بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الثانى : الأدوية المفردة
الأدوية المفردة على ترتيب جيد
حرف الميم
● [ المسك ] ●
الماهية: المسك سرّة دابة كالظبي، أو هو بعينه، ونابان أبيضان معقفان إلى الأنسي كقرنين.
الاختيار: أجوده بسبب معدنه التبتي، وقيل بل الصيني، ثم الجرجيري، ثم الهندي البحري، ومن جهة الرعي، ثم قرون ما يرعى البهمنين والسنبل، ثم المر. وأجوده من جهة لونه ورائحته الفقاحي الأصفر.
الطبع: حار يابس في الثانية، ويبسه عند بعضهم أرجح.
الأفعال والخواص: لطيف مقو.
الزينة: يبخر إذا وقع في الطبيخ.
أعضاء الرأس: إذا أسعط بالمسك مع زعفران وقليل كافور نفع الصداع البارد، ووحده أيضاً لما فيه من التحلل والقوة، وهو مقو للدماغ المعتدل.
أعضاء العين: يقوّي العين وينشف رطوباتها ويجلو البياض الرقيق.
أعضاء النفس والصدر: يقوّي القلب ويفرح، وينفع من الخفقان والتوحش.
السموم: هو ترياق السموم، وخصوصاً البيش.
● [ مَصْطِكى ] ●
الماهية: منه رومي أبيض، ومنه نَبَطي إلى السواد. وشجرته مركبة من مائية قليلة وأرضية كثيرة، وهو ألطف وأنفع من الكندر.
الاختيار: أجوده الأبيض الجلاء النقي، وإصلاحه تحليله وتركه في الخل أياماً، ثم يجفف.
الطبع: حار يابسَ في الثانية، وهو أقل تسخيناً وتجفيفاً من الكندر، وليس في شجرته تبريد وتسخين شديد، وفيه تسخين أكثر مما في شجرته.
الأفعال والخواص: قابض محلل، وجميع أجزاء شجرته قابض، وتركيبه من جوهر مائي مفتر وجوهر أرضي، وأصوله وقشور أصوله يقوم مقام أقاقيا وهيوفسطيداس، وبدله، وكذلك عصارة ورقه، يتخذ من ثمرتها دهن شديد القبض. وأما جالينوس فيشبه أن يرى أن في جميع أجزائها مع القبض تلييناً، وكذلك أدهانه، والنبطي الذي يضرب إلى السواد قبضه أقل، وتجفيفه أكثر، فهو أوفق بما يحتاج إلى تحليل قوي. وكل ما فيه من قبض وتليين وتجفيف، فهو بلا أذى. دهنه لطيف جداً ويذيب للطافته وتليينه وحرارته الرقيقة البلغم. وهو مع ذلك أقل حدة وكثافة من سائر الصموغ.
الزينة: يقع في السنونات والغمر فيورث حسناً.
الأورام والبثور: ينفع لما فيه من القبض والتليين من أورام الأحشاء. والأسود النبطي أوفق للصلابات الباطنة، والأسود نافع للأورام النملية.
الجراح والقروح: يمنع عصارته وطبيخ ورقه من الساعية، ودهن شجرته ينفع من الجرب، حتى جرب المواشي والكلاب، ويصب طبيخ ورقه وعصارته على القروح فينبت اللحم، وكذلك على العظام المكسورة فيجبر.
أعضاء الرأس: ومضغه يحلب البلغم من الرأس وينقيه، وكذلك المضمضة به تشد اللثّة.
أعضاء العين: يلصق به الهدب المتقلب.
أعضاء النفس: ينفع من السعال ونفث الدم، وخصوصاً طبيخ أصله وقشره.
أعضاء الغذاء: يقوي المعدة والكبد ويفتّق الشهوة ويطيب المعدة والكبد في وقتها.
أعضاء النفض: يقوي الكبد والإمعاء وينفع من أورامها. وطبيخ أصله وقشره ينفع من الاختلاف ودوسنطاريا والسحج، وكذلك نفس ورقه من نزف الدم من الرحم، وجميع أوجاع الأرحام وسيلان رطوباتها الرديئة، ومن نتوّ الرحم والمقعدة، وكذلك دهن شجرته و بزره.
● [ مو ] ●
الماهية: هو قطاع مختلفة الشكل في لون غاريقون ، وله غبار يضرب إلى قبض ومرارة، وهو طيب الرائحة يحذو اللسان، وهو أصل نبات إنما يستعمل منه أصله، ويكثر ببلاد مقدونيا.
الاختيار: أجوده الأبيض الجلاء النقي، وإصلاحه تحليله وتركه في الخل أياماً، ثم يجفف.
الطبع: حار يابس في الثالثة، وفيه رطوبة غريبة غير نضيجة تافهة.
الخواص: لطيف جلآء مفتح شبيه بالسنبل في قوّته، لكنه أسخن وأقبض.
آلات المفاصل: ينفع شرباً وطلاءً من أوجاع المفاصل.
أعضاء الرأس: يصدع الإكثار منه، وذلك لفضل رطوبة فجّة فيه.
أعضاء الغذاء: ينفع الكبد الباردة والنفخ فيها.
أعضاء النفض: نافع من عسر البول شرباً وضماداً، وكذلك من أوجاع المثانة وإتقان الفضول فيها، ويدر الطمث، وينفع من وجع الأرحام حتى الجلوس في مائه، وينفع من المغص والقراقر، والنفخ.
● [ مازريون ] ●
الماهية: يتّوع كبير، وهو ضربان. أحدهما ما ورقه كبير رقيق، والآخر صغير الورق ثخينه، وهذا أردؤهما، وما كان أسود فهو قتّال.
الأختيار: أجود المازريون ما كان ورقه كثيراً وشبيهاً بورق الزيتون وألطف. والصغير الورق جعدها فرديء، وقد يكسر غائلة المازريون بالتحليل.
الطبع: حار يابس في الرابعة.
الأفعال والخواص: وهو جال منق مقشر، وحرافته شديدة.
الزينة: جميع أصنافه يستعمل في البهق والبرص والنمش طلاء من خارج، وقد يخلط به الكبريت في ذلك.
الجراح والقروح: جميع أصنافه يستعمل للقوابي والقروح الوسخة بالعسل، فيقلع الخشكريشات لما فيه من الجوهر المحلل الأكال وكذلك يجفف الجرب.
أعضاء الرأس: يتمضمض بطبيخه، وخصوصاً بطبيخ الأسود، فيسكن وجع السنّ وقد يلصق شيء منه مع فلفل وقطعة موم على السن الوجعة.
أعضاء الغذاء: المازريون يضر بالكبد جداً.
أعضاء النفض: يسهّل الماء وخصوصاً المأخوذ رطباً وقت زهوه، وتكسر حدته بأن ينقع في الحل، ثم يجفف، والشربة منه منقوعاً ست درخميات يطبخ في رطل ونصف ماء، حتى ينقى منه نصف وربع، ويشرب ويسهّل الحيات وحب القرع، وخصوص أكسوثافن منه في طبيخ الفوتنج الجبلي، وقد ينقع منه إثنان وعشرون درهماً في جرتين من شراب، ويترك شهرين، ثم يصفّى، ثم يترك شهرين، ثم يشرب للإستسقاء ولتنقية النفاس. وطبيخه ينفع من عسر البول الشديد. قال بعضهم: أنه أيضاً يسهّل السوداء والأخلاط البلغمية، وخصوصاً إذا خلط به مثلاً أفسنتين. ومنهم من يأخذ منه مثقالاً بضعفه أفسنتين معجوناً بالعسل المطبوخ، ويتخذ منه شيافاً، ويجب إن أريد به إسهال الماء. الأصفر أن يخلط به المسهلات الأخرى له، وأن أريد به إسهال السوداء فعل به مثل ذلك فيخلط بما يسهل السوداء.
السموم: المازريون يسقى بالشراب لنهش الهوام، وهو خصوصاً الأسود قاتل، إذا خلط بالسويق وجمع بماء وزيت، قتل الفار والكلاب والخنازير، والقاتل منه للناس وزن درهمين يقتل بالكرب والقيء والإسهال.
● [ مرو ] ●
الماهية: قالت الهند: إنه أنواع ، نوع طيب الرائحة وهو مرماخور، وهو أحر وأيبس. ونوع آخر، وهو أقل ريحاً، ويقال له سموساً، وهو حار ليّن. ونوع ثالث يسمى المرو الأبيض، معتدل وفيه قوة مفرحة. وأظن أن الذي فيه قوة مفرحة هو لسان الثور. ونوع يسمى مروماهوس ، وهو حار يابس ملطف. ونوع يسمى ميشبهار وهو بارد فيما قال واصفه.
الطبع: حار يابس في الثانية، ثم يختلف.
الأفعال والخواص: جميع أصنافه مفش للريح، لطيف محلل للنفخ والبلغم، مفتّح للسدد الباردة حيث كانت.
أعضاء الرأس: يقطر مع اللبن في الأذن الوجعة وميشبهار، نافع من الصداع الحار وسائر أصناف المر، وينفع الصداع البارد، لكن العطر منه يصدع، خصوصاً إذا شم على الشراب.
أعضاء الغذاء: يحلل البلغم من المعدة، وينفع من وجع المعدة ويقويها.
أعضاء النفض: يقوي الأمعاء، وبزره إذا قلي ينفع من السحج ومن دوسنطاريا، وإن لم يقل أسهل بلغماً.
● [ مرماخور ] ●
الماهية: معروف، وزهره أغبر إلى الخضرة، طيب الرائحة عطر.
الطبع: قال الدمشقي، إن المرماخور أسخن من المرزنجوش وأقوى، وهو حار في الثالثة يابس في الثانية.
الأفعال والخواص: لطيف محلل فسكن للرياح مفتح للسدد البلغمية حيث كانت.
أعضاء الرأس: يسكر سريعاً إذا جعل في الشراب، ويصدع شمّه عليه، لكنه محلل شمه أو الإكباب على نطوله جميع البخار والصداع البارد، يشبه الشيح في ذلك.
أعضاء الغذاء: يقوّي المعدة ويفتح سدد الأحشاء وينشّف رطوبة المعدة.
أعضاء النفض: يقوّي الامعاء.
● [ مقل اليهود والمقل المكي ] ●
الماهية: مقل اليهود منه صقلبي، ومنه عربي وهو غير مقل الدودم ، وكلاهما من الدوادم والصموغ، وأما المكّي فهو ثمرة شجرة الدوم.
الاختيار: الأجود من الصمغين هو الأزرق الصافي المر الطعم النقي من العيدان السهل الانحلال الطيب الرائحة، لدخانه رائحة الغار، وإذا عتق مقل اليهود خرج من التليين إلى التجفيف.
الطبع: المكي بارد يابس، والآخر حار في آخر الأولى ملين، وخصوصاً الصقلبي، والعربي يجففه الرمان.
الأفعال والخواص: محلل حتى الدم الجامد ملين منضج كاسر للرياح، والصقلبي أشد تلييناً، والعربي أيبس منه إلا طريّة.
الأورام والبثور: يحلل الأورام الصلبة، وخصوصاً مدوفاً بريق الصائم، وكذلك يحلل سائر الأورام الباردة، والعربي الذي ليس هو ثمرة الدوم، وهو مقل اليهود، يزيل الخنازير، ويشرب مطبوخاً للأورام الباطنة والصلبة.
الجراح والقروح: يطلى بالخل على السعفة.
آلات المفاصل: ينفع من فسخ العضل ومن التشنج وصلابة الأعصاب وتعقدها.
أعضاء النفس: ينفع من أوجاع قصبة الرئة وأورامها، وينفع من السعال المزمن، وينفع أوجاع الجنب. والعربي نافع من أورام الحنجرة والحلق.
أعضاء النفض: ينفع من البواسير شرباً وحمولاً وبخوراً، ويحبس دمها، وينفع من حصاة الكلي، وإذا وقع في المسهلات منع السحج، ويدرالبول والطمث. وقد يظن بالمكي أيضاً أنه يدر، ولا شك في أنه يعقل ويفتت الحصاة. والمقل العريي الصافي الأحمر إذا سحق منه مقدار مثقالين وشرب بماء العسل حطم البلغم. والمقلان جميعاً يحللان أدرة الماء، ويفتحان فم الرحم المنضم، ويحدران الجنين، وينقيان الرحم ويحللان أورام المقعدة والأنثيين.
