فصل في رؤيا الخضروات ● أما البطيخ الأصفر وهو المعروف بالشمام فإنه يؤول بالمرض والسقم خصوصا لمن أكله قال الكرماني رؤيا البطيخ الأصفر وقطفه وجمعه فإنه يؤول بالمرض وأكله أبلغ. وقال أبو سعيد الواعظ البطيخ الأصفر يؤول برجل كثير الأحزان، فمن رأى أنه أصاب بطيخا أصفر وأكل منه فإنه يقع في هم لا يجد الخلاص منه. ● أما البطيخ الأخضر فإنه يؤول على أوجه فالحلو منه منفعة. ومن رأى بطيخا أخضر في أوانه يأكل منه خير من البطيخ الأصفر والصغار منه أجود من الكبار وليس فيه مضرة. وقال الكرماني من رأى بطيخا أخضر حلوا في أوانه ويأكل منه فإنه يدل على زوال غم بمقدار ذلك، وبمقدار ما بقي منه حصول هم وغم. ومن رأى أن عنده بطيخا كثيراً فإنه يدل على وقوعه في العناء والبلاء بحيث لا يرى له علاج. وقال جابر المغربي من رأى بطيخا في أوانه فإنه يدل على امرأة ذات منفعة وعيش. وقال أبو عيد الواعظ البطيخ الذي لم ينضج يدل على صحة الجسم. وقال ابن سيرين من رأى أنه يأكل بطيخا فإنه يخرج من الغم، وإن كان في الحبس فإنه يطلق لقوله تعالى ( فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه ) قال المفسرون هو البطيخ من أي نوع كان سواء كان أخضر أو أصفر، وقيل البطيخ الأخضر يؤول برجل ثقيل الروح بارد الهمة ليس له بهاء في أعين الناس. وقال جعفر الصادق البطيخ مطلقا يؤول على خمسة أوجه مرض وامرأة وغلام ومنفعة وعيش خصوصا إن كان حلوا. ● أما الفقوس فإنه مكروه عند البعض، وقيل فيه من رأى أنه أصاب فقوسا وأكل منه فإنه يتهم بسرقة، ومن رأى أنه أصاب شيئا وهو لا يعرف إن كان هو فقوسا أم قثاء فإنه يؤول على وجهين هم وحزن وربح وخير. ومن رأى شيئا من هذه الأنواع مثل العجور وما أشبه ذلك مما لم يستو فإنه يؤول بالمال من أي نوع كان. ● أما الخيار فإنه يؤول على أوجه، فمن رأى خيارا أخضر طريا في أوانه فإنه يدل على استماع كلام حسن أو ميل امرأته إليه أو رغبتها فيه. وقال رأى أنه يأكل من ذلك الخيار فإنه يدل على حصول مراد من تلك المرأة. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الخيار محمودة على أي وجه كان. وقال الكرماني رؤيا الخيار تؤول بالخير والخبرة والمنفعة لاشتقاق الاسم. ● أما القثاء فهي في التعبير كحكم الخيار، وربما كانت تؤول بالخير أكثر من ذلك إذا كانت رخصة. ● أما القرع فإنه يؤول على أوجه قال الكرماني رؤيا القرع يؤول بالرفعة خصوصا إن رآه على شجرة، وربما دلت رؤيا القرع على مصاهرته مع إنسان، وقيل من رأى أن في بيته قرعا في أوانه يدل على النعمة وازدياد المال، وإن كان مريضا عوفي، وإن كان عبدا أعتق، وإن كان كافرا أسلم، وإن كان مسافرا رجع بالسلامة، وإن كان فاسقا تاب الله عليه وتقضي حاجته. وقال جابر المغربي رؤيا القرع تؤول برجل عالم ذي خلق وطبع لطيف. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا القرع إذا جمع يؤول بجمع أشياء متفرقة، وإذا أكل يؤول بعلم بقدر ما أكل منه والأحسن الأكل منه إذا كان مطبوخا، وربما كره المعبرون أكله نيئا وتكلموا عليه لأنه يؤول بالقرع. وقال بعض المعبرين من رأى أنه يبيع القرع فإنه يقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ورد في الحديث الصحيح أنه كان عليه الصلاة والسلام يحب الدباء وهو القرع ويتتبعه من القصعة. ● وأما الاسفاناخ فإنه يؤول بالهم والغم، وربما دلت رؤياه للمريض على الشفاء، ● وأما الباذنجان فإنه غم وحزن وتفكر. وقيل من رأى أنه أصاب باذنجان أبيض فإنه يصيب ثناء حسنا، وإن كان أسود فتعبيره ضده، وربما دلت رؤيا الباذنجان من حيث الجملة على المزاج. وقال أبو سعيد الواعظ الباذنجان في غير وقته يدل على إصابة رزق بتعب. وقال بعضهم ربما دلت رؤيا أكل الباذنجان على حصول ما نواه من خير أو شر لقوله عليه السلام: الباذنجان لما أكل له، وأما الطرخون فإنه يؤول بسوء الطباع، وربما دلت على رجل رديء الأصل والعمل. فمن رأى أن عنده شيئا من ذلك فإنه يؤول بمصاحبة رجل متصف بهذه الصفة، وإن أكل منه حصل له من ذلك مضرة، وأما السلق فإنه غم من جهة امرأة. وقال الكرماني ربما دل رؤيا السلق على حصول منفعة. وقال أبو سعيد الواعظ أيضا. ● وأما اللفت قال ابن سيرين رؤياه تؤول بالغم والحزن وأكله أبلغ. ومن رأى أن له لفتا وهو يأكل منه فإنه يصل إليه مضرة بقدر ما أكل. وقال جابر الغربي لا بأس بأكل اللفت إذا كان مطبوخا. ومن رأى أنه أبعد شيئا من ذلك على أي وجه كان فإنه خلاص من غم وهم. ● وأما الكسبرة الخضراء فإنها تؤول بالغم والحزن وبيعها وهبتها خلاص من ذلك. وقال أبو سعيد الواعظ الكسبرة رجل نافع في الدين والدنيا، وأما يابسها فيأتي في باب الأبازير. ● وأما القنبيط وهو عند بعض الناس يعرف بالكرنب فإنه في وقته يدل على المنفعة من جهة النساء ومطبوخه خير من نيئه وأكله في غير وقته يدل على الحزن. وربما دلت رؤيا أكل الكرنب على الكرب. ومن رأى أنه يأكل قنيطا ببيض فإنه يدل على أنه ينكح نسوة، وربما يأكل أموالهن. ● وأما الجزر فإنه غم وهم خصوصا إذا كان مرا ورؤيته مطبوخا أو الأكل منه ليس فيه مضرة، وربما كان منفعة قليلة يتعب، وقيل رؤيا الأكل منه يدل على الضعف. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا الجزر يدل على الحزن لآكله، وأما الربياس فإنه غم وهم. وقال جابر المغربي ان كان طعمه حلوا فإنه منفعة من قبل أقاربه وأصدقائه، وإذا كان حامضا فإنه ندامة على فعله، ● وأما القلقاس فإنه رزق بمشقة وتعب، وربما يدل على تغير المزاج وخشونة الطباع، ● وأما الكمأة فإنها تدل على رجل دنيء تحبه الأشراف أو على أمر لا خير فيه، وإذا رآها كبيرة دلت على رزق من قبل النساء. ومن رأى أنه يأكل الكمأة فإنه يكسب مالا من حل. ● وأما السومر فمن رآه وأكله في وقته أو غير وقته فإنه هم وحزن وأكله مضرة وخسارة، وربما دلت رؤيا أكله على الشفاء للمريض. ● وأما الشبت فمال ومنفعة وخير وليس فيه مضرة. ● وأما النعناع فإنه هم وغم وتفكر، وإن كان نابتا في أرض غيره فإنه يؤول على صاحبه. ● وأما الكراث فمختلف فيه قيل مال حرام شنيع وثناء قبيح ومطل للفقراء حقوقهم وأكله مطبوخا تدل على التوبة. ● وأما الثوم فإنه يؤول بالذم القبيح، وقيل انه مال حرام وأكله مطبوخا يدل على التوبة. وقال الكرماني الثوم يؤول بالغيبة، وإن كان صاحب الرؤيا صالحاً فيعبر بالخير. وقال جابر المغربي الثوم يدل على الحزن والغم والبكاء، وإن رأى أنه أكله فيكون مضرته أخف. ● وأما البصل فقال الكرماني يؤول بالمال الحرام وكلام قبيح، وإن كان صاحب الرؤيا صالحاً فإنه يؤول بالخير والدين، وإن كان غير صالح فيدل على جمع مال حرام. ومن رأى أنه يأكل منه مطبوخا فإن عاقبة أمره تؤول إلى التوبة. وقال جعفر الصادق رؤيا أكل البصل تؤول على ثلاثة أوجه مال حرام وغيبة وندامة، وقيل رؤيا البصل تؤول بشحيح قبيح في كلامه قليل الدين. وقال أبو سعيد الواعظ البصل مختلف فيه فيدل على أشياء تخفى، وربما كان أمرا مكروها لقوله تعالى ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )، وربما كان مالا وتقشير البصل يدل على التملق إلى الرجل. وقيل رؤيا قشر البصل والثوم تدل على طلب مال بتملق، وإن رأى مع ذلك ما يشكر فهو حصول ما قصده بتعب وعناء، وإن رأى ما يذم فلا خير فيه. ● وأما بصل العنصل فإنه يدل على رجل بدوي يثني عليه بقبيح فمن رآه بيده فإنه يلتمس شيئا يورثه ثناء قبيحا. ● وأما اللوبيا فقال ابن سيرين من رأى أنه يأكل اللوبيا في وقتها أو في غير وقتها مطبوخة أو غير مطبوخة فإنه ليس بمحمود وأخضرها ويابسها بمعنى واحد. ● وأما الكعوب فإنه يؤول بالهم والغم لمن أكله في وقته، ورؤياه أخف من أكله، وإذا كان في غير وقته فهو أشد وأبلغ. ● وأما الهليون فهو على وجهين إذا كان مطبوخا فيؤول برزق حلال، وإذا كان غير مطبوخ فلا خير فيه. وقال السالمي من رأى شيئا من الخضروات جملة واحدة في مكان مزروع به وهو لا يعرف أسماءها فإنه يدل على صلاح العامة، وقيل رؤيا ذلك تدل على أنه كل ما كان منها طعمه حلوا فإنه يدل على الخير والمنفعة وما كان مرا فإنه يدل على الشر والمضرة وبيع ذلك محمود. وقال جابر المغربي من رأى أنه يبيع شيئا من ذلك يدل على الحزن بمقدار ما باعه من ذلك. وقال جعفر الصادق من رأى أنه يأكل منها فانه يؤول بالمرض والإفلاس والغم. والله أعلم. فصل في رؤيا النباتات وهي على أقسام عديدة فأما ما كان من الأشجار والرياحين ونحوه فتقدم، وأما ما هو من نوع القرع والبطيخ وأمثال ذلك فتقدم أيضآ، وأما بقية النباتات فيما يستعمل أو يستحق فكل منها يأتي في محله وفصوله وأبوابه، وأما ما ليس يدخل في ذلك وهو على حدته فذكرنا ما استحضرناه في هذا الفصل وبالله المستعان، وأما الباقلا فإنه خصومة، وربما كان هما وحزنا. وقال أبو سعيد الواعظ رطبها هم ويابسها مال مع سرور، وقيل يؤول بالقلة لاشتقاق اسمها، وربما كانت تدل على أمر حسن. وأما اللبسان وهو الخردل فإنه يؤول بمصيبة وهم وغم وأكله يؤول بنقصان المال والمرض والخصومة والمعصية. وقال أبو سعيد الواعظ الخردل مختلف فيه فمنهم من قال ان أكله يدل على اصابة مال شريف في مشقة، ومنهم من قال ان آكله يسقي شيئا مرا. وأما الخشاش فهو مال هنيء وحصول منفعة. وأما الأفيون وهو مستخرج من الخشاش فإنه هم وحزن وقلة دين لمن أكله. وأما الشيح فإنه هم وغم وأكله يدل على نقصان المال والعيال. وأما نبت الزعفران فإنه يؤول بخير ومنفعة وثناء جميل، وأما مسحوقه فإنه يأتي في باب العطريات. وقال الكرماني من رأى أنه أعطى شيئا من نبت الزعفران أو اشتراه فإنه يتزوج بامرأة غنية. ومن رأى أن ذلك في احمال أو ما يحترز فيه عليه فإنه زيادة في نعمة وحصول خير جزيل. وأما نبات الحناء فإن المعنى في ذلك عائد إلى الورق لا على القضبان فهو مال ومنفعة وقضبانه تقدم تعبيره في رؤيا الأشجار والخضاب منها تقدم. وأما السعتر فإنه يؤول بالغم والحزن وأكله خصومة، وقيل مضرة ونقصان مال ولا خير في رؤياه الا إذا كان منسوبا لابراهيم عليه السلام. وأما السعد فإنه على أوجه، فمن رأى أن له سعدا على أي وجه كان فإنه ينشر اسمه في ذلك المكان بالخير. ومن رأى أنه يأكله فليس بمحمود. وأما لسان الثور، فمن رأى أنه يأكله فإنه يدل على الغم والحزن، وإن لم يأكله فإنه أخف هماً. وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكله فإنه يدل على الغم والحزن، وإن رآه ولم يأكله فإنه يتنافس مع أحد بالكلام، ورؤياه غير محمودة. وأما نبات الأشواك فليس بمحمود من حيث الجملة، وربما كان رؤياه هما وحزنا. ومن رأى أن يرعى الشوك للجمال فإنه يصل إليه هم من بعض جماله، وأما الزرع فهو على أوجه وفيه أقوال. فمن رأى زرعا نابتا من حيث الجملة وهو معروف ومكانه معروف وكان في وقته فإنه يؤول على الأولاد في الزين والشين. ومن رأى زرعا في موضع مجهول وقد ظهر سنبله وتغير لونه وهو في غير وقته فإنه يدل على جماعة يتعاونون عليه في خصومة. ومن رأى أنه يحصد الزرع فإنه يؤول على هلاك جماعة في فتنة. ومن رأى أنه يزرع زرعا ويحصده ونقله إلى البيدر فإنه يحصل ما أمله ويجد ثواب ما عمل من خير. ومن رأى أنه يمشي في زرع محصود فإنه يصحب جماعة من المجاهدين إلى الغزو. وقال جابر المغربي من رأى أنه يحصد زرعا فإنه يدل على الحرب والخصومة. ومن رأى أنه يحصد شعيرا فإنه يدل على الخير والمنفعة وخصب السنة خصوصا إذا كان في وقته. ومن رأى حادثا حدث في الزرع مثل الحريق وغيره فإنه يدل على حصول قحط في ذلك المكان، وإن كان الزرع له فإنه يحصل له مضرة من ملك. ومن رأى أنه يسقى زرعه فإنه يفعل شيئا يحصل به النفع في الدين والدنيا. ومن رأى أن في وسط الزرع نهرا فليس ذلك بمحمود. ومن رأى سنبل الزرع ممدودا في الأرض وعلى الدواب فإنه حصول مضرة لصاحب الزرع بقدر ذلك، وإن لم يعرف صاحب الزرع فتكون المضرة عائدة عليه. وقال الكرماني رؤيا الزرع تؤول بالنساء لقوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم ) الآية. وكذلك ان رأى أنه يحرث فإنه ينكح امرأة. وقيل رؤيا الزرع الأخضر في وقته تؤول بالرزق والنعمة في ذلك المكان، وإن كان في ملكه كانت النعمة له. ومن رأى أن له زرعا وقد استوى في وقته فإنه يدل على حصول مراده وبلوغ مقصده، وإن كان في غير وقته فإنه يدل على حصول المخالفة بينهم أو مصيبة عظيمة، وربما دل للرائي على موت الفجأة أو لمن يعرف الزرع به أو كان الرائي من أهله، ومن رأى أن له زرعا أخضر وقد يبس فإنه يدل على حصول مصيبة. ومن رأى زرعا في أرض مسطحة وهو منسوب له فإنه يدل على غنى ورياسة. ومن رأى أن في ذلك ماء يسقى به شجره أو شجرا أخضر فإنه يدل على تقربه إلى ملك ذلك المكان وتصرفه في أمور مملكته ان كان أهلا لذلك، وإن لم يكن أهلا فهو حصول نعمة على كل حال. ومن رأى أنه يحصد زرعا في غير وقته فإنه يدل على حصول وباء أو مرض عظيم لأهل ذلك المكان. وقال إسماعيل بن الأشعث من رأى أنه يحصد الزرع في وقته فإنه يدل على الامتثال لأوامر الله ويحصل له التوفيق من الله تعالى بايتاء الزكاة. ومن رأى أنه يحصد نباتا من حيث الجملة فإن كان مقبولا عند الناس فعاقبته خير، وإن كان غير مقبول فتعبيره ضده. ومن رأى أنه يبذر الزرع فإنه يؤول بالشرف هذا إذا علق فإن لم يعلق أصابه هم بقدر ذلك البذر، وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في الزرع من حيث الجملة يدل على الجهاد. فمن رأى أنه زرع حنطة فإن كان جيدا فتدل رؤياه على ان ظاهره خير من باطنه. ومن رأى أنه يزرع شعيرا فتعبيره ضده. وأما السنبلة الخضراء فخصب السنة واليابسة النابتة على ساقها جدوبة السنة لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام "سبع سنبلات خضر وأخر يابسات". وزرع السلطان الشيء بيده يدل على غلائه، والسنابل المجموعة في يده أو في بئر أو وعاء اصابة مال من مكسب غيره أو علم يتعلمه، والتقاط سنابل الزرع إذا كان مبذورا لغيره أصابه مال مفرق من أصحابه. ومن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته وكانت السنابل صفراء فإنه يدل على موت الشيوخ. وإن كانت خضراء فيدل على موت الشباب أو قتلهم. والحنطة في سنبلها إذا رؤيت في الفراش تدل على حبل المرأة. وأما زرع الدخن فيؤول برزق من قبل اليمن. وأما زراعة الارز فهو اجتهاد في مال ومنصب. وأما زراعة الحبوب فتؤول برزق وبركة واجتهاد في معيشة حسنة وأولوه بخلاف ذلك ويحتاج فيها إلى اعتبار الرائي وما هو عليه، وقيل مدرس جميع الزراعة وتبنه مال حلال. ومن رأى خضرة كثيرة على وجه الأرض مما لا يعرف جوهرها فإنه يؤول بالدين والبقاء، وربما يؤول رؤيا الزرع أو العشب على الرجال إذا كان قائما على ساقه. ومن رأى أنه في مكان به زرع أو شيء من النبات أو أكل منه شيئا فإنه خير ونعمة فإن انتقل من مكان إلى مكان فإنه يسافر في طلب الرزق. وقيل من رأى أرضا مخضرة حرثت أو يبست فإنه يصيب خيرا، وربما دلت رؤيا الزرع على أعمال الناس فإن كانت مخضرة فإنها أعمال صالحة، وإن كان غير ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى أن له زرعا معروفا في وقته فإنه خير الدنيا والآخرة أما الدنيا فهو مال حلال مجموع من كسب، وأما الآخرة فهو عمل يشيع اسمه عند الناس بالصلاح. وربما دلت رؤيا الزرع إذا كان في غير مكان يقتضي الزرع على طلب أمر مخالف ليس هو مشكورا. وأما زرع الابازيز فإنه يؤول باصطناع المعروف والاجتهاد فيما يحصل به النفع للناس، وربما دلت رؤيا ذلك على تشويش الخاطر، وقيل إذا كانت الزراعة طيبة المأكل بغير طبخ فإنه جيد، وإذا كانت بخلاف ذلك فتعبيره ضده. وقيل من رأى أنه زرع شيئا لا ينبت فإنه على ثلاثة أوجه لواط، وقيل أمر عار أو اجتهاد فيما ليس يحصل به نتيجة. وأما زرع القرط وهو البرسيم فإنه فعل أمر ينمو ويحصل به فائدة ونتيجة. وأما زرع القصب فإنه طلب رزق من وجه حل. والله أعلم. فصل في رؤيا البقول وهي عديدة ولها تعبير عند المشايخ على أقوال عديدة. قال الكرماني رؤيا البقول مما يؤكل مطبوخا أو نيئا فلا بأس به، وأما ما لا يطبخ ولا يؤكل نيئا فهو خصومة، وإذا كانت البقول في طبق أو ما أشبه ذلك فهو يؤول على أهل الدار وكذلك إذا كان في زنبيل أو ما يشبهه. ومن رأى أنه يجمع البقول من المبقلة فهو على وجهين هم وغم ونيل حاجة، وكل بقل يكون كريه الرائحة يؤول برجل شحيح يكون كثير الكلام قبيح اللفظ، وقيل رؤيا البقل المزروع أخف من رؤيا المقلوع والمبقلة في التأويل رجل ذو أحزان، ومن رأى أنه جمع من مبقلة باقة بقل فإنه حصول خصومة من أقرباء زوجة، والباقة الواحدة من المبقلة تدبر وتحذر من الشرور. وأما الفجل فإنه ليس بمحمود ويؤول أكله بالثناء القبيح، وربما كان انسانا فاحش القول والأسود منه أبلغ. وأما الرشاد فإنه يؤول بالرشد، وإن كان مذهب من قال كل شيء لا يكون طعمه طيبا فليس بمحمود خصوصا إذا أحرق في الفم، وربما دلت رؤياه على غير ذلك مما تقدم في فصل النبات إذا عد منه، وأما الماش فإنه إذا كان مطبوخا دل على خير قليل، وإذا كان نيئا فإنه حزن، وإذا رآه كثيراً ولم يأكل منه فلا بأس به.
