بّسم الله الرّحمن الرّحيم
معلومات طبية ثقافية
لون الجلد ودلائله
الجلد الطبيعى الصحي
يغطى الجلد جميع أعضاء الجسم إلا العينين والأسنان، والجلد بما يشمله من الشعر والأظافر يعتبر أكبر أعضاء الجسم حجمًا ويليه الكبد . كما أنه من أهم أعضاء الجسم ، حيث انه غطاء الأمان الحي الواقي لباقي الأعضاء، ويحمينا الجلد من عدوان البيئة، كما يمثل عائقًا أمام العدوى، ويساعد على ضبط درجة حرارة الجسم فيشعرنا بالدفء أثناء البرد وبالانتعاش أثناء الحر، كما يساعد على التوازن الصحي للسوائل والمعادن في الجسم. إضافة الى أنه مصدر مستقبلات حاسة اللمس ، وأخيرآ فإن الجلد مركز لمعظم دلائل الجسم حيث يمكن أن نراها، أو نلمسها ، أو نحس بها في الجلد أو الشعر أو الأظافر.
والجلد الطبيعى الصحي :
● أملس.
● ناعم.
● دافئ الملمس.
● خال من الجروح والخدوش والكدمات.
ألوان الجلد غير الطبيعية
اولآ : الجلد الشاحب
قد يدل المظهر الشاحب للجلد على الأنيميا، وهي حالة ينخفض فيها معدل خلايا الدم الحمراء عن المستوى الطبيعي. وهناك أنواع كثيرة من الأنيميا إلا أن أشهرها أنيميا نقص الحديد، والتي عادة ما تعتبر دلالة على تناول أطعمة لا تحتوي على عنصر الحديد، وهذه الحالة نادرة بين الرجال إلا أن 20% من النساء، وحوالي 50% من النساء الحوامل يعانين من نقص الحديد.
فالتعب ، والضعف، وقصر النفس، والعصبية، وهشاشة الأظافر. هى دلائل الأخرى على الأنيميا ، وقد يتحول بياض العينين (الصلبة) إلى الأزرق بسبب الأنيميا أيضًا.
وبينما ترتبط معظم حالات الأنيميا عند النساء بنوعية الحمية الغذائية أو الحيض الشديد، إلا أن حدوثها عند الرجال والنساء على حد سواء غالبًا ما يدل على النزيف الداخلي، خاصة النزيف الداخلي للقناة الهضمية. ويحدث النزيف بسبب القرح أو نتيجة الإفراط في تناول الأسبرين والعقاقير اللاسيترويدية المضادة للالتهابات.
وقد تكون الأنيميا دلالة تحذيرية مبكرة للإصابة بسرطان الدم أو غيره من السرطانات الأخرى وخصوصًا سرطان المعدة، والقولون، والمرىء، وقد تحدث الأنيميا أيضًا بسبب أدوية السرطان.
ثانيآ : البشرة الزرقاء
إذا تحول لون الجلد إلى اللون الأزرق فقد يكون ذلك دلالة على الازرقاق، وهو نقص نسبة الأكسجين في الدم، إن الدم كامل التأكسد لونه أحمر فاتح وإذا قلت نسبة الأكسجين به يتحول لونه إلى الأرجواني، وعندما يفقد الدم كل الأكسجين به يزرق لون الجلد. وهذه الحالة تصيب الشفتين، والأظافر، وكذلك القدم، والأنف، والأذن.
وقد ينتج الازرقاق عن عوامل خارجية كالتعرض للهواء البارد جدآ، أو المياه الباردة، أو التواجد على المرتفعات العالية. أما البشرة دائمة الزرقة، فقد تكون إشارة تحذيرية على الكثير من الأمراض التي تعيق وصول الأكسجين للدم، مثل أمراض الرئة كالربو، والانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، وقد يكون الازرقاق أيضًا دلالة على أمراض القلب.
ثالثآ : اصفرار الجلد
إذا ظهور لون أصفر على البشرة ، غالبآ ما يكون من الدلائل التقليدية على اليرقان، حيث يتحول ايضآ لون بياض العين إلى اللون الأصفر. وينتج اصفرار الجلد عن زيادة مادة البيليروبين، وهي مادة صفراء تُفرز بصورة طبيعية عند تكسر خلايا الدم الحمراء. ولكن إذا أصبح لون الجلد برتقاليآ وليس أصفر، فقد يدل ذلك على زيادة الكاروتين في الدم وهي حالة حميدة عادة تنتج عن زيادة استهلاك البيتاكاروتين أو فيتامين (أ) سواء من المكملات الغذائية أو من الأطعمة كالجزر.
وأحيانًا ما يعتبر اصفرار الجلد دلالة حميدة على شكل وراثي من أشكال اليرقان يعرف باسم متلازمة جيلبرت. ومع ذلك، فقد يشير اليرقان إلى بعض اضطرابات الكبد كالالتهاب الكبدي الوبائي، أو تليف الكبد، أو سرطان الكبد، أو سرطان البنكرياس. ويدل اليرقان أيضًا على انخفاض نسبة الدراق، أو داء وحيدات النواة المعدي، وهو فيروس مُعد يعرف (بالمرض الناتج عن التقبيل).
أقنعة الوجه وعلاماته
أولآ : الخدود الوردية
إن الحمرة التي تحدثها الومضات الساخنة في وجنتي السيدات ؛ دلالة تقليدية على انقطاع الطمث، وعادة ما تختفي هذه الحمرة التي تحدثها الومضات الساخنة بسرعة . أما إذا استمرت حالة التورد هذه، فإنها تشير إلى الوردية – وهي أحد أشكال الطفح تشبه أحيانًا قناع الوجه أو الفراشة على الوجه، ولكنها تختلف عن قناع داء الذئبة، أو قناع الحمل. وقد تسبب الوردية في أطوارها الأولى توهجآ دوريآ، أو احمرارآ مؤقتآ إلا أنها تتطور بعد ذلك إلى احمرار دائم في الوجه. ويتكون الطفح الوردي في الغالب من بثرات صغيرة، إلا أنها تتطور لتصبح حمرة دائمة في الوجه. وعادة ما تتكون من حبوب صغيرة؛ لذلك يطلق عليها أحيانًا “حب شباب الراشدين”، بالإضافة إلى توسع الأوعية الدموية الصغيرة أسفل الجلد المعروفة طبيًا باسم توسع الأوعية الشعرية. وتظهر الوردية عند بعض الناس على الجذع أو الأطراف وليس الوجه، ومن الدلائل الأخرى على الوردية الحكة والحرقان.
والوردية أكثر شيوعآ بين النساء عن الرجال، كما أنها تصيب الأفراد بين الثلاثين والأربعين عامآ، وغالبآ ما تصيب ذوي البشرة البيضاء، وخصوصًا شعوب شمال أوروبا والكلتييين. وتعمل الرياح، والشمس، والتمارين القوية، والضغط العصبي، والأطعمة المتبلة، والمنبهات على إثارة الوردية أو مفاقمة أثرها، وتسود بين مدمني الكحوليات، حيث إن الوردية المرتبطة بالكحوليات هي المسئولة عن انتفاخ الأنف لدى مدمني الكحوليات.
ويعتبر توهج الوجه أيضآ دلالة مبكرة على حالة نادرة ولكنها خطيرة تسمى المتلازمة السرطاوية (شبه سرطانية)، وهي تنتج عن أحد الأنواع غير الشائعة من السرطان يسمى الورم السرطاوي، وينبثق هذا النوع من الأورام في الجهاز الهضمي، ويفرز كميات كبيرة من مواد تشبه الهرمونات مما يؤدى لتوسع الأوعية الدموية. وغالبآ ما ينتج التوهج المرتبط بالمتلازمة السرطاوية – مثله مثل توهج الوردية – عن المشروبات والأطعمة الساخنة أو المتبلة، والكحوليات، والضغط العصبي. ومع ذلك فعادة ما تنتهي التوهجات السرطاوية في غضون عشرين إلى ثلاثين ثانية، وقد يليها ازرقاق، بينما تستمر التوهجات الوردية أكثر من ذلك، وبخلاف أنواع التوهج والاحمرار الأخرى، فأثناء التوهجات السرطاوية يتحول لون الوجه إلى اللون الأحمر البنجرى كما يغطيه بعض آثار الأوعية الشعرية المتوسعة.
ثانيآ : قناع الفراشة
إن طفح الوجه الذي يشبه الفراشة ، والمعروف طبيآ بالاحمرار الوجنى ، هو دلالة على داء الذئبة، وهو مرض التهابي مزمن وخطير جدًا يصيب جهاز المناعة، حيث يعاني نصف المصابين بالذئبة من هذا الطفح الذي يطلق عليه “قناع الذئبة”، والمصابون بالطفح المتعلق بداء الذئبة – مثلهم مثل المصابين بالطفح الوردي – يعانون من حساسية للضوء، وقد تسوء حالتهم بتعرضهم لضوء الشمس، ولكن طفح الذئبة يختلف عن طفح الوردية من حيث إنه مسطح وليس منتفخًا.
ثالثآ : البقع السوداء على الخدود
إن البقع السوداء المتماثلة على الوجنتين وقنطرة الأنف والشبيهة بقناع الوجه ، قد تكون من الدلائل التقليدية على اسوداد الجلد (المعروف بالكلف) وهو نوع من زيادة نسبة الصبغة الجلدية، ويشيع اسوداد الجلد بين النساء أكثر من الرجال، وخاصة النساء ذوات البشرة السوداء. والتعرض لأشعة الشمس وزيادة نسبة هرمون الإستروجين يزيد من خطر الإصابة.
وغالبآ ما يعتبر اسوداد الجلد عند صغيرات السن من النساء دلالة على الحمل، حيث تصيب هذه الحالة حوالي نصف النساء الحوامل خلال الشهر الثاني أو الثالث من الحمل عادةً، وتُعرف غالبآ بقناع الحمل، وقد تظهر البقع السوداء أيضًا نتيجة استخدام حبوب منع الحمل، أو العلاج بالإحلال الهرموني، والأخبار السارة أنه في غضون أشهر من التوقف عن استخدام هذه الأدوية أو بعد الولادة تتلاشى هذه البقع.
رابعآ : البقع القشرية على الوجه
من الصعب تجاهل البقع القشرية أو المشوهة للون الجلد في منتصف الوجه، ولا ينبغي تجاهلها، فقد تكون دلالة تحذيرية على الذئبة الشرثية، وخاصة إذا استمرت لفترة طويلة، وقد تكون هذه البقع مسطحة أو مرتفعة عن الجلد، وعادة ما تظهر على الوجنتين، والأنف، والشفتين، والأذنين.
والذئبة الشرثية هى حالة مزمنة من حالات المرض الالتهابي المعروف بالصدفية، والذي يفرز مجموعات صغيرة من الخلايا في العديد من أعضاء الجسم، وتصيب الصدفية الجلد، والعديد من أعضاء الجسم الأخرى كالعينين، والكبد، والغدد الليمفاوية والرئتين، حيث إن 70% من المصابين بالصدفية لديهم إصابات بالرئة مما يتسبب في سعال مزمن وضيق في التنفس . وعندما تتأثر العين بهذه الحالة قد يحدث جفاف للعين، أو فقدان للبصر، أو المياه الزرقاء، أو غير ذلك من أمراض العين.
كما ان الصدفية قد تؤدى إلى أمراض جلدية أخرى، فعندما تصيب القدمين، أو الكاحلين، أو الساقين؛ فإنها تسمى الطفح الوردي العجري . وغالبآ ما يتم اكتشاف الصدفية مصادفة ، ذلك لأنها لا تبدى دلائل على الإطلاق ، ومع ذلك فعندما تظهر دلائل على المصابين بهذا المرض تكون دلائل الجلد في المقدمة، حيث تظهر على ثلث المصابين. وثمة دلائل أخرى مبكرة للصدفية مثل: الإرهاق، والحمى، وآلام الصدر، وآلام المفاصل، ونقص الوزن. وتعتمد هذه الدلائل وغيرها على العضو المصاب . وتتضمن الصدفية عدة أعراض مثل:
● طفح جلدي أحمر اللون على الوجه والجسم.
● بثور حمراء خاصة على الساق (الطفح الوردي العجري).
● طفح جلدي .
● بقع أرجوانية .
● حكة.
بقع الجسم وأشكالها
أولآ : البقع البيضاء الكبيرة
إن ظهور بقع بيضاء كبيرة على الجلد قد يكون من دلائل البهاق (والمعروف بالبرص)، وهو مرض جلدي وراثي غالبآ وعادة ما يظهر قبل سن العشرين.
والبقع البيضاء نفسها حميدة، ولكن لأنها تفتقر إلى الميلانين (المادة التي تضفي على الجلد لونه الطبيعي)؛ فهي عرضة للإصابة بالسفعة الشمسية ؛ ومن ثم سرطان الجلد.
وقد يكون البهاق من الدلائل التحذيرية المبكرة على داء الأورام المناعية للغدة الدرقية، وخصوصآ مرض جريفز الأكثر شيوعآ، حيث إن حوالي ثلث المصابين بمرض جريفز والتهاب هاشيموتو في الغدة الدرقية – وكلاهما وراثي – لديهم تلك البقع البيضاء. ومع ذلك فقد تصدر عن البهاق الدلائل الأخرى لمرض جريفز بعد عشرات السنين من الإصابة به. والمصابون بالبهاق تزداد خطورة إصابتهم بمختلف أمراض العين.
ثانيآ : العلامات السوداء والزرقاء
العلامة السمراء والزرقاء على الجسم ( الكدمة )، هي تجمع دموي تحت الجلد، وعادة ما تكون هذه العلامة المميزة حميدة، وهي نتيجة طبيعية لتمزق الأوعية الشعرية (الأوعية الدموية الصغيرة) بسبب الجروح وتسرب الدم في الأنسجة المحيطة، وإذا ضغطت على الكدمة بإصبعك فلن يتغير لونها. وأحيانآ ما يسبب تسرب الدم تجلطًا كبيرآ تحت الجلد، وهو ما يعرف طبيآ باسم الورم الدموي، وقد يتكتل الجلد أيضآ علاوة على اسوداده أو زرقته.
وسهولة الإصابة بكدمات قد تكون سمة وراثية، وهي دلالة مزعجة ولكنها دلالة طبيعية على التقدم في السن، فبتقدم العمر تتآكل طبقة الجلد السميكة الواقية لأجسامنا مما يجعل الأوعية الدموية تتمزق بسهولة.
والكدمة التي تظهر دون صدمة جسمية تسمى طبيآ (الفرفيرية الأرجوانية) ، وهذه الكدمات كغيرها من التجمعات الدموية والكدمات الأخرى تعتبر دلالة على نقص الدم في الأنسجة أسفل الجلد، وهي أيضآ لا يبيض لونها عند الضغط عليها. وينتج تسرب الدم عن بعض الأدوية وخصوصآ مخففات تجلط الدم كالأسبرين، والوارفارين، والسيترويد. وتزيد بعض الأعشاب والمكملات الغذائية الأخرى التي لها علاقة بالحمية مثل: الجنكة، والزنجبيل، والثوم، وزيت السمك من فرص حدوث العلامات السمراء والزرقاء. وقد تدل هذه الكدمات أيضآ على قصور التغذية خاصة نقص فيتاميني (ج)، و(ك)، و (ب 12)، أو نقص حمض الفوليك أو الفلافونيات الحيوية (وهو مركب يوجد في الفاكهة الحمضية، وغيرها من الفواكه والخضراوات).
أما الكدمة المتكررة أو غير المبررة فهي دلالة تحذيرية على بعض الأمراض الخطيرة خاصة سرطان الدم، ومن الدلائل الجلدية الأخرى لسرطان الدم: الشحوب، والإرهاق، وضيق النفس أثناء التمارين الرياضية، والإصابات المتكررة، والنزيف مجهول السبب.
والكدمة التي تحدث بسهولة، والمتواصلة أيضآ دلالة تحذيرية على نقص عدد الصفائح الدموية، والذي يحدث بسبب بعض الأمراض الخطيرة كسرطان الدم ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). (المعروف أن الصفائح الدموية يتم إنتاجها في نخاع العظم، وهي ضرورية لتجلط الدم).
وأحيانًا ما تدل كثرة العلامات السوداء والزرقاء على تليف الكبد، وأمراضه الأخرى مثل ورم الغدة الليمفاوية ، والذئبة، وخمول الغدة الدرقية.
وللإسعاف السريع للكدمة : ضع عليها ثلجآ لمدة 15 دقيقة كل ساعة في اليوم الأول، واجعل المكان المصاب أعلى من مستوى القلب ما أمكنك.
ثالثآ : الأنماط الأرجوانية
إن ظهور ما يشبه شبكة الصيد أرجوانية اللون المتقاطعة على الجلد ، قد يكون من الدلائل التقليدية على البقع الشبكية، وعادة ما تظهر تلك الأشكال المزركشة على الجذع أو الأطراف، وهي نتيجة لتقلص الأوعية الدموية. وغالبآ ما تظهر البقع الشبكية عند الخروج إلى جو بارد ولكنها لا تختفي فور الشعور بالدفء.
وعندما تتصل خطوط الأشكال الأرجوانية ببعضها كشبكة صيد السمك، فهذه دلالة حميدة ولكن عندما لا تتصل الكثير من هذه الخطوط ببعضها، فهذه دلالة تحذيرية على الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: التهاب المفاصل الروماتيزمي، والحمى الروماتيزمية، والذئبة وتكسر الصفائح الدموية، ولا تخلط بين هذه الحالة: (تكسر الصفائح الدموية) ونقص الصفائح الدموية التي يقل فيها عدد الصفائح الدموية.
وغالبآ ما تكون البقع الشبكية من الدلائل الأولى على متلازمة مضادات الدهون الفسفورية وهو اضطراب في تخثر الدم يسبب تجلط الدم في الشرايين أو الأوردة، وتلك الجلطات تزيد من خطر الإصابة بالصرع، والسكتات الدماغية، والأزمات القلبية، وأمراض الصمامات الرئوية.
رابعآ : البقع السوداء
إن ظهور بقع سوداء على الجلد، مع عدم ظهورها على الوجه وكانت هذه البقع أكثر سمكًا ونعومة من الجلد العادي؛ فقد يكون ذلك دلالة على فرط الصباغ المعروف طبيآ باسم الشواك الأسود. وأول رد فعل للمصابين بهذه البقع عندما يلحظونها هو الشكوى من وجود منطقة قذرة على جلدهم لا تنظف. وتتدرج البقع في لونها بداية بالأسود حتى تصل للبنى الداكن، وتتدرج في الحجم من الصغير للكبير، وغالبآ ما تظهر هذه البقع على القفا، وتحت الآباط، وفى المنطقة الأربية، وأي جزء من طيات أو تجاعيد الجلد. وظهور زيادات جلدية من الدلائل الأخرى لهذه الحالة، وغالبًا ما توجد هذه الزيادات في هذه البقع وحولها وأحيانًا ما يكون الشواك الأسود وراثيًا . وعادة ما يتطور هذا النوع من تغير لون الجسم ببطء.
