بّسم الله الرّحمن الرّحيم
الثقافة الطبية للجميع
مشاكل الحمل وكيفية مواجهتها
خلال فترة الحمل تتعرض المرأة الحامل ، لمؤثرات هرمونية ، ناتجة عن تلك الهرمونات المصاحبة للحمل والتى يتم إفرازها في الدم ، والمسئولة عن الاضطرابات النفسية والعصبية والصحية ، التى تعانى منها الحامل خلال تلك الفترة.
هذه الاضطرابات قد تكون خفيفة أحيانا ، او عنيفة أحيانا أخرى . والحامل التي تدرك ماذا يجري لها ، فتعد نفسها لذلك ، أفضل من تلك التى تجهلها فتظنها مرضا قد الم بها.
والمقصود بعبارة ( تدرك ماذا يجري لها ) هو مجرد المعرفة الثقافية ، وليس المعرفة المهنية ، فتلك مهمة طبيبة النساء ( طبيب النساء ) المتابعة للحمل والمسئولة عن العناية الطبية والنفسية للحامل خلال فترة الحمل.
وهنا يجب ان يظهر دور الطبيبة ( الطبيب ) فى تثقيف الحامل وتوضيح أن هذه العوارض ليست مرضية ، وإنما هي طبيعية . مع إخبارها بأهم الخطوات الوقائية التي يجب أن تتخذها في ما يتعلق بصحتها ونظام عيشها ومسلكها اليومي، لكي تصل إلى حالة الحمل الصحى ، والوضع الأمن ان شاء الله.
متاعب ومشاكل الحمل
أولآ : الوحام والقيء الصباحي
الوحام هو اول مشاكل الحمل ، وهو عبارة عن الشعور بالرغبة فى القيء ، مع الإحساس بدوخة بسيطة ، تظهر عادة في الصباح الباكر ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة ، ويكون ذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، ويصاحبه تقلب في مزاج المرآة. وهى حالة تعتري نصف الحوامل او يزيد ، مع تراوح أعراضه بين الشدة واللين من أنثى ولأخرى فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به المرآة. وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا فينهك المرآة ويضعفها. وقد تزداد حالة المرآة سواء في بعض الأحيان بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة مما يجبر الطبيب لاستخدام المصل أو حقنها بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى.
ويرجع بغض ألأطباء أسباب الوحام على الغالب الى أسباب نفسية عصبية تنشأ على أثر اضطراب في التوازن الفيزيولوجي ناتج عن شعور الحامل بحملها وتحسبها لما قد ينجم عنه من أحداث، وما يترتب عليه من مسؤوليات ، يرهق نفسيتها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي إلى درجة تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل سهولة.
وعلى هذا الأساس تبدل اتجاه المعالجة ليتحول من غسل الكلى لتخفيف السموم من جسم الحامل ، الى أالمعالجة بالمداواة النفسية والإقناع الكلامي دون اللجوء إلى استخدام الأدوية والمسكنات ، حيث ثبت ان معالجة الوحام الشديد بالتأثير النفسي قبل الأدوية للحوامل المصابات بعوارض الوحام حصلن على نتيجة باهرة بواسطة هذا الطريقة والمتمثلة فى :
1. على الحامل أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما. كالقراءة أو زيارة الأصحاب.
2. عدم التفكير بالقيء أو الغثيان قبل حدوثه.
3. ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ. ولاسيما بعد تناول الفطور، لمدة ربع ساعة حتى لا تتشنج عضلات المعدة ويبدأ القيء. ومن المفضل تناول فطور الصباح في السرير.
4. تجنب بعض الأطعمة كالزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح، والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف، مثل العسل واللبن والأرز بحليب والبيض.
5. إبقاء المعدة مملوءة في معظم أوقات النهار، وذلك بتناول وجبات قليلة من الطعام خلال النهار، أو بتناول شيء بسيط من البسكويت مع بعض جرعات قليلة من الحليب أو الكاكاو أو الشاي بين الوجبة والوجبة والأخرى أي في الساعة العاشرة قبل الظهر والساعة الرابعة بعد الظهر.
6. تناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر، مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز الأسمر. أما العشاء فيكون من اللحم الأحمر الطازج أو المشوي على نار خفيفة. مع قليل من الخضار، أو البطاطا المسلوقة أو المشوية، أو سلطة البندورة مع الخس وقليل من المربى. وقبل النوم، بإمكان الحامل أخذ قطعة من الخبز أو البسكويت العادي مع كوب من الحليب الفاتر، أو البارد، أو الكاكاو. وعليها أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل حتى يزول الغثيان والوحام، وبعد ذلك يجب العودة إلى الطعام العادي.
7. وأخيرا، أنصحك عزيزتي الحامل بممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية الخفيفة والقيام بنزهات نهارية ومسائية في الحدائق العامة أو على شواطئ البحر، وهذا كفيل بتهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأوكسجين في الدم.
إذ ما اتبعت الحامل هذه الإرشادات بدقة فإنها تكفي، في أغلب الأحيان، لإزالة عوارض الوحام. أما إذا لم يتوقف الغثيان. على الرغم من ذلك ، فهنا يكون دور الطبيب ، والطبيب فقط فى إستخدام الضرورى من العقاقير وأهمها المسكنات العامة والمهدئات وهي تعطي على شكل حقن في العضل، أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو تحاميل شرجية. كمهدئات او مسكنات لمناطق الهياج العصبي والنفسي في المخ والتي يصدر عنها الشعور بعوارض الوحام.
ثانيآ : أوجاع المعدة
يظهر الشعور بالحرقة في المعدة ، ( وهى في أعلى البطن ) ، ويرافق ذلك ، في بعض الأحيان ، تقيؤ كميات قليلة من سائل مر وحامض من المعدة قبل الطعام وبعده. ليس لهذه الحالة علاقة بالقلب، بل تحدث نتيجة لكسل الأمعاء والمعدة، وهي في الواقع مظهر بسيط من مظاهر سوء الهضم.
وأول خطوة لعلاج هذه اللذعة هي الانتباه لطريقة الغذاء الصحية وتفادي قدر المستطاع المأكولات التي تدخل فيها مادة الحامض والبهارات والمخللات التي تؤذي غشاء المعدة وتزيد من إفرازات الحوامض فيها . إضافآ الى تجنب الإسراف في الطعام وان يتم مضغ الأكل جيدا، مع الإبتعاد عن الأطعمة الثقيلة والعسرة الهضم، وتمارس الرياضة البدنية الخفيفة. والغريب أن أفضل طريقة للوقاية من اللدغة – أو حرقة المعدة – هي تناول ملعقة كبيرة من قشدة الحليب – أو الكريما – قبل الطعام بنصف ساعة. أما إذا بدأت الحرقة فتصبح هذه الوسيلة عديمة الفائدة . ويصبح من الضرورى تناول احد مضادات حموضة المعدة.
ثالثآ : الغازات المعوية
تتوهم بعض النساء القليلات الخبرة أن انتفاخ البطن يدل على الحمل في الأسابيع الأولى، وكم من السيدات لجأن إلى الأطباء للتأكد من ذلك، وهن في الحقيقة، يجهلن أن النطفة التي ستصبح جنينا تظل صغيرة عدة أسابيع بل عدة أشهر، فلا يمكن ان نستدل على الحمل من المظهر الخارجي إلا في نهاية الشهر الخامس أحيانا. والحقيقة أن انتفاخ البطن عند الحوامل ينتج من جراء تجمع الغازات داخل الأمعاء بسبب الكسل فيها، فتشعر المرآة ببطنها كأنه طبل منفوخ بالهواء، ثم إن رحم الحامل الكبير الحجم يضغط على الأمعاء ويعرقل نشاطها فيتسبب في ركود الأطعمة وزيادة التخمر ومنع خروج الغازات بسرعة من الأمعاء.
وأهم طرقة لتجنب الغازات المعوية هو تجنب المأكولات التي تولد الغازات في الأمعاء، كالفاصوليا والبصل والملفوف والفجل واللفت والمقالي والحلويات العربية الدسمة،كما أنصح الحامل بمضغ الأطعمة الصلبة ببطء وعناية، وعدم شرب الماء والكولا والعصير بكثرة، أو الكلام خلال تناول الطعام.
رابعآ : الإمساك
كثيرا ما تصاب الحوامل بالإمساك أثناء الحمل ، ويحدث ذلك بسبب ضغط الرحم على الأمعاء من جهة، وكسل الأمعاء على أثر التغيرات الهرمونية التي تحصل في الجسم في أثناء الحمل، من جهة أخرى ، ولتفادي الإمساك خلال الحمل يتم المواظبة ما يلي :
1ـ ممارسة الرياضة البدنية البسيطة والمشى يوميآ دون مشقة.
2ـ اشرب كوبا أو كوبين من الماء البارد، أو الفاتر، عند الاستيقاظ في الصباح ولا مانع من إضافة قليل من عصير الليمون إلى الماء.
3ـ تناول بعض الفاكهة قبل النوم مساء لأنها نافعة وتزيد المواد البرازية وتحتوي على مختلف الحوامض والسكر والأملاح التي تلين المعدة، ومن بينها المربيات والدبس والمشمش والخوخ المجفف وقمر الدين المذوب. وللخوخ شهرة خاصة كملين مضمون.
4ـ تناول الأنواع المختلفة من الخضار والفاكهة الطازجة نيئة ومطبوخة بكثرة خلال النهار، مثل البرتقال والتفاح والخس، إذ إنها تساعد على تنشيط وظيفة الأمعاء.
5ـ دخول المرحاض يوميا، وفي وقت معين. وأفضل وقت لذلك هو بعد طعام الإفطار صباحآ.
6 ـ وصفة مجربة : خلط ( ملعقة كبيرة ردة ناعمة ـ 2 ملعقة كبيرة عسل أسود ـ 2 ملعقة كبيرة زبادى ) ويتم تناول هذه الخلطة مساءآ على ان تكون أخر ما يتم تناوله من طعام
خامسآ : ظهور الدوالي
الدوالي هي تنفخ شرايين الساقين التي تقع تحت الجلد مباشرة فتظهر على الساقين بشكل خطوط متعرجة زرقاء اللون موجعة في بعض الأحيان.
وقد تحدث الدوالي لدى الحوامل، نتيجة ضغط الرحم على الأوعية الدموية الكبرى التي تنزل من الحوض، فتحد من حركة الدم وتبطئ الدورة الدموية في الساقين، وتمنع مروره بسهولة إلى القلب، مما يجعل الشرايين السفلى تنتفخ وتتمدد وتمتلئ بالدم. ولعامل الوراثة والاستعداد العائلي شأن كبير في ذلك كبر حجم الرحم وثقله وضغطه على الشرايين كما سبق وأشرنا، مع العلم انه قلما تظهر الدوالي في أشهر الحمل الأولى، وأنها تزول عادة بعد الولادة وفي بعض الأحيان تبقى مدة طويلة . وللتخفيف من الدوالى والحد من تنفخها يتم إتباع ما يلي :
1ـ رفع الساقين على وسادة، أو ما شابه ذلك، كلما سنحت الفرصة، في الليل كما في النهار لتكون الساقان أعلى من الحوض، وكلما تكررت هذه الطريقة أعطت نتيجة أفضل.
2ـ استعمال الجوارب الطبية الخاصة بالدوالي، وهي موجودة في كل الصيدليات ولكن يجب لبسها في الصباح عند الاستيقاظ وقبل النهوض من الفراش، أي عندما تكون الشرايين غير منتفخة بعد. أما إذا لبست الجوارب بعد الوقوف والسير، وبعد امتلاء الشرايين بالدم فلا تعود لها أية فائدة.
3ـ تفادي الوقوف الطويل أو السير الطويل.
4. تفادى إستعمال الأربطة المطاطية الشديدة التي تضغط على أعلى الساقين، واستعيضي عنها جوارب عالية أو بالكولون الذي يلف الخصر.
سادسآ : ظهور البواسير
البواسير هي مجموعة من الأوردة أو الشرايين الدموية الموجودة في أسفل المستقيم والشرج، تنتفخ وتتمدد وتصبح كبيرة الحجم ومؤلمة بسبب الإمساك الذي تصاب به في الغالب أكثرية الحوامل. وكثيرا ما تسبب البواسير حكة وأنزفة دموية بسيطة من وقت إلى آخر . وأول خطوة لمعالجة البواسير هي تفادي الإمساك وتليين المعدة . أما البواسير المؤلمة فأفضل علاج لها هو أن تستلقي على ظهرك وترفعي فخذيك قليلا وكذلك استخدام المراهم المركبة من أدوية قابضة للشرايين ومواد مزيلة للحكة والألم التى يصفها الطبيب والطبيب فقط ، علما بأن البواسير تختفي بمشيئة الله عادة بعد الولادة بفترة قليلة من الزمن ، أما إذا دامت ولم تختف فتصبح الجراحة علاجا لابد منه.
سابعآ : أوجاع أسفل الظهر
أغلب الحوامل تشكو من أوجاع في أسفل الظهر أثناء الحمل، مصدرها ليس وجود " ديسك " ( أي انزلاق في فقرات الظهر ) أو التهاب في الأعصاب، أو مرض في العظم كما يعتقد البعض ، وإنما هي نتيجة تعب وإرهاق. وقد يكون لوقوف الحامل أثر كبير في مصدر هذه الأوجاع، وخصوصا في أواخر الحمل، عندما يشتد ضغط رأس الجنين على أعصاب الحوض الكثيرة التي تغذي الظهر والساقين. لذلك أنصح الحامل في مثل هذه الحالة بالاستلقاء على ظهرها عند شعورها بوجع في الظهر، من وقت إلى آخر. فتزول الأوجاع تلقائيا.
ثامنآ : السيلان المهبلي
تلاحظ بعض الحوامل زيادة إفرازات المهبل الناتجة عن رشح السوائل بسبب احتقان الشرايين الدموية. ويكون هذا السائل عادة مائلا للاصفرار ، أو شبيها بالمصل. أما إذا كان كثيفا أو غزيرا، أو رافقته حكة خارجية وجب إخبار الطبيبة ( الطبيب ) بذلك ليتولى المعالجة. وفي معظم الحالات يكفي تنظيف الحامل للفرج والجزء الخارجي من المهبل بالماء الفاتر والمطهرات ، مع تنشيفه جيدا، وعدم لبس الملابس الداخلية المصنوعة من الخيوط الاصطناعية . مع التنبيه لخطورة ان تقوم الحامل، في أي حالة من الحالات، باستعمال الحقن المهبلية لأنها قد تضر بالجنين ويكتفي في مثل هذه الحالة باستعمال التحاميل المهبلية المركبة من أدوية مناسبة لكل مرض من الأمراض ولا يتم ذلك إلا عن طريق الطبيب المختص.
تاسعآ : التعرض للإغماء
قد يصيب بعض النساء خاصة في الفترة الأولى من الحمل، دوار خفيف من وقت إلى آخر، أو نوبات إغماء بسيطة، وذلك بسبب التبدلات التي تحصل في الدورة الدموية التي تتوزع بين الجنين والأم خلال الحمل.
وهذه النوبات ليست خطيرة وتتحسن عادة مع مرور الوقت ثم تزول نهائيا. ولكن يجب أن تبلغي طبيبك عنها. وإذا كنت عرضة لهذه النوبات فمن المستحسن أن تحملي معك دوما زجاجة صغيرة مملوءة بالروائح والعطور المنبهة لأن نشقة واحدة منها تكفي لتجنب النوبة.
عاشرآ : أوجاع الرأس
تصاحب الحمل أحيانا أوجاع في الرأس تختلف حدتها من حامل إلى أخرى. وتكون هذه الأوجاع قوية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكن لا تلبث أن تختفي تماما في أواسط الحمل أو آخره. ومداواتها تكون بالطرق العادية والمسكنات الخفيفة مثل حبوب " الأسبرين " أو " البنادول " ويفضل الابتعاد عن الأدوية القوية المفعول في هذه الفترة . إلا أن أوجاع الرأس لدى الحامل تكون أحيانا علامة من علامات ارتفاع ضغط الدم، لذلك أنصح الحامل دائما بقياس ضغط الدم عند وجود مثل هذه الأوجاع.
احدى عشر : الأرق
على الرغم من ميل الحامل للنوم أغلب الوقت ، إلا أنها تصاب، في الأسابيع الأخيرة، بالأرق بسبب ما يصاحب الحمل من عسر الهضم . وعسر التنفس . والتشنجات العضلية في الأطراف وأسفل البطن . والقلق والخوف الذي يسبق الولادة . وحركات الجنين المزعجة داخل البطن . وللتغلب على ذلك عليها :
1ـ لا تكثري من الطعام قبل النوم مباشرة.
2ـ ابتعدي عن المنبهات كالقهوة والشاي.
3ـ واظبي على النزهة اليومية والسير في الهواء الطلق مما يساعد على تحريك الأمعاء.
4ـ اغتسلي بالماء الفاتر يوميا بواسطة الدوش قبل النوم فترتاح أعصابك وتهدأ شجونك ومخاوفك.
5ـ تناولي فنجانا من الحليب الساخن أو الزهورات، أو أية عشبة لها مفعول المسكن والمريح للأعصاب قبل النوم.
6 ـ الإبتعاد قدر الإمكان عن الاضطرابات النفسية الشديدة والغضب والأنباء المزعجة في الليل، اومشاهدة أفلام التليفزيون المرعبة.
إثنا عشر : ضيق التنفس
كثيرا ما يحدث، خلال الشهرين الأخيرين من الحمل، ضيق في التنفس نتيجة لضغط الرحم على القفص الصدري، وهذا بحد ذاته يحد من حركة الرئتين. ويعتبر ضيق التنفس ظاهرة طبيعية في أواخر الحمل ، يجب عدم التخوف منه . مع ضرورة إخبار طبيبها فورا إذا ما بلغ درجة كبيرة من الإنهاك أو التعب، أو عند صعود السلالم أو السير، لأن ضيق النفس في هذه الحالة قد يدل على وجود فقر دم عند الحامل ، أو مرض في صدرها ، أو لأسباب أخرى.
ثلاثة عشر : التشنج العضلي
تظهر في الأسابيع الأخيرة من الحمل تقلصات عضلية في الظهر والفخذين تسبب ألما شديدا، وذلك بسبب اختلال في توازن الجسم عند الوقوف ، لأن الحامل، عندما يكبر حجم بطنها، تضطر للانثناء إلى الخلف، فيسبب ذلك تقلصا مستمرا في عضلات الظهر والفخذين. وقد يكون التشنج ناتجا عن ضغط رأس الجنين على بعض الأعصاب في أثناء الحمل. وكل هذه الأعراض تزول بمجرد الاستراحة والاستلقاء على الظهر أو على الجنب كما يفيد الحامل في هذه الحالة، لبس مشد خصوصي للحمل وانتعال حذاء ذي كعب عريض، ومنخفض . ومما يساعد أيضا على إزالة آلام الظهر، تدليك العضلات المؤلمة بزيت الزيتون أو المراهم الملينة، والفائدة هنا تأتي من التدليك وليس من المراهم بحد ذاتها.
اربعة عشر : الرغبة فى الحكة
تشعر بعض الحوامل برغبة قوية في الحكاك ، خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. ويكون الحكاك عادة في مستوى البطن والردفين من دون أن يكون هناك سبب جلدي أو مرض خارجي ظاهر، وقد فسر الأطباء هذا الحكاك بأنه نتيجة للتبدلات الهورمونية والعصبية التي تحدث خلال الحمل . ويتم معالجة الحكة من خلال الطبيب المختص بإعطاء الحامل، من وقت إلى آخر. بعض المسكنات والمهدئات الخفيفة والأدوية المضادة للحساسية الجلدية على أن يكون استعمالها لفترة قصيرة.
أخيرآ : الرشح واحتقان الجيوب الأنفية
تشعر بعض الحوامل برشح مزمن يلازمهن خلال الحمل، وخاصة في أشهره الأخيرة. وسبب هذا الرشح حدوث احتقان في الجيوب الأنفية بفضل الكميات المتزايدة من هورمونات الحمل التي تتدفق إلى الأنف عبر الدم، فتنتفخ شرايين الأنف ويرشح منه سائل لزج أبيض اللون، وأحيانا تمشحات دموية، لا تنقطع أحيانا إلا بواسطة أدوية خاصة تحقن في الأنف مما يعرقل عملية التنفس عند المرآة . وهنا يجب الإشارة الى إن رشح المرآة الحامل يختلف تمامآ عن الرشح الذي تسببه نزلات البرد والأنفلونزا ، ولا مجال للخوف على الجنين منه ، فاحتقان الجيوب الأنفية ظاهرة عارضة تزول عادة بعد الولادة.
هذه المعلومات للثقافة فقط وليست للتشخيص
هذه الاضطرابات قد تكون خفيفة أحيانا ، او عنيفة أحيانا أخرى . والحامل التي تدرك ماذا يجري لها ، فتعد نفسها لذلك ، أفضل من تلك التى تجهلها فتظنها مرضا قد الم بها.
والمقصود بعبارة ( تدرك ماذا يجري لها ) هو مجرد المعرفة الثقافية ، وليس المعرفة المهنية ، فتلك مهمة طبيبة النساء ( طبيب النساء ) المتابعة للحمل والمسئولة عن العناية الطبية والنفسية للحامل خلال فترة الحمل.
وهنا يجب ان يظهر دور الطبيبة ( الطبيب ) فى تثقيف الحامل وتوضيح أن هذه العوارض ليست مرضية ، وإنما هي طبيعية . مع إخبارها بأهم الخطوات الوقائية التي يجب أن تتخذها في ما يتعلق بصحتها ونظام عيشها ومسلكها اليومي، لكي تصل إلى حالة الحمل الصحى ، والوضع الأمن ان شاء الله.
متاعب ومشاكل الحمل
أولآ : الوحام والقيء الصباحي
الوحام هو اول مشاكل الحمل ، وهو عبارة عن الشعور بالرغبة فى القيء ، مع الإحساس بدوخة بسيطة ، تظهر عادة في الصباح الباكر ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة ، ويكون ذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ، ويصاحبه تقلب في مزاج المرآة. وهى حالة تعتري نصف الحوامل او يزيد ، مع تراوح أعراضه بين الشدة واللين من أنثى ولأخرى فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به المرآة. وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا فينهك المرآة ويضعفها. وقد تزداد حالة المرآة سواء في بعض الأحيان بحيث تستعصي على جميع العلاجات المسكنة مما يجبر الطبيب لاستخدام المصل أو حقنها بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى.
ويرجع بغض ألأطباء أسباب الوحام على الغالب الى أسباب نفسية عصبية تنشأ على أثر اضطراب في التوازن الفيزيولوجي ناتج عن شعور الحامل بحملها وتحسبها لما قد ينجم عنه من أحداث، وما يترتب عليه من مسؤوليات ، يرهق نفسيتها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي إلى درجة تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل سهولة.
وعلى هذا الأساس تبدل اتجاه المعالجة ليتحول من غسل الكلى لتخفيف السموم من جسم الحامل ، الى أالمعالجة بالمداواة النفسية والإقناع الكلامي دون اللجوء إلى استخدام الأدوية والمسكنات ، حيث ثبت ان معالجة الوحام الشديد بالتأثير النفسي قبل الأدوية للحوامل المصابات بعوارض الوحام حصلن على نتيجة باهرة بواسطة هذا الطريقة والمتمثلة فى :
1. على الحامل أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما. كالقراءة أو زيارة الأصحاب.
2. عدم التفكير بالقيء أو الغثيان قبل حدوثه.
3. ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ. ولاسيما بعد تناول الفطور، لمدة ربع ساعة حتى لا تتشنج عضلات المعدة ويبدأ القيء. ومن المفضل تناول فطور الصباح في السرير.
4. تجنب بعض الأطعمة كالزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح، والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف، مثل العسل واللبن والأرز بحليب والبيض.
5. إبقاء المعدة مملوءة في معظم أوقات النهار، وذلك بتناول وجبات قليلة من الطعام خلال النهار، أو بتناول شيء بسيط من البسكويت مع بعض جرعات قليلة من الحليب أو الكاكاو أو الشاي بين الوجبة والوجبة والأخرى أي في الساعة العاشرة قبل الظهر والساعة الرابعة بعد الظهر.
6. تناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر، مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز الأسمر. أما العشاء فيكون من اللحم الأحمر الطازج أو المشوي على نار خفيفة. مع قليل من الخضار، أو البطاطا المسلوقة أو المشوية، أو سلطة البندورة مع الخس وقليل من المربى. وقبل النوم، بإمكان الحامل أخذ قطعة من الخبز أو البسكويت العادي مع كوب من الحليب الفاتر، أو البارد، أو الكاكاو. وعليها أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل حتى يزول الغثيان والوحام، وبعد ذلك يجب العودة إلى الطعام العادي.
7. وأخيرا، أنصحك عزيزتي الحامل بممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية الخفيفة والقيام بنزهات نهارية ومسائية في الحدائق العامة أو على شواطئ البحر، وهذا كفيل بتهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأوكسجين في الدم.
إذ ما اتبعت الحامل هذه الإرشادات بدقة فإنها تكفي، في أغلب الأحيان، لإزالة عوارض الوحام. أما إذا لم يتوقف الغثيان. على الرغم من ذلك ، فهنا يكون دور الطبيب ، والطبيب فقط فى إستخدام الضرورى من العقاقير وأهمها المسكنات العامة والمهدئات وهي تعطي على شكل حقن في العضل، أو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو تحاميل شرجية. كمهدئات او مسكنات لمناطق الهياج العصبي والنفسي في المخ والتي يصدر عنها الشعور بعوارض الوحام.
ثانيآ : أوجاع المعدة
يظهر الشعور بالحرقة في المعدة ، ( وهى في أعلى البطن ) ، ويرافق ذلك ، في بعض الأحيان ، تقيؤ كميات قليلة من سائل مر وحامض من المعدة قبل الطعام وبعده. ليس لهذه الحالة علاقة بالقلب، بل تحدث نتيجة لكسل الأمعاء والمعدة، وهي في الواقع مظهر بسيط من مظاهر سوء الهضم.
وأول خطوة لعلاج هذه اللذعة هي الانتباه لطريقة الغذاء الصحية وتفادي قدر المستطاع المأكولات التي تدخل فيها مادة الحامض والبهارات والمخللات التي تؤذي غشاء المعدة وتزيد من إفرازات الحوامض فيها . إضافآ الى تجنب الإسراف في الطعام وان يتم مضغ الأكل جيدا، مع الإبتعاد عن الأطعمة الثقيلة والعسرة الهضم، وتمارس الرياضة البدنية الخفيفة. والغريب أن أفضل طريقة للوقاية من اللدغة – أو حرقة المعدة – هي تناول ملعقة كبيرة من قشدة الحليب – أو الكريما – قبل الطعام بنصف ساعة. أما إذا بدأت الحرقة فتصبح هذه الوسيلة عديمة الفائدة . ويصبح من الضرورى تناول احد مضادات حموضة المعدة.
ثالثآ : الغازات المعوية
تتوهم بعض النساء القليلات الخبرة أن انتفاخ البطن يدل على الحمل في الأسابيع الأولى، وكم من السيدات لجأن إلى الأطباء للتأكد من ذلك، وهن في الحقيقة، يجهلن أن النطفة التي ستصبح جنينا تظل صغيرة عدة أسابيع بل عدة أشهر، فلا يمكن ان نستدل على الحمل من المظهر الخارجي إلا في نهاية الشهر الخامس أحيانا. والحقيقة أن انتفاخ البطن عند الحوامل ينتج من جراء تجمع الغازات داخل الأمعاء بسبب الكسل فيها، فتشعر المرآة ببطنها كأنه طبل منفوخ بالهواء، ثم إن رحم الحامل الكبير الحجم يضغط على الأمعاء ويعرقل نشاطها فيتسبب في ركود الأطعمة وزيادة التخمر ومنع خروج الغازات بسرعة من الأمعاء.
وأهم طرقة لتجنب الغازات المعوية هو تجنب المأكولات التي تولد الغازات في الأمعاء، كالفاصوليا والبصل والملفوف والفجل واللفت والمقالي والحلويات العربية الدسمة،كما أنصح الحامل بمضغ الأطعمة الصلبة ببطء وعناية، وعدم شرب الماء والكولا والعصير بكثرة، أو الكلام خلال تناول الطعام.
رابعآ : الإمساك
كثيرا ما تصاب الحوامل بالإمساك أثناء الحمل ، ويحدث ذلك بسبب ضغط الرحم على الأمعاء من جهة، وكسل الأمعاء على أثر التغيرات الهرمونية التي تحصل في الجسم في أثناء الحمل، من جهة أخرى ، ولتفادي الإمساك خلال الحمل يتم المواظبة ما يلي :
1ـ ممارسة الرياضة البدنية البسيطة والمشى يوميآ دون مشقة.
2ـ اشرب كوبا أو كوبين من الماء البارد، أو الفاتر، عند الاستيقاظ في الصباح ولا مانع من إضافة قليل من عصير الليمون إلى الماء.
3ـ تناول بعض الفاكهة قبل النوم مساء لأنها نافعة وتزيد المواد البرازية وتحتوي على مختلف الحوامض والسكر والأملاح التي تلين المعدة، ومن بينها المربيات والدبس والمشمش والخوخ المجفف وقمر الدين المذوب. وللخوخ شهرة خاصة كملين مضمون.
4ـ تناول الأنواع المختلفة من الخضار والفاكهة الطازجة نيئة ومطبوخة بكثرة خلال النهار، مثل البرتقال والتفاح والخس، إذ إنها تساعد على تنشيط وظيفة الأمعاء.
5ـ دخول المرحاض يوميا، وفي وقت معين. وأفضل وقت لذلك هو بعد طعام الإفطار صباحآ.
6 ـ وصفة مجربة : خلط ( ملعقة كبيرة ردة ناعمة ـ 2 ملعقة كبيرة عسل أسود ـ 2 ملعقة كبيرة زبادى ) ويتم تناول هذه الخلطة مساءآ على ان تكون أخر ما يتم تناوله من طعام
خامسآ : ظهور الدوالي
الدوالي هي تنفخ شرايين الساقين التي تقع تحت الجلد مباشرة فتظهر على الساقين بشكل خطوط متعرجة زرقاء اللون موجعة في بعض الأحيان.
وقد تحدث الدوالي لدى الحوامل، نتيجة ضغط الرحم على الأوعية الدموية الكبرى التي تنزل من الحوض، فتحد من حركة الدم وتبطئ الدورة الدموية في الساقين، وتمنع مروره بسهولة إلى القلب، مما يجعل الشرايين السفلى تنتفخ وتتمدد وتمتلئ بالدم. ولعامل الوراثة والاستعداد العائلي شأن كبير في ذلك كبر حجم الرحم وثقله وضغطه على الشرايين كما سبق وأشرنا، مع العلم انه قلما تظهر الدوالي في أشهر الحمل الأولى، وأنها تزول عادة بعد الولادة وفي بعض الأحيان تبقى مدة طويلة . وللتخفيف من الدوالى والحد من تنفخها يتم إتباع ما يلي :
1ـ رفع الساقين على وسادة، أو ما شابه ذلك، كلما سنحت الفرصة، في الليل كما في النهار لتكون الساقان أعلى من الحوض، وكلما تكررت هذه الطريقة أعطت نتيجة أفضل.
2ـ استعمال الجوارب الطبية الخاصة بالدوالي، وهي موجودة في كل الصيدليات ولكن يجب لبسها في الصباح عند الاستيقاظ وقبل النهوض من الفراش، أي عندما تكون الشرايين غير منتفخة بعد. أما إذا لبست الجوارب بعد الوقوف والسير، وبعد امتلاء الشرايين بالدم فلا تعود لها أية فائدة.
3ـ تفادي الوقوف الطويل أو السير الطويل.
4. تفادى إستعمال الأربطة المطاطية الشديدة التي تضغط على أعلى الساقين، واستعيضي عنها جوارب عالية أو بالكولون الذي يلف الخصر.
سادسآ : ظهور البواسير
البواسير هي مجموعة من الأوردة أو الشرايين الدموية الموجودة في أسفل المستقيم والشرج، تنتفخ وتتمدد وتصبح كبيرة الحجم ومؤلمة بسبب الإمساك الذي تصاب به في الغالب أكثرية الحوامل. وكثيرا ما تسبب البواسير حكة وأنزفة دموية بسيطة من وقت إلى آخر . وأول خطوة لمعالجة البواسير هي تفادي الإمساك وتليين المعدة . أما البواسير المؤلمة فأفضل علاج لها هو أن تستلقي على ظهرك وترفعي فخذيك قليلا وكذلك استخدام المراهم المركبة من أدوية قابضة للشرايين ومواد مزيلة للحكة والألم التى يصفها الطبيب والطبيب فقط ، علما بأن البواسير تختفي بمشيئة الله عادة بعد الولادة بفترة قليلة من الزمن ، أما إذا دامت ولم تختف فتصبح الجراحة علاجا لابد منه.
سابعآ : أوجاع أسفل الظهر
أغلب الحوامل تشكو من أوجاع في أسفل الظهر أثناء الحمل، مصدرها ليس وجود " ديسك " ( أي انزلاق في فقرات الظهر ) أو التهاب في الأعصاب، أو مرض في العظم كما يعتقد البعض ، وإنما هي نتيجة تعب وإرهاق. وقد يكون لوقوف الحامل أثر كبير في مصدر هذه الأوجاع، وخصوصا في أواخر الحمل، عندما يشتد ضغط رأس الجنين على أعصاب الحوض الكثيرة التي تغذي الظهر والساقين. لذلك أنصح الحامل في مثل هذه الحالة بالاستلقاء على ظهرها عند شعورها بوجع في الظهر، من وقت إلى آخر. فتزول الأوجاع تلقائيا.
ثامنآ : السيلان المهبلي
تلاحظ بعض الحوامل زيادة إفرازات المهبل الناتجة عن رشح السوائل بسبب احتقان الشرايين الدموية. ويكون هذا السائل عادة مائلا للاصفرار ، أو شبيها بالمصل. أما إذا كان كثيفا أو غزيرا، أو رافقته حكة خارجية وجب إخبار الطبيبة ( الطبيب ) بذلك ليتولى المعالجة. وفي معظم الحالات يكفي تنظيف الحامل للفرج والجزء الخارجي من المهبل بالماء الفاتر والمطهرات ، مع تنشيفه جيدا، وعدم لبس الملابس الداخلية المصنوعة من الخيوط الاصطناعية . مع التنبيه لخطورة ان تقوم الحامل، في أي حالة من الحالات، باستعمال الحقن المهبلية لأنها قد تضر بالجنين ويكتفي في مثل هذه الحالة باستعمال التحاميل المهبلية المركبة من أدوية مناسبة لكل مرض من الأمراض ولا يتم ذلك إلا عن طريق الطبيب المختص.
تاسعآ : التعرض للإغماء
قد يصيب بعض النساء خاصة في الفترة الأولى من الحمل، دوار خفيف من وقت إلى آخر، أو نوبات إغماء بسيطة، وذلك بسبب التبدلات التي تحصل في الدورة الدموية التي تتوزع بين الجنين والأم خلال الحمل.
وهذه النوبات ليست خطيرة وتتحسن عادة مع مرور الوقت ثم تزول نهائيا. ولكن يجب أن تبلغي طبيبك عنها. وإذا كنت عرضة لهذه النوبات فمن المستحسن أن تحملي معك دوما زجاجة صغيرة مملوءة بالروائح والعطور المنبهة لأن نشقة واحدة منها تكفي لتجنب النوبة.
عاشرآ : أوجاع الرأس
تصاحب الحمل أحيانا أوجاع في الرأس تختلف حدتها من حامل إلى أخرى. وتكون هذه الأوجاع قوية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ولكن لا تلبث أن تختفي تماما في أواسط الحمل أو آخره. ومداواتها تكون بالطرق العادية والمسكنات الخفيفة مثل حبوب " الأسبرين " أو " البنادول " ويفضل الابتعاد عن الأدوية القوية المفعول في هذه الفترة . إلا أن أوجاع الرأس لدى الحامل تكون أحيانا علامة من علامات ارتفاع ضغط الدم، لذلك أنصح الحامل دائما بقياس ضغط الدم عند وجود مثل هذه الأوجاع.
احدى عشر : الأرق
على الرغم من ميل الحامل للنوم أغلب الوقت ، إلا أنها تصاب، في الأسابيع الأخيرة، بالأرق بسبب ما يصاحب الحمل من عسر الهضم . وعسر التنفس . والتشنجات العضلية في الأطراف وأسفل البطن . والقلق والخوف الذي يسبق الولادة . وحركات الجنين المزعجة داخل البطن . وللتغلب على ذلك عليها :
1ـ لا تكثري من الطعام قبل النوم مباشرة.
2ـ ابتعدي عن المنبهات كالقهوة والشاي.
3ـ واظبي على النزهة اليومية والسير في الهواء الطلق مما يساعد على تحريك الأمعاء.
4ـ اغتسلي بالماء الفاتر يوميا بواسطة الدوش قبل النوم فترتاح أعصابك وتهدأ شجونك ومخاوفك.
5ـ تناولي فنجانا من الحليب الساخن أو الزهورات، أو أية عشبة لها مفعول المسكن والمريح للأعصاب قبل النوم.
6 ـ الإبتعاد قدر الإمكان عن الاضطرابات النفسية الشديدة والغضب والأنباء المزعجة في الليل، اومشاهدة أفلام التليفزيون المرعبة.
إثنا عشر : ضيق التنفس
كثيرا ما يحدث، خلال الشهرين الأخيرين من الحمل، ضيق في التنفس نتيجة لضغط الرحم على القفص الصدري، وهذا بحد ذاته يحد من حركة الرئتين. ويعتبر ضيق التنفس ظاهرة طبيعية في أواخر الحمل ، يجب عدم التخوف منه . مع ضرورة إخبار طبيبها فورا إذا ما بلغ درجة كبيرة من الإنهاك أو التعب، أو عند صعود السلالم أو السير، لأن ضيق النفس في هذه الحالة قد يدل على وجود فقر دم عند الحامل ، أو مرض في صدرها ، أو لأسباب أخرى.
ثلاثة عشر : التشنج العضلي
تظهر في الأسابيع الأخيرة من الحمل تقلصات عضلية في الظهر والفخذين تسبب ألما شديدا، وذلك بسبب اختلال في توازن الجسم عند الوقوف ، لأن الحامل، عندما يكبر حجم بطنها، تضطر للانثناء إلى الخلف، فيسبب ذلك تقلصا مستمرا في عضلات الظهر والفخذين. وقد يكون التشنج ناتجا عن ضغط رأس الجنين على بعض الأعصاب في أثناء الحمل. وكل هذه الأعراض تزول بمجرد الاستراحة والاستلقاء على الظهر أو على الجنب كما يفيد الحامل في هذه الحالة، لبس مشد خصوصي للحمل وانتعال حذاء ذي كعب عريض، ومنخفض . ومما يساعد أيضا على إزالة آلام الظهر، تدليك العضلات المؤلمة بزيت الزيتون أو المراهم الملينة، والفائدة هنا تأتي من التدليك وليس من المراهم بحد ذاتها.
اربعة عشر : الرغبة فى الحكة
تشعر بعض الحوامل برغبة قوية في الحكاك ، خاصة خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. ويكون الحكاك عادة في مستوى البطن والردفين من دون أن يكون هناك سبب جلدي أو مرض خارجي ظاهر، وقد فسر الأطباء هذا الحكاك بأنه نتيجة للتبدلات الهورمونية والعصبية التي تحدث خلال الحمل . ويتم معالجة الحكة من خلال الطبيب المختص بإعطاء الحامل، من وقت إلى آخر. بعض المسكنات والمهدئات الخفيفة والأدوية المضادة للحساسية الجلدية على أن يكون استعمالها لفترة قصيرة.
أخيرآ : الرشح واحتقان الجيوب الأنفية
تشعر بعض الحوامل برشح مزمن يلازمهن خلال الحمل، وخاصة في أشهره الأخيرة. وسبب هذا الرشح حدوث احتقان في الجيوب الأنفية بفضل الكميات المتزايدة من هورمونات الحمل التي تتدفق إلى الأنف عبر الدم، فتنتفخ شرايين الأنف ويرشح منه سائل لزج أبيض اللون، وأحيانا تمشحات دموية، لا تنقطع أحيانا إلا بواسطة أدوية خاصة تحقن في الأنف مما يعرقل عملية التنفس عند المرآة . وهنا يجب الإشارة الى إن رشح المرآة الحامل يختلف تمامآ عن الرشح الذي تسببه نزلات البرد والأنفلونزا ، ولا مجال للخوف على الجنين منه ، فاحتقان الجيوب الأنفية ظاهرة عارضة تزول عادة بعد الولادة.
هذه المعلومات للثقافة فقط وليست للتشخيص