فصل في رؤيا البساتين قال دانيال البستان امرأة، فمن رأى أنه يسقي بستانه فإنه يؤول بالمجامعة. ومن رأى بخلاف ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى أن ببستانه شيئا من المشمومات فإنه يؤول بولد صالح. ومن رأى أن ببستانه شجرة الخوخ فإنه يؤول بولد نافع يتعلم العلم والأدب. وقال ابن سيرين من رأى أن له بستانا وبه أشجار مثمرة وأكل منها فإنه يدل على أنه يتزوج امرأة ذات مال ويحصل له منها منفعة. ومن رأى أنه دخل بستانا في أيام الخريف فتساقط عليه من ورق الأشجار فإنه يدل على حصول هم وغم ونكد عيش. ومن رأى أنه في بستان وبه قصر وأشجار خضرة ومياه وامرأة حسناء فإنه يؤول بأنه يموت شهيدا. ومن رأى أنه ببستان له أشجار فتساقط عليه من ثمرها فإنه يدل على مخاصمة شريف والنصرة عليه. ومن رأى أنه في بستان وهو على مكان مرتفع مضطجع فإنه يدل على كثرة نسله. وقال الكرماني البستان يؤول برجل كبير ذي مال وجمال. ومن رأى بستانا في أيام الصيف مخضرا وبه ثمار فجاء عليه سيل فاقتلعه فإنه يدل على هلاك ملك أو عزل عامل ذلك المكان. ومن رأى أنه دخل في بستان ورأى فيه أسدا فإنه يدل على ظفر حاكم ذلك المكان على أعدائه. ومن رأى بستانا أطلق به نار يدل على موت الفجأة لحاكم ذلك المكان. ومن رأى أن فيه ذئابا وصيادا فإنه يؤول بظلم ذلك الحاكم. وإن رأى أن فيه أغناما فإنه يؤول بحصول مال وغنيمة. ومن رأى فيه أبقارا وحمرا فإنه يدل على زيادة حشم وخدم ومال ونعمة. ومن رأى أن فيه خيولا فإنه يدل على قوم عظام. ومن رأى أن بعض أشجار البستان طارت فإنه يدل على أن عسكر الملك ليس لبعضهم عهد. ومن رأى أنه دخل بستانا فجمع من فواكهه وثماره وتوجه بها لمنزله فإنه يدل على حصول خير ومنفعة من قبل الملك. وقال جابر المغربي رؤيا البستان في الأصل شغل الانسان وعمله على قدر همته. ومن رأى أن بستانا قد أزهر وحسن فإنه يؤول بحسن شغله وعمله. ومن رأى أن بستانا قليل الثمر وليس به خضرة فتعبيره ضده. ومن رأى بستانا بمكان لم يكن فيه فإنه يؤول بملك جديد يأتي ذلك المكان. ومن رأى بستانا في أيام الربيع فإنه يؤول بجور الملك في رعيته. ومن رأى أنه غرس بستانا ونبت فإنه يؤول بزواج امرأة وحصول خير ومنفعة. وقال جعفر الصادق رؤيا البستان تؤول على سبعة أوجه امرأة وولد وعيش ومال ورفعة وسرور وسرية، ورؤيا البستان امرأة قيمة، وربما تؤول رؤيا البستان على ثلاثة أوجه قيمة البيت وولد وصاحب شغل. وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا البساتين والحدائق مما يدل على الاستغفار لقوله تعالى ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل عليكم مدرارا ) الآية، وربما دلت رؤيا ذلك على البشارة. ومن رأى أن أحداً منهم يسقي بستانه فربما تنظر امرأته إلى غيره. ومن رأى حية في بستان فإنه يدل على حماة أرضه وشجره. وقيل من رأى أنه دخل بستانا فوجده كاملا من جميع الأشياء فإنه حصول رزق وخير ومنفعة خصوصاً إن جنى منه شيئاً لقوله تعالى ( حدائق ذات بهجة ما كان لكم ) الآية. ومن رأى بستانا حسنا فإنه يصيب مالا من امرأة حسناء وامرأة تدعوه إلى نفسها وهو يمتنع فإنه يرزق الشهادة ويدخل الجنة. وقيل من رأى بستانا حسنا فإنه يصيب مالا من امرأة غنية. ومن رأى بستانا يسقى بساقية ولم يثمر فيه شيء فإنه يدل على ان امرأته ليست راضية بوطئه. ومن رأى أن بستانا يسقى من غير ساقية فإنه يأتي امرأته في دبرها، والبستان يؤول بدار السلطان أو الحاكم فمن دخل بستانا فإنه يدخل دار أحدهما. فصل في رؤيا الرياض ومن رأى أنه يدخل روضة فإنه يدخل في قلبه الاسلام ويتنزه وينال من البر والدين بقدر نزهته في تلك الروضة، وربما تؤول بالمصحف أو كتب العلم. فمن رأى أنه ينظر في روضة فإنه ينظر في المصحف أو كتب علم. ومن رأى أنه خرج من روضة إلى سبخة أو نحوها فإنه يخرج من الهدى إلى الضلالة. ومن رأى أنه يأكل كل شيئا من الرياض فإنه ينال علما وصلاحا في الدين. وقيل من رأى روضة ولم يعرف نباتها فإنها تؤول بالاسلام والدين. ومن رأى أنه في روضة وقد تحقق انها ملكه على أي وجه كان فإنه يدل على صلاح دينه وصفاء اعتقاده على قدرها. ومن رأى أنه دخل روضة وهي ملك لغيره ثم أراد بدخوله التنزه فإنه يدل على مجالسته الصالحين وحجة معهم، وأما حرقها أو قلعها أو يبسها فتأويله كما تقدم في ذكر البساتين، وكذلك إذا رأى فيها من الوحوش أو هوام الأرض، وأما الروضة التي بحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تقدم تعبيرها. فصل في رؤيا الرياحين وأنواعها مما يشم والأزهار وأما الريحان الأخضر ويعرف بالاترنجي إذا كان لونه وريحه طيبا فإنه يدل على الولد وقلعه من الأرض بكاء وحزن. وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان تؤول على سبعة أوجه امرأة وجارية وصديق وولد وكلام حسن ومجلس علم وصنعة حسنة. ومن رأى في بستانه أو في داره ريحانا فإنه يحصل له منفعة مما ذكر. وإن رأى في ذلك ما يزينه أو يشينه فهو عائد على ما ذكر. وقال جابر المغربي من رأى أنه يبيع ريحانا في وقته فهو محمود وفي غير وقته ليس بمحمود. ومن رأى ريحانا في وقته فإنه يدل على مصاحبة رجل أصيل جوهري صاحب كلام حسن. ومن رأى أنه يقلع ريحانا فإنه يفترق من رجل أصيل. وأما الريحان الحمامي فقال ابن سيرين من رآه رطبا ولونه حسنا وريحه طيبا فإنه يدل على العز والشرف، وإن رآه ذابلا فإنه يدل على السقم. وقال الكرماني الريحان الحمامي يدل على الولد وقلعه يدل على البكاء والحزن. وقال جعفر الصادق رؤيا الريحان الحمامي تؤول على ستة أوجه عز وشرف وولد وصديق وكلام حسن ومجلس علم ومعرفة وذكر جميل، وقيل رؤيا الرياحين ونحوها في موضع نباتها دون أن تكون مقلوعة تؤول بالولد لقول بعض العرب: ولدك ريحانك، وإن رآها مقلوعة قد وضعت في داره أو أمامه فإنه هم وحزن وبكاء، وربما كانت الريحانة امرأة فمن ملكها فإنه يتزوج بامرأة ولكن تقع الفرقة بينهما عاجلا، وقال بعض المعبرين الدليل على ان الريحانة امرأة وأما السوسن فإن رآه في وقته نابتا فإنه يدل على حصول الخير والولد. ومن رأى أنه مقلوع فإنه يدل على الحزن كما إذا رأت امرأة انها قطعت سوسنة وناولتها زوجها فإنه يطلقها. ومن رأى أنه أعطى سوسنا لأحد من أقاربه فإنه يدل على بعده. وقال الكرماني من رأى أنه أعطى باقة سوسن فإنه حصول مفارقة وكلام خشن. وقال جابر المغربي عرق السوسن يدل على جارية سيئة الخلق قبيحة المنظر. ومن رأى السوسن في غير وقته فإنه غير محمود، وقيل من رأى سوسنة أو أعطيها فإنه يصيب سوسة. ومن رأى السوسن والرياحين والحبوب مقطعة حول سريره أو يرى له فانهم الباكون حول نعشه ان كان مريضا، وإن لم يكن مريضا فهم وحزن. وقال أبو سعيد الواعظ السوسن يدل على وجهين لأهل الصلاح ثناء حسن ولأهل الفساد سوء حملا على ظاهر اسمه لأن شطره الأول سوء وأما النيلوفر فمن رآه نابتا فإنه يدل على حصول منفعة من امرأة أو جارية أو يحصل له ولد، وإذا رآه مقطوفا فإنه غم وحزن. وقال الكرماني إذا رأت امرأة انها قطفت نيلوفراً وأعطت زوجها فإنه يطلقها. ومن رأى أنه أعطى نيلوفرا لأحد أرقائه فإنه يدل على عتقه. وعرق النيلوفر يدل على جارية سيئة الخلق. وأما النمام فسرور من جهة امرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة. وقال بعض المعبرين من رأى بيد احد نماما أو أكل منه فربما يؤول عليه من اشتقاق الاسم. وأما البنفسج فمن رآه نابتا في وقته فإنه حصول منفعة من قبل امرأة أو جارية أو يرزق ولدا. ومن رآه مقطوفا فإنه يدل على الحزن. وقال الكرماني إذا رأت امرأة انها قطفت بنفسجا من عرقه وأعطته لزوجها فإنه يدل على طلاقه اياها. ومن رأى بنفسجا وأعطاه لغلامه فإنه يدل على إباقه. ومن رأى أنه أعطى له باقة بنفسج فإنه يدل على الفرقة. وقال جابر المغربي عرق البنفسج يدل على جارية سيئة الخلق. وقال أبو سعيد الواعظ البنفسج جارية والتقاطه تقبيلها، وأما الآس فإنه يؤول برجل حر طويل العمر ذي طبع لطيف وجمال وكمال وعقل من أهل بيت شريف وهو يصلح للصداقة، واما امرأة بهذه الصفات. ومن رأى أنه يملك آسا فإنه يحصل له صداقة بمثل هذا الرجل الذي ذكرت أوصافه ويحصل له منه خير. ومن رأى أنه كسر قضيبا من آس فإنه يحصل له الفرقة من رجل بصفاته. وقال جابر المغربي الآس في التأويل مال ونعمة كثيرة خصوصا إذا كان طويلا اخضر، وإذا رآه اصفر مذبولا فإنه يدل على السقم. وقال جعفر الصادق الآس ولد صالح ذو خلق حسن ومعيشة طيبة، وإن رأت امرأة أنها أعطت لزوجها باقة آس فإنه يدل على ثبات