السموم: نافع من لسع الهوام.
● [ مياه ] ●
الإختيار: المياه الفاضلة والمحمودة قد ذكرناها في الكتاب الأول، فليعلم من هناك.
والمياه الرديئة، هي الراكدة البطائحية، والغالب عليها طعم غريب، ورائحة غريبة. والكدرة الغليظة الثقيلة الوزن، والمبادرة إلى التحجر، والتي يطفو عليها غثاء رديء، وتحمل فوقها شيئاً غريباً.
واعلم أن البورقية من المياه يتدارك ضررها باللبن والشراب الغليظ والنشاستج ، والشبيه بالشراب الرقيق الريحاني والغبيراء النيء والقثاء الفج والبقول الملطفة والمدرة والمياه الغليظة الكدرة، يصلحها الملطفات، كالثوم والبصل والكراث. وشرب الشراب عليها يذهب غائلتها، خصوصاً مخلوطاً فيها. والماء الخشن هو، إما الغليظ، وإما الحاد الجلاء. وقد يقال ماء خشن للذي يكون شديد التنقية لما يغسل به. والماء المر يصلحه الحلاوات. والمالح يصلحه الخرنوب الشامي وحبّ الآس والزعرور والطين الحر والسويق. والماء الرديء بالجملة يصلحه الخل.
الطبع: ماء البحر حريف حاد والماء البورقي مسخن مجفف، والماء النحاسي والحديدي ينفع الأحشاء.
الخواص: الماء البارد يضر أصحاب السدد، لكنه ينفع أصحاب التخلخل والسيلان، أي سيلان كان من أي عضو كان، ومن يعرض لهم بسببه أمراض. ويقوي القوى كلها على أفعالها إذا كان باعتدال، أعني الهاضمة والجاذبة والماسكة والدافعة.
الزينة: ماء البحر ينفع من الشقاق العارض من البرد قبل أن يتقرج، ويقتل القمل، ويحلل الدم المنعقد تحت الجلد. والمياه الكبريتية جيدة للبهق والبرص.
الأورام والبثور: المياه الكبريتية نافعة من أورام المفاصل والصلابات والثآليل المتعلقة.
الجراح والقروح: الماء القراح رديء للقروح بما يرطب. وهو خلاف واجب تدبير القروح. وماء البحر ينفع استعماله من الحكة والجرب والقوابي. والمياه الكبريتية أيضاً جيدة للجرب والقوابي أستحماماً بها، وكذلك من السعفة.
آلات المفاصل: ماء البحر ونحوه ينفع من أمراض العصب، وخصوصاً إذا استحم به، مثل الرعشة والفالج والخدر ونحوه ، والمياه الكبريتية كذلك، وينفع من جميع أوجاع المفاصل والعصب الباردة.
أعضاء الرأس: المصرعون ينتفعون بالماء الفاتر، ويستضرون بالماء الحار. وبخار ماء البحر ينفع مدة من الصداع البارد، وماء النحاس ينفع الفم والأذن.
أعضاءالعين: ماء القفر رديء للعين.
أعضاء الصدر والنفس: الماء البارد جداً رديء للصدر، على أن الماء ضار لقصبة الرئة للترطيب الذي فيه، وهو يحتاج إلى تجفيف، والماء الفاتر جيد لأورام الحلق، واللهاة والصدر. ماء البحر ينطل به اورام الثدي. الماء البورقي ربما نفع الرئة. ماء الشبّ نافع من نفث الدم.
أعضاء الغذاء: الماء الحديدي ينفع الطحال والمعدة. والماء النحاسي قريب منه.
الماء البارد جداً خصوصاً يضر أصحاب السدد. ماء البحر ونحوه رديء للمعدة. بخار ماء البحر ينفع من الاستسقاء. وشرب الماء البورقي ربما نفع لبورقيته المعدة الرطبة. وماء الشب ينفع من القيء ويمنعه، وكذلك مياه الحمآت القابضة. والمياه الكبريتية نافعة من أورام الطحال وأوجاعها، وكذلك الكبد.
أعضاء النفض: ماء البحريحقن به للمغص، وقد يسقى فيسهل ، ثم يشرب بعده مرق الدجاج فيسكن لذعه. والماء الشبّي يمنع لإسقاط ونزف الحيض. والمياه الكبريتية نافعة من أوجاع الرحم.
الماء البارد جداً رديء للباه، ويعقل البطن، و.يسكن حركات المني وسيلانه. الماء المالح يسهل، ثم يمسك بتجفيفه. وجميع الماء المعدني يعسر البول والحيض والولادة. وأكثرها يطلق ويجفف، وبعضها كالشبي يعقل، وقد يحدث القولنج أيضاً. والمياه الحديدية والنحاسية جيدة للكلي والقولنج. والمياه الكدرة تحدث الحصاة في الكلية والمثانة. والماء المطفأ فيه الحديد ينفع من نفث الدم.
الحميات: المياه الكبريتية والطينية والراكدة الميتة تحدث الحميّات، والغليظة تحدث الربع منها.
السموم: من لسعته الأفعى، فجلس في ماء البحر انتفع به، وكذلك سائر الهوام القتالة.
● [ مزمار الراعي ] ●
الخواص: قوّته جلاءة.
الأورام والبثور: يحلل الأورام الحارة.
أعضاء الغذاء: ينفع من الأوجاع الرخوة والثقيلة في الأحشاء.
أعضاء النفض: ينفع من حصاة الكلية ويفتتها طبيخه، وأصله نافع لقروح المعي.
● [ مغاث ] ●
الماهية: قال بعضهم: إنه عرق الرمان البري، وليس يوافق هذا ما يذكر من أن بزره يوافق الباه ويحركها بقوة.
الطبع: حار إلى الثانية رطب في الثالثة.
الخواص: هو مقو للأعضاء.
الزينة: هو مسمن.
آلات المفاصل: هو نافع إذا ضُمِّد به من الوثى والكسر، ووهن العضل، وينفع من النقرس والتشنج، وهو جيد للدشبذ وصلابة المفاصل.
أعضاء النفس: ملين لصلابات الحلق والرئة.
أعضاء النفض: يحرك الباه خصوصاً بزره.
● [ مرداسنج ] ●
الماهية: إن المرداسنج هو الآنك المحرق، وقد يتّخذ من غير الأنك، وقد يبالغ في إصلاحه، إما بأن يطبخ في خل أو خمر، ثم يحرق مرة أو مرتين، أو يحرق على الجمر وينزع عنه ما يعلوه، أو يطبخ بالماء والحنطة والشعير حتى يتشقّق، ويعزل عنه الحنطة، وكذلك الماء، ويطبخ بماء جديد حتى يخلص، ثم يرسب عن ذلك الماء، يفعل هذا به مراراً حتى ينقى كالملح يعمل غير ذلك.
الطبع: قال جالينوس: هو إلى التجفيف، لكنه ضعيف الإسخان والتبريد، وعند غيره أنه إلى البرد ما هو، والمغسول منه بارد لا محال.
الخواص: قابض مجفّف يجلو قليلاً مع قبض وتغرية، ويلطف الغليظ، وقبضه وجلاؤه يسيران، وهو مادة للمراهم يجمع الأدوية ويكسر إفراط التحليل والتأكل والقبض أيضاً.
الزينة: يطيب رائحة البدن والإبط، ويمنع سحج الفخذ ويجلو الكلف، والآثار السود، والدم الميت، وخصوصاً المغسولَ، ويفمب آثار الجدري، ويمنع العرق.
الجراح والقروح: ينبت اللحم في القروح بالعرض، لكن قال جالينوس،: إنه لا منقّ، ولا موسّخ، ولا منبت، ولا ناقص، بل هو مادة المراهم، وينفع سحج المغابن و الأفخاذ.
أعضاء العين: المغسول الأبيض منه يقع في الأكحال ويجلو العين.
أعضاء النفض: إن شرب منع البول، والنساء في بلادنا يسقينه للصبيان للخلفة، وقروح الأمعاء، وقد يلقينه في كيزان الماء ليقل ضرره.
السموم: هو قاتل يحبس البول، وينفخ البطن والحالبين، ويبيّض اللسان، ويخنق، ويضيق النفس.
● [ مشك طرامشير ] ●
الماهية: قضبان يشبه الشاهسفرم، واليابس لا يوجد منه في أول الطعم كثير طعم ولا رائحة، ثم يعقب مرارة وحدة، وإذا رعته الغنم حلبت دماً، وهو ينوب عن الفوتنج، بل هو أقوى منه بكثير، وهو صنفان: أحدهما المشك طرامشير الحق، والآخر المزور الكاذب، وهو يشبهه، لكنه أضعف أحوالاً منه.
الطبع: هو حار يابس إلى الثالثة.
أعضاء الصدر والنفس: هو يخرج الرطوبات اللزجة من الصدر والرئة.
أعضاء الغذاء: شرابه نافع من الكرب والغشي.
أعضاء النفض: يدر الطمث بقوة والبول حتى يبول الدم، ويخرج الأجنّة شرباً وتبخّراً واحتمالاً، وشرابه يَحدُرُ دم النفاس.
● [ مرارات ] ●
الاختيار: أقوى مرارات ذوات الأربع، مرارة البقر، ثم الظبي والدب، ثم الماعز، ثم الضأن. وأسلم مرارات الطير مرارة الديك، والدرّاج والقبّج. وسائر مرارات الطير أقوى من مرارات ذوات الأربع، إذا قست البغاث منها بالماشية، والصيد بالجوارح.
والمرارات القوية اللذاعة جداً مرارات الجوارح، وخصوصاً الكبار منها، والمختار منها كان لونه أصفر طبيعياً. وأما الزنجاري واللازوردي فرديء، وكذلك الناصع الحمرة. وأضعف المرارات مرارة الخنزير، ومرارة الشيوط والسمك المسى بالعقرب. والسلحفاة فهي أقوى من مرارة ذوات الأربع. قال ديسقوريدوس: يشد طرف المرار ويغلى في الماء قدر ما يعد الإنسان ثلاث غلوات، ثم يخرج ويجفف في ظل لا ندى فيه ويحفظ.
الطبع: حارة يابسة كلّها في الرابعة.
الأفعال والخواص: المرارات كلها حارة جلاءة، وتختلف بحسب الذكر والأنثى وتختلف بحسب حال العطش والجوع، وحال الارتواء، وحال الدعة، وحال الرياضة.
الزينة: مرارة الحمار الوحشي تقلع التوث، وتنفع طلاء على اثار الأورام.
الأورام والبثور: تقع في مراهم الحمرة فتمنعها.
الجراح والقروح: إذا خلطت المرارة بالنطرون والريتيانج وطين قيموليا نفع من الجرب المتقرح. ومرارة البقر تقع في المراهم المانعة للجراحات غير الحمرة والأوجاع الشديدة.
ومرارة التيس تقلع اللحم التوثي. والقروح تختلف حاجتها إلى المرارات القوية والضعيفة بحسب أوقاتها، وبحسب نقائها وتوشخها. ومرارة الذئب جيدة للجراحات العصبية، وفي زمان البرد يمنع التشتج والكزاز المخوف في أمثالها.
آلات المفاصل: مرارة التيس تجعل على داء الفيل والدوالي، فتنفع، وكذلك مرارة الحمار الوحشي، خصوصاً. ومرارة الذئب تمنع التشنج والكزاز اللذين يتبعان جراحات العصب خصوصاً من البرد.
أعضاء الرأس: مرارة التيس والثور للقروح الطرية في الأذان. مرارة الرخمة في الزيت تقطر في الأذن الثقيلة، والتي بها طرش، ومع عصارة الكرَاث النبطي للطنين، ولثقد السمع. ومرارة الثور بالنطرون والقيموليا للحزاز، يغسل بها الرأس.
وقد قيل أن مرارة الدب إذا لعقت تنفع من الصرع. ومرارة السلحفاة نافعة من القلاع الخبيث في أفواه الصبيان فيما يقال، وينفع الاستنشاق بها المصروع والمرارات كلها نافعة للخيشوم مفتحة جداً لسدد المصفاة.
أعضاء العين: المرارات كلها تنفع من ظلمة البصر. ومرارة الجوارح خصوصاً اليابس تنفع من ابتداء الماء والانتشار، ولا يجوز أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس. وأنفع المرارات للعين، أما من دواب الأربع، فمرارة الظبي. وأما من الطير، فمرارة القبّج، وأما من السموك، فمرارة الشبوط. ومرارة العنز تنفع من الغشاء وخصوصاً الجبلي.
أعضاء النفس: ومرارة الثور يتحنك بها مع العسل للخناق، وكذلك مرارة السلحفاة.
أعضاء النفض: مرارة الثور تفتح أفواه عروق البواسير. وكل مرارة مسهّلة مطلقة حتى مرارة الخنزير إذا مسح بها السرة أو احتملت. ومرارة الثور مع العسل طلاء على قروح المقعدة، ويتخد منه لطوخ الرحم والأنثيين، ويجعل على أورام الصفن .
السموم: مرارة التيوس الجبلية ترياق للمنهوش، وكذلك مرارة الثور.
● [ موم ] ●
الماهية: الموم الصافي، هو جدران بيوت النحل التي تبيض فيها، وتفرخ وتخزن فيها العسل والموم الأسود هو وسخ كوائره .
الطبع: معتدل.
الخواص: مليّن يملا القروح وسخاً، ويرطب، بالعرض لأنه يتدبق، فيسد المسام، وهو مادة المراهم المبردة والمسخنة كلها، ولا شك أن فيه نضجاً يسيرأ وقليل تحليل من كثير العسل، وفي الموم الأسود، الذي هو وسخ الكوارة، جذب من العمق شديد يجذب السلاء والشوك، وفيه لطافة وتنقية يسيرة وتليين بالغ.
الأورام والبثور: يلين صلابة الأورام.
القروح: يلين الخشكريشات، ويملا القروح وسخاً. والأسود يجذب السلاء والشوك.
آلات المفاصل: يلين الأعصاب.
أعضاء الرأس: الموم الأسود يعطس بقوّة رائحته.
أعضاء النفس: ينفع من خشونة الصدر طلاءً ولعقاً خصوصاً وقد ضرب بدهن البنفسجٍ، ويمنع اللبن من التعقد في أثداء المرضعات. وأظن ديسقوريدوس يقول مشروباً حبوباً كالجاورسات عشرة عدداً.
أعضاء النفض: يشرب منه عشر جاورسات في بعض الأحساء الجاورسية، أو الأرزية لقروح الأمعاء.
السموم: قيل أنه يجذب السموم، ويجعل على جراحات النصول المسمومة طلاء ولا يضر.
● [ مغناطيس ] ●
الماهية: هو الحجر الذي يجذب الحديد، وإذا أحرق صار ساذجه، وقوته قوته.
الإختيار: أجوده الأسود المشرب حمرة، الخالص الذي لا خلط فيه.
الأفعال وَالخواص: جال منقّ.
أعضاء النفض: يسقاه من شراب برادة الحديد، ومن احتبس في بطنه خبث الحديد، فإنه يجذبه ويستصحبه عند الخروج، وقيل إنه إذا سقي منه ثلاث أنولوسات بماء القراطن أسهل كيموساً غليظاً.
● [ مارقشيثا ] ●
الماهية: حجر، هو أصناف، ذهبي، وفضي، ونحاسي، وحديدي، وكل صنف منه يشبه الجوهر الذي ينسب إليه في لونه. والفرس يسمونه حجر الروشنا، أي حجر النور للمنفعة للبصر.
الطبع: حار في الثانية يابس في الثالثة.
الأفعال والخواص: فيه قبض وإسخان وإنضاج وتحليل وجلاء، وقوته قوية، لكنه ما لم ينعم دقه، لم تظهر منفعته.
الزينة: ينفع إذا طُلي بالخل على البرص والبهق والنمش، ويحلل الرطوبات المحتقنة تحت الجلد، ويرقق الشعر، ويجعّده.
الأورام والبثور: إذا خلط بالريتيانج نفع الأورام الصلبة،: وحلّلها، ويقع في المراهم المحللة لما فيه من الإنضاج والتحليل.
الجراح والقروح: مع الريتيانج يلحم القروح، ومع الزرنيخ يقلع اللحم الزائد.
آلات المفاصل: يحلل ما يجتمع في أجزاء العضل من المادة الشبيهة بالمدة.
أعضاء الرأس: قيل إنه إذا علق على عنق الصبي لم يفزع.
أعضاء العين: يجلو العين ويقوّيها محرقاً وغير محرق.
● [ مغنيسيا ] ●
الماهية: هو في أحوال مارقشيثا وأجود منه.
● [ مداد ] ●
الماهية: معروف.
الاختيار: أجوده أخفه وزناً، وأحلكه سواداً.
الطبع: حار كله مجفّف إلا الهندي، فإن الهند و بولس يعدّونه من المبرِّدات.
الخواص: كله مجفف.
الأورام والبثور: زعم بعضهم أن الهندي يجعل على الأورام الحارة فينفعها.
الجراح والقروح: المتخذ من دخان خشب الصنوبر مع صمغ ومقل يجعل في حرق النار، ويترك حتى يسقط.
● [ مَرَزنجوش ] ●
الطبع: حار يابس في الثالثة.
الأفعال والخواص: لطيف مفتّح محلل، وقوة دهنه مسخنة مطلقة حادة.
الزينة: يجعل ماؤه في المحجمة، ويطلى العضو بعد الفراغ من الحجم، فإنه يمنع البياض الذي يحدث عند المشارطة بعد الحجامة، ويطلى يابسه على كهبة الدم واخضراره، وخصوصاً تحت العين .
الأورام والبثور: هو طلاء على الأورام البلغمية.
آلات المفاصل: يقع في القيروطي، فيطلي على التواء العصب، وينفع من وجع الظهر والأربية، كذلك ومع العسل على الاعياء، ودهنه أيضاً ضمّاد للفالج المميل للعنق إلى خلف، ولغيره من الفالج.
أعضاء الرأس: يفتح سدد الدماغ، وينفع من الشقيقة، ومن الصداع والرطوبة، والصداع السوداوي، والرياح الغليظة، ومن وجع الأذن نطولاً وقطوراً، ويجعل فيها قطعة مغموسة في دهن المرزنجوش، فينفع من سدادها.
أعضاء الغذاء: ينفع طبيخه من الاستسقاء.
أعضاء النفض: ينفع طبيخه من عسر البول والمغص ودهنه يسخن ويلطف وينفع انضمام الرحم المؤدي إلى اختناقها.
السموم: هو مع الخل ضماده للسع العقرب.
● [ ميويزج ] ●
الماهية: هو الزبيب الجبلي: وهو حبِّ أسود متغضن كالحمص الأسود.
الطبع: حارّ يابس في الثالثة.
الأفعال والخواص: مُحرق أكال حاد حريف.
الزينة: يقتل القمل وخصوصاً مع الزرنيخ.
الجراح والقروح: ومع الزرنيخ أو وحده على الجرب والتقشير.
أعضاء الرأس: يمضغ ليتحلب البلغم والرطوبة عن الدماغ، ويطبخ في الخلّ فيتمضمض به لوجع الأسنان ورطوبة اللثّة، ويبرىء مع العسل القلاع الرديء.
أعضاء الغذاء:َ يسقى منه خمس عشرة حبة بماء القراطن، فيقيء كيموساً لزجاً.
أعضاء النفض: في سقيه خطر فإنه يقرح المثانة، وإذا كان مع المصلحات، وبقدر معتدل نقاها.
● [ يتم متابعة حرف الميم ] ●
القانون فى الطب لإبن سينا
الكتاب الثانى : الأدوية المفردة
منتدى حُكماء رُحماء الطبى . البوابة