بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات نوادر وفوائد يستعين بها الإنسان على التعبير
● [ أولآ نوادر ] ● يستعين بها الإنسان على التعبير
● روى أن أم جرير بن الخطفي رأت في المنام وهي حامل بجرير كأنها ولدت حبلا من شعر أسود فلما سقط منها جعل يقع في عنق رجل فيخنقه ثم يقع في عنق آخر فيخنقه حتى خنق رجالا كثيرة فانتبهت مرعوبة فقصت الرؤيا على بعض المعبرين فقال تلدين غلاما شاعرا ذا شر وشدة وشكيمة وبلاء على الناس فلما وضعته سمته جرير باسم الحبل الذي رأته قد خرج منها والجرير في اللغة هو الحبل. ● روى إن ثلاثة نفر خرجوا إلى السفر فنام أحدهم فرأى شيئا خرج من أنفه مثل المصباح فدخل غارا فرأى به ما رأى ثم رجع إلى أنفه فاستيقظ يمسح وجهه فقال رأيت في هذا الغار كنزا فدخلوه فوجدوا بقية كنز كان فيه فأخذوها. ● روى أن رجلاًأتى ابن سيرين فقال رأيت في أذن امرأتي حلقة نصفها ذهب ونصفها فضة فقال لعلك طلقتها طلقتين وبقيت على واحدة فقال نعم هي كذلك. ● روى أن رجلاًأتى ابن سيرين فقال رأيت كأنني على حمار ولا يزال يلقيني في ماء وطين ثم رأيت جارية اسمها عقبة فأردقتها خلفي فقال تعقب ذرية. ● روى أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال إنني أشك في امرأتي بسبب رجلين وقد رأيت الليلة كلبين يقتتلان على فرجها ثم عضاها فجرحاها فنظر ابن سيرين إلى وجهه فرآه مرعوبا متغيرا فقال أجز على تعبير رؤياك ولا ترعك فإن امرأتك لم يجد ما تنتف به فاستعملت مقرضا فجرحها وأثره الآن عليها فتوجه الرجل مسرعا ولمسها فوجدها كما قال فسأل منها عن ذلك فأخبرته بالأمر على صفته. ● قال الشيخ يوسف الكربوني رحمه الله تعالى كان بثغر الاسكندرية نائب وله خمسة أولاد لا يعدل عنده شيء في الدنيا حبهم فنام ليلة فرأى كأن أصابعه الخمس قطعت فحصل عنده وجل عظيم فاستيقظ مرعوبا وخاف على أولاده قال الشيخ فأرسل خلفي وقص رؤياه علي فعلمت ما في نفسه وقلت له ليس الأمر كما تخيلت وإنما أحتاج منك على هذه الرؤيا جائزة فقال نعم فقلت له الأصابع الخمسة هي الصلوات الخمس فإنك لست بمواظب عليها فقال صدقت فقلت استغفر الله وتب إليه ولازم صلواتك. ● روى أن ملكا من الملوك كان له أولاد وكان لهم فقيه من أهل الخير يعلمهم القرآن ويؤدبهم فمات فخرج أولاده يوما إلى التربة بسبب الزيارة فجسلوا عند قبره فتحدثوا بشيء من أمور الدنيا واجتاز بهم بائع تين فاشتروا منه وأكلوا وجعلوا يرمون قشور التين عند القبر ثم رجعوا إلى منزلهم فرأى والدهم تلك الليلة في المنام الفقيه فقال له قل لأولادك يقطعوا زيارتي فإنهم آذوني بقشر التين وتحدثوا عند قبري بكلام يشبه الكفر فلما أصبح سأل أولاده هل زرتم الفقيه وأكلتم عنده تين ورميتم القشور عند قبره وتحدثتم بشي من الدنيا قالوا نعم ما كان معنا أحد فمن أخبرك بهذا فقال الشيخ وقص عليهم الرؤيا فتباكوا جميعا وقالوا سبحان الله ما زال يؤدبنا ويعلمنا في الدنيا والآخرة. ● روى أن امرأة بمكة قرأت القرآن ثم نامت فرأت كأن وصائف بأيديهن وعليهن معصفرات فقالت سبحان الله لم هؤلاء حول الكعبة فقيل لها أما علمت أن الليلة عرس عبد العزيز أبي داود فاستيقظت فسمعت غاغة فإذا بعبد العزيز قد مات. ● روى أنه كان بمدينة ملك يسمى يوسف وكان في لحيته ثلاث شعرات بيض وكان له نائب يسمى يوسف أيضاً بجهة من الجهات فأخبر أن النائب قد شاب في لحيته ثلاث شعرات بيض كالملك فنام الملك تلك الليلة فرأى النائب المذكور قد حضر وجلس بمرتبة الملك والملك واقف بين يديه فانتبه مرعوبا ولم يقصص رؤياه على أحد واستدعى بالنائب المذكور ليأمر بقتله فلما تمثل بين يديه وأراد ان يأمر الجلاد بقتله استدعى بجليس له ذوق ومعرفة ويدعي علم التعبير فعرفه عما رآه وعما قصده في النائب المذكور في تلك الساعة فقال له حفظ مولانا الملك من الاسواء وحاشاه من قتل نفس من غير جريمة وتعبير ما رآه الملك قد ظهر على صيغته قال كيف ذلك فقال أما رآه الملك من جلوس النائب المذكور على مرتبته الشريفة فهو جلوس الملك بعينه لأنه سميه ومشابهه في المشيب، وأما وقوف الملك بين يديه فهو وقوف النائب في هذه الحالة التي هو بها وقد خرجت الرؤيا. ● روى أن أبا الأبيض كان رجلاً فاضلا فنام فرأى كأنه أتى إليه بتمر وزبيب فأكل منه ثم دخل الجنة فجاء إلى العباس بن الوليد فقص رؤياه عليه فقال أما التمر والزبيب فهو حاضر عندنا وقد جئت قبل الأكل فتأكلهما جميعاً، وأما الجنة فالله سبحانه وتعالى يعجل لك بها واستدعى بالتمر والزبيب فأكلهما جميعا، وقال هذه بشارة بتحقيق أنك من أهل الجنة فخرج من عنده فحمل عليه كافر فقتله، وربما قتل في غزوة فكان كما رأى. ● روى ان امرأة جاءت إلى ابن سيرين فقالت رأيت في حجرتي لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي أعطاء إحدى اللؤلؤتين فأعطيتها الصغرى قال إن صدقت رؤياك فإنك تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى وعلمت أختك القصيرة قالت صدقت. ● روى أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين فقالت رأيت ابنة لي ماتت فقلت لها يا ابنتي أي الأعمال أحسن، فقالت: يا أماه عليك بالجوز واقسمي على المساكين، فقال ابن سيرين: إن صدقت رؤياك فإنك دفنت كنزا عندك فأخرجيه واعط المساكين منه نصيبهم، فقالت صدقت دفنته في أيام الطاعون. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت إن يدي قطعت قال تحلف كاذبا. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت كأني وطئت على فارة فخرج من أستها نمرة فقال ألك امرأة قال نعم قال وهي حبلى قال نعم قال فإنها فاجرة ولكنها تلد ولدا صالحا. ● جاء رجل إلى ابن سيرين، وقال رأيت ثورا عظيما خرج من حجر صغير فصافحته ثم أراد أن يعود في ذلك الجحر فضاق عليه فقال ابن سيرين هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل ثم يندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت رجلاً يبتلع اللؤلؤ صغارا ويخرجه أكبر مما ابتلعه فقال ابن سيرين هذا رجل يسمع الحديث فيحدث به أكثر مما سمعه. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت حصاة وقعت في أذني فنفضتها فزعا فخرجت فقال أنت رجل تجالس أهل البدع فتسمع كلمة فاحشة ولكنك تتوب. ● جاء رجل إلى ابن سيرين وقال إني رأيت طائراً نزل من السماء فوقع على شجرة ياسمين فجعل يلتقط ما عليها من الياسمين فتغير وجهه وقال يدل على موت العلماء فكان كذلك. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت امرأة من أقاربي بين يديها اناء فيه لبن كلما رفعته إلى فيها لتشرب منه أعجلها البول فتضعه فقال هذه المرأة صالحة فامض فتزوجها ففعل كذلك. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال إني خطبت امرأة في المنام سوداء قصيرة فقال له اذهب فتزوجها فإن سوادها مال وقصرها قصر عمرها وترثها سريعا فكان كما قال. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأيت كأني أخذت جرة حبلها واثق فأدليتها فانفلتت الجرة عن الحبل وسقطت الجرة فقال أنت رجل أرسلت شخصا لك به عهد يخطب لك امرأة فمكر بك وتزوجها. ● جاء رجل إلى ابن سيرين، وقال رأيت عسلا من لبن جيء حتى وضع ثم جيء بعسل آخر فوضع فيه فوسعه وصب عليه رغوة فجعلت أنا وأصحابي نأكل من تلك الرغوة ثم تحول رأس جمل فجعلنا نأكل منه أيضاً فقال ابن سيرين بئس ما رأيت لك ولأصحابك أما اللبن فالفطرة، وأما الذي صب فيه فوسعه فما دخل في الفطرة من شيء، وأما أكلكم رغوته فإنه يذهب جفاء لا تنتفعون به لقوله تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء )، وأما البعير فاعرابي ورأسه تؤول برئيس العرب وهو أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وأنتم تغتابونه والعسل شيء تزينون به كلامكم. ● جاء رجل إلى ابن سيرين فقال رأى رجل أنه يشق بيضا من رؤوسها فيأخذ بياضها ويترك صفارها فقال ابن سيرين قل للرجل يأتيني لأعبرها له قال أبلغه عنك ذلك قال لا، ثم كرر عوده إليه مراراً وهو يقول كذلك، وفي آخر الأمر قال أنا الذي رأيته فاستحلفه واستوثق منه فأمر أحد أصحابه أن يأتيه بأحد من دار الشرطة ليحمله إليه ويعرفه بأنه نباش الموتى وسارق أكفانهم فقال أشهدك أني تبت إلى الله ولا أعود لذلك. ● روى بعض الثقات ان الشيخ سعد الدين الضرير نزيل حلب المحروسة جاءه رجل فقال رأيت كأني خائص في نار إلا فوق قدمي فقال ادن مني لأعبرها لك فلما دنا منه أشار إلى بعض الناس أن يقوم ويمسكه فلما أمسكه تكاثرت عليه الناس فقالوا ما شأن ذلك وما فعل فقال رأى رؤيا ظهر منها أنه لص يسرق الأمتعة من الجوامع والمساجد فاذهبوا به إلى الوالي فكل من سرق له نعل فليطلبه منه قال الراوي عمن سمع أنه أقر بنعال كثيرة. ● وأخبرني أيضآ رجل أن رجلاً أتى إليه، وقال رأيت في المنام كأني أقرأ سورة ق فقصصتها على الشيخ سعد الدين المذكور فقال هل ختمتها قال لا قال علمت أين وقفت قال لا قال تعيش ثمانين سنة ولو ختمت لعشت مائة. قال الراوي وكان ذلك في عام ثمان وعشرين وثمانمائة ثم رأيت ذلك الرجل بمنزلة الحساب مع الركب الشامي في عام أربعين وثمانمائة فسلمت عليه وقلت له هذا تمام الثمانين قال لا أنا في عشر السبعين وكنت سألته حين أخبرني بهذه الرؤيا كم رأيت الرؤيا قال من نحو عشرين سنة. ● وأخبرني رجل أيضآ ان الشيخ محمد بن الشيخ عيسى الرحاوي المشهور بجبل بني عليم من بلاد حلب رأى في المنام كأن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام أعطاه أربعين جملا فجاء إلى الشيخ شهاب الدين أحمد بن المحسن المغربي وكان يومئذ بقرية من زاوية البار نازلا بها وقص عليه الرؤيا فقال له مكاشفة تعيش من يومئذ أربعين سنة قال الراوي فأقام إلى تمام الأربعين فأشار إليه الشيخ شهاب الدين المذكور أن يحج فإنها آخر السنة التي بقيت من بقية الرؤيا فحج الشيخ محمد المذكور فلما رجع إلى قريته بسرحها المذكور أقام ثلاثة أيام ومات ودفن بازاء أبيه السيد عيسى المذكور فصلى عليه الشيخ شهاب الدين المذكور ثم مات بعده قال الراوي وسمعت ذلك من الشيخ شهاب الدين المذكور من فيه وقصته مشهورة في بلاده. ● روى أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين فقالت إني رأيت رؤيا وكان قاعدا على الغذاء فقال لها تتركيني آكل أم أترك الأكل وأقص رؤياك قالت كل فأكل ثم قال لها قصي فقالت رأيت القمر يدخل في الثريا ومناد ينادي من خلفي توجهي إلى ابن سيرين وقصي رؤياك فلفظ يده من الطعام، وقال لها ويلك وكيف رأيت فاعادت عليه فتغير لونه وأخذه بطنه فقالت له أخته مالك يا أخي قال زعمت هذه المرأة أنني ميت بعد سبعة أيام فدفن في اليوم السابع. ● حكى بعض الثقات أنه رأى مكانا عاليا وقد سقط منه فقال في نفسه أنا أجتنب الاجتماع على الناس والخروج من البيت مدة فلما كان وقت الظهيرة من النهار المذكور جاء إليه صاحب له وناداه من تحت طاقة فأراد أن ينظر إليه ولا يخاطبه فلما رآه قام لينظر من المنادي وأمسك الشباك فانخلع الشباك وسقط به. ● روى أن رجلاً رأى خيمة عظيمة وعليها شخص فقير وهو ينادي بلفظ تركي معناه بالعربي ألف قميص ياطرطر يخاطب أميرا بذلك فقص رؤياه على معبر فقال هذا الأمير يحصل له خير كثير فعرف الرائي ذلك الأمير بما رآه وما عبر له فعن قريب قد تسلطن وجلسن على تخت الملك ولقب بالملك الظاهر وكنى بأبي الفتح طرطر وجاء إليه الرائي وذكره بذلك فأمر بتفرقة ألف قميص على الفقراء. ● قال بعض المعبرين رأيت كأن رجلاً قائما وعينه مربوطة بخرقة زرقاء فسألت منه عن والدي فأخبرني أنه قد مات وأتى بي إلى قبره فعانقت ذلك القبر وصرت أبكي بكاء بصراخ ثم استيقظت وأعلمت صاحبا لي فقال موت والدك طول حياته وبكاؤك فرج فلما قبلت منه ذلك التعبير لكوني أعلم تعبير القبر والبكاء والصراخ فعن قليل قدم والدي سالما فعرفني ذلك الصاحب الذي عبره إن تعبيره ظهر وقد تعجبت من ذلك ثم سافرت وغبت مدة فلما عدت مررت بتربة لنا، وإذا على بابها امرأة قائمة وعينها مربوطة بخرقة زرقاء فإستفهمت منها عن الأحوال لكونها قيمة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لك طول العمر والدك قد مات فجئت إلى القبر فعانقته وبكيت بصراخ مثل ما رأيت من غير زيادة وما خرجت الرؤيا كما عبرها لي ذلك الصاحب إذ ليس له في ذلك يد. ● روى أن بعض الثقات رأى كأنه حج في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة وأخبر في المنام أنه يعيش بعد عوده مدة كذا فلم يزل يترقب هذه المدة إلى أن جاوزها فقال رأيت ما هو كيت وكيت وقص رؤياه متعجبا من خرم ما وعد به، وقال لو لم أتجاوز المدة لما أخبرت أحداً بذلك فقيل له أما ما رأيت فخلل معك في الحساب أو أضغاث أحلام فتوجه إلى منزله فمات تلك الليلة. ● قال بعض المعبرين كنت حاجب الحجاب وناظر الخواص الشريفة بثغر الاسكندرية المحروسة فرأيت كأني على زكيبة بهار وهي بشاطيء جرف فوقعت تحته فقمت عنها بعد أن سقطنا جميعا وأردت النهوض من ذلك الجرف فعسر علي فأتى رجل معروف وأمسك بيدي وجذبني من ذلك الجرف إلى خضراء وأتاني بفرس أبيض قرطاسي مجرد بسرج ذهب وكنبوس مزركش وريش وتشريف فلبست التشريف وركبت ذلك الفرس، وإذا أنا في وسط خلق كثير يسيرون وأنا في وسطهم فلم يمض إلا قليل وقد حصل بيني وبين نائب السلطنة الشريفة شنآن وحصل منه تشويش ونكد بالقول وأراد فعل أمور عظيمة فلم يقدره الله على ذلك ورأيت من ذلك هولا فكان هو تعبير الزكيبة وأنا عليها ثم بعد هذه القضية بمدة يسيرة حضر من أخبرني بوصول ذلك الرجل الذي رأيته جذب بيدي من تحت الجرف بعينه وصحبته تقليد شريف بتفويض نيابة السلطنة الشريفة بالثغر المذكور عوضاً عما حصل بيني وبينه الشنآن فظهرت لملاقاته وإذا أنا بالفرس وآلته على صفة ما رأيت فلبست التشريف وسجدت شكرا لله تعالى ولحقتني عبرة بتعبيره وركبت الفرس وسار الخلق على صفة ما رأيت فلله الحمد والمنة وقد ذكرت ذلك لاظهار نعم الله علي. ● روى أن رجلاً أتى معبرا فقال رأيت كأنني آكل تينا فقال تأكل بعدد كل تينة عصا فكان كذلك ثم رأى بعد مدة كذلك فأتى إليه وقص ذلك عليه ثانيا فقال له يطلع فيك بعدد كل تينة دمل فكان كذلك ثم مضى فرأى بعد مدة كذلك ثالثا فلما وصل إلى باب منزله وجد كيسا فيه مبلغ فأخذه ثم قص عليه ما رآه مما تقدم فقال له تجد بعدد كل تينة أكلتها دينار فقال وجدت ذلك وكان ذلك الكيس وقع من المعبر فلم يبد بشيء من ذلك فقال له الرائي سبحان الله تأويل الرؤيا بيدك ومهما قلته ظهر قال أما أكلك التين أول مرة فكانت الشجرة عارية عن ورقها وهي عصا فأولتها بذلك وفي المرة الثانية أكلته عنه نبته في فروعه وكان يشبه الدماميل وفي المرة الثالثة أكلته عند استوائه وخيره فكان كالدنانير والكيس الذي وجدته كانت صفته كذا وكذا وهو لي وقد وهبته لك. ● روى أن بعض الملوك رأى في منامه كأن بين يديه ماعونا وفيه طعام وفأر بجانب المعون يدلي ذنبه في الطعام ويلتفت يمصه مرارا فاستيقظت متعجبا وكان قد رأى قبل أن يتسلطن كأنه في خيمه نصفها في البر ونصفها في البحر فاستدعى بمعبر وقص عليه الرؤيا الثانية فقال له عدني بشيء فوعده فقال أن صدقت رؤياك تكون سلطانا ويطيعك أهل البر والبحر فكان كذلك ونسي المعبر ما وعده به فلما رأى المنام المذكور أولاً تذكر ذلك المعبر فأرسل خلفه، وقال قد نسيت ما وعدتك به ولكن عبر لي هذه الرؤية ولك عندي ما تريد فقص عليه فقال له المعبر بين جواريك عبد أسود ملتبس بزي النساء، فكان كما قال المعبر، فقتل السلطان،العبد وأنعم على ذلك المعبر بشيء جزيل. ● روى أن رجلاً جاء إلى بعض المعبرين فقال خذ هذا الدرهم وعبر لي ما رأيت فأخذه منه، وقال قل ما رأيت وكان بعد صباح الصبح قال رأيت كأني جئت إلى بئر فرميت بنفسي فيها وبقيت نازلا نازلا ولم يزل يكرر قوله نازلاً إلى قرب الزوال قال فوصلت إلى قعر البئر فقال له المعبر وصلت بسلامة فقال نعم قال الحمد لله على السلامة ثم ماذا قال دورت ولا زال يكرر قوله دورت إلى قرب العصر ثم قال فوجدت حجر الطاحون وأدخلت رأسي فيه وطلعت طلعت قال له المعبر أمسك عندك وخذ درهمك وامضي عنا وأجرى على الله، نزلت في البئر وأنت فارغ من بعد صلاة الصبح فما وصلت قعرها إلا عند الزوال ودورت فيها فما فرغت إلا عند العصر فوجدت حجر الطاحون فوضعته في عنقك فمتى تصل إلى فوق. ● روى أن رجلاً كان له مبلغ مدفون في مكان فضعف في سفره وكان عليه بعض دينه فتفكر في نفسه أن يعلم أصحابه بالمبلغ المدفون وما عليه من الدين فقال ربما تحصل العافية وكتم ذلك فمات فرأه ولده في المنام فقال ما فعل الله بك فقال أمري موقف على وفاء الدين ولي في المكان الفلاني مطمورة فيها مبلغ فخذه وأوف منه ديني فقال ولده لبعض أصحابه الرؤية التي رأها فقال هذه خرافات ومضى عليه مدة ثم رأه ثانية فقال قلت لك على أمر يحصل لك به نفع ولي به خلاص فما فعلت فاستفاق وتوجه إلى ذلك المكان وحفر فوجد ذلك بعينه فانتفع به وأوفى دين أبيه. ● روى أن بعض الخلفاء قال لمعبر إني رأيت جميع أسناني سقطت فقال جميع أقارب مولانا أمير المؤمنين يموتون فتغير من ذلك واستدعى بعابر غيره وقص عليه الرؤيا فقال له إن صدقت رؤيا مولاي أمير المؤمنين فإنه يكون أطول عمراً من أقاربه فأقبل عليه وأحسن إليه والمعنى واحد والعبارة متفاوتة. ● روى أن رجلاً أتى بحرا ليشرب منه فظهر له حيواناً يمانعه ثم رأى أنه صار حيوانا ونزل ذلك البحر وصار كل من جاء ليشرب منه يناوله الماء فقص رؤياه على معبر فقال إن صدق رؤياك فإنك تسأل في رزق ملكا ويمانعك من ذلك إنسان يكون قريباً للملك وأمور الناس منوطه به وهو في نفسه كهيئة الحيوانات ثم تجري أسباب تفضى إلى أن توصلك إلى ذلك الملك مكان الرجل ويحصل للناس بك نفع فعن قليل خرجت الرؤيا كما عبرت واستدعا المعبر وأعلمه بذلك وأحسن إليه. ● روى أن رجلاً رأى رأسه مقطوعاً وهو بيده ينظر إليه، وإذا بطير من طيور الجوارح أتى فالطقته فقض رؤياه على معبر فقال إن صدقت رؤياك تجمع مالك إلى أن يضخم فيأتي ملك فيأخذه منك. ● روى أن رجلاً جاء إلى الشيخ محمد القرعوني، وقال له كأني رأيت الأمير فلانا راكبا على فرس عالي وهو لابس تشريفا والناس حوله فقال إن صدقت رؤياك يتولى هذا عن قرب وظيفة فتولى أمرية الحاج. ● رؤى أن فرعون رأى في منامه كأن ناراً ظهرت من الشام ثم أقبلت حتى أتت إلى مصر فلم تدع شيء إلا حرقته وأحرقت بيتها ومدائنها فاستيقظ فرعون فزعا مرعوبا فجمع لها خلقا كثيراً وقصها عليهم فقالوا لئن صدقت رؤياك ليخرجن رجل من الشام من ولد يعقوب يكون هلاك مصر وأهلها وهلاكك على يده فعند ذلك أمر فرعون بذبح الصبيان حتى أظهر الله تعالى تأويل الرؤيا.
● [ ثانيآ فوائد ] ● يستعين بها الإنسان على التأويل
● فائدة في معرفة حقيقة النوم قال الحكماء النوم يحصل من بخار معتدل تصاعد منه إلى الدماغ بعد أكل الطعام ويحصل منه منفعتان في البدن الأولى راحة الأعضاء والجوارح والثانية هضم الطعام. قال دانيال المنام الصادق على أربعة أنواع أمر ونهي وبشرى وتحذير. ● فائدة المنام الصحيح الواضح إذا كملت شروطه على ما ذكرناه وهو المعتمد عليه ومن جملة ذلك أن يكون أكله معتدلا لا ممتلئاً وأكل الثوم يشوش على المنام. ● فائدة قال دانيال ان المنام يختلف بأنواع شتى كما تختلف الطباع وكذلك أهواء البدن. ● فائدة فى بيان اختلاف الرؤيا فرؤيا الملوك الصالحين ألهام من الله تعالى، ورؤيا أرباب دولة الملوك على حسب ديانتهم وتقربهم، ورؤيا الأرقاء إذا كانت حسنة تخرج لساداتهم، ورؤيا النسوة تخرج عن قريب، ورؤيا الفساق حجة يوم القيامة عليهم، ورؤيا الأغنياء آكد في الصحة من رؤيا الفقراء لأن الفقراء في هم وغم من العسر والإقتار، ورؤيا الفقراء تتأخر إذا كانت حسنة، وإذا كانت غير جيدة تظهر سريعا، ورؤيا الطغار الذين لم يبلغوا الحلم أصح من غيرهم لكونهم لم يعصوا الله، ورؤيا الذي بلغ منهم أضعف لكونهم مشتغلين بشهواتهم، ورؤيا الجنب والحائض والسكران ليس لها أصل ولا صحة. وقال ابن سيرين تصح منهم لأن الكافر والذمي تصح منهما فبالأولى أن تصح منهم. ● فائدة قال الكرماني رؤيا المسلم أصدق من رؤيا الكافر ورؤيا العالم أصدق من رؤيا الجاهل ورؤيا المستور أصدق من رؤيا غير المستور ورؤيا الرجل النحس ورؤيا الشيخ أصدق من رؤيا الشاب. وقال جعفر الصادق إذا رأى الأنسان مناما ثم نسيه فيحسب اسمه ويجمع حروفه على حساب ابجد ويطرح من ذلك تسعة تسعة ويحفظ ما بقى منها فإن وجده زوجا فهو خيرا، وإن وجده فرداً فضده. وقيل يحتاج المعبر أن يسأل ممن يرأى رؤيا فنسيها لما استيقظ من منامه كيف وجد حاله فإن وجد يده على أصابعه فيكون قد رأى أشجارا صغارا، وإن وجدها على ظهره فيكون قد رأى بادية، وإن وجدها على جنبه فيكون قد رأى شخصا مضطجعا، وإن وجدها على أضلاعه فيكون قد رأى نسوة، وإن وجدها على استه فيكون قد رأى مزبلة، وإن وجدها على رأسه فيكون قد رأى عمودا ضخما أو شجرة كبيرة، وإن وجدها على فخذه فيكون قد رأى شجرة طويلة، وإن وجدها على ركبته فيكون قد رأى نهرا، وإن وجدها على أصابع رجله فيكون قد رأى غابة صغيرة. وقال دانيال من رأى مناما ونسيه فهو من أربعة أشياء كثرة الذنوب واختلاف الأعمال وضعف النيات وتغير الأمزجة. ● فائدة في بيان قص الرؤيا وتعبيرها فمنهم من قال أنه جائز في كل الأوقات ويرجع من طلوع الشمس إلى وقت الزوال ومنهم من قال لا يجوز بغير شمس، ومنهم من قال من طلوع الشمس إلى قرب العصر ومنهم من قال من الطلوع إلى الغروب. ● فائدة لا ينبغي أن تقص الرؤيا إلا على معبر ويجب على من لا يعرف علم التعبير أن لا يعبر رؤيا أحد فإنه ياثم على ذلك لأنها كالفتوى وهي في الحقيقة علم نفيس وقد ورد في الحديث ما معناه أن الإنسان إذا لم يعلم الجواب وسكت عنه فإنه يؤجر. ● فائدة ينبغي للمعبر أن يستوفي قص الرؤيا فما كان منها موافقا للأصول فيجتهد في تعبيره وما كان خارج عنها فيلغيه عنه، وإذا قصت عليه رؤيا ورأى ما يكره فلا يكتمه بل يعرف الرائي بعبارة حسنة بحيث يفهم الرائي منه ذلك، ومنهم من قال إنه يعبر الرؤية الجيدة ويترك ضدها بحيث يأمر الرائي بالتحذير والتوبة والصدقة. ● فائدة إذا أراد الإنسان أن يرأى رؤيا صادقا تظهر له ما في ضميره ينام على وضوء على جانبه الأيمن ويذكر الله ويدعو بهذا الدعاء المروي عن جعفر الصادق وهذا هو: الله إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت إمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك أمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت تباركت ربنا وتعاليت أنت الغنى ونحن الفقراء إليك أستغفرك وأتوب إليك يا رب أنا هارب منك إليك اللهم أرني رؤيا صادقة غير كاذبة صالحة سارة غير محزنة نافعة غير ضارة. وإذا استيقظ يذكر الله تعالى ويقص رؤيا على معبر ومهما عبر له يعتمد عليه. ● الخاتمة والفوائد كثيرة بحيث يطول شرحها وقد تم اختصارها ، وإعلم انه لو اعتمد المعبرون على كتب التعبير خاصة، لعجزوا عن أشياء كثيرة ولكن يحتاج المعبر أن يكون عالماً بأصول التعبير ويعبر بما يظهر له من المعنى. ويهذا تم بحمد الله كتاب الاشارات في علم العبارات لابن شاهين، والله أعلم بالصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله وحده.
تم مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله