بّسم الله الرّحمن الرّحيم مكتبة العلوم الشرعية فضل قيام الليل والتهجد ● [ باب ما يستحب أن يفعله القائم المتهجد ] ●
قال محمد بن الحسين أحب لمن أراد القيام من النوم للتهجد أن يتسوك وأن يتطهر وإن أمكنه أن يتطيب فليفعل ويذكر الله عز وجل ويمجده ويحمده بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكره ويفعله عند القيام من منامه ويحفظه فإنه باب شريف حسن لمن وفقه الله عز وجل يسير على من يسره الله له. (31) حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء وأبو عبيد الله المخزومي وإبراهيم بن سعيد الجوهري والحسن بن الصباح وغيرهم واللفظ لعبد الجبار قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا عاصم الأحول عن طاوس عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن بينهن ولك الحمد أنت الحق ولقاؤك حق ومحمد حق اللهم بك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر ولا إله غيرك. قال محمد بن الحسين ينبغي لمن كان له حظ من قيام الليل أن يحفظ هذا وإنما أحثه على حفظه ليستعمله وكذا ينبغي لكل مسلم أن يحفظه ممن لا حظ له في قيام الليل فيدعو به رجاء أن يوفقه مولاه الكريم لقيام الليل إن شاء الله تعالى. (32) حدثنا الفريابي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم بن بشير قال حدثنا حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد يشوص فاه بالسواك. (33) وحدثنا الفريابي قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور وحصين عن أبي وائل عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يتهجد يشوص فاه بالسواك. (34) حدثنا الفبريابي قال حدثنا حبيب بن سعيد قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الحسن بن عبد الله النخعي عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا رضي الله عنه كان يحث عليه ويأمر به يعني السواك وقال إن الرجل إذا قام يصلي دنا المَلَكُ منه فيستمع القرآن فما يزال يدنو حتى يضع فاه على فيه فما يلفظ من آية إلا دخلت جوفه. (35) وحدثنا الفريابي قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير ووكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إذا قام أحدكم من الليل فليتسوك فإنه إذا قرأ القرآن دنا المَلَكُ منه ثم لم يزل يدنو حتى يضع فاه على فيه. (36) حدثنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعيد عن عقيل بن خالد عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تسوك أحدكم ثم قام يقرأ طاف به الملك يستمع القرآن حتى يجعل فاه على فيه فلا يخرج آية من فيه إلا في في الملك وإذا قام ولم يتسوك طاف به ملك ولم يجعل فاه على فيه. (37) حدثنا أبو عبد الله ابن مخلد العطار قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا أبو عيسى عن عون بن عبد الله قال كان عبد الله بن مسعود إذا قام إلى الصلاة تعجبه الريح الطيبة والثوب النظيف. (38) حدثنا ابن مخلد العطار قال حدثنا العباس الدوري حدثنا عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد قال حدثني مولى لابن محيريز أن ابن محيريز كان إذا قام إلى الصلاة دعا بغالية وضمخ بها ما يردع .. صلاة بين المغرب والعشاء. قال محمد بن الحسين وأحب أن يديم الرجل على الصلاة فيما بين المغرب والعشاء فإنه يقال إنها .. الله عز وجل في القرآن وقد قيل في قوله عز وجل: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) قيل الصلاة بين المغرب والعشاء الآخرة .. فمن أحيى ما بينها فحظه الوافر أطيب إن شاء الله ومن صلى ست ركعات فحسن جميل ومن صلى أربع ركعات ففيها بال ثم أحب لمن صلى على هذا النعت أن يتفكر فيما اكتسبه في يومه الذي مضى عنه فإن كان فرط فيما لا ينبغي أن يفرط أن يستغفر الله عز وجل ويتوب إليه منه ويعتقد أن لا يعود إلى ما يكره مولاه الكريم هذا واجب عليه وينظر فيما اكتسبه من كل خير عمله فيلزم نفسه الشكر لله عز وجل ويتوب إليه منه ويعتقد على ما وفقه لذلك الخير ويسأله الزيادة منه والمعونة على شكره فإنه قريب مجيب لمن دعاه وأقبل عليه ومتعطف على من أدبر عنه. (39) حدثنا ابن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا سفيان الثوري عن عامر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه قال ما أتيت عبد الله بن مسعود في تلك الساعة إلا وجدته يصلي فقلت له في ذلك فقال نعم ساعة القبلة يعني ما بين المغرب والعشاء. (40) وحدثنا أبو محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا عمارة بن زاذان عن ثابت البناني قال كان أنس بن مالك يصلي ما بين المغرب والعشاء ويقول هذه ساعة ناشئة الليل. (41) وحدثنا أبو محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن ابن عمر قال من أحيى أربع ركعات بعد المغرب كان كالمعقب غزوة بعد غزوة. (42) وحدثنا أبو محمد أيضا قال حدثنا الحسين بن الحسن قال حدثنا بن المبارك قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال صلاة الأوابين الخلوة التي بين المغرب والعشاء حتى يثوب الناس إلى الصلاة. (43) وحدثنا أبو محمد بن صاعد أيضا قال حدثنا الحسين بن الحسن قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثنا زهرة بن معبد عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال إذا صليت المغرب فقم فصل صلاة رجل لا يري أن يصلي تلك الليلة فإن رزقت من الليل قياما كان خيرا رزقته وإن لم ترزق قيام كنت قد قمت أول الليل. (44) حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني قال سألت سفيان الثوري عن قول الله عز وجل: ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) فحدثني عن منصور قال بلغني أنهم كانوا يصلون ما بين المغرب والعشاء. (45) حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا أبو زكريا بن بارحة قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك في قول الله عز وجل: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) قال بين المغرب والعشاء. (46) وحدثنا أبو عبد الله ابن مخلد قال حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد قال حدثنا محمد بن عون بن عمارة العبدي قال حدثنا مخلد أبو الهيثم الدهان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من صلاة أحب إلى الله عز وجل من صلاة المغرب ختم بها نهاره واستفتح بها الليل لم يحطها عن مسافر ولا عن مقيم فمن صلاها ثم صلى بعدها ركعتين من غير أن يكلم أحدا كتبتا له أو رفعتا له في عليين فإن صلى بعدها أربع ركعات من غير أن يكلم جليسا بنى الله عز وجل له قصرين مكللين بالدر والياقوت بينهما من الخيام ما لا يعلم علمها إلا الله عز وجل فإن صلاهما ست ركعات من غير أن يكلم جليسا غفرت له ذنوبه أربعين عاما. (47) وحدثنا ابن مخلد قال حدثنا حفص بن عمرو الربالي قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى ست ركعات بعد المغرب لا يتكلم بينهن بسوء عدلن له كفارة اثنتي عشرة سنة. قال محمد بن الحسين: (48) وقد روي عن سفيان الثوري أنه قال من صلى بعد المغرب ركعتين يقرأ في كل عشرين مرة قل هو الله أحد بني له قصر في الجنة فإذا أصبح قالت الملائكة انطلقوا بنا ننظر إلى قصر فلان. تم الجزء والحمد لله تعالى في سابع عشر من ذي الحجة متم ستة عشر وثمانمئة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين.
كتاب : فضل قيام الليل والتهجد للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ منتديات الرسالة الخاتمة ـ البوابة