نكاح بينهما. ومن رأى أنه أعطى باقة آس لصديق فإنه يدل على ثبات الصداقة بينهما لأن الآس أخضر في كل حين. وقال أبو سعيد الواعظ الآس رجل واف بالعهود أو امرأة وهو للمرأة زوج وعلى ذي ولاية باقية وسرور باق، وربما دل الآس على الناس، وأما الاقحوان والتقاطه من نحو جبل فاصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقيل ان الاقحوان ظهار الرجل من قبل امرأته. وأما الورد فقال ابن سيرين رؤيا الورد على نوعين نوع على شجره ونوع مقطوف اما إذا كان على شجره فإنه يدل على الولد، وإذا كان مقطوفا دل على الحزن والبكاء. ومن رأى وردا أحمر على شجرة في وقته فإنه يدل على حصول الولد، وأما الورد في غير فصله فإنه يدل على مصيبة من قبل ولده. ومن رأى أنه قطف وردا من شجرة فإنه يدل على الحزن والبكاء. وقال الكرماني الورد الأحمر على الشجرة يدل على الرياسة والسرور ونفاذ الأمر، والورد الأصفر على الشجرة يدل على امرأة تاجرة قاضية لحوائج الناس، والورد الأبيض على الشجرة يدل على الدولة والعز والجاه. ومن رأى في داره وردا على شجرة في فصله فإنه يدل على زواجه بنتا. ومن رأى وردا على شجرة فإنه يدل على السرور من جهة ولده. ومن رأى وردا أحمر على شجرة في داره فإنه يدل على السرور من جهة أقاربه وأهل بيته. وقال جابر المغربي يؤول على رجل دنيء الهمة ناقص العهد لا وفاء له. وقال إسماعيل بن الأشعث الورد يدل على ورود كتاب من غائب له. وقال جعفر الصادق الورد يؤول على ستة أوجه ولد جميل وصديق ورجل دنيء الهمة لا وفاء له وجارية وغلام حسن، وللمرأة زوج حسن وكتاب غائب. وقال ابو سعيد الواعظ الورد مال وشرف، وقيل امرأة تفارقه أو ولد يموت أو كبار تتلف أو فرح يزول ولذلك قيل كونوا كالآس ولا تكونوا كالورد فإن الآس لا يتغير بتغير الاحوال والورد يتغير سريعا. ومن رأى في رأسه وردا أو ريحانا فإنه يتزوج امرأة ولكن تقع الفرقة بينهم سريعا. فإن رأته امرأة فهو زوج لها بهذه الصفات. وقطف الورد سرور. والتقاط الورد الأبيض من بستانه دليل تقبيل امرأة عفيفة. فإن كان الورد أحمر فإن امرأته تحب اللهو والطرب. وإن كان أصفر فإن امرأته مستقيمة. والتقاط زر الورد دليل على اسقاط ولد، وأما النسرين فمن رآه على شجرة في وقته فإنه حصول خير ومنفعة، وقيل حصول ولد، وإذا رآه مقطوفا فإنه هم وحزن. ومن رأى أنه أعطى باقة نسرين فإنه يدل على وقوع كلام بينهما. ومن رأى نسرينا بيده فإنه يؤول على انتقال طفله من الدنيا، وإن لم يكن له طفل فإنه يدل على فرقة امرأته وصديقه. وأما الياسمين فقال أبو سعيد الواعظ حكى أن رجلاًأتى الحسن البصري فقال رأيت كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن، وقال ذهب علماء البصرة وقد اختلف فيه إذا رآه الإنسان في المنام فمنهم من قال يدل على السرور والفرح ومنهم من قال انه يدل على الحزن والغم لأن أول اسمه ياس. وقال ابن سيرين من رأى ياسمينا على شجرة في وقته فإنه يدل على حصول ولد، وإن رآه مقطوفا من شجره فإنه يدل على الهم والغم. ومن رأى أنه أعطى باقة ياسمين فإنه يدل على وقوع كلام بينهما. وقال إسماعيل بن الأشعث ولا بأس برؤيا الياسمين ما لم تكن الصفرة عليه. وقال ابن سيرين رؤيا الرياحين والمشمومات جملة إذا كانت مقتطفة فيحتاج إلى اعتبارها إذا كانت قليلة فإنه سريع، وإن كانت تمكث فهو هم بطيء، وأما المنثور فهو على ثلاثة أوجه أما رؤيا الأصفر منه فيدل على تغير اللون، وأما الأحمر والأصفر فلا بأس برؤيتهما، وأما البان فإنه يدل على الثناء الحسن. وقال بعض المعبرين من كان مضمرا شيئا في نفسه وعنده تردد في تحقيقه ورأى رؤيا فربما يؤول ببيان ذلك الضمير، وقال بعضهم يدل على الرائي لاشتقاق الاسم. فصل في رؤيا الأزهار ومن رأى أزهار الأشجار في وقتها فهو خير ومنفعة وقضاء حاجة. ومن رأى شيئا منها مقطوفا فهو دون ذلك وأبيضها خير من أحمرها وأحمرها خير من اصفرها. وقال ابن سيرين الجلنار يؤول بعرس أو جارية حسناء، وزهر الاجاص والمشمش والكمثرى والسفرجل يؤول بكلام لطيف يسمعه الرائي ويكون ذلك بقدر علو الشجرة وقصرها وحسن الزهرة ولونها. وقال جابر المغربي من رأى أنه يأكل زهرا من شجر في وقته وأوانه فإنه يؤول بكلام حسن ممن نسب إليه ذلك الشجر في الأصول كما تقدم في فصل الاشجار، وربما كان حصول منفعة ممن نسب إليه ذلك. ومن رأى أنه شم شيئا من تلك الأزهار فإنه يؤول بالمدح له والثناء عليه ممن نسب إليه ذلك الشجر، وقيل رؤيا الأزهار التي تنبت في الأرض فهي عديدة وتؤول على أوجه وللمعبرين في ذلك أقوال ومباحث منهم من قال رؤيا الأزهار جملة تدل على نزهة الخاطر وبسط الأمل ومنهم من قال ذلك إذا كان في أوانه ومنهم من قال لم تذم رؤيا ذلك ومنهم من فصل ما استحضره. فمن رأى صغيرا أصفر فإنه يؤول بالمال خصوصا لمن جمعه، وأما الصغير الأبيض فإنه يؤول بالدراهم، وربما دلت رؤيا الصغير على العشق أو رؤيا عاشق وأما شقائق النعمان وهي الحنون فإنها تؤول على ثلاثة أوجه من رأى أنه قطف حنونة فإنه يدل على أنه يكون حنونا. ومن رأى أن شقائق مقطوعة قدامه على الأرض فإنها تؤول بالشقائق والمشقة، وربما دل ذلك على النعمة لما في آخر اسمه من النعمان، وقيل من رآه في وقته على ساقه فهو خير ومنفعة، وربما كان حصول ولد ومن رآه مقطوفا فإنه يدل على هم وغم، وإن رأته امرأة وقطفت منه شيئا فإنه يؤول بطلاق زوجها لها. ومن رأى أنه قطف شيئا من ذلك وأعطاه لمن هو في رقه فإنه يؤول بإباقه. ومن رأى أنه تناول من أحد باقة فإنه يحصل لصاحب الأرض ضرر بقدر ما قطفه، فأما زهر العنبر فإنه يؤول بالسرور ومن رآه في وقته فإنه يدل على الأكابر، وربما يؤول بامرأة غنية جميلة، ومن رآه في مكان وهو يشمه فإنه يحصل له من الأكابر ثناء حسن، وربما يكون مصاحبة من نسب إليه ذلك من النسوة. ومن رأى أنه قلع ذلك من الأرض فإنه يفارق ما نسب إليه مما ذكر. وأما اللبسين فإنه يؤول بامرأة خادمة دنيئة الأصل والهمة. وأما اللبلابة فإنها تؤول بحصول كلام يكرهه الرائي. ومن رأى أنه يجني عصفورا فإنه يجني رزقا من وجه حل، وربما دلت رؤيا العصفور إذا كان أصفر على تغييره المجاري ولا بأس به إذا كان أحمر. ومن رأى شيئا من الزهور لا يعرف اسمه ولا يعرف ما هو فإنه يؤول على وجهين، إما رؤية أناس مختلفة الملبوس لا يعرفهم، وإما وشي منسوج يكون فيه ألوان متعددة، وقيل رؤيا الأزهار الزكية الرائحة من حيث الجملة سواء كانت صفراء أو غيرها فإنه يؤول بالثناء الحسن خصوصا لمن شمه، وإذا كانت ليس لها رائحة ربما يكون هما أو أمرا لا يدوم لصاحب الرؤيا، وربما دام قليلا، وقيل رؤيا الزهرة الواحدة إذا كانت حسنة وهي مفردة تؤول بدنياه فمهما رأى فيها من حادث فهو يؤوب بحياته لقوله تعالى ( زهرة الحياة الدنيا ). ومن رأى أنها ذبلت فإنها زوال دنيا. وأما زهر اللسان فإنه مختلف فيه فمنهم من قال إنه مال ومنهم من قال مال رجل شريف لا يدوم ومنهم من قال انه همة رديئة. وأما زهر الخشخاش فهو مال هنيء، وربما نال الرائي هناء ومسرة. وأما زهر الحرمل فإنه يؤول بالثناء الحسن خصوصا لمن أكله. وأما الجواشير فإنه مال من غير وجه قليل الاقامة، وربما كان ثناء حسنا. وأما زهر ما ينبت في الأرض بغير ساق مثل الفرع والبطيخ وما أشبه ذلك فإنه يؤول بعدم ثبوت الرائي فيما هو فيه من خير أو شر. وأما النرجس قال دانيال النرجس رجل ظريف وصاحب جمال وكمال. قال ابن سيرين النرجس امرأة جميلة ذات كلام عذب. قال جابر المغربي النرجس ولد لطيف ذو جمال. ومن رأى أنه أعطى نرجسا لأحد أقربائه فإنه يدل على بقائه. وقال جعفر الصادق النرجس صديق. ومن رأى أنه يشم نرجسا فإنه يكون منشرا باحسان وخير، وإن رأى نرجسا كثيراً في الأرض فإنه يدل على زيادة عياله. قال أبو سعيد الواعظ جاءت يوما امرأة إلى الأهواني المعبر فقالت له: رأيت كأن زوجي ناولني نرجسا وناول ضرتي آسا فقال يطلقك ويتمسك بضرتك فعن قليل خرجت الرؤيا كما عبرها فوصل ذلك إلى المتوكل فأمر له بصلة وأحسن إليه لما استحسن ذلك منه، وقيل إن الصفرة في النرجس تدل على دنانير والبياض يدل على دراهم ينالها الرائي وقيل من رأى نرجسا في طبق فإنه يؤول بامرأة حسناء أو جارية يملكها، وللمرأة زوج لا يدوم لها، وإن كانت ذات زوج مات عنها أو طلقها، وقيل رؤيا النرجس من حيث الجملة على أي وجه كان سرورا. وقال بعض المعبرين من رأى أن نرجسا نابتا وهو متعجب من حسن خلقته وتعظيم باريه فإنه يؤول بالمغفرة لما ورد عن الثقات.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة