منتدى حكماء رحماء الطبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
يشرفنا أن تقوم
بالدخول
أو
التسجيل
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
منتديات الرسالة الخاتمة
منتدى ميراث الرسول
منتدى غذاؤك دواؤك
منتدى دليل الثقافة الغذائية
منتدى بنات بنوتات
منتدى قوت القلوب
منتدى نافذة ثقافية
منتدى دنيا الكراكيب
منتدى صبايا مصرية
منتدى همسات الحموات
منتدى الف توتة و حدوتة
منتدى حكماء رحماء الطبى
نافذة اللغة العربية والأعمال الأدبية
الأصمعيات
المجموعة الرابعة من الأصمعيات
فريق العمل
فريق العمل
عدد المساهمات
:
234
تاريخ التسجيل
:
31/12/2013
مساهمة رقم 1
المجموعة الرابعة من الأصمعيات
من طرف
فريق العمل
الخميس 18 يونيو 2015 - 15:50
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مكتبة الثقافة الأدبية
الأصمعيات
المجموعة الرابعة من الأصمعيات
● [ قال ] ●
صُخيْر بن عُمَيْر التَيِمِيّ
تهزَأُ مِنْي أختُ آلِ طيسَلَهْ ... قالَتْ أراهُ مُملِقاً لا شيءَ لهْ
وهزيَّتْ منِّي بنْتُ موءَلَهْ ... قالَتْ أراهُ دَالِفاً قدْ دُنْى لَهْ
وأنتِ لا جنبتِ تبريحَ الولَهْ ... مزءُودةً أوْ فاقِداً أو مُثكِلهْ
الستِ أيَّامَ حللنَا الأعزَلَة ... وقبلُ إذْ نحنُ عَلى المُضلضَلَةْ
مثلَ الأتانِ نَصَفاً جَنَعْدَلَهْ ... وأنَّا في الضرابِ قِيلانُ القُلَهْ
أبقَى الزمانُ منكِ ناباً نَهبَلَهْ ... وَرَحِماً عِنْدَ الِلقاحِ مُقفَلَهْ
ومُضغَةً بالُلومِ سَحًّا مُبهلَهْ ... إمَّا تريْنِي للوقارِ والعَلَةْ
قارَبْتُ أمشي الفَنجَلَى والقعوَلَهْ ... وتارَةً أنبُثُ نَبْثَ النَقثَلَةْ
خَزَعلةَ الضِبعانِ راحَ الهنبَلَةْ ... وهَلْ عَلِمتِ فُحَشَاءَ جَهِلَهْ
ممغُوثَةً أعراضُهُمُ مُمَرطَلَهْ ... مِنْ كُلِّ ماءٍ آجنٍ وسَمَلَهْ
كَمَا تُماثُ في الهِناتِ الثَمَلَهْ ... وهَلْ عَلمتِ يا قُفَيَّ التَنْفُلهْ
ومرسَنَ العجِلِ وساقَ الحَجَلَهْ ... وغَضَنَ الضَبِّ وليطَ الجُعَلَهْ
وكشَّةَ الأفعَى ونفخَ الأصلَهْ ... أنِّي أفئْتُ المِأَدةَ المُؤَبَّلَهْ
ثُمَ أَفئْتُ بعدَهَا مُستَقبِلَهْ ... ولَمْ أضِعْ ما يَنْبَغي أنْ أفْعَلَهْ
وأفعَلُ العارِفَ قبلَ المسأَلَهْ ... وأنتِجُ العَيْرانَةَ السَجْلَلَهْ
وأطعَنُ السَحْسَاحَةَ المُشَلشِلْه ... على غِشاشِ دَهَشٍ وعَجْلَهْ
إذا أطاش الطغى ايدي البعله ... وصدق الفيل الجبان وهله
أقصدتُها فلمْ أجزْهَا أنْمُلَهْ ... مِنْ حيثُ عَمَّتْ عنْ سواءِ المَقْتَلهْ
وأطعَنُ الخدْباءَ ذاتَ الرعَلَهْ ... ترُدُّ في وجهِ الطبيبِ نَثَلَهْ
وهَلْ عَلِمْتِ بيَننَا للأوَّلَهْ ... شُرَبَةً مِنْ غَيْرِنا أو أُكَلَهْ
● [ قال ] ●
امرؤ القيس
نطعُنُهُمْ سُلْكَي ومَخلُوجَةً ... لِفتَكَ لأمينِ عَلَى نابِلِ
إذْ هي أقساطٌ كرِجلِ الدَبَا ... أو كقَطَا كاظِمَةَ الناهِلِ
حلَّتْ لي الخمرُ وكنتُ امرءًا ... عَنْ شَربِهِمْ في شُغُلٍ شاغلِ
فاليومَ أشرَبْ غيرَ مُستَحقِبٍ ... إثماً ِمَنَ اللهِ ولا واغلِ
● [ قال ] ●
الحارِثُ بنُ عُبَاد
قرِّبَا مربَطَ النَعامةِ منِّي ... لقِحَتْ حَرْبُ وايلٍ عَنْ حِبَالي
لمْ أكُنْ ِمِنْ جُناتِها عَلِمَ اللّ ... ه وإنِّي بِحَرِّهِا اليومَ صالِ
لا بُجَيْرٌ أغنَى قَبِيلاً وَلا رَهْ ... طُ كُلَيْبِ تَزاجَرُوا عَنْ ضَلالِ
● [ قال ] ●
كَعْبُ بن سَعْد الغَنَويّ
لَقَدْ أغضبتِني أمُّ قيسٍ تَلُومُنِي ... ومَا لَوْمُ مِثْلي باطِلاً بِجَميلِ
تقولُ أَلا يا اسْتَبْقِ نفسَكَ لا تكُنْ ... تُساقُ لِغَبْراءٍ المَقامِ دَحُولِ
كَمُلقَى عِظامٍ أو كمهلَكِ سالِمٍ ... ولسْت لِميتٍ هالِكٍ بوَصيلِ
أراكَ امرءً تَرمي بنفسِكَ عامِداً ... مُرَامي تَغتالُ الرِجالَ بِغُولِ
وَمَنْ لا يَزَلْ يُرجى بِغيبٍ إيابُهُ ... يَجُوبُ ويغشَى هَوْلَ كُلِّ سبيلِ
عَلَى فَلَتٍ يُوشِكْ رَدىً أنْ يُصِيبَهُ ... إلى غَيرِ أدْنَى موضِعٍ لمَقِيلِ
ألمْ تعلَمي الاّ يُراخي مَنيَّتي ... قُعُودي ولا يُدنى الوفاةَ رَحيلي
معَ القدرِ الموقُوفِ حتَّى يُصيبَني ... حِمامِي لوْ أنَّ النفسَ غَيرُ عَجُولِ
فإنِّكِ والموتَ الذي تَرهبِينَهُ ... عَلَىَّ ومَا عَذّالَةٌ بِعَقُولِ
كداعِي هَدِيلٍ لا يُجَابُ إذَا دَعَا ... وَلا هوَ يَسلُوا عنْ دُعاءِ هدِيلِ
وذِي نَدَبٍ دَامي الأظلِّ قسمتُهُ ... مُحافظَةً بينِي وبينَ زَميلي
وزادٍ رفَعْتُ الكفَّ عنهُ عَفافَةً ... لأُوثِرَ في زادِي عليَّ أَكِيلي
وشخصٍ دَرَأتُ الشمسَ عنهُ براحَتي ... لأنظُرَ قبلَ الليلِ أينَ نُزُولي
ومُنْشَقِّ أعطافِ القميصِ دعوتُهُ ... وقَدْ سَدَّ جوزُ الليلِ كُلَّ سبيلِ
فقُلتُ لهُ قدْ طالَ نُومكَ فأرتَحِلْ ... ومَا ذاقَ طعمَ النومِ غيرَ قليلِ
سُحيراً وأعجازُ النجومِ كأنَّها ... صِوارٌ تدلَّى مِنْ سواءِ أمِيلِ
وقدْ شالَتِ الجوزاءُ حتَّى كأنَّها ... فَسَاطيطُ رَكبٍ بالفلاةِ نُزُولِ
ومنْ لايَنَلْ حتَّى يَسُدَّ خِلالَهُ ... يَجِدْ شهواتِ النفسِ غيرَ قليلِ
وعوراءَ قدْ قيلَتْ فلمْ استمِعْ لهَا ... ومَا الكِلمُ العَوراءُ لي بِقَبُولِ
ومَا أنَا للشيءِ الَّذي ليسَ نافِعِي ... ويغضَبُ منْهُ صاحبِي بقولِ
وأعرِضُ عَنْ مولاي لو شِئتَ سبَّني ... ومَا كُلَّ يومٍ حلمُهُ بأصِيلِ
ولمْ يلبثِ الجُهَّالُ أنْ يتهَضَّمُوا ... أخَا الحِلمِ مَا لمْ يَستعِنْ بجَهُولِ
وأذكُرُ أيَّامَ العشرَةِ بعدَ مَا ... أُميِّلُ غيظَ الصَدرِ كُلَّ مَمِيلِ
ولستُ بُمبدٍ للرجالِ سريرَتي ... ومَا أنَا عَنْ أسرارِهِمْ بِسَؤلِ
وقومٍ يَجُرُّونَ الثيابَ كأنَّهُمْ ... نَشاوَى وقْد نبهتُهُمْ لرحيِلِ
وعَافي الحَيَا طامِي الجمامِ وردتُهُ ... بِذي خُصلٍ صافي السَبيبِ رَجيلِ
وقدْ نَفَّرَ الليلُ النهارَ وأُلبِستْ ... سماوَةَ جوْنٍ مُجنِحٍ لأصيلِ
● [ قال ] ●
حَجَلُ بنُ نَضلَة
أبلِغْ مُعَاويَةَ المُمَزِّقَ آيةً ... عَنِّي فَلَسْتُ كَبَعضِ مَنْ يَتَقوَّلُ
إنْ تلقنِي لا تَلْقَ نهزَةَ واحِدٍ ... لا طائِشٌ رَعِشٌ ولا أنَا أعْزَلُ
تحِتي الأغَرُّ وفوقَ جلدِي نثرَةٌ ... زَغفٌ تَرُدُّ السيفَ وَهْوَ مُفَلَّلُ
ومُقارِبُ الكَعبَيْنِ أسمَرُ عاتِرٌ ... فِيهِ سِنانٌ كَالقُدَامَى مِنْجَلُ
وَمُهَنَّدٌ في متنِهِ حرْمِيَّهٌ ... وكأنَّ متنَيهِ حَصِيرٌ مُرْمِلُ
يَسقِى قلائِصَنَا بِماءٍ آجِنٍ ... وإذَا يَقُومُ بِهِ الحَسِيرُ يُعَيَّلُ
● [ قال ] ●
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَنَمَةَ
لأمِّ الأرضِ ويلٌ مَا أجَنَّتْ ... غَدَاةَ أضَرَّ بِالحَسَنِ السَّبِيلُ
نُقَسِّمُ مَالَهُ فِينَا وَنَدْعُوا ... أبَا الصَهباءِ إذْ جَنحَ الأصِيلُ
أجِدَّكَ لنْ تراهُ ولَنْ تَراهُ ... تَخُبُّ بهِ عُذافِرَةٌ ذَمُولُ
حَقيبَةُ رحلِهِ بَدَنٌ وَسَرْجٌ ... تُعارِضُهُ مُرَبَّبَةٌ دَءُولُ
إلى مِيعادِ أرْعَنَ مُكْفَهِرٍّ ... تُضَّمرُ في طوائِفِهِ الخُيُولُ
لَكَ المِرباعُ منهَا والصفَّايَا ... وَحُكْمُكَ والنَشِيطَةُ والفُضُولُ
لقَدْ ضَمِنَتْ بَنُو بدرِ بنِ عمروٍ ... وَلا يُوفي بِبِسْطامٍ قَتِيلُ
وخَرَّ عَلَى الألاءةِ لمْ يُوَسَّدْ ... كأنَّ بُرينَهُ سَيفٌ صَقِيلُ
فإنْ يَجْزَعْ عَلَيْهِ بَنُو أبيهِ ... فقَدْ فُجِعُوا وفَاتَهُمُ حَلِيلُ
بمطعامٍ إذَا الأشوالُ راحَتْ ... الي الحُجُراتِ ليسَ لَهَا فَصيلُ
ومقدامٍٍ إذَا الأبْطالُ حامتْ ... وعرَّدَ عَنْ حَلِيلتِهِ الحَليلُ
● [ قال ] ●
عِلْباءُ بن أريم ابن عوف
من بني بكر بن وايل
ألا تِلْكُمَا عِرسِي تَصُدُّ بوجهِها ... وتَزْعَمُ في جاراتِها أنَّ من ظَلَمْ
أبُونَا ولمْ أظلِمْ بشيءٍ عَلِمْتُهُ ... سِوَى ما تَرَيْنَ في القَذالِ مِنْ القِدَمْ
فيَوماً تُوافينَا بوجهٍ مُقسَّمٍ ... كَانْ ظبيَةٌ تَعطُو إلي ناضِرِ السَلَمْ
وَيَوْماً تُريدُ مَالَنَا معَ مالِهَا ... فإنْ لَمْ نُنِلْهَا لمْ تُنِمْنَا وَلمْ تَنَمْ
نَبِيتُ كأنَّا في خُصُومٍ غَرامَةٌ ... وتَسْمَعُ جاراتِي التَأَلِّي والقَسَمْ
فقُلْتُ لهَا إلاّ تَنَاهَى فَإنَّني ... أخُو النكرِ حتَّى تَقْرعِي السِنَّ مِنْ نَدَمْ
ليجتَنِبَنْكِ العِيسُ حِبْساً عُكُومُها ... وَذُو مِرَّةٍ في العُسْرِ واليُسُرِ والعَدَمْ
وأيُّ مليكٍ من مَعَدٍّ علِمْتُمُ ... يُعَذِّبُ عَبْداً ذِي جَلالٍ وذَي كَرَمْ
أمِنْ أجلِ كَبشٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَ قَريَةٍ ... ولَا عندَ أذوادٍ رِتاعٍ وَلا غَنَمْ
يُمَشِّيْ كأنّ لا حيَّ بالجِزعِ غَيْرَهُ ... ويَعْلُو جرَاثيمَ المَخارمِ والَأَكَمْ
فوَ اللهِ مَا أدري وإنِّي لَصادِقٌ ... أمِنْ خَمَرٍ يَأتِي الضَلالَ أمِ أتَّخَمْ
بَصُرْتُ بهِ يَوْماً وقَدْ كانَ صُحْبَتي ... مِنْ الجُوعِ إلا يَبْلُغوا الرجمَ مِلءِ جَمْ
بذِي حَطَبٍ جَزْلٍ وسهلٍ لِفائِدٍ ... وَمبراةِ غَزّاءٍ يُقالُ لهَا هُذَمْ
وزندَي عَقارٍ في السلاحِ وقادِحٍ ... إذَا شِئْتَ أورَى قبلَ أنْ يَبْلُغَ السَأمْ
وقالَ صِحَابي إِنَّكَ اليومَ كائِنٌ ... عَلَيْنَا كَمَا عَفَّا قُدَارٌ عَلَى إرَمْ
وقدرٍ يُهَاهِي بالكلابِ قُتَارُها ... إذَا خَفَّ أيسارُ المَسَامِيحِ واللُحُمْ
أخذْتُ لدَينٍ مُطمئِنٍ صَحِيفةً ... وحالَفْتُ فيهَا كُلَّ مَنْ جارَ أوْ ظَلَمْ
أخَوَّفُ بالنُعمانِ حتَّى كأنَّمَا ... قتَلْتُ لهُ خالاً كَرِيماً أوْ ابْنَ عَمْ
وإنَّ يَدَ النُعمانِ ليْسَتْ بِكَزَّةٍ ... ولكِنْ سماءٌ تُمْطِرُ الوَبْلَ والدِيمْ
لبَسْتَ ثيابَ المقتِ إنْ آبَ سَالِماً ... ولَمَّا أفِتْهُ أوْ أجَرَّ إلى الرَجَمْ
يُثِيرُ عَلَىَّ التُرْبَ فَحْصاً برِجْلِهِ ... وقدْ بَلَغَ الذَلْقُ الشوارِبَ أو نَحَمْ
لَهُ اليَهٌ كأنَّهَا شَطُّ ناقَةٍ ... أيَحَّ إذَا مَا مُسَّ أبهَرُهُ فَحَمْ
وقَطَّعْتُهُ باللَوْمِ حتَّى أطاعَني ... وأُلقى علَي ظَهْرِ الحقيبَةِ أوْ وجَمْ
ورُحْنا علَى العبءِ المُعلَّقِ شِلْوُهُ ... وأكْرُعُهُ والرأسُ للذِئْبِ والرَخَمْ
موَاريثُ آبَائي وكانتْ تريكَةً ... لآلِ قُدَارٍ صاحبِ النُكْرِ والحُطَمْ
● [ قال ] ●
المُتلَمِّسُ
تُعيِّرني أمّي رجالٌ ولنْ تَرى ... أخَا كرَمٍ إلَّا بانْ يتكَرَّما
وَمَنْ يَكُ ذا عِرْضٍ كريمٍ فلَمْ يصُنْ ... لهُ حسَباً كانَ اللَئيمَ المُذَمَّما
وهلْ ليَ أمٌّ غيْرُها إنْ ترَكْتُها ... أبى اللهُ إلَّا أنْ أكُونَ لها ابْنَما
أَحارِثُ أنَّا لوْ تُساطُ دِماؤُنا ... تزايَلْنَ حَتَّى لا يَمَسَّ دمٌ دمَاً
أمُنْتقِلاً منْ نصْرٍ بُهْثَةَ خلْتَني ... إلاَّ إنَّني منْهُمْ وإنْ كنْتُ أيْنَمَا
إلَا إنَّنَي منْهُمْ وعِرْضيَ عرْضُهُمْ ... كَذى الأنْفِ يَحْمي أنْفَهُ أنْ يُصَلَّما
لذي الحِلْمِ قبْلَ اليْومِ ما تُقْرَعُ العصَا ... وما عُلِّم الإنسانُ إلَّا ليَعْلَما
فإنَّ نِصابي إنْ سأَلْتَ ومَنْصبي ... منَ الناسِ قوْمٌ يفْتِنُونَ المُزَنَّما
وكُنَّا إذَا الجبَّارُ صعَّرَ خدَّهُ ... أقمْنا لهُ منْ ميْلِهِ فتقَوَّما
فلَوْ غيْرُ أخْوالي أرادوا نقيصَتي ... جعَلْتُ لهُمْ فُوْقَ العرَانينِ مِيسَمَا
وما كنْتُ إلَّا مثْلَ قاطعِ كفِّهِ ... بكفٍّ لَهُ أخْرَى فأصبَحَ أجْذَما
فلمّا استَقادَ الكفَّ بالكفِّ لمْ يجِدْ ... لهُ دَرَكاً في أنْ تَبينَا فأحْجَما
فأَطْرقَ إطْراقَ الشُجاعِ ولوْ يرَى ... مُساغاً لنابيْهِ الشُجاعُ لَصَمَّمَا
إذا ما أديمُ القومِ أنهَجَهُ البِلَى ... تفرَّي ولَوْ كتَبْتَهُ وتخَرَّما
إذا لمْ يزَلْ حبْلُ القَرينَيْنِ يلْتوي ... فلا بُدَّ يوْماً للقُوى أنْ تُجَذَّما
وقدْ كنْتُ أرجُو أنْ أكونَ لخَلْفكُمْ ... زعيماً فَما أحرَزْتُ أنْ أتَكَلَّما
لاُ ورِثَ بعْدي سُنَّةً يُهْتدى بها ... وأجْلوَ عنْ ذي شُبْهَةٍ أَنْ يُفَهَّما
أرى عُصُماً في نصْرٍ بُهْثةَ دائِباً ... وتَعْذُلُني في نصْرِ زيدٍ فبِئْسَ مَا
● [ قال ] ●
عَوْف بن عطيّة التيمي
هُما إبِلانِ فيهمَا ما علِمْتُمُ ... فأَدُّوهُما إنْ شئْتُمُ أَنْ نُسَالما
وإنْ شئْتُمُ ألْقَحْتمُ ونتَجْتُمُ ... وإنْ شئْتمُ عيناً بعَينٍ كمَا همَا
وإنْ كانَ عقْلاً فاعْقِلوا لأخِيكمُ ... بَناتِ المخاضِ والبكارَ المَقَاحِما
جزَيْتُ بني الأعْشَي مكانَ لبونِهِمْ ... كِرامَ المخَاضِ واللِقاحِ الرَوائما
مهاريسَ لا تشْكو الوُجومَ ولَوْ رَعَتْ ... جِمادَ خُفافٍ أوْ رعتْ ذا جُماجِما
وتشْربُ أسْآرَ الحياضِ تسُوفُها ... وإنْ وَرَدتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِماً
فمَنْ مُبْلغٌ تَيْماً علَى نأْي دارِها ... سَراتهُمُ والحاملينَ العَظائِما
عمِدْتُ لأمْرٍ يرْحَضُ الذمَّ عنْكمُ ... ويغْسلُ عنْ حُرِّ الأنُوفِ الخَواتما
أبى أكْلَ أسْتاهِ المغازلِ ذمَّني ... ولمَّا تكُنْ فيها الرِبابُ عماعِما
فأمَّا الدِقاقُ الأسْؤُقِ الضُلْعُ منْهُمُ ... فلسْتُ بهاجيهِمْ وإنْ كنتُ لَائِمَا
بوُدِّهمِ لا قرَّبَ الُله وُدَّهُمْ ... ولا زالَ مُعْطيهِمْ منَ الخيْرِ جازِمَا
ولكنَّني أهْجُو صَفِىَّ بْنَ ثابتٍ ... مثَبَّجَةً لاقتْ من الطيْرِ حائِما
وحِضْباً ظَؤُوراً جَوْبُهُ خُلَّةُ اسْتِها ... وصفْواءَ ريقَ فوْقَها الماءُ دائِما
● [ قال ] ●
عمرو بن الأسود
ولقدْ أمرْتُ أخاكِ عمْراً أمْرَةً ... فعصَى وضيَّعَهُ بذاتِ العُجْرُمِ
فإذَا أمَرْتُكِ بعْدهَا فتَبَيَّني ... أوْ أقْدمي يومَ الكَرِيهَةِ مُقْدَمي
● [ قال ] ●
أبو الفَضْل الكِناني
في حوْمةِ الموْتِ الَّتي لا تَشْتكي ... غَمَراتِها الأبْطالُ غيْرَ تغَمْغُمِ
وكأَنَّمَا أقْدامُهُمْ وأكُفُّهُمْ ... كرَبٌ تساقطَ منْ خليجٍٍ مُفْعمِ
لمَّا سَمِعْتُ نداءَ مُرَّةَ قدْ علَا ... وابْنَىْ ربيعةَ في الغُبارِ الأقْتمِ
ومحلّماً يمْشونَ تحْتَ لِوَائهمْ ... والموتُ تحْتَ لواءِ آلِ محَلِّمِ
وسمِعْتُ يشْكُرَ تدَّعي بحُبَيِّبٍ ... تحْتَ العَجاجةِ وهي تقْطُرُ بالدَّمِ
وحُبيِّبٌ يُزْجونَ كلَّ طِمِرَّةٍ ... ومنَ اللهازمِ سحْبُ غيْرِ مصَرَّمِ
والَجمْعُ منْ ذُهْلٍ كانَّ زُهَاءَهُمْ ... جُرْبُ الجِمالِ يقودُها ابْنَا شعْثَمِ
قذَفُوا الرماحَ وباشرُوا بنُحُورهمْ ... عنْدَ الضِرابِ بكُلِّ ليْثٍ ضْيغَمِ
والخيْلُ تضْبِرْنَ الخَبارَ عوابِساً ... وعلَى مناسجِها سبائِبُ منْ دمِ
لا يصْدقونَ عنِ الوغَى بخُدُودهمْ ... في كلِّ سابغَةٍ كلَوْنِ العِظْلِمِ
نجَّاكَ مُهْرُ ابْنَيْ حلَامٍ منْهُمُ ... حتَّى اتَّقيْتَ الموْتَ بابْنَيْ حِذْيَمِ
ودَعَا بَني أمِّ الرُواعِ فأقْبَلوا ... عنْدَ اللقاءِ بكُلِّ شاكٍ مُعْلَمِ
يمْشُونَ في حلَقِ الحديدِ كمَا مشَتْ ... أسُدُ الغَريفِ بكُلِّ نحْسٍ مُظْلِمِ
فنَجَوْتَ منْ أرْماحِهِمْ منْ بعْدِ ما ... جاشَتْ إليْكَ النفْسُ غيْرَ المَأْزِمِ
● [ قال ] ●
مُهَلْهِل بنُ رَبِيعَة
يا حارِ لا تجهلْ على أشياخِنَا ... إنَّا ذَوُو السُوراتِ والأحْلامْ
مِنَّا إذَا بلغَ الصبيُّ فِطامَهُ ... سائِسُ الأُمُورِ وحارِبُ الأقوَامْ
قتلُوا كُليباً ثُمَّ قَالوا أربعُوا ... كذَبُوا ورَبِّ الحلِّ والإحْرامْ
حتَّى نُبيدَ قبيلةً وقبيلةً ... قهراً ونَفْلِقَ بالسيوفِ الهامْ
ويَقُمْنَ ربِّاتُ الخدُورِ حواسِراً ... يمسَحْنَ عرضَ ذوائِبِ الأيتامْ
● [ قال ] ●
طَرِيفٌ العَنْبَري
أوْ كُلَّمَا وردتْ عُكاظَ قبيلَةٌ ... بعثُوا إليَّ رسُولَهُمْ يتوَسَّمُ
فتوسَّمُونِي إنَّني أنَا ذَاكُمُ ... شاكٍ سِلاحي في الحوادثِ مُعْلَمُ
تحتِي الأغرُّ وفوقَ جِلدِي نثرةٌ ... زَغْفٌ ترُدُّ السيفَ وهوَ مُثَلَّمُ
حوْلي فورِاسُ مِنْ أُسيْدٍ شِجْعَةٌ ... وإذَا غَضِبْتُ فَحَوْلَ بيتِي خَضَّمُ
ولِكُلِّ بكرِيٍَّ لَدَيَّ عداوَةٌ ... وأبُو ربيعةَ شانِئٌ ومَحَلِّمُ
● [ قال ] ●
عَمْرُو بنُ حُيَىّ التغلبيّ
ولَقَدْ دعوتَ طَرِيفُ دعوةَ جاهلٍ ... سفَهاً وأنتَ بمنظرٍ لو تَعْلمُ
ولقيتَ حَيًّا في الحُرُوبِ محلُّهُمْ ... والجيشُ باسمِ أبيهِمُ يُستَهزَمُ
فإذَا دعَوْا بأبي رَبيعةَ أقبلُوا ... بكتائبٍ دونَ النساءِ تلمَّمُوا
فلقيتَ فيهمْ هانئاً وسلاحَهُ ... بطلاً إذَا هابَ الفوارِسُ يُقْدِمُ
سلَبُوكَ درعكَ والأغرَّ كليهِمَا ... وبنُوا اُسيْدٍ أسلَمُوكَ وخضَّمُ
● [ قال ] ●
أبو دُواد الإيادي
منعَ النومَ مأوِىَ التهمامُ ... وجديرٌ بالهمِّ مَنْ لا ينامُ
مَنْ يَنَمْ ليلُهُ فَقَدْ أُعمِلَ اللي ... لُ وذُو البثِّ ساهِرٌ مُستَهامُ
هل ترَى مِنْ ظعائِنٍ باكِراتٍ ... كالعَدَوليِّ سيْرَهُنَّ انقِحامُ
واكناتٍ يَقضَمْنَ مِنْ قُضُبِ الضِرْ ... وِ ويُشفَى بدَلِّهِنَّ الهُيَامُ
وسبَتْنِي بناتُ نخلَةَ لوْ كُنْ ... تُ قرِيباً ألمَّ بيَّ التِمامُ
يكتَبِينَ الينجُوجَ في كبَّةِ المَشتَ ... ى وبُلْهٌ أحلامُهُنَّ وِسامُ
ويصُنَّ الوُجُوهَ في الميَسَنانِ ... ي كَمَا صانَ قرنَ شمسٍ غَمَامُ
وتراهُنَّ في الهوادِجِ كالغِزْ ... لانِ مَا إنْ ينالُهُنَّ السَهامُ
نَخَلاتٌ من نَخلِ بيسانَ أينع ... نَ جميعاً ونبتُهُنَّ تُؤَامُ
وتدَلَّتْ على مَنَاهِلِ بُردٍ ... وفُلَيجٌ مِنْ دُوِنَها وسَنَامُ
وأتَانِي تقحِيمُ كعبٍ لي المن ... طِقَ إنَّ النكيثَةَ الإقْحامُ
في نظامٍ ما كُنْتُ فيهِ فَلا يُح ... زنْكَ شيءٌ لكُلِّ حسناءَ ذَامُ
ولقدْ رابَني ابْنُ عمِّي كعبٌ ... إنَّهُ قدْ يرومُ ما لا يُرَامُ
غيرَ ذنبِ بني كنانَةَ منِّي ... إنْ أُفارِقْ فإنَّني مِجْذامُ
لا أعُدُّ الإقتارَ عُدْماً ولكنْ ... فَقْدُ مَنْ قدْ رُزِئُتُهُ الإعدامُ
مِنْ رجالٍ مِنَ الأقاربِ فادُوا ... مِنْ حُذاقٍ هُمُ الرُءوسُ العِظامُ
فهُمُ للملاينينَ أنَاةٌ ... وَعُرَامٌ إذَا يُرادُ العُرامُ
وسَماحٌ لَدَى السنينَ إذَا مَا ... قَحَطَ القَطرُ واستَقَلَّ الرِهامُ
ورجالٌ أبوهُمُ وأََبِي عم ... رٌو وكعبٌ بِيضُ الوُجُوهِ جِسامُ
وشبابٌ كأنَّهُمْ أسدُ غيلٍ ... خالَطَتْ فَرْدَ حدِّهِمْ أحلامُ
وكهُولٌ بنى لهُمْ أولُوهُمْ ... مَأثُراتٍ يَهابُها الأقوامُ
سُلِّطَ الدهرُ والمَنُونُ عليهِمْ ... فلَهُمْ في صَدَى المقابِرِ هامُ
وكذاكُمْ مَصِيرُ كُلِّ أُناسٍ ... سَوْفَ حَقاً تُبليهِمُ الأيّامُ
فعَلَى إثرهِمْ تُساقِطُ نفسي ... حَسَرَاتٍ وذِكرُهُمْ لي سَقامُ
إبلي الإبْلُ لايُحَوِّزها الرا ... عُونَ مَجُّ النَدَى علَيْها المُدَامُ
وتدَلَّتْ بهَا المَغَارِضُ فَوْقَ ... الأرضِ مَا إنْ يُقلُّهُنَّ العِظامُ
سمِنَتْ فاستَحَشَّ أكرُعُهَا لا ... النيُّ نيٌّ ولا السَنامُ سَنامُ
فإذَا أقبلَتْ تَقُولُ إكَامٌ ... مشرِفَاتٌ فوقَ الإكامِ إكامُ
وإذَا أعرَضَتْ تقُولُ قُصُورٌ ... مِنْ سماهِيجَ فوقَهَا آطامُ
وإذَا مَا فَجِئتَهَا بَطْنَ غيبٍ ... قُلتَ نَخْلٌ قدْ حَان مِنْها صِرامُ
وهي كالبيضِ في الأداحيِّ مَا يُو ... هَبُ منهَا لمُستنيمٍ عِصامُ
غيرَ مَا طيَّرَتْ بأوبارِها الفقرَةُ في حَيثُ يستَّهِلُّ الغَمامُ
فهي ما إنْ تُبِينُ عَنْ سنَدٍ أر ... عَنَ طَودٍ لِسِربِهِ قُدَّامُ
مُكْفَهِرٌ علَى حواجبِهِ يع ... رَقُ في جَمعِهِ الحَمِيسُ اللُهامُ
فارسٌ طارِدٌ وملتقِطٌ بِي ... ضاً وخَيلاً تعدُو وأُخرى صِيَامُ
قدْ براهُنَّ غِرَّةُ الصيدِ والأع ... داءُ حتَّى كأنَّهُنَّ جِلامُ
قد تَصَعْلَكْنَ في الربيعِ وقدْ ق ... رَّعَ جِلْدَ الفَرائِصِ الإقدامُ
جاذياتٌ على السنابِكِ قَدْ أفرَعَ ... هُنَّ الإسراجُ والإلجامُ
لَجِبٌ تُسمَعُ الصواهِلُ فيهِ ... وحنيِنُ اللقاحِ والإرزامُ
بِعُرىً دُونَهَا وتَقُرَنُ بالقي ... ظِ وقدْ دَلَّهَ الرِباعَ البُغَامُ
● [ قال ] ●
خُفاف بن نُدْبَة
لْم تأخُذُونَ سلاحَهُ لقتالِهِ ... ولذَاكُمُ عندَ الإلهِ أثامُ
لا دِينُكُمْ ديني وَلا أنَا كافِرٌ ... حتَّى يزُولَ إلي الصراةِ شَمامُ
● [ قال ] ●
سَوَّار بن المُضَرَّب
ألمْ ترَنِي وإنْ أُنبأتَ أنِّي ... طويْتُ الكشحَ عَنْ طلَبِ الغوانِي
أحبُّ عُمَانَ مِنْ حُبِّي سُليمى ... ومَا ظنِّي بِحُبِّ قُرَى عُمَانِ
علاقَةَ عاشقٍ وهواً مُتاحاً ... فمَا أنَا والهَوى مُتدانيانِ
تَذَكَّرْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ سُليمى ... ولكِنَّ المزارَ بهَا نآنِي
فلا أنسَى ليالي بالكلندَى ... فنينَ وكُلُّ هذَا العيشِ فانِ
ويوماً بالمجازةِ يومَ صِدقٍ ... ويوماً بينَ ضنكَ وصومَحَانِ
ألا يا سَلْمَ سيِّدَةَ الغوانِي ... أمَا يُفدَي بأرضِكِ تلكَ عانِ
ومَا عانيكِ يا ابنةَ آلِ قيسٍ ... بمفحُوشٍ عليِهِ ولا مُهانِ
أِمنْ أهلِ النقَا طرقَتْ سُليمى ... طَريداً بينَ شنظَبَ والثمانِي
سرَى مِنْ ليلةٍ حتَّى إذَا مَا ... تَدَلَّي النجْمُ كالُأدُمِ المجانِ
رمَى بلدٌ بهِ بلداً فأضحَى ... بظمأَى الريحِ خاشعَةِ القِنَانِ
تمُوتُ بناتُ نيسَبِها ويعيِى ... عَلى رُكبانِها شُرُكُ المِتانِ
يُطوِّلُ عنُدَ رِكبَةِ أرحَبىٍ ... بعيدِ العَجبِ مِنْ طَرَفِ الجِرانِ
مطيَّةَ خائِفٍ ورجيعِ حاجٍّ ... سمُورَ الليلِ مُنطلِقَ اللَبانِ
قذيفَ تنائِفٍ غُبْرٍ وحاجٍ ... تقحَّمُ خائِفاً قحمَ الجَبانِ
كأنَّ يديهِ حينَ يُقالُ سيرُوا ... عَلَى مَتنِ التنُوفَةِ عَصبَتانِ
يقيسانِ الفلاةَ كَمَا تَعَالَّا ... خلِيعَا غايَةٍ يتبادرَانِ
كأنَّهُمَا إذَا حُثَّ المطايَا ... يَدَا يَسرِ المتاحَةِ مُستَعانِ
شبُوبَا الرَجْعِ مائِرَتَا الأعالي ... إذَا كَلَّ المَطيُّ سفيهَتَانِ
وهَادٍ شعشَعٌ هجمَتْ عليهِ ... تَوالٍ مَا يُرَى فيهَا تَوانِ
أعاذِِلَتَيَّ في سَلْمَى دَعَانِي ... فَإنِّي لا أُطاوِعُ مَنْ نَهانِي
ولَوْ أَنِّي أُطِيعُكُمَا بِسَلْمَى ... لَكُنْتُ كبَعْضِ مِنْ لا تُرْشِدَانِ
دَعَاني مِنْ أَذَاتِكُمَا ولكِنْ ... بذِكْرِ المَذْحجِيَّةِ عَلِّلَانِي
فإنَّ هَوايَ ما علِمَتْ سُليْمى ... يَمَانٍ إنَّ منْزِلَها يَمَان
تَكِلُّ الرِيحُ دُونَ بِلادِ سَلْمي ... ومِرباعِ المُنَوَّقَةِ الهِجانِ
بكُلِّ تَنُوفةٍ للرِّيحِ فيهَا ... خفيفٌ لا يُروعُ الترْبَ وانِ
إذَا ما المُسْنَفاتُ علَوْنَ منْها ... رُقاقاً أو سَماوةَ صَحْصَحانِ
يخِدْنَ كأنَّهنَّ بكُلِّ خَرْقٍ ... وإغْساءِ الظلامِ على رهانِ
وْإن غَوَّرْنَ هاجِرَةً بفَيْفٍ ... كاَنَّ سَرابَها قِطَعُ الدُخانِ
وضَعْنَ بهِ أجِنَّةَ مُجهضاتٍ ... وضَعْنَ لثالثٍ علَقاً وثانِ
وليلٍ فيهِ تَحْسبُ كلَّ نَجْمٍ ... يدُلُّكَ مِنْ خَصاصَةِ طَيْلسانِ
نعَشْتُ بهِ أزِمَّةَ طاوِياتٍ ... نوَاجٍ لا يُبِئْنَ علَى اكْتنانِ
تُثرْنَ عَوازِبَ الكُدْريِّ وهْناً ... كأنَّ فراخَها قُمْرُ الأَفاني
يَطَأْنَ خُدورَهُ متَسمِّعاتٍ ... علَى سُمْرٍ تَفُضُّ حَصَي المِتانِ
شَرِبْنَ جَميعَهُ حتَّى توَلَّى ... كمَا انكَبَّ المُعَبَّدُ للجِرانِ
وشَقَّ الصُبْحُ اُخرَى اللَيْلِ شقَّاً ... جِماعَ أغَرَّ مُنْقَطعِ العنانِ
ومَا سَلْمَى بسَيِّئَةِ المُحَيَّا ... ولا عَسْراءَ عاسِيةِ البَنانِ
ألَا قدْ هاجَني فازْدَدْتُ شَوْقاً ... بُكاءُ حَمَامتيْنِ تجَاوَبانِ
تنَادى الطائرانِ بِصُرْمِ سلْمى ... على غُصْنَيْنِ منْ غَرَبٍ وبانِ
فكأَنَ البانُ إنْ بانَتْ سُليْمى ... وبالغَرَبِ اغْتِرابٌ غَيْرُ دانِ
ولوْ سألَتْ سراةَ الحيِّ عنِّي ... عَلَى أنِّي تلَوَّنَ بي زَمانِي
لنبَّأهَا ذَوُو أحسابِ قومِي ... وأعدَائي فكُلٌّ قَدْ بَلاني
بدَفعِي الذَمَّ عَنْ حسبِي بمَالي ... وزَبُّوناتِ أشوَسَ تيَّحَانِ
وأنِّي لا أزالُ أخَا حِفاظٍ ... إذَا لَمْ أجنِ كُنْتُ مِجَنَّ جَانِ
● [ قال ] ●
صَخْر بن عَمْرو الشريد
أرَى أُمَّ صخرٍ ما تَجِفُّ دموُعُها ... ومَلَّتْ سُليمى مَضجَعي ومَكَاني
ومَا كُنتُ أخشَى أنْ أكُونَ جنازَةً ... عليكِ ومَنْ يغتَرُّ بالحَدَثانِ
فأيُّ امرئٍ ساوَى بأمٍّ حليلَةً ... فَلا عاشَ إلَّا في شَقاً وَهَوانِ
أهُمُّ بأمرِ العزْمِ لوْ أستطيعُهُ ... وقَدْ حيلَ بينَ العيرِ والنزوانِ
لعَمرِي لقدْ أيقظتِ مَنْ كانَ نَائِماً ... وأسمَعتِ مَنْ كانَتْ لَهُ أذُنانِ
وحيٍّ حَرِيدٍ قدْ صبحتُ بغارةٍ ... كرجلِ جَرادٍ أو دَباً كُتُفانِ
فلوْ أنَّ حياً فائِتُ الموتِ فاتَهُ ... أخُو الحَرْبِ فوقَ القارحِ العَدَوانِ
● [ قال ] ●
سُحَيْم بن وَثِيلٍ الرِياحيّ
أَنَا ابنُ جَلَا وطلّاعُ الثَّنايَا ... متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني
فإنَّ مكانَنَا منْ حِميَريٍّ ... مَكانُ الليثِ من وسَطِ العَرينِ
وإنِّي لا يعُودُ إلىَّ قِرنِي ... غداةَ الغِبِّ إلَّا في قَرِينِ
بِذِي لِبَدٍ يصدٌّ الرَّكب عنهُ ... ولا تُؤْتى فريستُهُ لحِينِ
عذَرْتُ البُزْلَ إذْ هيَ خاطَرَتنِي ... فمَا بَالي وبالُ ابنيْ لبونِ
وماذَا يدّري الشعراءُ منّي ... وقدْ جاوزْتُ رأْسَ الأرْبعينِ
أخو خمسينَ مُجْتَمِعٌ أشُدّي ... ونجّذني مجاورةُ الشؤونِ
فإنَّ عُلالتيْ وجِراءَ حَوْلي ... لذو شِقٍّ على الضّرَعِ الظَّنونِ
سأُحيي ما حييتُ وإنَّ ظهري ... لمشتدٌّ إلي نصْرٍ آمينِ
كَرِيمُ الخالِ مِنْ سلَفيْ رياحٍ ... كنصْلِ السيْفِ وضّاحُ الجبينِ
فإنَّ قناتنا مشِظٌ شظاها ... شديدٌ مدُّها عُنُقَ القرينِ
● [ قال ] ●
شمرُ بن عَمْرٍو الحنفيّ
لَوْ كنتُ في ريْمانَ لسْتُ ببارحٍ ... أبداً وسُدَّ خَصاصُهُ بالطينِ
لي في ذُراهُ مآكلٌ ومشارِبٌ ... جاءَتْ إليَّ مَنيَّتي تبغيني
وَلقدْ مررْتُ على اللئيمِ يسبُّني ... فمضيْتُ ثُمَّت قُلْتُ لا يعْنينِي
غَضْبانَ ممتلئاً عليَّ إهابهُ ... إني وربِّكَ سُخْطُهُ يرْضيني
يا ربَّ نكْسٍ إنْ أتتْهُ منيَّتي ... فرِحٌ وخِرْقٍ إنْ هَلَكْتُ حزينُ
كتاب : الأصمعيات
المؤلف : الأصمعي
منتدى الرسالة الخاتمة - البوابة
أعجبني
لم يعجبني
مواضيع مماثلة
مواضيع مماثلة
»
المجموعة ألثالثة من الأصمعيات
»
المجموعة ألثانية من الأصمعيات
»
المجموعة ألأولى من الأصمعيات
»
المجموعة الرابعة من حرف الألف
»
المجموعة الرابعة من الكبائر