حكماء- Admin
- عدد المساهمات : 2700
تاريخ التسجيل : 30/12/2013
من طرف حكماء الثلاثاء 11 ديسمبر 2018 - 3:48
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة غذاؤك دواؤك
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
المجموعة الأولى من حرف الزاي
● [ زاج ] ●
زاج: قال ابن سينا: الفرق بين الزاجات البيض والحمر والصفر والخضر وبين القلقديس والقلقند والسوري والقلقطار أن هذه الزاجات هي جواهر تقبل الحل مخالطة لأحجار لا تقبل الخل، وهذه نفس جواهرها تقبل الحل قد كانت سيالة فانعقدت فالقلقطار هو الأصفر، والقلقديس هو الأبيض، والقلقنت هو الأخضر، والسوري هو الأحمر، وهذه كلها تنحل في الماء والطبخ إلا السوري فإنه شديد التجسد والإنعقاد والأخضر أشد انعقاداً من الأصفر وأشد انطباخاً. الغافقي: لم يذكر ديسقوريدوس ولا جالينوس القلقنت في أنواع الزاج، وإنما ذكر القلقديس فقط واسمه باليونانية حلقيس، وقد يبدو لمن تأمل قولهما أن القلقنت عندهما هو القلقديس بعينه. والزاج الذي يخص بهذا الاسم هو الزاج الأخضر الذي سماه ابن سينا القلقنت واسمه باليونانية مشيق، وأكثر الناس يزعمون أن القلقديس غير القلقنت وهو خطأ كما قال ابن جلجل: من زعم أن القلقنت هو القلقديس فقد أخطأ وذلك على جهل منه بهما، ويقول ديسقوريدوس وجالينوس فيهما: وأما الشحيرة فزعم قوم أنه الزاج الأخضر المسمى باليونانية مشيق، وكذا قال ابن سينا. وقال بعضهم: الشحيرة هو الزاج العراقي وهو الزاج المعروف بزاج الأساكفة. وقال ابن جلجل: زاج الأساكفة هو المسمى باليونانية ماليطريا. جالينوس في 9: رأيت في جزيرة قبرس في المعدن الذي في جبل المدينة المسمى قوليا بيتاً كبيراً وكان في حائط هذا البيت الأيمن وهو الحائط الذي إذا دخلنا البيت صار على شمالنا مدخل يدخل منه إلى المعدن، فدخلته ورأيت فيه ثلاثة عروق ممتدة واحداً فوق الآخر يذهب إلى مسافه بعيدة، وكان العرق الأسفل منها زاجاً أحمر، والعرق الذي فوقه قلقطاراً، والعرق الثالث الأعلى زاجاً أخضر، فأخذت من هذه الثلاثة مقداراً كبيراً جداً، واتفق وقد مضى لهذا الحديث نحو من ثلاثين سنة أن أخذت من ذلك الزاج قطعة تملأ الكف، وكانت قطعة قوامها ليس بكثير المشابهة لقوام الزاج، بل كانت تنحل وتتفرق إلى أجزاء متصلة فلما تعجبت من اكتنازه على غير ما اعتدته منه وكسرت تلك القطعة وجدت أن الزاج إنما هو مستدير حول القطعة كما يدور طبق رقيق متلبس عليه كأنه زهرة له، وكان تحت هذا شيء فيها من القلقطار والزاج كأنه قلقطار ويستحيل ويصير زاجاً، وذلك لأن القطعة في أول أمرها إنما كانت قطعة من قلقطار وكان ما هو منه باطناً قلقطاراً خالصاً، ثم يتغير بعد إلى ذلك الوقت. ولما رأيت ذلك فهمت أن في ذلك المعدن الذي في جزيرة قبرس يتولد الزاج فوق القلقطار كما يتولد الزنجار فوق النحاس، فخطر ببالي ووقع في وهمي أنه يمكن أن يستحيل الزاج الأحمر أيضاً في مئة طويلة ويصير قلقطاراً، وذلك أني قدمت من قبرس ومعي من هذا الدواء شيء كثير فصارت الصفيحة الخارجة كلها عندما أتى عليها نحو من 25 سنة قلقطاراً، وكان جوفه بعد قلقديساً وأنا أتفقده منذ ذلك الوقت هل تصل الإحالة إلى باطنه حتى يصير كله قلقطاراً كما يصير القلقطار زاجاً، وقد رأيت في قبرس عندما صرت إليها أن القلقديس يجتمع على هذه الصفة فإن هناك بيتاً ليس بكبير السمك مبنياً قدام المدخل إلى ذلك المعدن وفي الحائط الأيسر من هذا البيت وهو الحائط الذي إذا دخل البيت إنسان كان على يمينه كان هناك سرب يمر تحت التل الذي كان بقرب البيت، وكان عرض هذا البيت مقدار ما يسع ثلاثة أنفس الواحد منهم إلى جنب الآخر وسمكه مقدار ما يمشي فيه أطول من يكون من الرجال، وهو منتصب القامة، وكان ذلك السرب متصاوب الأرض يمر إلى أسفل، ولكن تصاوبه لم يكن كثيراً فيكون متسنماً جدًا كالعقبة، وكان طوله مقدار ربع ميل، وكان في آخره بئر مملوءة ماءاً فاتراً أصفر غليظاً وكان في جميع ذلك المنحدر حرارة شبيهة بحرارة البيت الأوّل من بيوت الحمام، وكان مقدار ما يجتمع في ذلك البئر ثلاث جرار رومية كل يوم، وكان ذلك الماء يرشح ويقطر منه قطرات فيجتمع في كل أربعة وعشرين ساعة وهو يوم وليلة هذا المقدار، وكان مخرجه من ثقب في ذلك البيت الذي في السرب تحته، وكان أولئك القوم يخرجون ذلك الماء في الجرار فيصبونه في حياض لهم مربعة معمولة بقراميد في ذلك البيت الذي قدام السرب، وكان ذلك الماء في أيام يسيرة يجمد فيصير قلقندا، ولما نزلت أنا في ذلك السرب حتى بلغت آخره إلى الموضع الذي يجتمع فيه ذلك الماء الفاتر الأصفر رأيت
أن رائحة الهواء التي هناك كأنها تخنق من يشمها ويعسر على الإنسان احتمالها والصبر عليها، وكانت ترتفع منه رائحة القلقطار ورائحة الزاج، وكان طعم ذلك الماء فيه ضرب من هذا الذي رائحته في ذلك الموضع، وكان أولئك العبيد بهذا السبب يبادرون في النزول والصعود عراة حفاة فيخطفون ويسكبون ذلك الماء فيريقون بالعجلة ولا يطيقون صبراً على اللبث هناك بلِ كانوا يسارعون معي على الصعود عدواً، وأخبروني أن هذا الماء من شأنه أن يقل أولاً فأولاً حتى إذا قارب الفناء حفروا في ذلك التل وسرّبوا حتى يجدوا موضع الماء.
ديسقوريدوس في الخامسة: خلفتيس وهو قلقديس وهو جنس واحد لأنه إنما هو رطوبة مائية بعينها تنعقد وتجمد إلا أنه ينقسم إلى ثلاثة أصناف، وذلك أن منه ما تكون من هذه الرطوبة وهي تقطر في مجار في جوف الأرض بأن يجمد القطر حتى يكون له قوام، ولذلك يسميه حفار المعادن القبرسية المقطر، ومنه ما يتكوّن منها وهي كثيرة سائلة في مغارة من المغاير إلى آبار بأن يجمد في تلك الآبار ويسمى الجامد، ومنه ما يطبخ بالبلاد التي يقال لها أسبانيا وهي بلاد الأندلس، ويقال له المطبوخ وهذه صفته: يؤخذ الصنف من القلقنت وهو ما كان منه سمح اللون ضعيف القوة فيخلط بالماء ويطبخ ثم يصب في برك ويترك أياماً معلومة ليجمد فإذا تمت الأيام جمد ويقطع قطعاً شبيهة بفصوص النرد إلا أنها متصلة بعضها ببعض كاتصال حب العنقود وأجود القلقنت ما كان لونه لون اللازورد وكان رزيناً كثيفاً نقياً صافياً والذي منه على هذه الصفة الذي يقال له المقطر، ومن الناس من يسميه ليخوطون واشتقاق هذا الاسم من الزاج أي الزاجي وبعده في الجودة الذي يقال له الجامد ومن بعده المطبوخ فإنه للصبغ والتسويد أصلح من الصنفين الآخرين، وأما في العلاج فإنه أضعف منهما، وأما القلقطار فإنه ينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون النحاس هين التفتت ولم تكن فيه حجارة ولم يكن عتيقاً وكانت شظاياه مستطيلة لها بريق، وأما مشيق وهو الزاج فينبغي أن نختار منه ما كان قبرسياً وكان لونه شبيهاً بلون الذهب وكان صلباً، فإذا كسر كان مكسره شبيهاً بلون الذهب، وكان له لمع شبيه بلمع الكواكب، وأما الميطرانا وهو صنف من الزاج فمنه ما يجمد على رؤوس معادن النحاس بمنزلة ما يجمد الثلج، ومنه ما يجمد فوق المعادن وهو الميطرانا صنف مزاجه أرضي ومنه ما يجمد ويوجد بالمعادن بالبلاد التي يقال لها قيلقيا ومواضع أخر كثيرة، وأجود هذه الأصناف ما كان لونه شبيهاً بالكبريت وكان ليناً متساوي الأجزاء نقياً إذا مسته ماء اسود سريعاً وأما السوري وهو الزاج الأحمر فقد ظن قوم أنه صنف من الميطرانا لونه لغلط منهم، وذلك أنه جنس آخر غير الميطرانا إلا أنه شبيه به، وله زهومة ريح ويغثي وهو مهيج للقيء ويوجد بمصر وبالبلاد التي يقال لها أسبانيا وقبرس، فينبغي أن يختار منه ما كان من مصر، وإذا فت كان داخله أسود وكان فيه تجاويف وثقب كثيرة، وكانت فيه دهنية وكان قابضاً زهماً في المذاق والشم ممغثياً للمعدة، وأما ما كان منه صقيل الفتات فرفيرياً مثل الزاج فإنه جنس آخر من السوري وهو أضعف من الجنس الأول. جالينوس: وأما القلقديس ففيه قبض شديد يخالطه حرارة ليست باليسيرة، وهذا مما يدل على أنه يجفف اللحم الزائد الرطب أكثر من سائر الأدوية الأخر كلها فيفني رطوبة هذا اللحم لحرارته ويجمع جوهره ويقبضه، وبفعله هذا أيضاً يعصر ويخرج شيئاً من ذلك اللحم ويشده ويصلب جميع الجوهر اللحمي ويجمعه إلى نفسه، وأما القلقطار ففيه قبض وحدة مخلوط أحدهما مع الآخر والأكثر فيه الحدة ويبلغ من شدة حرارته أنه يحرق اللحم ويحدث فيه قشرة محرقة، وإذا أحرق هذا الدواء فتلذيعه يكون أقل، وأما تجفيفه فليس يفعل لأن تجفيفه ينقص عندما يحرق نقصاناً ?بيناً ليس باليسير، ولذلك صار القلقطار المحرق أفضل وأجود من الذي لم يحرق في جميع خصاله وذلك أنه يصير ألطف مما كان كسائر جميع الأدوية التي تحرق وليس تزداد حدته كما تزداد حدة كثير من الأدوية التي تحرق جميع الأدوية التي تحرق متى غسلت بعد الحرق كانت ألين وأبعد عن اللذع، وهذه الثلاثة أدوية أعني الزاج الأحمر والقلقطار والزاج الأخضر هي من جنس واحد في قوّتها، وإنما تختلف في لطافتها وفي غلظها وذلك أن أغلظها الزاج الأحمر وألطفها الأخضر، وأما القلقطار فقوته قوة وسطى بين هذين، وهذه الثلاثة تحرق كلها وتحدث في اللحم قشرة صلبة بعد الإحراق وفيه مع أنها تحرق قبض أيضاً، والزاج الأخضر إذا أدمي من اللحم المعرى كان تلذيعه إياه أقل من تلذيع القلقطار على أنه حار حرارة ليست باليسيرة وليست بدون حرارة القلقطار، ولكن إنما صار هذا موجوداً فيه للطافة جوهره، والزاج الأخضر والقلقطار يذيبان اللحم وينحلان كلاهما إذا طبخا بالنار، وأما الزاج الأحمر فلا ينوب ولا ينحل لأن جموده جمود قوي حجري، كما أن الزاج الأخضر أيضاً لما قد نضج بحرارته الطبيعية فضل نضج على القلقطار صار حقيقياً بأن يكون أعسر انحلالاً وذوباناً من القلقطار، وأما الميطرانا فهو من الأدوية التي تقبض قبضاً شديداً مع أنه يلطف أكثر من جميع الأدوية القابضة ويجلو جلاء يسيراً. ديسقوريدوس: القلقنت له قوة قابضة مسخنة محرقة تقلع الآثار، وإذا ابلتع منه مقدار درخميين أو لعق بعسل قتل الدود المتولد في البطن، والذي يقال له حب القرع، وإذا شرب بالماء حرك القيء وينفع من مضرة الفطر القتال، وإذا ديف بالماء وشربت به صوفة وعصر وقطر في الأنف نقى الرأس وقد يحرق كما يحرق القلقطار، وأما القلقطار فله قوة قابضة مسخنة محرقة تنقي العيون والمآقي وهو من الأدوية التي تقبض اللسان قبضاً معتدلاً وقد يصلح للحمية والنملة، وإذا خلط بماء الكراث قطع نزف الدم من الرحم وقطع الرعاف، وإذا استعمل يابساً نفع من أورام اللثة والقروح الخبيثة العارضة فيها، ومن أورام النغانغ، وإذا أحرق وسحق واكتحل به مع العسل نفع من غلظ الجفون وخشونتها، وإذا عملت منه فتيلة وأدخلت في البواسير قلعتها، وقد يعمل منه الدواء الذي يقال له لسقوريون على هذه الصفة يخلط بجزأين منه وجزء من القليميا ويسحق بالخل ويصير في إناء من خزف ويطمر في سرجين في أشد ما يكون من الصيف ويترك 45 يوماً، وهذا الدواء حار وله قوّة يفعل بها ما يفعل القلقطار، ومن الناس من يأخذ من القلقطار جزءاً ويخلط به من القليمياء مثله ويسحقهما بالخمر ثم يفعل به كما وصفنا. جالينوس في 9: هذا الدواء يذهب بالجرب وهو يجفف أكثر من تجفيف القلقطار، وهذا بعيد من اللذع عنه، وإذا كان كذلك فالأمر فيه معلوم أنه ألطف. ديسقوريدوس: وقد يحرق القلقطار على هذه الصفة يؤخذ ويوضع على خزف جديد ويغطى ويوضع الخزف على جمر، ويكون مقدار الخزف إذا كان القلقطار كثير الرطوبة إلى أن لا يظهر فيه نفاخات، وقد يكون قد جف جفافاً بالغاً، وإذا لم تكن فيه الرطوبة الكثيرة فإلى أن يتغير لونه ويحمر، فإذا تغير لون باطنه كان شبيهاً بلون المغرة، فينبغي أن يرفع عن النار وينظف ويرفع وقد يشوى أيضاً بأن يوضع على الجمر وينفخ عليه حتى يميل لونه إلى الصفرة أو يوضع على خزف ويوضع الخزف على جمر ويحركه دائماً حتى يحمى ويتغير لونه، وأما الزاج فقوته شبيهة بقوة القلقطار في الشدة والضعف، وأما الزاج المصري فإنه في كل ما استعمل أقوى من الزاج القبرسي ما خلا أمراض العين فإنه في غاية علاجها أضعف من القبرسي بكثير، وأما الجوهر المسمى ماليطريا فقوته محرقة مثل قوة الزاج وحرقه مثل حرقه، وقوّة السوري شبيهة بقوّة الزاج، وقوة المليطرانا وحرقه مثل حرقهما، وقد يبرىء وجع الأضراس والأسنان المتحركة، وإذا احتقن به مع الخمر نفع من عرق النسا، وإذا خلط بالماء ولطخت به البثور اللبنية ذهب بها، وقد يستعمل في أخلاط الأدوية المسودة للشعر، وأقول قولاً مجملاً: إن ما كان من هذه الجواهر غير محرق فإنه أقوى من المحرق في أكثر الأشياء خلا الملح وسجير العنب والنطرون والكلس وما أشبهها إذا أحرقت كانت أقوى منها غير محرقة، وما كانت له قوة مثل هذه القوة ازدادت أفعاله وقوته ظهوراً. ابن سينا: وخاصة القلقطار إن لوثت به فتيلة بعسل وجعلت في الأذن نفعت من قروح الأذن والمدة فيها، وكذا إذا نفخ فيها بمنفاخ. والزاج الأخضر المحرق إذا جمع مع السورنجان ووضع تحت اللسان نفع من الضفدع وينفع القيروطي المتخذ منه وخصوصاً من الأحمر من الآكلة في الفم والأنف وقروحهما، وشربه مجفف للرئة حتى ربما قتل. التجربتين: يقطع الدم المنبعث من ظاهر البدن كما هو محرقاً، وهو أقوى فيه ويجب أن لا يكثر منه متى كانت الجراحات كبار أو أن لا يوضع على جراحات العصب بوجه فإنه يحدث التشنج، ولا سيما الجراحات التي في العصب القليل اللحم في مثل التي في عضل الصدغين والحاجب، ويقع في سائر الأدوية النافعة من الحكة والجرب فينتفع به. قال أرسطو: أصناف الزاجات كلها تقطع الدم السائل من البدن من الجراحات والرعاف غير أنها تسوّد أماكن الجراحات وتفسد الأعصاب وتشد الأماكن المسترخية، وإذا أدمن الاغتسال في ماء الزاج أورث الحميات الطويلة.
● ● ● ● ●
زان: شجر يتخذ من غصنه الرماح، وزعم قوم أنه المران وسنذكره في الميم.
● ● ● ● ●
زاوق: هو الزئبق وسنذكره فيما بعد.
● ● ● ● ●
زاآء: باليونانية وهو الإشقالية بعجمية الأندلس وهو العلس، وسيأتي ذكره في حرف العين المهملة.
● ● ● ● ●
● [ زبيب ] ●
زبيب: أبو حنيفة الدينوري: هو جفيف العنب خاصة ثم قيل لما جفف من سائر الثمر قد زبب إلا التمر فإنه يقال تمر الرطب ولا يقال زبب والزبيب هو العنجد. جالينوس في 6: أما زبيب العنب فقوّته قوّة تنضج وتحلل تحليلاً معتدلاً، وعجم الزبيب يجفف في الدرجة الثانية ويبرد في الدرجة الأولى، وجوهره جوهر غليظ أرضي كما قد يعلم ذلك من طعمه إذا كان يوجد عياناً عفص المذاق والمحنة والتجربة يدلان أيضاً على ذلك منه إذ كان نافعاً غاية المنفعة لاستطلاق البطن. جالينوس في أغذيته: قياس الزبيب عند العنب قياس التين اليابس عند الطري والزبيب يكون في أكثر الحالات حلواً وقلما يكون زبيب قابض عفص، فأما خل الزبيب فنجذه مختلطاً بين الحلاوة والقبض مع أن في الحلو منه أيضاً طعم قبض خفي، وفي القابض منه طعم حلاوة خفية والزبيب القابض أبرد مزاجاً، والحلو أحر مزاجاً والقابض يقوي المعدة ويعقل البطن والعفص أبلغ في ذلك من القابض، فأما الزبيب الحلو فحاله في هذه الوجوه حال وسط، وذلك لأنه لا يرخي المعدة إرخاءاً بيناً ولا يضعفها إضعافاً بيناً، ولا يطلق البطن إلا أن فيه على كل حال تقوية وجلاء معتدلاً فهو بهاتين القوتين يسكن ما يكون في فم المعدة من التلذيع اليسير، فأما التلذيع الكثير فيحتاج له إلى أشياء أقوى من الزبيب الحلو، وأفضل أنواع الزبيب وأجوده أكثره لحماً وأدقه قشراً، وبعض الناس يعمد إلى الزبيت الكبار الحلو فيخرج عنه عجمه قبل أن يأكله والفاعل لذلك محسن في فعله، وأما مقدار الغذاء وكميته فإنه من الزبيب الحلو اللحيم يكون كثيراً، ومن الزبيب القابض المهزول يكون قليلاً وإن أنت قست مقداراً من الزبيب الحلو اللحيم المنقى من العجم بمقدار من العنب مساوٍ له وجدت الزبيب يغذو أكثر من العنب، وما كان من الزبيب كذلك جلاؤه أقل من جلاء التين اليابس وإطلاقه للبطن أقل من إطلاقه غير أنه موافق للمعدة والجودة لها أبلغ من التين اليابس. وقال في الميامن: أما الزبيب فعسى أن يستهان به من قبل إلفته، وهذا هو الذي جعله أنفع، أعني أنا قد ألفناه ومع هذا فإن فيه قبضاً بمقدار ما تحتاج إليه الكبد العليلة، ويمكن فيه أيضاً مع هذا أن ينضج الأخلاط التي لم تنضج ويعدل الأخلاط الرديئة ويصلح مزاجها، وهو في طبيعته كثيراً ما يقبل العفونة وجملة جوهره مشاكل للكبد. ديسقوريدوس في الخامسة: والأبيض من الزبيب هو أشده قبضاً، ولحم الزبيب إذا أكل وافق قصبة الرئة ونفع من السعال ونفع الكلي والمثانة، وإذا أكل الزبيب وحده نفع من قرحة الأمعاء، وإذا أخذ لحم الزبيب وخلط بدقيق الجاورس وبيض وقلي بعسل وأكل هكذا أو خلط به أيضاً فلفل جلب من الفم بلغماً، وإذا خلط بدقيق الباقلا والكمون وتضمد به سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين، وإذا خلط وهو مسحوق بالشراب وتضمد به سكن الأورام الحارة العارضة للأنثيين، وإذا خلط وهو مسحوق بالشراب وتضمد به سكن ما يظهر في الجلد ويسمى أسقطيداس والجدري والقروح المسماة الشهدية والعفونات التي في المفاصل والقرحة الخبيثة المسماة غنغرانا. والسرطان، وإذا تضمد به مع الجاوشير وافق النقرس، وإذا ألصق على الأظافير المتحركة أسرع قلعها. البصري: جرم الزبيب حار رطب في الدرجة الأولى. مسيح: في جميع أنواعه كلها قوّة جالية غسالة ولذلك قد يتولد منها مغص. الرازي: الزبيب حار باعتدال يغذو غذاء صالحاً ولا يسدد كما يفعل التمر إلا أن التمر أغذى منه، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية، يخصب البدن والكبد الحشفة ويسمنها وليس يتأذى به من الناس إلا المحرورون جدًّا ويصلح ذلك منه بالسكنجبين وأدنى شيء من الفواكه الحامضة يؤكل عليه وهو ينفع المبرودين ولا يحتاجون له إلى إصلاح إلا لنفخ يهيج منه إن أكثر شرب الماء عليه وهو أيضاً ينفخ ويحلل ويخرج سريعاً ولا يتجاوز جرم الأمعاء إلى طبقاتها، فلذلك ليست له نفخة رديئة مؤلمة عسرة الخروج بل سهلة الخروج سريعة. ابن ماسه: خاصة الزبيب إذ أكل بعجمه نفع من أوجاع الأمعاء والحلو منه وما لا عجم له نافع لأصحاب الرطوبات جيد الكيموس. لي: والكشمش أيضاً صنف آخر من الزبيب وهو زبيب صغير لا حب له وسنذكره في الكاف.
● [ زبيب الجبل ] ●
زبيب الجبل: هو الزبيب البري أيضاً وهو حب الرأس وبالفارسية ميويزج فافهمه. ديسقوريدوس في الرابعة: أسطافنديا أغريا، وهو زبيب الجبل وهو نبات له ورق شبيه بورق الكرم البري مشرف وقضبان قائمة سود وزهر شبيه بزهر النبات الذي يقال له بطاطس وثمره في غلف خضر مثل ما للحمص ذات ثلاث زوايا خشنة لونها إلى الحمرة والسواد وداخلها أبيض وطعمه حريف. جالينوس في 6: وأما زبيب الجبل فهو حاد حريف حرافة قوية كافية كأنها تحدر من الرأس إذا مضغ وتغرغر به بلغماً كثيراً ويجلو جلاء شديداً ولذلك صار نافعاً من العلة التي يتقشر معها الجلد وفيه مع هذا قوة محرقة. ديسقوريدوس: ومن أخذ منه 51 حبة فدقها وسحقها وأسقاها بالشراب الذي يسمى بالقراطن قيأ كيموساً غليظاً وليمش شاربوها، وينبغي أن يتفقد أمرهم وأن يسقوا منها سقياً متواتراً من الشراب المسمى بالقراطن لما يعرض لهم منها من الاختناق ومن إحراق الجلود، وإذا سحقت على حدة وخلطت بالزرنيخ الأحمر والزيت ولطخت وافقت الحكة والقمل والجرب الذي ليس بمتقرح، وإذا مضغت أخرجت بلغماً كثيراً وإذا طبخت بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان وأذهب رطوبة اللثة، وإذا خلط بها العسل أبرأت القلاع، وقد يقع في أخلاط المراهم الملهبة. مسيح: الميويزج حار يابس في الدرجة الثالثة. التجربتين: إذا ضمد به داء الثعلب البلغمي أنبت فيه الشعر وإذا سحق وعجن بقطران وحشي به ثقب الضرس سكن وجعها. ابن سينا: في سقيه له خطر لأنه يقرح المثانة، وإذا كان مع المصلحات بقدر معتدل نقاها. غيره: يقوي الشعر ويطيله ويمنعه عن الآفات. إسحاق بن عمران: إذا مضغ مع المصطكا والكندر أخرج بلغماً كثيراً من الرأس ونفع من احتباس الكلام الكائن من البلغم وبدله إذا عدم وزنه من العاقر قرحا.
● [ زبد البحر ] ●
زبد البحر: ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن تعلم أن له خمسة أصناف أحدها: كثيف إلا أن شكله شبيه بشكل الأسفنجة وهو رزين زهم الرائحة رائحته شبيهة برائحة السمك، وقد يوجد كثيراً بسواحل البحر، والصنف الثاني: شبيه في شكله بظفرة العيون أو الأسفنجة وهو كثيف كثير التجويف رائحته شبيهة برائحة الطحلب البحري، والثالث في شكله شبيه بشكل الدود وفي لونه فرفيرية، ومن الناس من يسميه ميلسون، والرابع: يشبه الصوف الوسخ كثير التجويف خفيف، والخامس: شبيه في شكله بالفطر وليست له رائحة وباطنه خشن فيه شبه من القيشور، وظاهره أملس وهو حاد القوة وقد يكون كثيراً بالجزيرة التي يقال لها سقولسبليون التي من البلاد التي يقال لها ورتبطس، ويسميه أهل ذلك الموضع الوس احي. جالينوس في 11: هذا النوع الخامس في طعمه حرافة وحدة لأنه أحد من سائر أنواع زبد البحر حتى أنه يحلق الشعر، وبهذا السبب لما كان ذانك النوعان ينفعان من الجرب والقوابي والبهق والعلة التي يتقشر معها الجلد ويصفيان أيضاً البشرة لاعتدال قوتهما صار هذا النوع الذي ذكرناه أحرى أن لا يمكن فيه أن يفعل ذلك لأنه ليس يجلو ما يجده من الوسخ وغيره في ظاهر الجلد فقط، بل يقشر الجلد نفسه ويكشطه ويغوص فيه حتى يحدث القروح، وأما النوع الثالث، فهو ألطف من سائر الأنواع ولذلك إذا أحرق شفى داء الثعلب متى خلط بالشراب الأحمر الناصع اللون الرقيق القوام، ثم يطلى على داء الثعلب، وأما النوع الرابع فقوته من نوع قوة هذا، ولكنه أضعف منه بمقدار يسير. ديسقوريدوس: والصنفان من هذه الأصناف أعني الأول والثاني يستعملان فيما يغسل به النساء وينقين أبدانهن، ويصلحان أيضاً لقلع البثور اللبنية والنمش من الوجه والكلف والقوابي والبرص والجرب المتقرح والبهق والكلف الأسود والآثار العارضة في الوجه، وفي سائر البدن مما أشبه ذلك، والصنف الثالث صالح لمن به عسر البول وينفع من الحصا والرمل في المثانة ووجع الكلى والاستسقاء ووجع الطحال، وإذا أحرق وخلط بالخمر ولطخ به داء الثعلب أبرأ، وأما الصنفان جميعاً الباقيان فإنهما يقبضان اللسان، وقد يستعملان في أشياء أخر تجلو وتنقى وفيما يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا خلط بالملح وإذا أراد أحد أن يحرق صنفاً من هذه الأصناف فليأخذه وليصيره في قدر من طين غير مطبوخ ويغطها وليطين غطاءها ويدخلها في أتون فإذا انطبخت أخرجها وأخذ ما فيها ورفعه واستعمله في وقت الحاجة إليه، وقد يغسل القليميا، وبدل زبد البحر إذا عدم وزنه من حجر القيشور.
● [ زبد البحيرة ] ●
زبد البحيرة: يسمى باليونانية أدرمي وأدرفيون، وأدرافيس وبالسريانية عافورا. ديسقوريدوس في الخامسة: تكون بالبلاد التي يقال لها عالاطيا وهي بلاد الفرنج يجمد كما يجمد الملح على قصب حلفاء، ويوجد بين القصب والحشيش في مواضع رطبة فيها طين إذا جفت المواضع، ولونه شبيه بلون زهر الحجر الذي يسمى أسيوس، وشكله شبيه بشكل زبد البحر الرخو الكثير التجويف. جالينوس في 11: هذا النوع الخامس في طعمه حرافة وحدة لأنه أحد من سائر أنواع زبد البحر ولكنه يخلط مع أدوية أخر تكسر من قوته فيصير ذلك نافعاً للعلل المحتاجة إلى الإسخان إذا عولج به من خارج فأما إلى داخل فليس يورد لشدة قوته. ديسقوريدوس: يصلح لقلع الجرب المتقرح والكلف والقوابي والبثور اللبنية وما أشبه ذلك، وبالجملة هو دواء حاد وينقل المزاج الرديء العارض للأعضاء إلى المزاج الجيد وينفع من عرق النسا. الرازي: يجلو البصر وينفع من ورم الثديين إذا طليت به مدقوقاً مدوفاً بماء.
● ● ● ● ●
زبد القمر: هو بصاق القمر وقد مضى ذكره في الباء.
● ● ● ● ●
زبد البورق: وقد ذكرته مع البورق في الباء.
● ● ● ● ●
● [ زبد ] ●
زبد: جالينوس في 15: يستخرج من ألبان الضأن وألبان الماعز وألبان البقر بضرب من المخيض ووجوه العلاج وقوته مسخنة منضجة وفعله ذلك في الأبدان اللينة أقوى فيها وأنجع، وأما الأبدان الجاسية ففعله فيها ضعيف جدًّا، وإذا كان الزبد في قوته على ما ذكرنا فهو نافع من الأورام الكائنة في أصول الآذان والأرنبتين والفم فيمن كان لين البدن، وأما ما كان من الغلظ الخارج عن الطبيعة في الأبدان الجاسية الصلبة فقوته ضعيفة عن إنضاجها ومنفعتها، وربما لطخنا به أوراماً ودبيلات تعرض في أبدان الغلمان والنساء وحده فشفيناهم به وكثيراً ما لطخنا غلظ اللثة والعمور ونستعمله خاصة في لثاث الأطفال إذا أردنا أن يسرع نبات أسنانهم دلكنا به لثة الطفل، وقد تنفع أيضاً سائر أورام الفم بإنضاجه ويخلط أيضاً ببعض الأشياء التي تعمل منها الضمادات وتوضع على الشراسف وأورام الحالبين وغيرها من المواضع التي فيها أورام ودبيلات، وإذا لعق منه مخلوطاً بالعسل كانت منفعته من النفث الكائن من الرئة في أصحاب ذات الجنب وأورام الرئة عجيب وكان معيناً على النضج وهو مع ذلك ينضج فمتى لعق الزبد وحده بغير عسل كانت معونته على النضج أكثر وعلى النفث أقل وأضعف فعلاً، وإذا أكل منه مخلوطاً بالعسل ولو زمن كانت قوته على النفث أكثر وعلى النضج أقل. ديسقوريدوس في 2: نوطورون والجيد منه يعمل من أدسم ما يكون من اللبن مثل لبن الضأن، وقد يعمل أيضاً زبد من لبن الماعز وإخراج الزبد يكون بأن يحرك اللبن في آنية حتى ينفصل عنه الزبد وقوة الزبد ملينة دهنية، ولذلك إذا شرب وأكثر منه أسهل البطن، وإذا لم يحضر زيت قام مقام الزيت في المنفعة من الأدوية القتالة، وإذا خلط بعسل ودلكت به اللثة نفع من وجع نبات أسنان الصبيان ومن لذع اللثة في ذلك الوقت ومن القلاع أيضاً، وإذا تضمد به غذى البدن وأسمنه ولم يعرض له حصف، وما كان منه ليس بمتين ولا عتيق واحتقن به فهو صالح للأورام الحارة والأورام الصلبة العارضة في الرحم والقرحة في الأمعاء وقد يخلط بالأدوية المفتحة فينتفع به وخاصة في الأدوية النافعة من الجراحات العارضة للأعصاب وحجب الدماغ وفم المثانة ويملأ القروح وينقيها ويثني اللحم فيها، وإذا وضع على نهش الأفعى نفع، والحديث منه يقع في بعض الأطعمة بدل الزيت وفي بعضها بدل الشحم، وقد يجمع دخان الزبد على هذه الجهة خذ سراجاً جديداً واجعل فيه زبداً وأوقد السراج وغطه بإناء أعلاه أضيق من أسفله، وفي أسفله ثقب مثل أسفل التنانير ودع السراج يقد فإذا فني ما جعلت في السراج من الزبد أولاً فصير فيه زبداً أيضاً ولا تزال تفعل ذلك حتى يخرج لك من الدخان ما تريد ثم اجمعه بريشة واستعمله في أدوية العين فإنه يجفف ويقبض قبضاً رقيقاً ويقطع سيلان المواد إلى العين ويملأ قروحها سريعاً أي يحملها. ابن سينا: حار رطب في الأولى ودرجته في الرطوبة أعلى وينفع من السعال البارد اليابس وخصوصاً مع اللوز والسكر ويقع بمفرده في جراحات فم المثانة جداً الرازي: الزبد نافع لخشونة الحلق وللقوباء والسعفة اليابسة والخشنة، إذا دلكا به وهو وخيم يطفو في فم المعدة ويسقط شهوة الطعام ويذهب بوخامته الملح والجبن الحريف وقد يذهب بذلك العسل أيضاً إذا خلط به. التجربيين: هو نافع من التعقد الكائن على سطح البدن عند الحل عقيب الأغذية المهيجة للدم المستحيلة كاللبن والعسل وهو تعقد يشبه الحصف إلا أنه أخشن منه وأكثر نتوءاً إلا أنه لا يقرح الجلد وتخشن به البشرة حتى يفزع ويوهم أنه ابتداء العلة الكبرى، وقد يعم الجسم كله وقد يكون في بعض الأعضاء ووجه استعماله لمعاناة هذا المرض أن يغسل قبله بماء بارد ثم يطلى به ذلك التعقد ثم يتدير بثياب كثيرة حتى يسيل العرق سيلاناً كثيراً، ويعاد ذلك بحسب التأثير فإنه يبرىء العتيق منه وغير العتيق، وإذا شرب نفع من استطلاق البطن والسحج الحادثين عن حدة ويزيد في الإطلاق الذي يكون عن ضعف المعدة وزلق الأمعاء، وإذا مزج به شراب الورد وقطع الدواء المسهل إذا أفرط، وإذا أضيف إلى الإحساء سهل نفث الأخلاط اللزجة، وإذا ضرب بفصوص البيض وطبخ نيمرشت نفع من لذع الأخلاط، وإذا عمل بهذه الصفة تضاعفت منفعته في جميع ما تقدم ذكره من الأدواء التي ينفع منها وينفع من حرقة المثانة مفرداً أو مع البيض النيمرشت.
