بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة غذاؤك دواؤك
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
المجموعة الأولى من حرف الدال
● [ دار صيني ] ●
معناه بالفارسية شجر الصين. إسحاق بن سليمان: الدارصيني على ضروب: لأن منه الدارصيني على الحقيقة المعروف بدارصيني الصين، ومنه الدارصيني الدون وهو الدارصوص المعروف منه، ومنه المعروف بالقرفة على الحقيقة وهو المعروف بقرفة القرنفل، فأما الدارصيني على الحقيقة فجسمه أضخم وأثخن وأكثر تخلخلاً من جسم القرفة على الحقيقة وسواء قرفة القرنفل، إلا أنه إلى القرفة أميل وبها أشبه لأن حمرته أقوى من سواده وأظهر، وأما لون سطحه فيقرب من لون سطح السليخة الحمراء، وأما طعمه فأول ما يبدو للحاسة منه الحرافة مع يسير من قبض ثم يتبع ذلك حلاوة ثم مرارة زعفرانية مع دهنية خفية، فأما رائحته فمشاكلة لرائحة القرفة على الحقيقة، وإذا مضغته ظهر لك فيه شيء من رائحة الزعفران مع يسير من رائحة اللينوفر، وأما الدارصيني الدون فجسمه يقرب من جسم القرفة على الحقيقة في خفته وتلحمه وحمرة لونه إلا أن حمرته أقوى ولونه أشرق وجسمه أرق وأصلب، وأعواده ملتفة دقاق مقصبة شبيهة بأنابيب قصب السباخ إلا أنها مشقوقة طولاً غير ملتحمة ولا متصلة، ورائحته وطعمه مشاكل لرائحة القرفة على الحقيقة وطعمها في ذكائها وعطريتها وحرافتها إلا أن الدارصيني أقوى حرارة وأقل حلاوة وعفوصة، وأما القرفة على الحقيقة فمنها غليظ، ومنها رقيق وكلاهما أحمر وأملس مائل إلى الحلو فيه قليلاً وظاهره خشن أحمر اللون إلى البياض قليلاً على لون قشر السليخة ورائحتها ذكية عطرة وفي طعمها حدة وحرافة مع حلاوة يسيرة، وأما المعروفة بقرفة القرنفل وهي رقيقة صلبة إلى السواد ما هي ليس فيها شيء من التخلخل أصلاً ورائحتها وطعمها كالقرنفل وقوتها كقوته إلا أن القرنفل أقوى قليلاً. ديسقوريدوس في الأولى: الدارصيني أصناف كثيرة ولها أسماء عند أهل الأماكن التي يكون فيها، وأجوده الصنف الذي يقال له مولوسون لأن فيما بينه وبين السليخة التي يقال لها موسوليطس، مشاكلة يسيرة، وأجود هذا الصنف ما كان حديثاً أسود إلى لون الرماد ما هو مع لون الخمر عيدانه دقاق ملس أغصانه قريبة بعضها من بعض طيب الرائحة جداً، وأبلغ ما يمتحن به الجيد منه هو الذي يكون طيب الرائحة منه خالصاً فقد يوجد في بعضه مع طيب رائحته شيء من رائحة السذاب أو رائحة القردمانا فيه حراقة ولذع للسان وشيء من ملوحة مع حرارة، وإذا حك باليد لا يتفتت سريعاً فإذا كسر كان الذي فيما بين أغصانه شبيهاً بالتراب دقيقاً، وإذا أردت أن تمتحنه فخذ الفص من أصل واحد فإن امتحانه هكذا هين، وذلك بأن الفتات إنما هو خلط فيه وأجوده يملأ الخياشيم من رائحته فمتى ابتدأ الامتحان فيمنع عن معرفته ما كان دونه، ومنه جبليّ غليظ قصير جداً ياقوتي، ومنه صنف ثالث قريب من الصنف الذي يقال له موسولوطس أسود أملس منشط وليس بكثير العقد، ومنه صنف أبيض رابع رخو منتفخ خشن النبات له أصل دقيق هين الانفراك كثيراً، ومنه صنف خامس رائحته شبيهة برائحة السليخة ساطع الرائحة ياقوتي اللون قشره شبيه بقشر السليخة الحمراء صلب تحت المجسة ليس بمنشط، وفي نسخة أخرى ليس بطيّب الرائحة جداً غليظ الأصل، وما كان من هذه الأصناف رائحته شبيهة برائحة الكندر ورائحة الآس أو رائحة السليخة أو عطر الرائحة مع زهومة فهو دون الجيد، وأنف ما كان منه أبيض، وما كان منه أجوف، وما كان منكمش العيدان، وما كان أملس خشبياً وألق الأصل منه فإنه لا ينتفع به، وقد يوجد شيء آخر شبيه بالدارصيني يقال له فسودوقيامومن بمعنى دارصيني حسن النبات ليس بطيب الرائحة ضعيف القوة، ومن قرفة الدارصيني ما يسمى زنجيا وفيه شبه من الدارصيني في المنظر إلا أنه يفرق بينهما بزهومة الرائحة، وأما المعروف بالقرفة فإنه يشبه الدارصيني في أصله وكثرة منافعه وهو دارصيني خشبي له عيدان طوال شديدة وطيب رائحته أقل بكثير من طيب رائحة الدارصيني، ومن الناس من يزعم أن القرفة هي جنس آخر غير الدارصيني، وأنها من طبيعة أخرى غير طبيعة الدارصيني. جالينوس في السابعة: هذا الدواء في الغاية من اللطافة ولكنه ليس بحار غاية الحرارة بل هو من الحرارة في أوّل الثالثة وليس في الأدوية المسخنة شيء آخر يجفف مثل تجفيفه بسبب لطافة جوهره، فأما قرفة الدارصيني فكأنها دارصيني ضعيف وبعض الناس يسميه دارصيني دون. ديسقوريدوس: وقوّة كل دارصيني مسخنة مدرة للبول ملينة منضجة ويدر الطمث ويسقط الجنين إذا شرب، وإذا احتمل مع مر ويوافق السموم، ومن نهشه شيء من ذوات السموم والأدوية القتالة، ويجلو ظلمة البصر، ويقلع البثور اللبنية والكلف إذا لطخ به بعسل وينفع من السعال المزمن والنزلات والجنب ووجع الكلى وعسر البول، وقد يقع في أخلاط الطيب الشريفة. وبالجملة، هو كثير المنفعة وقد يسحق ويعجن بشراب يسقى زماناً طويلاً ويجفف في الظل ويخزن، وقد يوجد شيء آخر يقال له قياموميس ويسميه بعض الناس أيضاً فسودوقيامومن خشن الشعب جداً، وأغلظ عيداناً من الدارصيني، وهو دون الدارصيني بكثير في الرائحة والطعم. ابن ماسويه: الدارصيني مطيب للمعدة مذهب لبردها مسخن للكيد مدر للبول ولدم الحيض مفتح للسدد محد للبصر مجفف للرطوبة العارضة في الرأس والمعدة، وخاصته أن يحد البصر الضعيف من الرطوبة إذا اكتحل به وإذا أكل. سفيان الأندلسي: يصفي الصوت الذي تخشن عن رطوبات منصبة ويحلل البلغم المنصب إلى الحلق والنغانغ وقصبة الرئة ويجفف الرطوبات المنصبة إليها، ومن التخشن المتولد في الحلق عن بلغم منصب، وهو بالجملة أبلغ الأفاويه في تجفيف الرطوبات الفضلية في أي عضو كانت، وينفع من الاستسقاء اللحمي والزقي بتسخينه الكبد وتجفيفه الرطوبات الفضلية ويحسن الذهن تحسيناً جيداً ولا سيما إذا خلط مع الكابلي. مسيح بن الحكم: طارد للرياح نافع من أوجاع الأرحام يخلط في الأدوية النافعة من العفونة والقيلة وينفع من النافض والارتعاش. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الدارصيني يسخن ويلطف الأغذية الغليظة ويعدها للهضم، وينفع لكثرة أوجاع المعدة الباردة، ولذلك ينبغي أن يكثر منه في طعام الممعودين وفي طعام من به ربو وأخلاط غليظة في صدره وليس يبلغ من كسره للرياح ما يبلغ الفلفل والخولنجان ونحوه، بل ينفخ قليلاً، وبذلك يعين على الإنعاظ. ابن سينا: في طبعه القبض اليسير وله خاصية في التفريح يعينها عطريته، ويقاربان حدته وحرارته ويصيرانه في المنفعة والترياقية، ويصلح كل عفونة وكل قوة فاسدة وكل صديدة من الأخلاط الفاسدة. أحمد بن أبي خالد: إن طبخ مع المصطكي وشرب ماؤه أزال الفواق وأذهبه. الإسرائيلي: ينفع من النوازل المتحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة. جالينوس: ومن الناس قوم يلقون مكان الدارصيني ضعف وزنه من الأيهل إلا أنه إذا شرب كانت قوته قوة تلطف وتحلل. الرازي في كتاب الأبدال: وينبغي أن لا يستعمل هذا البدل للحبالى. وقال جالينوس في كتاب تدبير الأصحاء: إني أنا أستعمل بدل الدارصيني في أيازج الفيقرا السليخة الفائقة ووزنها بدلها من الدارصيني، فأما الدارصيني الفائق فإنه أقوى من السليخة الفائقة ولكن استعمالها بدله ضرورة إذا لم أجده. وقال في المعامر: ينبغي متى لم يقدر على الدارصيني أن يلقي مكانه سليخة جيدة إما أكبر من مقدار ضعف الدارصيني، وإما على كل حال مقدار وزنه لا أقل. وأما إفراطيس فإنه كان يستعمل بدل الدارصيني ضعفه من الكبابة والكبابة أقل منه لطافة. نبادوق: بدله إذا عدم وزنه من الخولنجان.
● [ دار شيشغان ] ●
هو القندول بالبربرية أزوري. ديسقوريدوس في الأولى: هي شجرة ذات غلظ تدخل بغلظها فيما يسمى خشبياً فيها شوك كثير في البلاد التي يقال لها أنصوون وفي البلاد التي يقال لها دوربا، وتستعمله العطارون في تعفيص الأدهان، والجيد منه ما كان رزيناً وإذا قشر ريء لونه إلى لون الدم ما هو وإلى لون الفرفير كثيفاً طيب الرائحة في طعمه شيء من المرارة، ومنه صنف آخر أبيض ذو غلظ خشبي ليست له رائحة وهو دون الصنف الأول. الشريف: هو عود البرق وهو نوع من أنواع الخوانق وفي نباته شبه من نبات الرثم إلا أنه يدوخ ولا يقوم على الأرض أكثر من ذراع ونصف وهي قضبان دقاق صلبة أطرافها حادة كالشرك، وله على القضبان أوراق خفية متباعدة ولا تكاد تتبين للناظر، وله زهر أصفر فاقع عطر الرائحة وله أصل خشبي أسود هو المستعمل وزهره أيضاً يطيب به الدهن وقوس اليد إذا ضرب طرفه على هذا النبات أفاده عطرية ما ساطعة الرائحة، ويسمى ببلاد أفريقية عود البرق، وإذا بخر عوده بلبان ولف في حريرة وجعله إنسان ليلة أربعة عشر من الشهر القمري تحت وسادته وهو يريد السؤال عن أمر، فإنه إذا نام رأى في نومه ما أراد، ذكر ذلك ابن وحشية. جالينوس في الثانية: طعم هذا المواء حريف قابض وقوته أيضاً بحسب ما يعلم من طعمه وقوته مركبة من أجزاء غير متشابهة، وذلك أنه بأجزائه الحارة الحريفة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد وبكلتيهما يجفف، ولذلك صار ينفع من القروح المتعفنة عن المواد المتحلبة. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة مع قبض، ولذلك يوافق القلاع إذا طبخ بشراب وتمضمض به والقروح الوسخة التي في الفم والقروح الخبيثة التي تسري في البدن إذا احتقن به، ولنتن الأنف ويخرج الجنين إذا وقع في أخلاط الفرزجات، وطبيخه إذا شرب عقل البطن وقطع نفث الدم ونفع من عسر البول والنفخ. غيره: الدارشيشغان حار في الأولى يابس في الثانية. ماسرحويه: ينفع من استرخاء العصب. مسيح: ميبس في جميع أحواله منشف للرطوبات الغليظة. إسحاق بن عمران: مقو للمثانة. ابن سينا: يتمضمض بطبيخه فيحفظ الأسنان وينفعها جداً، ويسحق ويذر على قروح العجان ما بين الخصية والفقحة والمذاكير فينفع من ساعتها للعصب وصلابتها. بديغورس: وبدلها في النفع من استرخاء العصب وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الدرونج.