وقد ينتج الشواك الأسود عن بعض العقاقير مثل: الكورتيكوستيرونات، وحبوب منع الحمل وهرمونات النمو، والأنسولين. وهذه الحالة أكثر انتشارًا بين البدناء، وتشير إلى مقاومة الأنسولين، ولذلك فغالبًا ما تعتبر هذه الحالة من الدلائل المبكرة لمرض السكر. وإصابة النساء البدينات بهذه الحالة دلالة تحذيرية على متلازمة المبيض متعدد الحويصلات، وهو خلل هرموني شائع تصاب به المرأة في سن الخصوبة كما أنه قد يسبب العقم. وأحيانًا ما تظهر أعراض الشواك الأسود على المصابين بمتلازمة كوشنج أيضًا، وهو خلل هرموني في الغدد الكظرية.
خامسآ : البقع الحمراء
إن ظهور بقع حمراء متعددة على الجلد كالحبوب وحمو النيل قد تكون مشكلة حميدة في الجلد، بل وسريعة الزوال، أو قد تكون دلالة على حالة مستديمة وأكثر خطورة، فقد تكون البقعة الحمراء المرتفعة عن الجلد ذات القشور الفضية مثلًا دلالة على الصدفية. وبقع الصدفية غالبآ ما تظهر وتنتشر على فروة الرأس، والمـــرفقــــين، والركـبتـيـن، والظهر، والأرداف.
والبقعة الفردية الحمراء أو الخشنة أو القشرية دلالة تحذيرية على التقرن الشمسي (أو التقرن الأكتينى)، وهي حالة قبل السرطانية (ومن المحتمل أن تظهر أكثر من بقعة واحدة من هذه البقع قبل السرطانية). وقد تكون هذه البقع وردية داكنة أيضًا أو بنفس لون الجلد، وفى هذه الحالة يحس المصاب بها وقد لا يراها. وإذا لم تختف، فإن بقع التقرن الشمسي قد تتحول إلى خلايا مفلطحة سرطانية . أما الورم الميلاني فهو أندر أنواع سرطان الجلد ولكنه الأشد فتكآ. وعادة ما تكون الخلايا المفلطحة السرطانية بقعآ حمراء اللون متورمة ويابسة أو قشرية غير منتظمة الحواف. وعادة ما تكون مرتفعة بشكل طفيف وتشبه الثؤلول ومتقرحة ونازفة، وغالبًا ما يستعصي شفاؤها.
ومثل كل أنواع السرطانات الجلدية، فإن السبب الرئيسي في الإصابة بالخلايا المفلطحة السرطانية هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من الشمس أو من أي مصدر آخر، والآثار المسرطنة التي تسببها هذه الأشعة أيًا كان مصدرها متراكمة الأثر.
وغالبآ ما يظهر سرطان الجلد على المناطق المعرضة للشمس كالوجه، والرقبة، وفروة الرأس الأصلع، والأيدي، والأكتاف، والأذرع، والظهر . وكما هو حال سرطانات الجلد الأخرى، فإن ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأصفر والأعين الملونة أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان، وكذلك الحال بالنسبة للمصابين بالنمش وهم أيضًا ذوو بشرة فاتحة، ويقل احتمال إصابة ذوي البشرة الداكنة وخاصة المنحدرين من أصول إفريقية بسرطان الجلد عن البيض.
سادسآ : الأكف الحمراء
إن الحمرة الدائمة على الكفين رغم عدم تقرحهما قد تكون دلالة على الإصابة بالاحمرار الكفي، وهي حالة قد تكون حميدة تمامآ، أو قد تكون دلالة على نقص فيتامين (ب)، أو تعاطى الكحوليات. وقد تكون الكفوف الحمراء إشارة تحذيرية على الإصابة بتليف الكبد الناتج عن الكحوليات، أو الالتهاب الكبدي الوبائي، أو أمراض الكبد الأخرى. وقد تدل أيضًا على زيادة إفراز الغدة الدرقية، ومرض السكر، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والسل، بل والسرطان.
وتدل البقع المسطحة الحمراء غير المؤلمة على الأكف على مرض نادر يسمى مرض جينواى (وتظهر هذه البقع على باطن القدم أيضًا). وهذه الحالة دلالة تحذيرية على التهاب بطانة القلب المعدي، وهو التهاب في بطانة القلب قد يؤدى إلى قصور القلب، وتجلط الدم، والسكتات الدماغية. وقد ينتج هذا الالتهاب عن أي نوع من العقاقير المستخدمة في جراحة الأسنان أو جراحة القلب. ومن الدلائل الجلدية الأخرى على التهاب بطانة القلب: العقد الحمراء المؤلمة التي تظهر في أصابع اليد والقدم – والتي تعرف طبيًا بعقد أوزلر – والنزف تحت الأظافر، وعلى بياض العينين (نقاط روث). ويدل الاستسقاء والعرق الزائد على تدهور الحالة.
الطفح القشرى على الأكف والأعقاب
أما فى حالة ظهور الكثير من القشور الصغيرة على الكفين، فقد تكون دلالة على الإصابة بمتلازمة رايتر، وهو التهاب بالمفاصل غالبآ ما يصاب به الشباب. وتلك الجروح – والتي تعرف طبيآ بالتقرن السيلاني – قد تكون حمراء، أو صفراء غامقة تتجمع أحيانًا في بقع جافة قشرية الحواف. ومن الدلائل الأخرى على متلازمة رايتر – والتي تنتج عن الأمراض المنقولة جنسيًا أو الالتهابات المعوية – التهابات العينين، والألم في التبول.
وتدل هذه الحالة أيضآ على الصدفية في الأكف والأعقاب، وهي شكل نادر للصدفية ينتج عن تناول أدوية أو كيماويات معينة مثل الستيريودات، والليثيوم، والبنسلين، واليود. وقد تحدث هذه الحالة أيضًا بسبب الإصابات والضغوط الانفعالية.
هذه مجرد ثقافة طبية لا تغنى عن زيارة الطبيب
يغطى الجلد جميع أعضاء الجسم إلا العينين والأسنان، والجلد بما يشمله من الشعر والأظافر يعتبر أكبر أعضاء الجسم حجمًا ويليه الكبد . كما أنه من أهم أعضاء الجسم ، حيث انه غطاء الأمان الحي الواقي لباقي الأعضاء، ويحمينا الجلد من عدوان البيئة، كما يمثل عائقًا أمام العدوى، ويساعد على ضبط درجة حرارة الجسم فيشعرنا بالدفء أثناء البرد وبالانتعاش أثناء الحر، كما يساعد على التوازن الصحي للسوائل والمعادن في الجسم. إضافة الى أنه مصدر مستقبلات حاسة اللمس ، وأخيرآ فإن الجلد مركز لمعظم دلائل الجسم حيث يمكن أن نراها، أو نلمسها ، أو نحس بها في الجلد أو الشعر أو الأظافر.
والجلد الطبيعى الصحي :
● أملس.
● ناعم.
● دافئ الملمس.
● خال من الجروح والخدوش والكدمات.
ألوان الجلد غير الطبيعية
اولآ : الجلد الشاحب
قد يدل المظهر الشاحب للجلد على الأنيميا، وهي حالة ينخفض فيها معدل خلايا الدم الحمراء عن المستوى الطبيعي. وهناك أنواع كثيرة من الأنيميا إلا أن أشهرها أنيميا نقص الحديد، والتي عادة ما تعتبر دلالة على تناول أطعمة لا تحتوي على عنصر الحديد، وهذه الحالة نادرة بين الرجال إلا أن 20% من النساء، وحوالي 50% من النساء الحوامل يعانين من نقص الحديد.
فالتعب ، والضعف، وقصر النفس، والعصبية، وهشاشة الأظافر. هى دلائل الأخرى على الأنيميا ، وقد يتحول بياض العينين (الصلبة) إلى الأزرق بسبب الأنيميا أيضًا.
وبينما ترتبط معظم حالات الأنيميا عند النساء بنوعية الحمية الغذائية أو الحيض الشديد، إلا أن حدوثها عند الرجال والنساء على حد سواء غالبًا ما يدل على النزيف الداخلي، خاصة النزيف الداخلي للقناة الهضمية. ويحدث النزيف بسبب القرح أو نتيجة الإفراط في تناول الأسبرين والعقاقير اللاسيترويدية المضادة للالتهابات.
وقد تكون الأنيميا دلالة تحذيرية مبكرة للإصابة بسرطان الدم أو غيره من السرطانات الأخرى وخصوصًا سرطان المعدة، والقولون، والمرىء، وقد تحدث الأنيميا أيضًا بسبب أدوية السرطان.
ثانيآ : البشرة الزرقاء
إذا تحول لون الجلد إلى اللون الأزرق فقد يكون ذلك دلالة على الازرقاق، وهو نقص نسبة الأكسجين في الدم، إن الدم كامل التأكسد لونه أحمر فاتح وإذا قلت نسبة الأكسجين به يتحول لونه إلى الأرجواني، وعندما يفقد الدم كل الأكسجين به يزرق لون الجلد. وهذه الحالة تصيب الشفتين، والأظافر، وكذلك القدم، والأنف، والأذن.
وقد ينتج الازرقاق عن عوامل خارجية كالتعرض للهواء البارد جدآ، أو المياه الباردة، أو التواجد على المرتفعات العالية. أما البشرة دائمة الزرقة، فقد تكون إشارة تحذيرية على الكثير من الأمراض التي تعيق وصول الأكسجين للدم، مثل أمراض الرئة كالربو، والانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، وقد يكون الازرقاق أيضًا دلالة على أمراض القلب.
ثالثآ : اصفرار الجلد
إذا ظهور لون أصفر على البشرة ، غالبآ ما يكون من الدلائل التقليدية على اليرقان، حيث يتحول ايضآ لون بياض العين إلى اللون الأصفر. وينتج اصفرار الجلد عن زيادة مادة البيليروبين، وهي مادة صفراء تُفرز بصورة طبيعية عند تكسر خلايا الدم الحمراء. ولكن إذا أصبح لون الجلد برتقاليآ وليس أصفر، فقد يدل ذلك على زيادة الكاروتين في الدم وهي حالة حميدة عادة تنتج عن زيادة استهلاك البيتاكاروتين أو فيتامين (أ) سواء من المكملات الغذائية أو من الأطعمة كالجزر.
وأحيانًا ما يعتبر اصفرار الجلد دلالة حميدة على شكل وراثي من أشكال اليرقان يعرف باسم متلازمة جيلبرت. ومع ذلك، فقد يشير اليرقان إلى بعض اضطرابات الكبد كالالتهاب الكبدي الوبائي، أو تليف الكبد، أو سرطان الكبد، أو سرطان البنكرياس. ويدل اليرقان أيضًا على انخفاض نسبة الدراق، أو داء وحيدات النواة المعدي، وهو فيروس مُعد يعرف (بالمرض الناتج عن التقبيل).
أقنعة الوجه وعلاماته
أولآ : الخدود الوردية
إن الحمرة التي تحدثها الومضات الساخنة في وجنتي السيدات ؛ دلالة تقليدية على انقطاع الطمث، وعادة ما تختفي هذه الحمرة التي تحدثها الومضات الساخنة بسرعة . أما إذا استمرت حالة التورد هذه، فإنها تشير إلى الوردية – وهي أحد أشكال الطفح تشبه أحيانًا قناع الوجه أو الفراشة على الوجه، ولكنها تختلف عن قناع داء الذئبة، أو قناع الحمل. وقد تسبب الوردية في أطوارها الأولى توهجآ دوريآ، أو احمرارآ مؤقتآ إلا أنها تتطور بعد ذلك إلى احمرار دائم في الوجه. ويتكون الطفح الوردي في الغالب من بثرات صغيرة، إلا أنها تتطور لتصبح حمرة دائمة في الوجه. وعادة ما تتكون من حبوب صغيرة؛ لذلك يطلق عليها أحيانًا “حب شباب الراشدين”، بالإضافة إلى توسع الأوعية الدموية الصغيرة أسفل الجلد المعروفة طبيًا باسم توسع الأوعية الشعرية. وتظهر الوردية عند بعض الناس على الجذع أو الأطراف وليس الوجه، ومن الدلائل الأخرى على الوردية الحكة والحرقان.
والوردية أكثر شيوعآ بين النساء عن الرجال، كما أنها تصيب الأفراد بين الثلاثين والأربعين عامآ، وغالبآ ما تصيب ذوي البشرة البيضاء، وخصوصًا شعوب شمال أوروبا والكلتييين. وتعمل الرياح، والشمس، والتمارين القوية، والضغط العصبي، والأطعمة المتبلة، والمنبهات على إثارة الوردية أو مفاقمة أثرها، وتسود بين مدمني الكحوليات، حيث إن الوردية المرتبطة بالكحوليات هي المسئولة عن انتفاخ الأنف لدى مدمني الكحوليات.
ويعتبر توهج الوجه أيضآ دلالة مبكرة على حالة نادرة ولكنها خطيرة تسمى المتلازمة السرطاوية (شبه سرطانية)، وهي تنتج عن أحد الأنواع غير الشائعة من السرطان يسمى الورم السرطاوي، وينبثق هذا النوع من الأورام في الجهاز الهضمي، ويفرز كميات كبيرة من مواد تشبه الهرمونات مما يؤدى لتوسع الأوعية الدموية. وغالبآ ما ينتج التوهج المرتبط بالمتلازمة السرطاوية – مثله مثل توهج الوردية – عن المشروبات والأطعمة الساخنة أو المتبلة، والكحوليات، والضغط العصبي. ومع ذلك فعادة ما تنتهي التوهجات السرطاوية في غضون عشرين إلى ثلاثين ثانية، وقد يليها ازرقاق، بينما تستمر التوهجات الوردية أكثر من ذلك، وبخلاف أنواع التوهج والاحمرار الأخرى، فأثناء التوهجات السرطاوية يتحول لون الوجه إلى اللون الأحمر البنجرى كما يغطيه بعض آثار الأوعية الشعرية المتوسعة.
ثانيآ : قناع الفراشة
إن طفح الوجه الذي يشبه الفراشة ، والمعروف طبيآ بالاحمرار الوجنى ، هو دلالة على داء الذئبة، وهو مرض التهابي مزمن وخطير جدًا يصيب جهاز المناعة، حيث يعاني نصف المصابين بالذئبة من هذا الطفح الذي يطلق عليه “قناع الذئبة”، والمصابون بالطفح المتعلق بداء الذئبة – مثلهم مثل المصابين بالطفح الوردي – يعانون من حساسية للضوء، وقد تسوء حالتهم بتعرضهم لضوء الشمس، ولكن طفح الذئبة يختلف عن طفح الوردية من حيث إنه مسطح وليس منتفخًا.
ثالثآ : البقع السوداء على الخدود
إن البقع السوداء المتماثلة على الوجنتين وقنطرة الأنف والشبيهة بقناع الوجه ، قد تكون من الدلائل التقليدية على اسوداد الجلد (المعروف بالكلف) وهو نوع من زيادة نسبة الصبغة الجلدية، ويشيع اسوداد الجلد بين النساء أكثر من الرجال، وخاصة النساء ذوات البشرة السوداء. والتعرض لأشعة الشمس وزيادة نسبة هرمون الإستروجين يزيد من خطر الإصابة.
وغالبآ ما يعتبر اسوداد الجلد عند صغيرات السن من النساء دلالة على الحمل، حيث تصيب هذه الحالة حوالي نصف النساء الحوامل خلال الشهر الثاني أو الثالث من الحمل عادةً، وتُعرف غالبآ بقناع الحمل، وقد تظهر البقع السوداء أيضًا نتيجة استخدام حبوب منع الحمل، أو العلاج بالإحلال الهرموني، والأخبار السارة أنه في غضون أشهر من التوقف عن استخدام هذه الأدوية أو بعد الولادة تتلاشى هذه البقع.
رابعآ : البقع القشرية على الوجه
من الصعب تجاهل البقع القشرية أو المشوهة للون الجلد في منتصف الوجه، ولا ينبغي تجاهلها، فقد تكون دلالة تحذيرية على الذئبة الشرثية، وخاصة إذا استمرت لفترة طويلة، وقد تكون هذه البقع مسطحة أو مرتفعة عن الجلد، وعادة ما تظهر على الوجنتين، والأنف، والشفتين، والأذنين.
والذئبة الشرثية هى حالة مزمنة من حالات المرض الالتهابي المعروف بالصدفية، والذي يفرز مجموعات صغيرة من الخلايا في العديد من أعضاء الجسم، وتصيب الصدفية الجلد، والعديد من أعضاء الجسم الأخرى كالعينين، والكبد، والغدد الليمفاوية والرئتين، حيث إن 70% من المصابين بالصدفية لديهم إصابات بالرئة مما يتسبب في سعال مزمن وضيق في التنفس . وعندما تتأثر العين بهذه الحالة قد يحدث جفاف للعين، أو فقدان للبصر، أو المياه الزرقاء، أو غير ذلك من أمراض العين.
كما ان الصدفية قد تؤدى إلى أمراض جلدية أخرى، فعندما تصيب القدمين، أو الكاحلين، أو الساقين؛ فإنها تسمى الطفح الوردي العجري . وغالبآ ما يتم اكتشاف الصدفية مصادفة ، ذلك لأنها لا تبدى دلائل على الإطلاق ، ومع ذلك فعندما تظهر دلائل على المصابين بهذا المرض تكون دلائل الجلد في المقدمة، حيث تظهر على ثلث المصابين. وثمة دلائل أخرى مبكرة للصدفية مثل: الإرهاق، والحمى، وآلام الصدر، وآلام المفاصل، ونقص الوزن. وتعتمد هذه الدلائل وغيرها على العضو المصاب . وتتضمن الصدفية عدة أعراض مثل:
● طفح جلدي أحمر اللون على الوجه والجسم.
● بثور حمراء خاصة على الساق (الطفح الوردي العجري).
● طفح جلدي .
● بقع أرجوانية .
● حكة.
بقع الجسم وأشكالها
أولآ : البقع البيضاء الكبيرة
إن ظهور بقع بيضاء كبيرة على الجلد قد يكون من دلائل البهاق (والمعروف بالبرص)، وهو مرض جلدي وراثي غالبآ وعادة ما يظهر قبل سن العشرين.
والبقع البيضاء نفسها حميدة، ولكن لأنها تفتقر إلى الميلانين (المادة التي تضفي على الجلد لونه الطبيعي)؛ فهي عرضة للإصابة بالسفعة الشمسية ؛ ومن ثم سرطان الجلد.
وقد يكون البهاق من الدلائل التحذيرية المبكرة على داء الأورام المناعية للغدة الدرقية، وخصوصآ مرض جريفز الأكثر شيوعآ، حيث إن حوالي ثلث المصابين بمرض جريفز والتهاب هاشيموتو في الغدة الدرقية – وكلاهما وراثي – لديهم تلك البقع البيضاء. ومع ذلك فقد تصدر عن البهاق الدلائل الأخرى لمرض جريفز بعد عشرات السنين من الإصابة به. والمصابون بالبهاق تزداد خطورة إصابتهم بمختلف أمراض العين.
ثانيآ : العلامات السوداء والزرقاء
العلامة السمراء والزرقاء على الجسم ( الكدمة )، هي تجمع دموي تحت الجلد، وعادة ما تكون هذه العلامة المميزة حميدة، وهي نتيجة طبيعية لتمزق الأوعية الشعرية (الأوعية الدموية الصغيرة) بسبب الجروح وتسرب الدم في الأنسجة المحيطة، وإذا ضغطت على الكدمة بإصبعك فلن يتغير لونها. وأحيانآ ما يسبب تسرب الدم تجلطًا كبيرآ تحت الجلد، وهو ما يعرف طبيآ باسم الورم الدموي، وقد يتكتل الجلد أيضآ علاوة على اسوداده أو زرقته.
وسهولة الإصابة بكدمات قد تكون سمة وراثية، وهي دلالة مزعجة ولكنها دلالة طبيعية على التقدم في السن، فبتقدم العمر تتآكل طبقة الجلد السميكة الواقية لأجسامنا مما يجعل الأوعية الدموية تتمزق بسهولة.
والكدمة التي تظهر دون صدمة جسمية تسمى طبيآ (الفرفيرية الأرجوانية) ، وهذه الكدمات كغيرها من التجمعات الدموية والكدمات الأخرى تعتبر دلالة على نقص الدم في الأنسجة أسفل الجلد، وهي أيضآ لا يبيض لونها عند الضغط عليها. وينتج تسرب الدم عن بعض الأدوية وخصوصآ مخففات تجلط الدم كالأسبرين، والوارفارين، والسيترويد. وتزيد بعض الأعشاب والمكملات الغذائية الأخرى التي لها علاقة بالحمية مثل: الجنكة، والزنجبيل، والثوم، وزيت السمك من فرص حدوث العلامات السمراء والزرقاء. وقد تدل هذه الكدمات أيضآ على قصور التغذية خاصة نقص فيتاميني (ج)، و(ك)، و (ب 12)، أو نقص حمض الفوليك أو الفلافونيات الحيوية (وهو مركب يوجد في الفاكهة الحمضية، وغيرها من الفواكه والخضراوات).
أما الكدمة المتكررة أو غير المبررة فهي دلالة تحذيرية على بعض الأمراض الخطيرة خاصة سرطان الدم، ومن الدلائل الجلدية الأخرى لسرطان الدم: الشحوب، والإرهاق، وضيق النفس أثناء التمارين الرياضية، والإصابات المتكررة، والنزيف مجهول السبب.
والكدمة التي تحدث بسهولة، والمتواصلة أيضآ دلالة تحذيرية على نقص عدد الصفائح الدموية، والذي يحدث بسبب بعض الأمراض الخطيرة كسرطان الدم ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز). (المعروف أن الصفائح الدموية يتم إنتاجها في نخاع العظم، وهي ضرورية لتجلط الدم).
وأحيانًا ما تدل كثرة العلامات السوداء والزرقاء على تليف الكبد، وأمراضه الأخرى مثل ورم الغدة الليمفاوية ، والذئبة، وخمول الغدة الدرقية.
وللإسعاف السريع للكدمة : ضع عليها ثلجآ لمدة 15 دقيقة كل ساعة في اليوم الأول، واجعل المكان المصاب أعلى من مستوى القلب ما أمكنك.
ثالثآ : الأنماط الأرجوانية
إن ظهور ما يشبه شبكة الصيد أرجوانية اللون المتقاطعة على الجلد ، قد يكون من الدلائل التقليدية على البقع الشبكية، وعادة ما تظهر تلك الأشكال المزركشة على الجذع أو الأطراف، وهي نتيجة لتقلص الأوعية الدموية. وغالبآ ما تظهر البقع الشبكية عند الخروج إلى جو بارد ولكنها لا تختفي فور الشعور بالدفء.
وعندما تتصل خطوط الأشكال الأرجوانية ببعضها كشبكة صيد السمك، فهذه دلالة حميدة ولكن عندما لا تتصل الكثير من هذه الخطوط ببعضها، فهذه دلالة تحذيرية على الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: التهاب المفاصل الروماتيزمي، والحمى الروماتيزمية، والذئبة وتكسر الصفائح الدموية، ولا تخلط بين هذه الحالة: (تكسر الصفائح الدموية) ونقص الصفائح الدموية التي يقل فيها عدد الصفائح الدموية.
وغالبآ ما تكون البقع الشبكية من الدلائل الأولى على متلازمة مضادات الدهون الفسفورية وهو اضطراب في تخثر الدم يسبب تجلط الدم في الشرايين أو الأوردة، وتلك الجلطات تزيد من خطر الإصابة بالصرع، والسكتات الدماغية، والأزمات القلبية، وأمراض الصمامات الرئوية.
رابعآ : البقع السوداء
إن ظهور بقع سوداء على الجلد، مع عدم ظهورها على الوجه وكانت هذه البقع أكثر سمكًا ونعومة من الجلد العادي؛ فقد يكون ذلك دلالة على فرط الصباغ المعروف طبيآ باسم الشواك الأسود. وأول رد فعل للمصابين بهذه البقع عندما يلحظونها هو الشكوى من وجود منطقة قذرة على جلدهم لا تنظف. وتتدرج البقع في لونها بداية بالأسود حتى تصل للبنى الداكن، وتتدرج في الحجم من الصغير للكبير، وغالبآ ما تظهر هذه البقع على القفا، وتحت الآباط، وفى المنطقة الأربية، وأي جزء من طيات أو تجاعيد الجلد. وظهور زيادات جلدية من الدلائل الأخرى لهذه الحالة، وغالبًا ما توجد هذه الزيادات في هذه البقع وحولها وأحيانًا ما يكون الشواك الأسود وراثيًا . وعادة ما يتطور هذا النوع من تغير لون الجسم ببطء.
وقد ينتج الشواك الأسود عن بعض العقاقير مثل: الكورتيكوستيرونات، وحبوب منع الحمل وهرمونات النمو، والأنسولين. وهذه الحالة أكثر انتشارًا بين البدناء، وتشير إلى مقاومة الأنسولين، ولذلك فغالبًا ما تعتبر هذه الحالة من الدلائل المبكرة لمرض السكر. وإصابة النساء البدينات بهذه الحالة دلالة تحذيرية على متلازمة المبيض متعدد الحويصلات، وهو خلل هرموني شائع تصاب به المرأة في سن الخصوبة كما أنه قد يسبب العقم. وأحيانًا ما تظهر أعراض الشواك الأسود على المصابين بمتلازمة كوشنج أيضًا، وهو خلل هرموني في الغدد الكظرية.
خامسآ : البقع الحمراء
إن ظهور بقع حمراء متعددة على الجلد كالحبوب وحمو النيل قد تكون مشكلة حميدة في الجلد، بل وسريعة الزوال، أو قد تكون دلالة على حالة مستديمة وأكثر خطورة، فقد تكون البقعة الحمراء المرتفعة عن الجلد ذات القشور الفضية مثلًا دلالة على الصدفية. وبقع الصدفية غالبآ ما تظهر وتنتشر على فروة الرأس، والمـــرفقــــين، والركـبتـيـن، والظهر، والأرداف.
والبقعة الفردية الحمراء أو الخشنة أو القشرية دلالة تحذيرية على التقرن الشمسي (أو التقرن الأكتينى)، وهي حالة قبل السرطانية (ومن المحتمل أن تظهر أكثر من بقعة واحدة من هذه البقع قبل السرطانية). وقد تكون هذه البقع وردية داكنة أيضًا أو بنفس لون الجلد، وفى هذه الحالة يحس المصاب بها وقد لا يراها. وإذا لم تختف، فإن بقع التقرن الشمسي قد تتحول إلى خلايا مفلطحة سرطانية . أما الورم الميلاني فهو أندر أنواع سرطان الجلد ولكنه الأشد فتكآ. وعادة ما تكون الخلايا المفلطحة السرطانية بقعآ حمراء اللون متورمة ويابسة أو قشرية غير منتظمة الحواف. وعادة ما تكون مرتفعة بشكل طفيف وتشبه الثؤلول ومتقرحة ونازفة، وغالبًا ما يستعصي شفاؤها.
ومثل كل أنواع السرطانات الجلدية، فإن السبب الرئيسي في الإصابة بالخلايا المفلطحة السرطانية هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من الشمس أو من أي مصدر آخر، والآثار المسرطنة التي تسببها هذه الأشعة أيًا كان مصدرها متراكمة الأثر.
وغالبآ ما يظهر سرطان الجلد على المناطق المعرضة للشمس كالوجه، والرقبة، وفروة الرأس الأصلع، والأيدي، والأكتاف، والأذرع، والظهر . وكما هو حال سرطانات الجلد الأخرى، فإن ذوي البشرة الفاتحة والشعر الأصفر والأعين الملونة أكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان، وكذلك الحال بالنسبة للمصابين بالنمش وهم أيضًا ذوو بشرة فاتحة، ويقل احتمال إصابة ذوي البشرة الداكنة وخاصة المنحدرين من أصول إفريقية بسرطان الجلد عن البيض.
سادسآ : الأكف الحمراء
إن الحمرة الدائمة على الكفين رغم عدم تقرحهما قد تكون دلالة على الإصابة بالاحمرار الكفي، وهي حالة قد تكون حميدة تمامآ، أو قد تكون دلالة على نقص فيتامين (ب)، أو تعاطى الكحوليات. وقد تكون الكفوف الحمراء إشارة تحذيرية على الإصابة بتليف الكبد الناتج عن الكحوليات، أو الالتهاب الكبدي الوبائي، أو أمراض الكبد الأخرى. وقد تدل أيضًا على زيادة إفراز الغدة الدرقية، ومرض السكر، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والسل، بل والسرطان.
وتدل البقع المسطحة الحمراء غير المؤلمة على الأكف على مرض نادر يسمى مرض جينواى (وتظهر هذه البقع على باطن القدم أيضًا). وهذه الحالة دلالة تحذيرية على التهاب بطانة القلب المعدي، وهو التهاب في بطانة القلب قد يؤدى إلى قصور القلب، وتجلط الدم، والسكتات الدماغية. وقد ينتج هذا الالتهاب عن أي نوع من العقاقير المستخدمة في جراحة الأسنان أو جراحة القلب. ومن الدلائل الجلدية الأخرى على التهاب بطانة القلب: العقد الحمراء المؤلمة التي تظهر في أصابع اليد والقدم – والتي تعرف طبيًا بعقد أوزلر – والنزف تحت الأظافر، وعلى بياض العينين (نقاط روث). ويدل الاستسقاء والعرق الزائد على تدهور الحالة.
الطفح القشرى على الأكف والأعقاب
أما فى حالة ظهور الكثير من القشور الصغيرة على الكفين، فقد تكون دلالة على الإصابة بمتلازمة رايتر، وهو التهاب بالمفاصل غالبآ ما يصاب به الشباب. وتلك الجروح – والتي تعرف طبيآ بالتقرن السيلاني – قد تكون حمراء، أو صفراء غامقة تتجمع أحيانًا في بقع جافة قشرية الحواف. ومن الدلائل الأخرى على متلازمة رايتر – والتي تنتج عن الأمراض المنقولة جنسيًا أو الالتهابات المعوية – التهابات العينين، والألم في التبول.
وتدل هذه الحالة أيضآ على الصدفية في الأكف والأعقاب، وهي شكل نادر للصدفية ينتج عن تناول أدوية أو كيماويات معينة مثل الستيريودات، والليثيوم، والبنسلين، واليود. وقد تحدث هذه الحالة أيضًا بسبب الإصابات والضغوط الانفعالية.
هذه مجرد ثقافة طبية لا تغنى عن زيارة الطبيب