداً الأمر ولم يبلغه وصار في نفسه شيء من ذلك. ومن رأى ميتا محصنا أو مدرعا أو معه شيء من العدد فإنه يدل على أنه آمن من الفزع الأكبر، وربما كان نجاة. ومن رأى أن الميت يغني فلا خير فيه. وقيل إذا رأى الميت على هيئة غير محمودة أو فعل ما لا يجوز فعله فإنه ليس ببالغ في الآخرة ما أمله منها في الدنيا. وقيل من رأى أن ميتا لابس ثيابا حسنة فهو علامة رضا الله عنه، وإن رآه بخلاف ذلك فلا خير فيه. ولا بأس بلبس الحرير للموتى لأنه من أمتعة الآخرة وهم الآن قد رحلوا من الدنيا. ومن رأى أن ميتا قد حج فإنه خير وصلاح وحصول مراد في الآخرة، ومن رأى لميت شيئا لا يمكن وقوعه فإنه حصول أمر يتعجب منه، وربما يحصل للرائي نتيجة. ومن رأى أن الميت في حالة يقتضي أن يكون مثلها في اليقظة فإنه يؤول على أحد من عقبه أو سميه أو نظيره، وقيل من رأى أن ميتا يصنع شيئا من الصنائع فإن كان نوعه محبوبا فهو جيد في حقه، وإن كان نوعه مكروها فلا خير فيه. ومن رأى أن الميت يحصد فإنه فعل خير وسيلقى ما فعله في الآخرة إن شاء الله تعالى. فصل في رؤيا مجامعة الأموات قال جعفر الصادق رؤيا مجامعة الأموات ما لم ينزل الرائي خير ومنفعة وحصول مراد فإن أنزل بطلت رؤياه وكان من فعل الشيطان. ومن رأى أنه جامع امرأة ميتة معروفة فإنه حصول خير وبلوغ ما يؤمله من حيث لا يحتسب، وإن كان الميت رجلاًمعروفا فحصول الخير لذلك الرجل والصدقة والأجر والاحسان من الرائي، وإن كان الميت رجلاًمجهولا لم يعرفه فإنه ظفر ونصرة على الأعادي. ومن رأى أنه يجامع امرأة ميتة ذات محرم فإنه حصول هم وغم، وقيل حصول خير للرائي. ومن رأى أنه يجامع امرأته المتوفية فلا خير فيه. ومن رأى أنه يجامع أقرباءه الأموات فإنه حصول هم عظيم. ومن رأى أنه يجامع ميتا جليل القدر وهو معروف فإنه صدور فعل الخير من الرائي في حق ذلك الميت. ومن رأى أن ميتا يجامعه فإنه يدل على وصول رزق من مال الميت للرائي. ومن رأى أنه يقبل ميتا بشهوة فإنه يصدر من الرائي في حق الميت خير وصدقة ودعاء. ومن رأى أن الميت يجامع شيئا من أموات الحيوان فهو على وجهين خير ومنفعة أو أمر مكروه وقد تقدم نبذة من ذكر مجامعة الأموات في فصل الجماع لئلا يصير الفصل خاليا من هذا المعنى. فصل في رؤيا الاعطاء للميت والأخذ منه قال دانيال من رأى أن ميتا قد ناوله شيئا من المأكل والمشرب ولم يأكله فإنه ينقص من ماله بقدر ذلك، وإن أكله فهو خير ومنفعة، وإن ناوله شيئا من متاع الدنيا فإنه حصول خير ووصول أمل. ومن رأى ميتا ناوله شيئا من ملبوسه ولبسه فإنه حصول غم ومرض شديد، وإن لم يلبسه وتركه حتى أخذه الميت ولبسه فإنه دليل على رحلته من الدنيا عاجلا. وقال ابن سيرين من رأى أن ميتا ناوله ثوبين مغسولين فإنه حصول غنى. ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا مخيطا ليس من ملبسه وتناوله ولبسه ثم قلعه وناوله للميت ثم لبسه الميت فإنه دليل على موت أهل بيته ولو لم يناول ذلك الثوب للميت لما حصل له ذلك النقص بل كان يزيد ماله. ومن رأى أنه ناول ميتا ثوبه ثم قال خطه أو اغسله بحيث لم يخرج من يده ولم يدخل في ملك الميت فإنه حصول غم وشدة وضيق صدر، وإن تناوله الميت ولبسه فإنه يموت عاجلا. ومن رأى أن ميتا قد أعاره ثوبه ثم طلبه منه فإنه دليل على فقر ذلك الميت للخير والمغفرة. ومن رأى ميتا قد ناوله ثوبا عتيقا فإنه يدل على افتقار الرائي، وإن كان الثوب جديدا فإنه يدل على غناه وعلى قدره. ومن رأى ميتا قد ناوله شيئا من القرآن وكتب الفقه وما أشبه ذلك فإنه دليل على حصول التوفيق في الطاعات والخيرات. ومن رأى أنه قد باع للميت شيئا فإنه دليل على غلاء ذلك الشيء. ومن رأى أنه قد وهب للميت شيئا ورده عليه فإنه حصول مضرة ونقص. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أن الميت أعطاه شيئا من محبوبات الدنيا فهو خير يناله من حيث لا يحتسب. ومن رأى أن الميت أعطاه قميصاً جديداً أو ثوباً نظيفاً فإنه ينال معيشة مثل أيام حياته، وإن أعطاه طيلساناً فإنه حصول خير ومنفعة وجاه. ومن رأى أن الميت أعطاه شيئا وكان ثوبا دنسا فإنه يرتكب الفواحش. ومن رأى أن الميت أعطاه طعاما فإنه حصول رزق من حيث لا يحتسب. ومن رأى أنه أعطاه بطيخا أصابه هم لم يتوقعه. ومن رأى أنه أعطاه عسلا فإنه مال من جهة غنيمة من حيث لا يحتسب. ومن رأى أن الميت يعلمه علما فإنه يصيب صلاحا في دينه بقدر ذلك. ومن رأى أنه أعطى الميت قلنسوة فإنه نقص في ماله أو مرض يصيبه ولكن يشفى. ومن رأى أنه نزع ثيابه وألبسها للميت فإنه لاحق به هذا ان علم أنها خرجت من ملكه والا فلا يضره ذلك وكل شيء يراه الحي أنه أعطاه الميت فليس بمحمود إلا في مسئلتين. إذا رأى أنه أعطى عمه أو عمته شيئا فإنه يصيب ميراثا، ورؤيا العم والعمة على أي وجه كان سلامة من غم. ومن رأى أن ميتا اشترى طعاما فإنه يكون قليل الوجود، وإن باعه يكون كاسدا. ومن رأى بضاعة من أي شيء كان وبها شيء ميت سواء كان إنسانا أو حيوانا فإن تلك البضاعة تفسد ويذهب أصلها. ومن رأى أن ميتا أعطاه شيئا مجهولا ولم يحقق ما هو فهو منفعة على كل حال، وكذلك ان أعطى الميت شيئا مجهولا فلا يضره ذلك. ومن رأى أن ميتا يعطي جماعة مجهولين شيئا لا يفهمه فإنه أمر ينبهم عليه. وقال بعض المعبرين كما قال ابن سيرين أحب الأخذ من الموتى ولا أعطيهم، وبالجملة كلما رأى الانسان ان ميتا أعطاه شيئا فهو خير ما لم يكن ذلك الشيء من جنس الهوام اللوادغ، وأما الاعطاء من جميع الوجوه فليس بمحمود إلا إذا كان يكرهه وهو من جنس ما تقدم فهو زوال هم وغم. فصل في رؤيا أشياء تتعلق بالموتى من رأى أن ميتا يرقص فإنه فرحان بما هو فيه لأن الموت يضاد الحياة وأفعالها، وقال آخرون جميع ما يفعله الميت من المكروهات كالملاهي وغيرها ليس بمحمود. وقال أبو سعيد الواعظ الأصل في رؤيا الميت إذا رؤى في المنام وهو يفعل شيئا حسنا فيه صلاح في أمر دينه ودنياه فإنه يحث الرائي على فعل الخير. وإذا رؤى أنه يعمل عملاً سيئاً فإنه ينهاه عن فعل السيئات وتركها. ومن رأى أنه يبحث عن حقيقة ميت فإنه يبحث عن سيرته في حال حياته. ومن رأى أن الميت في مكان مبهم ثم انتعش وقام قائما ورجعت الروح فيه فإن الرائي ينال عزا وحكمة ومالا حلالا. ومن رأى أنه يلقن الموتى فإنه يعظ ويرجع أقواما ضالين عن ضلالتهم. ومن رأى أن ملقنا أو غيره نزل إلى حفرة ميت فإنه يزنى. ومن رأى أنه أتى حفرة ميت فوجد بها نارا فإنه يدل على قبح عم الرائي وتحذيره، وربما كان صاحب الحفرة مرتكبا بدعة وضلالة، وكذلك ان رأى فيها شيئا من الهوام. ومن رأى أنه يفرق عظام الموتى فإنه يبذل ماله في غير مصلحته، وإن رأى أنه يجمعها فإنه حصول مال ومنفعة. ومن رأى أن ميتا أحدث ريحا فإنه يذكر بالقبيح. ومن رأى أن أحداً يعالج ميتا فإنه يفتقده بالصدقة. ومن رأى أنه قد خرج من ميت شيء من الأشياء كالبول والغائط والقيح والدم والبصاق والبلغم وما أشبه ذلك فهو على وجهين قيل لا تأويل له لكونه لا يمكن صدور ذلك منه، وقيل يؤول لكل شيء من ذلك من معنى ما تقدم ويجيء على عقبه، وربما كان بنوع غير ذلك مما يراه المعبرون بفراسة في المعنى، وقال آخرون غير ذلك وتقدم أنه إذا رأى في حق الميت ما لا يمكن وقوعه منه يعبر بالنظير أو السمى أو العقيب ونحو ذلك. ومن رأى من الأموات ما يتعجب منه فإنه حصول أمر تتعجب الناس منه. ومن رأى أنه سكن بمكان كان فيه ميت فإنه يبلغ مبلغه من أمور الدين والدنيا، ومن رأى أن مكانا سقط فوق من به فجاء الرائي وكشف ذلك فوجدهم أمواتا فإنه يؤول على وقوع موت بتلك الناحية والله أعلم بالصواب.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة