بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة غذاؤك دواؤك
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
ما تبقى من حرف الراء
● [ رصاص ] ●
رصاص: جالينوس في التاسعة: قوة هذا قوّة تبرد وذلك أن فيه جوهراً رطباً كثيراً، وقد جمد بالبرد وفيه مع ذلك جوهر هوائي وليس فيه من الجوهر الأرضي إلا يسير، ومما يدل على أن فيه جوهراً رطباً، وقد جمد بالبرد سرعة إنحلاله وذوبانه إذا ألقي في النار، ومما يدل على أن فيه جوهراً هوائياً إن الأسرب وحده دون سائر الأشياء التي نعرفها قد علمنا فيه أنه يزيد ويربو في مقدار جرمه وفي زنته متى وضع في البيوت السفلية التي هواؤها كدر يتكرّج فيه كل شيء يوضع في ذلك البيت بالعجلة، فهذه دلائل منتجة من التجارب تدل على رطوبته وبرودته، والدلائل الحقيقية الصادقة الدالة على ذلك إنما تعرف بالامتحان والتجربة إذا اتخذت هاوناً من أسرب مع دستج وألقيت فيه أيّ الأشياء الرطبة شئت وسحقته حتى يصير ما في الهاون من تلك الرطوبة مع دستجة التي تسحقها به كالعصارة وجدت الشيء الذي يكون منهما جميعاً. أعني من الشيء الرطب والأسرب بارداً جدُّا في قوّته أكثر من البرودة التي كانت لتلك الرطوبة، وقد يمكنك أن تلقي مع الرطوبة ماء أو شراباً رقيقاً مائياً أو زيتاً أو شيئاً آخر تريده، وإن أحببت أن تجعل تلك العصارة تبرد تبريداً شديداً أكثر فألق مع ذلك الشيء الرطب زيتاً إنفاقاً أو دهن ورد أو دهن السفرجل أو دهن آس، وتستعمل العصارة التي تكون من هذه في مداواة الأورام الحارة العارضة في المقعدة مع قرحة أو بواسير تقطع، وفي مداواة الأورام الحارة أيضاً الحادثة في المذاكير والعانة واليدين، فإنك إذا اتخذت هذا كنت قد اتخذت دواء نافعاً جداً، وعلى هذا المثال فاستعمله في مداواة كل نزلة وكل مادة أخرى تبتدىء منه في الانحدار والانصباب إلى الأرنبتين أو إلى القدمين أو إلى غير هذه من المفاصل الأخر أي مفاصل كانت أو إلى الجراحات الرديئة الخبيثة، حتى إنك إن استعملت هذا الدواء في القروح التي تكون مع السرطان تعجبت من فعله، وإن أحببت أن تجمع مع الأسرب عصارة كثيرة في مدة من الزمان يسيرة فالتمس أن يكون سحقك لما تسحقه في هذا الهاون في الشمس، أو في هواء حار أيٌ هواء كان وإن أنت أيضاً جعلت الشيء الرطب الذي تلقيه في الهاون شيئاً يبرد وسحقته بمنزلة عصارة الخس أو عصارة حي العالم أو عصارة قوطوليدون أو عصارة جندربلي أو عصارة ورق البزرقطونا أو عصارة الحصرم أو عصارة الهندبا أو عصارة البقلة الحمقاء، فإن الذي يتَخذه يكون نافعاً في أشياء كثيرة، فأما الأدوية التي لا تخرج عصارتها بسهولة بمنزلة البقلة الحمقاء، فينبغي لك أن تخلط معها رطوبة تبرد بمنزلة عصارة الحصرم، فإن هذه العصارات تبردها لو أن إحداها وضعت في الهاون لصار منها دواء نافع في غاية الجودة مع أن الأسرب وحده منفرداً إذا أخذت منه قطعة وطرقتها حتى تصير كالصفيحة وشددت تلك الصفيحة على موضع العانة من المصارعين الذين يتعانون الرياضة عندما يعاينون الاحتلام فتبردهم تبريداً ظاهراً، والصفيحة الرقيقة المعمولة من الأسرب إذا وضعت على النتوء المعروف بالعصب الملتوي حلته وأذهبته جملة، وإنما يشد هذه الصفيحة شداً جيداً كل من تعلم من أبقراط وينبغي أن تغمر غمراً شديداً على الموضع الذي هو نفس العلة لا على ما هو في ناحية منه فإن كان الأمر في الأسرب على ما وصفت فليس بعجب أن يكون الأسرب إذا أحرق وغسل كانت قوته قوة تبرد، وأما من قبل أن يغسل فقوته مركبة وآثار المحرق هو نافع للجراحات الخبيثة، وإذا هو غسل كان أنفع في إدمالها وختمها وهو أيضاً نافع للقروح الرديئة المعروفة بحرونيا، والقروح السرطانية المتعفنة إن استعمل وحده مفرداً وإن خلط مع واحد من الأدوية التي تختم وتبنى وهي بمنزلة المتخذ بالقليميا، وإذا عولجت هذه القروح به فينبغي أن يحل في أول الأمر ما دام الصديد كثيراً في كل يوم فإن لم يكن الصديد كثيراً فمرة في ثلاثة أيام ومرة في أربعة وتوضع عليها من خارج إسفنجة مغموسة في الماء البارد، وإذا جفت الإسفنجة فلترطب. ديسقوريدوس في الخامسة: الرصاص يغسل كذا: يعمد إلى صلاية من رصاص ويصب فيها ماء يسير ويدلك بيدها إلى أن يسود الماء ويثخن ثم يصفى بخرقة كتان ويعمل ذلك ثانية وثالثة وأكثر إن احتيج إلى ذلك، ثم يترك الصفو إلى أن يرسب الرصاص ثم يصب عنه الماء ويصب عليه أيضاً ماء آخر ويغسل كما يغسل الأول وكغسل القليميا، أو يفعل به ذلك إلى أن لا يظهر في الماء سواد ويعمل منه أقراص وترفع، ومن الناس من يأخذ رصاصاً نقياً ويبرده بالمبرد ويسحقه على صلاية من حجارة ويدها من حجارة بالماء وقد يصب عليه الماء ويدلكه أيضاً على الصلاية بالأيدي ويخرج ما يخرج من السواد قليلاً قليلاً ويرمي به ولا يكثر من دلكه، ولكن بعد ذلك بيسير ويصب عليه ماء ويتركه حتى يرسب ثم يصب عنه الماء ويعمل منه أقراص، والسبب في ترك الإكثار من دلكه أنه إذا أكثر من دلكه صار الرصاص حينئذ شبيهاً بأسفيذاج الرصاص، ومن الناس من يصير مع سحالة الرصاص شيئاً يسيراً من الجوهر الذي يقال له مولوبدانا، والذي يفعل به ذلك يزعم أن الرصاص المغسول جيد حينئذ وقوّة الرصاص المغسول قابضة مبردة مغرية ملينة، وقد يملأ القروح العميقة، أعني الغائرة لحماً ويقطع سيلان الرطوبات إلى العين ويذهب اللحم الزائد في القروح ونزف الدم، وإذا خلط بدهن الورد كان صالحاً للقروح العارضة في المقعدة والبواسير التي يخرج منها الدم والقروح التي يعسر اندمالها والقروح الخبيثة. وبالجملة، فإن فعله شبيه بفعل التوتياء، وأما الرصاص فإنه إذا كان على وجهه ودلك به لدغة العقرب البحري وتنين البحر نفع منهما، وقد يحرق على هذه الصفة، يؤخذ صفائح رقاق من رصاص وتصير في قدر جديدة وتذر على الصفائح أيضاً شيئاً من كبريت ولا تزال تفعل به ذلك وبالكبريت حتى تمتلىء القدر، ثم توقد تحت القدر ناراً فإذا التهب الرصاص حرك بحديدة إلى أن يصير رماداً ولا يظهر فيه شيء من جوهر الرصاص، فإذا صار إلى هذه الحال أنزل عن النار، وينبغي للذي يعمله أن يغطي أنفه فإن رائحته ضارة جدُّا، وقد تؤخذ سحالة الرصاص أيضاً وتخلط بكبريت وتصير في قدر وتحرق على هذه الصفة التي وصفنا. ومن الناس من يأخذ صفائح الرصاص ويصيرها في قدر من طين ويغطيها بغطاء يلزقه عليها ويصير فيه ثقباً دقيقاً ينفذ منه البخار ويحرقه إما في أتون وإما بأن يضعه في مستوقد ويوقد النار تحته، ومن الناس من يذر أسفيذاج الرصاص مكان الكبريت ويلقي عليها شعيراً، ومنهم من يصير الصفائح في قدر ويضعها في نار قوية ويحركها حركة شديدة بحديدة إلى أن تصير رماداً، وهذا الضرب من الإحراق صعب شاق فإذا أفرط في إحراق الرصاص صار لونه شبيهاً بلون المرداسنج، وأما نحن فإنا نختار الضرب الأول من ضروب الإحراق، وينبغي أن يغسل مثل ما تغسل القليميا ويرفع، وقوّة الرصاص غير المغسول شبيهة بقوة المغسول إلا أنها أشد منها وأفضل. الغافقي: الرصاص هو ضربان: أحدهما الرصاص الأسود وهو الأسرب والأنك، والآخر الرصاص القلعي وهو القصدير وهو أفضلها، فإذا لطخ الأصبع بدهن أو شحم ودلك به رصاص ولطخ به الحاجبان قوى شعرهما وكثره ويمنع من انتثاره، والرصاص المحرق يصلح للجراح والقروح إذا وقع في المراهم ويوافق قروح العين إذا وقع في أدويتها. ابن سينا: وإذا حك الرصاص بشراب أو زيت أو غيره نفع من الأورام الحارة. خواص ابن زهر: إن دلك الرصاص بدهن حتى يصدأ ثم أخذ ذلك الدهن وطلي به حديد لم يصدأ، ومن لبس منه خاتماً نقص بدنه، وإن طرح في القدر قطعة رصاص لم ينضج اللحم ولو أوقد عليه مدة. ومن الفلاحة: إن اتخذ منه طوق وطوقت به شجرة مثمرة فإنها لا يسقط من ثمرها شيء ويزداد بذلك ثمرها.
● [ رطب ] ●
رطب: جالينوس في أغذيته: وأما الثمر الطري وهو الرطب فإنه أعظم مضرة من غيره، والرطب مع هذا يحدث في البطن نفخة كما يفعل ذلك التين الطري، ونسبة الثمر الطري وهو الرطب إلى سائر الثمر مثل نسبة التين الطري إلى اليابس. ابن ماسويه: هو حار في وسط الدرجة الثانية رطب في الأولى، وغذاؤه أكثر من غذاء البسر وأحمد والرطب الهيرون وما أشبهه، والمختار بعد الأصفر والمكروه ما اسود وخاصة الرطب، والتمور إفساداً للثة والأسنان. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الرطب يسخن ويولد دماً غليظاً تسرع استحالته إلى الصفراء رديء لأصحاب الأمزاج والأكباد الحارة، ولم يسرع إليه الصداع والرمد والخوانيق والبثور والقلاع في فمه والسدد في كبده وطحاله، وأصنافه كثيرة وأردأها أغلظها جرماً وأشدها حرارة أصدقها حلاوة، وليس بموافق في الجملة للمحرورين، وأما من ليس بحار المزاج ولا ضعيف الأحشاء مهيجاً فإنه يسمنه ويخصب بدنه، ولا يحتاج إلى إصلاحه، فالمحررون ينبغي أن يغسلوا أفواههم بعد أكله بالماء الحار ويتمضمضون ويتغرغرون به مرات ثم بالماء البارد، ومن كان أحر مزاجاً فليتغرغر وليتمضمض بالخل الصرف، ومن كان دون ذلك في التهاب المزاج فبالسكنجبين الحامض، ويؤخذ عليه رمان حامض ويؤكل عليه سكباجة حامضة أو حصرمته أو بعض ذلك من البوارد الحامضة كالهلام والقريص ونحوه، فإن كانت الطبيعة لا تنطلق ويكثر في البطن النفخ والقراقر فيؤخذ شيء من شراب الورد المسهل والحامض والخلنجبين التربذي. المنهاج: هو جيد للمعدة الباردة ويزيد في المني ويلين الطبع في المبرودين.
● ● ● ● ●
رطبة: هي الفصفصة، ويقال ليابسها القت، وسنذكر الفصفصة في الفاء إن شاء الله.
● ● ● ● ●
● [ رعي الايل ] ●
رعي الايل: ديسقوريدوس في الثالثة: الأقويسقن والسريانيون يسمونه رعيادبلا، وهو نبات له ساق شبيهة بساق لينابوطس أو ساق النبات الذي يقال له ماراثون مزوّي، وله ورق في عرض أصبع طوال جداً مثل ورقة الحبة الخضراء منحنية إلى خارج فيها خشونة يسيرة، ويتشعب من الساق شعب كثيرة فيها أكاليل شبيهة بأكاليل الشبث، وزهر لونه إلى الصفرة وبزر يشبه بزر الشبث وأصل طوله نحو من ثلاثة أصابع في غلظ أصبع ولونه أبيض حلو الطعم يؤكل، وقد يؤكل أيضاً الساق إذا كان رخصاً. وزعم قوم أن الإيل إذا ارتعى هذا النبات احتمل مضرة نهش الهوام، ولذلك يسقى بزر هذا النبات بالشراب لنهش الهوام. جالينوس في السادسة: قوة هذا النبات حارة لطيفة فهو لذلك يجفف في الدرجة الثانية.
● [ رعي الحمام ] ●
رعي الحمام: ديسقوريدوس في الرابعة: فارسطاريون هو نبات ينبت في أماكن فيها ماء، وسمي بهذا الاسم لأن الحمام يحب الكينونة تحته، ومعنى هذا الاسم الحمامي وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة وطوله نحو من شبر وأكثر من ذلك بقليل، وله ورق مشرف لونه إلى البياض ما هو نابت من الساق. وهذا النبات أكثر ما يوجد ذا ساق واحدة وله أصل واحدة. قال جالينوس في الثامنة: هذا الدواء يسمى بهذا الاسم من قبل أن الحمام يرغبن فيه، وقوته تجفف حتى إنه يدمل الجراحات. ديسقوريدوس: ورقه إذا دق ناعماً اخلط بدهن الورد أو شحم طري من شحم خنزير، واحتمل سكن وجع الرحم، وإذا تضمد به مع الخل سكن الحمرة ومنع القروح الخبيثة من أن تنبسط وألزق الجراحات الطرية، وإذا تضمد به مع العسل أدمل القروح العميقة.
● [ رعاد ] ●
رعاد: جالينوس في 15: هو الحيوان البحري الذي يحدث الخدر، وقد ذكر قوم أنه إن أدني من رأس من يشتكي الصداع سكن صداعه، وإذا أدني من مقعدة من انقلبت مقعدته أصلحها، ولكني قد جربت أنا الأمرين جميعاً فلم أجده يفعلهما ولا واحداً منهما ففكرت أن أدنيه من رأس صاحب الصداع والحيوان حي بعد لأنني ظننت أنه على هذه الحال يكون دواء يسكن الصداع بمنزلة الأدوية الأخر التي تحدر الحمى، فوجدته ينفع ما دام حياً. ديسقوريدوس في الثانية: هو سمكة بحرية مخدرة وإذا وضع على الرأس الذي عرض له الصداع المزمن سكن شدّة وجعه، وإذا احتمل شد المقعدة التي تبرز إلى خارج. بولس: الزيت الذي يطبخ فيه يسكن أوجاع المفاصل الحرّيفة إذا دهنت به. لي: رأيت بساحل مدينتي مالقة من بلاد الأندلس تحرف الجراريف بها وتجعل في البحر فيخرج إليهم سمكة عريضة يسمونها العرونة وهي مفرطحة الشكل لون ظاهرها لون رعاد مصر سواء، وباطنها أبيض وفعلها في تخدير ماسكها كفعل رعاد مصر أو أشد إلا أنها لا تؤكل البتة، ولقد بلغني ممن أثقه أن أقواماً كان بهم جهد ولم يعلموا أمرها فشووها وأكلوها فماتوا كلهم في ساعة واحدة.
● ● ● ● ●
رغت: هو الجلنار في بعض التراجم، وقد ذكرته في الجيم.
● ● ● ● ●
رغيدا: أبو حنيفة: هي حبة تكون في الحنطة تنقى منها وأظنه الزوان.
● ● ● ● ●
رغوة القمر: هو براق القمر وزبد القمر، وقد ذكرنا الأوّل في الباء.
● ● ● ● ●
رغوة الحجامين: هو إسفنج البحر، وقد ذكرته في الألف.
● ● ● ● ●
رغوة الملح: هو زبد الملح يوجد على المواضع الصخرية القريبة من البحر وقوّته كقوّة الملح كذا قاله ديسقوريدوس.
● ● ● ● ●
رق: هو السلحفاة البحرية على أكثر الأقوال، وقيل هو السلحفاة البرية خاصة وقد ذكرتها في السين المهملة.
● ● ● ● ●
رقاقس: الرازي: هو دواء فارسي يشبه الثوم وهما اثنان ملتويان واسمهما متفق يزيد في المني. لي: وأظنه جفت إفريد وقد ذكرته في الجيم.
● ● ● ● ●
رقعا: هو السرخس، وسيأتي ذكره في السين المهملة.
● ● ● ● ●
رقيب الشمس: هو الصامر توما بالسريانية، وسنذكره في الصاد المهملة، وقد يقال هذا أيضاً لنوع من اليتوع.
● ● ● ● ●
● [ رقعة ] ●
رقعة: يقال هذا على كل دواء يجبر الكسر شرباً مثل الانجبار والبنتومة وحاماأفطي والرفعة اللطينية أيضاً، وفي عروق حمر صلبة باردة يابسة إذا دقت وشرب منها وزن مثقال سواء في بيضتين نميرشت ثلاثة أيام متوالية كان صالحاً للوثي والحسوس الكائنة في الأجسام عن سقطة أو ضربة أو رفع شيء ثقيل.
● [ رمان ] ●
رمان: جالينوس في الثامنة: جميعه طعمه قابض، ولكن الأكثر فيه لا محالة القبض وذلك لأن منه حامضاً ومنه حلو ومنه قابض فيجب ضرورة أن تكون منفعة كل نوع بحسب الطعم الغالب عليه، وحب الرمان أشد قبضاً من عصارته وأشدّ تجفيفاً وقشوره أكثر في الأمرين جميعاً من حبه، وحنبذ الرمان الذي يتساقط عن الشجرة إذا هو سقط عقد وردة أكثر من القشر في ذلك بكثير. ديسقوريدوس في الأولى: الرمان كله جيد الكيموس جيد للمعدة قليل الغذاء، والحلو منه أطيب طعماً من غيره من الرمان غير أنه يولد حرارة ليست بكثيرة في المعدة ونفخاً، ولذلك لا يصلح للمحمومين، والحامض أنفع للمعدة الملتهبة وهو أكثر إدراراً للبول من غيره من الرمان، غير أنه ليس بطيب الطعم وهو قابض، وأما ما كان منه فيه مشابهة من طعم الخمر فإن قوّته متوسطة. وحب الرمان الحامض إذا جفف في الشمس ودق وذر على الطعام أو طبخ معه منع الفضول من أن تسيل إلى المعدة والأمعاء، وإذا أنقع في ماء المطر وشرب نفع من كان ينفث الدم، ويوافق إذا استعمل في المياه التي يجلس فيها لقرحة الأمعاء وسيلان الرطوبات السائلة من الرحم المزمنة، وعصارة حب الرمان وخاصة الحامض منه إذا طبخ وخلط بالعسل كان نافعاً من القروح التي في الفم والقروح التي في المعدة والداحس والقروح الخبيثة واللحم الزائد ووجع الأذان والقروح التي في باطن الأنف، والجلنار قابض مجفف يشد اللثة ويلزق الجراحات بحرارتها ويصلح لكل ما يصلح له الرمان، وقد يتمضمض بطبيخه للثة التي تدمى كثيراً والأسنان المتحركة، وقد يهيأ منه لزوق للفتق الذي يصير فيه الأمعاء إلى الأنثيين. وقد يزعم قوم أن من ابتلع ثلاث حبات صحاحاً من أصغر ما يكون من الجلنار لم يعرض له في تلك السنة رمد، وقد تستخرج عصارة الجلنار كما تستخرج عصارة الهيوفاقسطنداس، وقوّة قشر الرمان قابضة توافق كل ما يوافقه الجلنار، وطبيخ أصل شجرة الرمان إذا شرب قتل حب القرع وأخرجه. روفس: الرمان الحلو ليس بسريع الهضم والحامض رديء للمعدة يجرد الأمعاء ويكثر الدم. ابن سرانيون: الحلو والحامض إن اعتصرا مع شحمهما وشرب من عصيرهما مقدار نصف رطل مع خمسة وعشرين درهماً من السكر أسهل البلغم والمرّة الصفراء وقوى المعدة، وأكثر ما يؤخذ منه من خمسة عشر أواقي مع خمسة عشر درهماً سكراً فإن هذا يقارب الهليلج الأصفر. إسحاق بن عمران: قوي على إحدار الرطوبات المرية العفنة من المعدة وينفع من جميع حميات الغبّ المتطاولة. غيره: ينفع من الحكة والجرب ويدبغ المعدة من غير أن يضر بعضها وشرابه وربه نافعان من الخمار. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الحلو منه فينفخ قليلاً حتى أنه ينعظ ويحط الطعام عن فم المعدة إذا امتص بعده وليس يحتاج إلى إصلاح لأن نفخه سريع التفشي، وأما الحامض فإنه طويل الوقوف وينفخ ويبرد الكبد تبريد اً قوياً ولا سيما إن أدمن وأكثر ويعظم ضرره للمبرودين ويبرد أكبادهم ويمنعها من جدب الغذاء فيورثهم لذلك إسهالاً، ويهيج فيهم الرياح ويذهب شهوة الباه، ولذلك ينبغي أن يتلاحقوه بالزنجبيل المربى والشراب القوي والأسفيذباج الذي يقع فيه الثوم والتوابل، ولا شيء أصلح لأصحاب الأكباد الحارة إذا أدمنوا الشراب العتيق من التنقل به. وقال في المنصوري: الرمان الحلو يعطش والحامض يطفىء ثائرة الصفراء والدم ويكسر ثائرة الخمار ويقطع القيء. ابن سينا في الأدوية القلبية: الحلو منه معتدل موافق لمزاج الروح بسفه وحلاوته وخصوصاً لروح الكبد. وقال هارون: عصارة الحلو منه إذا وضعت في قارورة في شمس حارة حتى تغلظ تلك العصارة واكتحل بها أحدت البصر، وكلما عتقت كانت أجود، وقال في الثاني من القانون: جميع أصنافه جلاء مع القبض حتى الحامض أيضاً، والحامض يخشن الحلق والصدر وآلتهما والحلو يلينهما ويقوي الصدر والمزمنة ينفع من جميع الحميات والتهاب المعدة، ولأن يمتص المحموم منه بعد غذائه فيمنع صعود البخار أولى من أن يقدمه فيصرف المواد إلى أسفل، والحلو موافق للمعدة لما فيه من قبض لطيف وجميعه ينفع من الخفقان، والحلو منه يجلو الفؤاد وإن طبخت الرمانة الحلوة كما هي بالشراب ثم دقت كما هي وضمد بها الأذن نفع من ورمها منفعة جيدة وعصارة الحامض منه تنفع الطفرة إذا اكتحل بها وسويقه مصلح لشهوة الحبالى، وكذا ربه وخصوصاً الحامض. الشريف: عصير الرمانين إذا طبخا في إناء نحاس إلى أن يثخنا واكتحل بهما أذهبا الحكة والجرب والسلاق وزاد في قوة البصر، وإذا فرغت رمانه من حبها وملئت بدهن ورد وفترت على نار هادئة وقطر منه في الأذن الوجعة سكن وجعها، ومع دهن البنفسج للسعال اليابس، وإذا طبخ قشر الرمان وجلس فيه النساء نفعهن من النزف، وإذا أجلس فيه الأطفال نفعهم من خروج المقعدة، وإذا طبخ قشر الرمان في ماء إلى أن يتهرى وأخذ منه قدر أربعة دراهم مع الماء الذي طبخ فيه وأضيف إليهما أوقيتان من عتيق حواري وصنع منه عصيدة حتى يكمل نضجها ثم أنزلت ووضع عليها زيت قح وأطعم ذلك من به إسهال ذريع قطعه وحيا، وإن شرب طبيخه من به استرسال البول أمسكه، لهاذا أخذ قشر الرمان الحامض وخلط بمثله عفصاً وسحقاً ثم طبخاً بخل ثقيف حتى ينعقد ثم حبب منهما على قدر الفلفل وشرب منهما من سبع عشرة حبة إلى خمس وعشرين حبة نفع ذلك من السحج وإسهال البطن وحيا ونفعا من قروح الأمعاء والمقعدة، وإذا أحرق قشر الرمان وعجن بعسل وضمد به أسفل البطن والصدر نفع من نفث الدم، وإذا سحق قشر الرمان أو سقيط عقده ثم خلط بعسل وطلي به آثار الجدري وغيرها أياماً متوالية أذهب أثرها. الإسرائيلي: وأما قشر الرمان فبارد يابس أرضي إذا احتقن بمائه المطبوخ مع الأرز والشعير المقشور المحمص نفع من الإسهال وسحوج الأمعاء، وإذا تمضمض بمائه قوى اللثة، وإذا استنجي به قوى المقعدة وقطع الدم المنبعث من أفواه البواسير. الرازي في الحاوي: وقشر الرمان إذا سحق واقتمح منه صاحب الدود وزن خمسة عشر وشرب عليه ماء حاراً فإنه يخرجها بقوة. ابن زهر في أغذيته: في الرمانين خاصة محمودة بديعة وهي أنهما إذا كلا بالخبز منعا أن يفسد في المعدة، وأما الحامض فإنه يقطع بلغم المعدة وسائر البلغم وإن طبخ به طعام لم يكن الطعام يفسد في المعدة، وكذا يفعل الرب المتخذ من الحلو منه وفي الشراب المتخذ من كليهما خاصية في منع أخلاط البدن من التعفن. إسحاق بن سليمان: يؤخذ رمانة فيقور رأسها قدر درهم ويصب عليه من دهن البنفسج مقدار ما يملأ تخلخل الرمانة، ويحمل على دقاق جمر نقي حتى يغلي ويشرب الدهن ويزاد عليه دهن آخر حتى إذا شربه زيد عليه غيره حتى يروى دهناً ويمنع من أن يشرب شيئاً ثم ينزل عن النار ويفرك ويمتص حبه ويرمى ثفله فإن ذلك يفيده معونة على تليين الصدر ويكسبه من القوة على إدرار البول ما لم يكن فيه قبل ذلك. الغافقي: وعصارة الحلو منه إذا طبخت في إناء من نحاس كانت صالحة للقروح والعفن والرائحة المنتنة في الأنف وعصارة الحامض منه بالغة لقروح الفم الخبيثة منها. التجربتين: الدم المتولد من الحلو منه رقيق إلا أنه إذا امتص وتمودي عليه مع الطعام خصب البدن بتلذيذه الغذاء واجتذاب الأعضاء له وبقلة ما يتحلل منه ويسكن الأبخرة الحارة في البدن ويعدلها، والرمان الحامض في هذا خاصة أقوى، والرب المتخذ من الرمانين يقوي المعدة الحارة ويقطع العطش والقيء والغثيان والمنعنع منه أقوى في ذلك، وإذا اعتصر الرمانان بشحمهما وتمضمض بمائهما نفع من القلاع المتولد في أفواه الصبيان، ورب الرمان الحلو إذا أخذه المسلول بالماء عند العطش رطب بدنه، وكذا يفعل امتصاص الطري منه للغذاء، وإذا شويت الرمانة الحلوة وضمد بها العين الرمدة سكن وجعها وحط رمدها، وزهر الرمان إذا ضمدت به المعدة مع عيون الكرم الرخصة الغضة قطع القيء الذريع المفرط عنها، وإذا استخرجت عصارة الرمان الحامض الساقط عند العقد بالطبخ في الماء مع زهره وعقدت حتى تغلظ قوّت الأعضاء ومنعت من انصباب المواد إليها، لا سيما العينان الرمدتان، ويجب أن يحل العينان بماء الورد، وإذا حلت بماء عنب الثعلب أو ماء لسان الحمل نفعت من قروح الإحليل ونفعت من سحوج الخف محلولة بالماء، ومن ابتداء الداحس، وإذا احتقن بها بماء قد أغلي فيه عيدان الشبث جففت الرطوبات السائلة من الرحم، وإذا حلت بالخل نفعت من الحمرة، وإذا مزجت بعكر الخمر وطلي بها الجساء العارض في العين من بلغم أو ريح أو تزيد لحم وتمودي عليه أضمره، وإذا صنعت هذه العصارة من قشر الرمان الغض مع شحمه كان فعلها في جميع ما وصفناه قريباً من الأوّل.
● ● ● ● ●
رمان السعال: هو الخشخاش الأبيض عند كثير من الأطباء، والصحيح أنه صنف من الخشخاش وهو المعروف بالخشخاش المنثور وهو يشبه شقائق النعمان وليس به، وقد ذكر في حرف الخاء مع أنواع الخشخاش.
● ● ● ● ●
رمان الأنهار: هو اسم للنوع الكثير من الهيوفاريقون المسمى أندروسا عند أهل دمشق.
● ● ● ● ●
● [ رماد ] ●
رماد: جالينوس في 8: الناس يعنون به الشيء الذي يبقى من احتراق الخشب وهو شيء مركب من جواهر وكيفيات متضادة لأن فيه جوهراً أرضياً وفيه أيضاً جزء كأنه دخاني إلا أن هذا الجزء كأنه لطيف، وإذا أنقع الرماد في الماء وصفي خرج عنه ذلك في الماء، فأما الجوهر الأرضي الذي يبقى فهو ضعيف لا لذع معه لأنه قد انسلخ عنه قوته الحادة في الماء الذي غسل به وليس مزاج كل رماد واحداً بعينه على الاستقصاء، بل قد تختلف أصناف الرماد بحسب اختلاف المواد التي تكون عن احتراقها، فأما ديسقوريدوس فلست أدري كيف قال أن جميع أنواع الرماد فيها قوّة قابضة، ونحن نجد أن الرماد من خشب التين بعيد عن هذه الكيفية البتة مباين لها لأن هذه الشجرة نفسها ليس في شيء من أجزائها قبض كالقبض الموجود في أنواع شجر البلوط وقاتل أبيه وشجر المصطكا ونبات الهيوفاقسطنداس وسائر ما أشبه ذلك من النبات، بل جميع شجرة التين مملوءة كلها لبناً حاراً حرارة قوية كلبن اليتوع، ورماد شجرة البلوط فيه من القبض مقدار ليس باليسير، وإني لأعلم أني في بعض الأوقات حبست به دماً قد انفجر عندما لم أقدر على دواء غيره، فأما رماد خشب التين فليس يستعمله أحد في هذا الباب، وذلك لأن فيه حدّة كبيرة وإحراقاً يخالطه جلاء وهو في الحالتين جميعاً مخالفاً لرماد خشب البلوط أعني أن الجزء الدخاني الذي فيه أحدّ من الجزء الدخاني الذي في ذلك الرماد، والجزء الأرضي من الرماد أيضاً في رماد خشب البلوط مائل إلى القبض، وفي رماد خشب التين هو جلاء، وكذا هو في رماد اليتوع. والنورة هي أيضاً نوع من الرماد وهي ألطف من رماد الخشب بمقدار ما يمكن في الحجارة أن يطبخ بالوقود عليها حتى تصير رماداً أكثر مما يمكن في الخشب، وفي هذا الرماد أعني النورة جزء ناري كثير المقدار، ومن أجل ذلك صارت النورة إذا غسلت صار منها دواء يجفف بلا لذع، ولا سيما إذا غسلت مرتين أو ثلاثاً فإن هي غسلت بماء البحر صارت دواء يحلل تحليلاً بليغاً. ديسقوريدوس في الخامسة: رماد قضبان الكرم له قوة محرقة إذا تضمد به مع الشحم العتيق أو مع الزيت والخل نفع من شدخ العضل واسترخاء المفاصل وتعقد العصب، وإذا تضمد به مع النطرون والخل نقص اللحم المتربد في الجلدة الحالة للأنثيين، وإذا تضمد به مع الخل أبرأ نهش الهوام وعضة الكلب الكلب، وقد يقع في أخلاط الأدوية التي تكوي. الشريف: أما رماد تبن الباقلا إذا كان طرياً وتضمد به أو تدلك به في الحمام أزال آثار الجرب الأسود من الأبدان، وإذا سحق رماد الكرم وصُرَّ في خرقة وضمدت به البواسير وكلما فتر بدل غيره بحار وتوالى ذلك نفع منه النفع البالغ، ورماد حطب الكرم يتصرف في علاج الشقيقة، وإذا شرب من رماد حطب البلوط المغربل ثلاثة أيام على الريق في كل يوم زنة درهمين مع شراب التفاح نفع من بلة المعدة وهو عجيب في ذلك.
● [ رمل ] ●
رمل: ديسقوريدوس في الخامسة: الرمل الذي يكون في ساحل البحر إذا حمي بحرارة الشمس وانطمر فيه الناس الرطبة أبدانهم جففها في الحال في الانطمار على هذه الصفة يطمر الأعضاء كلها ما خلا الرأس وقد يقلى وتكمد به الأعضاء كلها مكان الجاورس ومكان الملح. جالينوس في 9: هذا الرمل أيضاً فيه مثل القوة العامة الموجودة في جميع الحجارة، وذلك أنه يخفف اللحم المترهل الشبيه بالماء إذا صير فيه صاحب هذه العلة والرمل سخن حتى يغطيه كله.
● [ رمث ] ●
رمث: أبو حنيفة: هو من الحمض ينبت نبات الشيح إلا أن الشيح أغبر ويرتفع دون القامة وله حطب وخشب وله هدب كهدب الأرطي إلا أنه مورد، والأرطي أحمر وله سليخ جيد للوقود وقوده حاد، ودخانه يشفي من الزكام، وفي دخانه غبرة وإذا انتهى في نباته اتخذ منه أجود القلى ويصفر ورقه إذا انتهى صفرة شديدة حتى إن إنساناً لو قاربه اصفر ثوبه.
● [ رمرام ] ●
رمرام: زعم قوم أنه القرصعنة. وقال آخرون: إنه القرطم البري وهو كالأملج.
وقال أبو حنيفة: هو عشبة شائكة العيدان والورق ترتفع ذراعاً ورقتها طويلة لها عرض شديدة الخضرة لها زهر أصفر وهي من الجنبة وتنبت في الجرون والسهل كثيراً. وقال ابن زياد: هو نبت أغبر وعوده كلون التراب يشفي لسع الحيات والعقارب جداً. قال المؤلف: وسيأتي ذكر القرطم في حرف القاف.
● ● ● ● ●
رند: هو شجر الغار وسنذكره في الغين المعجمة.
● ● ● ● ●
رهشي: هو السمسم المطحون قبل أن يعتصر ويستخرج دهنه، وسنذكره في حرف السين المهملة.
● ● ● ● ●
● [ روذامارندا ] ●
روذامارندا: تأويله الأصل الوردي في اليونانية. ديسقوريدوس في الرابعة: هذا النبات هو أصل نبات ينبت في البلاد التي يقال لها ماقمونيا شبيه بالقسط إلا أنه أخف منه وهو مضرس، فإذا دلك فاحت منه رائحة الورد. جالينوس في 8: قوته قوة لطيفة محللة فلنضعه من الإسخان في الدرجة الثانية عند آخرها وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها. ديسقوريدوس: إذا خلط بالناردين وصب ماؤه على الرأس ووضع على الجبهة والأصداغ نفع من الصداع جدًا.
● [ روبيان ] ●
روبيان: هو سمك بحري تسميه أهل مصر الفرندس وأهل الأندلس يعرفونه بالقمزون. الرازي في الحاوي: قال جالينوس في الترياق إلى قيصر: يحلل الأورام الصلبة ويجتذب الأزجة ويستفرغ حب القرع. غيره: ويشرب لذلك بسكنجبين. خواص ابن زهر: إذا دق مع الحمص الأسود وضمد به السرة أخرج حب القرع. غيره: إذا جفف وسحق مع فلفل واكتحل به نفع صاحب الغشاء. ماسرحويه: هو حار رطب باعتدال يزيد في المني ويلين البطن. البصري: قبل أن يملح يزيد في الباه ويغذو غذاء صالحاً، وإذا ملح وعتق يولد سوداء وحكة رديئة. الرازي: في دفع مضار الأغذية: وأما الروبيان فعسر الهضم رديء للمعدة، وينبغي أن يصلح بالخل والمري والكراويا ويؤخذ من بعده شيء من أقراص العود وجوارشن السفرجل المسهل، ومن كان محروراً جداً فليشرب عليه رب الرمان المتخذ بنعنع. وله: أنه يزيد في الباه ويسخن الكلي والأرحام فيعين على سرعة الحبل لكنه في هذه الحال لا ينبغي أن يتخذ بالخل بل يسلق سلقاً بليغاً، ثم يتخذ منه عجة بدهن الجوز وصفرة البيض ويجعل معه شيء من البصل والكراث.
● [ رؤوس ] ●
رؤوس: جالينوس في 11: كان إنسان يأخذ رؤوس السميكات الصغار المملوحة المجففة فيحرقها ويعالج بها الشقاق الحادث في المقعدة واللهاة الوارمة ورماً صلباً متقادماً فيشبه على هذا القياس أن يكون قوة هذه الرؤوس قوة ليست بالحادة جداً فإن الحدة شيء يعرض لكثير من الأشياء التي تحرق وهو شيء عام شامل لجميعها. غيره: ورأس السردين المالح إذا أحرق ودلك به على لسعة العقرب نفع نفعاً بيناً. المنهاج: أجود الرؤوس ما كان من حيوان معتدل الرطوبة وهي حارة رطبة غليظة كثيرة الغذاء تزيد في المني وتصلح لأصحاب الكبد، ورأس الضأن إذا طبخ واحتقن بمرقة رطب الأمعاء السفلى والكلي والعصب وأخصب البدن وزاد في الباه إذا كانت قلته لحرارة ويبس، وأكل الرؤوس ينتن الجشاء والبول ويضر بالمعدة لبطء هضمها، ولذلك ينبغي أن يستعمل معها دارصيني ويمضغ بعدها المصطكي. الرازي في دفع مضار الأغذية: ينبغي أن تعلم أن في الرؤوس مناسة من الحيوان الذي هي فيه فرؤوس الضأن أرطب من رؤوس المعز، ورؤوس المعز أرطب من رؤوس الظباء، والقياس فيها على هذا فنقول: إن الرؤوس في الجملة تغذي وتسخن قليلاً كثيرة الغذاء جداً مقوية للبدن الضعيف إذا استولى عليه الهضم، زائدة في الباه مثقلة للرأس الضعيف المرتعش، وليست من طعام الضعفاء المعدة، وقد يتولد عنها في الندرة قولنج صعب شديد، وأكثر ما يتولد هذا القولنج عن الإكثار من الجلود والغضاريف التي فيه كما على الخدين والأذنين والقحف من الجلود والغلصمة والمنخرين من الغضاريف، وأما لحم الخدين فأكثرها في الرأس غذاء والعينان أدسم ما فيه وأسرعه نزولاً ولحم اللسان أخف ما فيه والدماغ أبرد ما فيه فليؤكل الدماغ بالخردل والخل والمري والصعتر والعينان بالملح الكثير ولحم الخدين وأصول الأذنين بالخل والصعتر والأنجدان والخردل ولحم اللسان بالملح ولا يتعرض للجلود والغضاريف ما أمكن فإن قوّته إليه الشهوة فليؤكل بالخل والخردل وليختر الضعفاء المعدة ومن ليس يكد رؤوس الجداء وكذا رؤوس الحملان الصغار ولا يشبع منها إشباعاً تاماً فإنه متى فعل ذلك وأكل منه هذا المقدار ثقل وزناً بعد ساعة أو ساعتين حتى يقلق ويمنع النوم ويضيق النفس ويتشوق إلى القيء، ومن أمسك عنه وفي الشهوة له بقية لم يشبع منه بعد تركته نهمته لم تعرض عنه الأعراض الذي ذكرنا وهي في الصيف وفي البلدان الحارة أثقل، وينبغي أن لا يؤكل على جوع صادق جدًا.
● ● ● ● ●
رواس: زعم قوم أنه جرجير الماء.
● ● ● ● ●
روسختج: هو الراسخت وهو النحاس المحرق، وسيأتي ذكره في حرف النون إن شاء الله.
● ● ● ● ●
● [ ريباس ] ●
ريباس: ليس منه شيء بالمغرب ولا بالأندلس أيضاً البتة، وهو كثير بالشام والبلاد الشمالية أيضاً وهو كأضلاع السلق له خشونة. إسحاق بن عمران: الريباس بقلة ذات عساليج غضة حمراء إلى الخضرة ولها ورق كثير عريض مدور وطعم عساليجها حلو بحموضة، وهو بارد يابس في الدرجة الثانية ويدل على ذلك حموضته وقبضه، ولذلك صار مقوياً للمعدة ودابغاً لها وقاطعاً للعطش والقيء، ورب الريباس صالح للخفقان والقيء والإسهال الكائن من الصفراء مقوٍّ للمعدة مشهٍ للطعام، وربه فيه حلاوة وحموضة غير مضرسة، وإنما يستخرج من عسالج هذه البقلة بأن يدق ويعصر وتطبخ العصارة حتى يصير له قوام وهو بارد يابس سندهشار: جيد للبواسير والحميات أكلاً. البصري: ينبت بالجبال الباردة المفردة ذوات الثلوج وهو جيد للحصبة والجدري والطاعون، وربه مثل ربه حماض الأترج. الشريف: إدمان أكله يبرىء من كثرة الدماميِل. الرازي، في المنصوري: مطفىء للصفراء والدم. ابن سينا: عصارته تحد البصر كحلاً وهو نافع من الوباء.
● [ رئة ] ●
رئة: جالينوس في 11: أما رئة الجمل ورئة الخنزير فقد وثق الناس من كل واحدة منهما أن تشفي السحج العارض في الرجل من الخف. ديسقوريدوس: رئة الخنزير والخروف والدب إذا وضعت على السحج العارض للرجل من الخف منع منه الورم. التجربتين: رئة الحملان إذا شويت دون ملح وأخذت الرطوبة السائلة منها وطليت بها الثآليل الجافة الناتئة وتمودي عليها قلعتها، وإذا طليت بهذه الرطوبة القوباء اليابسة لينتها. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الرئة فقليلة الغذاء وليست بسريعة الهضم ولا تصلح أن تطبخ البتة، وقد يصلح أن تنقع بالخل والكراويا وتشوى وتختار رئات الحملان والجداء لا غير، ويصلح أن تطيب نفوس المحمومين ومن يشتهي أن يأكل لحماً ولا يجوز ذلك فيشوى لهم أمثال هذه الرئات يأكلون من أطرافها ما شوي ويبس منها ويجتنبون الرطب والعصب منها.
● ● ● ● ●
رئة البحر: ديسقوريدس في الثالثة: هو شيء يوجد على ساحل البحر مثل الزجاج إذا كان طرياً وسحق وتضمد به نفع المنقرسين، ومن كان في يديه ورجليه شقاق من البرد.
● ● ● ● ●
● [ ريحان سليمان ] ●
ريحان سليمان: ابن سينا: يوجد بجبال أصبهان ويشبه الشبث الرطب وقيل ورقه كالخطمي وفقاحه صغار يلتوي على الشجر كاللبلاب لطيف محلل يطلى بالخل على الحمرة فينفع ويطلى على الأورام البلغمية وعلى القروح الساعة وعلى النقرس خاصة، وينفع من اللقوة ويحتمل بدهن ورد لوجع الرحم ويطلى على لدغ العقرب. ابن ماسويه: الريحان معروف بأصبهان يشبه عيدان الشبث حاد الرائحة بالغ النفع لأصحاب البواسير الظاهرة والباطنة منفعة قوية.
● [ ريحان الكافور ] ●
ريحان الكافور: التميمي في المرشد: ويسمى الكافور اليهودي وشجر الكافور ويسمى بالفارسية سوسن واتاه وهو بفارس كثير وهو نوع من الشجر، وينبت في أرض خراسان وهو في شكل شجر المنثور، وزهره أيضاً شبيه بزهر المنثور وكزهر الخزامي لا يغادر منه شيئاً، وورقه في صورة صغار ورق الهندباء أو في صورة الهندباء البري، وزهر هذه الشجرة وورقها جميعاً يؤديان روائح الكافور الرياحي القوي الرائحة إذا شم أو فرك باليد يابساً كان أو رطباً، وليست هذه الشجرة مع مشاكلة ريحها لريح الكافور يبادره المزاج بل هي حارة في الدرجة الثانية يابسة فيها وقد يجتذب بدوام اشتمامهما وكثرته الرطوبات اللاحجة في أغشية الدماغ، وإذا أديم شمها حللت الغلظ الكائن في الرأس، وقد ينتفع بشمها من كان بارد المزاج غير موافق لمن كان محروراً.
● ● ● ● ●
ريحان الملك: هو الشاهسفرم.
● ● ● ● ●
ريحاني: هو الشراب الصرف الطيب الرائحة.
● ● ● ● ●
● [ ريش ] ●
ريش: الشريف: أما ريش الطير فإنه إذا أحرق وذر رماده على الجراحات جففها وألصقها، وأنابيب الريش الكبار يستعان بها في علاج الأنف المكسور ويستعان بها في القيء. لي: قد ذكرت منافع ريش كل واحد من الطير في موضعه مع حيوانه الذي هو منه فاعلم ذلك.
● [ تم حرف الراء ] ●
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
تأليف : إبن البيطار
منتدى غذاؤك دواؤك . البوابة