من طرف امنية فتحى الأحد 30 أبريل 2017 - 10:25
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
أرجوزة الفواكه الصيفية والخريفية
تأليف : أبو الحسن المراكشي
القول في البطيخ
اُحْكمْ عَلَى البَطيخِ قَبْلَ الأكْـلِ ● طويلِه والمستدير الشكل
بالـــمَـــيْل لِلبَرْدِ مَع التّلْـيِين ● ثَانِـيةً فِـي دُرَجِ التَّمْـرِينِ
أنـــواعُـه ثلاثةٌ في الجِنْـس ● عُدَّتْ لَهَا مَنَافِعٌ لِـلإِنْـسِ
مِنْ مــسـتدير زانـه تطريزُ ● أثْـــقَـــنَـهُ مُـــدَبِّـــرٌ عَــزِيزُ
هَذَا مِــزَاجُه غَلِيظُ الجَوْهَرِ ● مُلَـزِّجٌ يَلَـذُّ مِـثْـلَ الـسُّـكَّـــرِ
والــثاني فِي تَدْويره طويلُ ● وَلَـــحْـــمُـــهُ مُـــرَمَّــلٌ قَـلِيلُ
وهْو لِطِيفٌ مُسْرِعُ الإِحاله ● لِأنّـــــــه ذو نُــــــدوة سيّاله
وَمِـنْ طَـوِيلٍ أَصْلُهُ القِثَّاءُ ● مَلْسُ القِوامِ يَجْرِي مِنْهُ المَاءُ
مِزَاجُهُ يَجْرِي فِي التَّوَسُّطِ ● بَيْنَ المُديرِ والطويل المُفْرِط
وَكُـــــــلُّـــهُ يَمــيلُ للفَسَادِ ● وجَالِبِ الحـمَّى إِلى الأجْسَاد
إِنْ صَادَفَ المَعْدَةَ فِيها مرَّه ● أو بــلـــغـمًا مــال لَهُ بِمَرَّه
وَقَـدْ رَأَيْتُ قَوْلَ جَالينُوس ● فِي حَالَةِ البَطِّيخ والـمجوس
فأنّـــــــه يُوَرِّثُ الـسُّموما ● إن صَارَ فِي فَسَادِه مَـذْمومَا
وَهْـوَ مَتَى يَصير للصَّلاَحِ ● مِنْ أَفْـضَـلِ الأَغْـذِيَةِ المِلاَح
مُلَـــــطِّــفٌ مُبردُ الغِذَاءِ ● وَمُشْرِقُ اللَّوْنِ عَلَى الأَعْضَاءِ
وَبِزْرُهُ مِنْ أَفْضَلِ النّبَاتِ ● مُدِرُّ بَـوْلٍ مُـخْــرِجُ الـحَصَاة
وَشَــحْـمُه مُنّعِشٌ لِلْقَلْبِ ● وَمُجْلِـي مَا دَاخِـلَهُ مِنْ كَرْبِ
وَلَحْمُهُ والقِشْرُ مُجْلِيَان ● لِوِسَــخ مِــنْ بِـشْرَةِ الإِنْسانِ
وَرِطْبِ اليَدَيْنِ لِلجَوَارِي ● بِشَـحْـمِـهِ ذَاكَ مـــع الـقِشَار
إِصْلاحُه مُسْتَعْجِلاً يَكُونُ ● لِكُـلِّ مَـحْـــرُور سَـكَنْجَـبِـينُ
وَبَارِدُ المِزَاجِ فَلْيَسْتَعْمِلِ ● جَوَارِشَ الـفُلْفُـلِ أو قُـرُنْـفُل
وجنِّبِ انْ أَكَلْتَهُ القُشورَا ● وَرَاعِ إِنْ أَرَدْتَــــــــهُ أُمُورَا
أوَّلها الأكْـلُ عَلَى الخَلاَءِ ● وَالصَّبْرُ عَنْ تَـنَاوُلِ الغِـذَاءِ
فإِنَّـــــهُ سَرِيعُ الانْحِـدَارِ ● بِسُرْعَةٍ تَجرِي عَلَى المَجَارِ