● [ زباد ] ●
زباد: الشريف: هو نوع من الطيب يجمع من بين أفخاذ هر معروف يكون بالصحراء يصاد ويطعم قطع اللحم ثم يعرق فيكون من عرق بين فخذيه حينئذ هذا الطيب، وهذا الحيوان أكبر من الهر الأهلي وهو معروف، والزبادة حارة في الثالثة معتدلة في الرطوبة يابسة خاصتها إذا ضمخت بها الدماميل جففتها وخففت أوجاعها، وإذا استنشق المزكوم ريحها نفعته من الزكام، وإذا سقي منها وزن درهم مع مثلها زعفراناً في مرقة دجاجة سمينة للمرأة التي عسر بها النفاس سهلت ولادتها وكانت في ذاك أنجح دواء، وإذا ضمخ به الدمل المنتهي نفع منه وخفف أوجاعه، وإذا ذوّب منها زنة قيراط في أوقية من شراب مفرح أذهبت الخفقان وكانت دواء جيداً نافعاً من ضعف القلب.
● ● ● ● ●
زبرجد: يذكر مع الزمرد فيما بعد إن شاء الله.
● ● ● ● ●
● [ زبل ] ●
زبل: قد ذكرت أكثرها مع حيواناتها ولكن قال جالينوس في 15: كل زبل فهو محلل مسخن مجفف، وأما زبل الإنسان فرأيته مرة يعالج به رجل رجلاً فانتفع به، وكان هذا الرجل الذي قد انتفع به يرم حلقه حتى يشرف على الموت ويعرض له الاختناق الشديد ويصيبه ذلك مراراً في السنة، وكان إذا أصابه ذلك فمستغاثه الفصد فلما رآه هذا الرجل قال له دواؤك عندي فمتى عرض لك هذا الوجع فعرفني ذلك قبل استعمالك الفصد، فلما كان في الوقت الذي عرض له ذلك دعا بذلك الرجل فلما جاءه طلى على حلقه بعض أدويته فبرىء من مرضه في أسرع مدة، ثم أنه بعد حين عرض له فجاءه ذلك الرجل وعالجه بمثل العلاج الأوّل فانتفع به أيضاً وانتفع غيره بدوائه ممن كان يعرض له ذلك المرض، وكان ذلك الدواء زبل صبيّ جافاً معجوناً بعسل وكان يغذى ذلك الصبيّ بالترمس مع الخبز التنوري المختمر المطيب بالملح ويسقيه شراباً قليل المزاج، وكان يغذيه بعد ذلك غذاء معتدلاً وكان يتوقى عليه التخمة وكان يأخذ زبله بعدما يغذيه بذلك ثلاثة أيام ثم يأخذ زبل غذاء اليوم الثالث ويرفعه، وإنما كان يغذيه بذلك ليصرف نتن الرائحة عن الزبل، وكذلك إن غذي بلحم الدجاج والدراج المطبوخة بالماء كان نافعاً، وإنما ينبغي أن يحمى عن كل غذاء كثير الرطوبات فيكون زبله شبيهاً بزبل الكلاب في فعله وقلة نتنه. ديسقوريدوس: والعذرة بحرارتها إذا ضمد بها منعت الحمرة من الجراحات وألزقتها، وقد يقال: إنها إذا جففت وخلطت بالعسل وتحنك بها نفعت من الخناق، وكذلك زبل الإنسان إذا شرب يابساً مع خمر أو عسل نفع جميع أدوار الحميات ونهش الهوام والأدوية القتالة الملطفة وينفع من اليرقان ويقطع الإسهال، وإذا سحق وذر على المواضع العفنة أبرأها، وزبل اللقلق قد يقال إنه إذا شرب وافق من به صرع.
● [ زجاج ] ●
زجاج: قال أرسطوطاليس: منه ما هو متحجر ومنه ما هو رمل فإذا أوقد عليه النار وألقي معه حجر المغنيسا جمع جسمه بالرصاصية التي فيها، والزجاج ألوان كثيرة فمنه الأبيض الشديد البياض الذي لا ينكر من البلور وهو خير أجناس الزجاج ومنه الأحمر ومنه الأصفر ومنه الأخضر ومنه الاسمانجوني وغير ذلك، وهو حجر من بين الأحجار كالمائق الأحمق من الناس لأنه يميل إلى كل صبغ يصبغ به وإلى كل لون يلون به وهو سريع التحلل مع حر النار سريع الرجوع مع الهواء البارد إلى تحجره. قال: والبلور جنس من الزجاج غير أنه يصاب من معدنه مجتمع الجسم، ويصاب الزجاج مفترق الجسم فيجمع كما ذكرنا بحجر المغنيسا. جالينوس في 9: الزجاج يفتت الحصاة المتولدة في المثانة تفتيتاً شديداً إذا شرب بشراب أبيض رقيق، وقال في فاطا حابس الزجاج المحرق يجفف من غير لدغ. الرازي في جامعه الكبير: الزجاج حار يابس يدخل في إكحال العين ويقلع الحزاز ويسبط اللحية والشعر كله. ابن سينا: حار في الأولى يابس في الثانية يجلو الأسنان وينبت الشعر إذا طلي به بدهن زنبق ويجلو العين ويذهب بياضها، والمحرق يقوي الشعر والمسحوق منه والمحرق نافع جداً للحصاة في المثانة والكلية إذا سقي بشراب. وقال في كتابه الثالث: ورماد الزجاج وأجود ذلك أن يحمى على مغرفة من حديد مغربلة ثم يوضع على ماء القاقلي فينتثر فيه ما تكلس منه ثم يعاد إحماء الباقي حتى يندر كله، ثم يسحق الذرور كالهباء وقد يسقى منه مثقال في 12 مثقالاً من ماء حار، وأجود الزجاج الأبيض الصافي، ومن كتاب التجربتين: يحرق على صفيحة حديد مكشوفة للهواء وتوقد تحته نار فحم مقدار ثلاث ساعات ويحرك أبداً ثم يسحق ثانياً سحقاً بليغاً ويستعمل.
● ● ● ● ●
زحموك: هو الكشوت عن مطرز وسنذكره في الكاف.
● ● ● ● ●
زدوار: وهو الجدوار وقد ذكر في الجيم.
● ● ● ● ●
● [ زرنباد ] ●
زرنباد: كتاب الرحلة هو معروف عند الصيادلة بالمشرق والمغرب ويعرف بمكة بعرق الكافور، وقد يجهله بعض الصيادلة لاختلاف الصورة التي يؤتى به فيها فإن صورته صورة أصول السعد الجليل على قدر أصول الزيتونة الكبيرة وأكبر وأصغر، ولون ظاهره إلى الغبرة محزز الظاهر وهو كله مصمت يقطع غضاً ويقطع قطعاً للتجفف ويخزن منه ما يكون بالطول ومنه ما يكون بالعرض، وكثيراً ما يسرع إليه التآكل. إسحاق بن عمران: يشبه الزنجبيل في لونه وطعمه ويؤتى به من أرض الصين. ابن ماسه: حار يابس في الثانية يسمن تسميناً صالحاً وخاصيته قطع رائحة الثوم والبصل والشراب. ماسرحويه: يحلل الرياح خاصة التي في الأرحام ويحبس القيء وينفع من نهش الهوام حتى أنه يقارب في ذلك الجدوار. مسيح: محلل جداً نافع من الرياح الغليظة ويحبس البطن. ابن سينا: فيه تفريح وتقوية للقلب والفعلان منه لخاصية قوية يعينها قبضه وتلطيفه، وهو يجعل في الترياقات الكبار ولشدة ملاءمته لجوهر الروح يقوي الروح التي في الكبد حتى يقع في المسمنات.
التميمي في كتاب المرشد: الزرنباد مفش للأورام العارضة في الرحم محدر للحيض مدر للبول نافع من أمراض القلب ومن الأعراض السوداوية، ومن فساد الفكر والهموم والوحشة وخفقان القلب، وقد يوافق في كثير من منافعه الدرونج ويحلل الرياح النافخة التي تعرض في الأرحام فيحبس الطمث ويهيج رياح الرحم وأوجاعها. التجربتين: يجفف المعدة الرطبة ويقوي القلب وإذا أمسك في الفم وتمودي عليه نفع من أوجاع الأسنان وحفظها في المستأنف ويقطع الروائح الكريهة من الفم إذا كانت عن دواء أو مما يستعمل من الأغذية. خواص ابن زهر: إذا دق رطبه ودلك به أسفل القدم أزال كل علة تكون في الرأس كالصداع والشقيقة ونحوها، وإذا عمل منه دخنه وبخر به البيت هربت منه النمل ولم تعد وإن طلي به صاحب داء الفيل على حقويه أوقفه ولم يزده، والجوزة الكبيرة الملساء منه إذا ثقبت وعلقت على حقوي المنقطع عن الجماع من علة لا طبيعي أعاده إلى حاله وهيج الباه وزاد في الانتشار. وقال الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدله في النفع من لدغ الهوام والرياح الغليظة وزنه ونصف وزنه من الدرونج وثلثا وزنه من الطرحسوق البري ونصف وزنه من حب الأترج.
● [ زرنب ] ●
زرنب: أحمد بن داود: وهو من أدق النبات وشجرته طيبة الرائحة عطرية وليس من نبات أرض العرب وإن كان قد جرى ذكره في كلامهم قال شاعرهم:
الـمـس مـس أرنب ● والريح ريح زرنب
وقال آخر منهم:
فإنما أنت وفوك الأشنب ● كأنما ذر عليه زرنب
أو زنجبيل عابق مطيب
الدمشقي: يسمى أرجل الجراد. خلف الطيبي: هو أذكى العطر وهو مثل ورق الطرفاء أصفر. لي: الزرنب الذي بأيدينا اليوم هو على ما وصفه خلف سواء، وما ما ذكره صاحب الفلاحة وإسحاق بن عمران من ماهية الزرنب فليس بمعروف في زماننا هذا ولا من قبله أيضاً ولذلك أهملت كلامهم ههنا. الرازي: هو حشيش دقيق طيب الرائحة يستعمله العطارون لطيبه وتشبه رائحته رائحة الأترج. مسيح: إن فيه قبضاً وفيه مع ذلك لطافة وحرارة يحبس البطن. ابن سينا في الأدوية القلبية: هو حار يابس في الدرجة الثانية له خاصية في التقريح وتقوية القلب، ويشبه أن يكون في الزرنباد أكثر بكثير منها في الزرنب إلا أن الزرنب يشبه أن يكون تقريحه وتقويته للقلب بسبب طبيعته وكيفيته وهي العطرية التي فيه وقبضه مع تلطيفه. ماسرحويه: قوته كقوة الطيب لكنه ألطف منه، وإذا أسعط منه بالماء ودهن بنفسج نفع من وجع الرأس البارد الرطب وينفع المعدة والكبد الضعيفة لطيب رائحته. بولس: إنه من الأدوية العطرة الرائحة حار يابس قريب من الثالثة شبيه بالسليخة في القوة وبالكباية أيضاً، وكذا قال موسيدس إنه يستعمل بدل الدارصيني. وقال الرازي في كتاب إبدال الأدوية: قوة الزرنب كقوة السليخة مع الكباية. ابن سمحون: هو شبيه بالسليخة في اللطافة وطيب الرائحة إلا أنه أسكن حرارة منها ومن الدارصيني بكثير فليس يصلح إذا بدلا منها ولا منه مثلاً بمثل.
● [ يتم متابعة حرف الزاي ] ●
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
تأليف : إبن البيطار
منتدى غذاؤك دواؤك . البوابة