● [ دادي ] ●
ابن سينا: هو حب مثل الشعير أطول وأدق أدكن اللون مرّ الطعم. وقال ماسرحويه: أنه بارد، والصحيح أنه إلى الحرارة يابس في الثانية قابض يعقل وبما فيه من القبض يجفف ويخفض نبيذ التمر من الحموضة، وفيه تليين جيد للصلابات وهو نافع جدّاً لأوجاع المقعدة ولاسترخائها جلوساً في طبيخه، فإذا لت منه وزن درهمين بزيت واستف نفع من البواسير وهو نافع من السموم. المجوسي: أجود ما كان أحمر حديثاً طيب الرائحة، ومزاجه بارد يابس إلا أن فيه مرارة توجب بعض الحرارة وفيه قبض، وإذا شرب منه وزن درهمين مع السكر نفع من البواسير، وكذا إذا طبخ وجلس في مائه جففها، وإن كانت المقعدة والرحم بارزة فإنه يقبضها ويردها، وإذا عجن بالعسل ولعق قتل الدود والحيات التي في الجوف. غيره: ويقطع البزاق ويحس من شربه بحرارة واحمرار في الوجنتين وسدر من غد يوم شربه. الكندي في كتاب السمائم: يعرض لشاربه الدوار والهذيان وتقطيع الأمعاء وبدله في تحليل الصلابات ثلثا وزنه لوز ونصف وزنه أبهل إلا في الحبالى لا يستعمل الأبهل.
دادي رومي: هو الهيوفاريقون عن حنين.
● [ دالج أبروج ] ●
هو الحب الذي يعرفه الصيادلة بالعراق بالفلفل الأبيضَ وبعضهم يعرفه بالقرطم الهندي. المجوسي: هو حب يؤتى به من جبال فارس مثلث الشكل حار في الأولى معتدل في الرطوبة واليبس يزيد في المني ويحرك شهوة الجماع.
● [ دبق ] ●
ديسقوريدوس في الثالثة: أجوده ما كان حديثاً ولون باطنه بلون الكراث ولون ظاهره إلى الحمرة ليس فيه خشونة ولا نخالة، وإنما يعمل من ثمرة مستديرة تكون في شجر البلوط التي ورقها شبيه بورق الشجرة التي يقال لها بوقيس، وهو الشمشار بأن يدق ثم يغسل ثم يطبخ بماء، ومن الناس من يعمله بأن يمضغ الثمرة وقد يكون أيضاً من شجر التفاح وشجر الكمثري وشجر آخر، وقد يوجد عند أصول بعض الشجر الصغار. جالينوس في السادسة: جوهر هذا جوهر مركب من جوهر هوائي وجوهر مائي وكلاهما كثيران فيه جداً، ومن جوهر أرضي هو فيه قليل جداً، ولذلك صارت الحدة فيه أكثر من المرارة وأفعاله أيضاً تشهد لجوهره، وذلك أنه ليس يجتذب الرطوبة اللطيفة من عمق البدن اجتذاباً قوياً فقط، ولكن يجتذب الرطوبة الغليظة ويلطفها ويذيبها ويحللها وهو من الأشياء التي لا تسخن ساعة توضع بل تحتاج أن تمكث من بعد ما توضع مدة طويلة ثم تسخن كمثل ما عليه النافسنا وهو البنيوت، وهذه خصلة موجودة في الأدوية التي قسوتها تسخن متى كانت مع إسخانها فيها رطوبة فضل غير نضيجة. ديسقوريدوس: له قوة محللة ملينة جاذبة، وإذا خلط براتينج وموم من كل واحدة منهما جزء مساوٍ له أنضج الخراجات والأورام الظاهرة في أصول الآذان وسائر الأورام، وإذا تضمد به أبرأ الشرا، وإذا خلط بالكندز أبرأ القروح المزمنة، وإذا خلط بالنورة أو بالحجر المسمى عاعاطيس أو الحجر الذي يقال له أسبوس وطبخها معها ووضع على الأورام الخبيثة أو على الطحال الجاسي حلل الأورام والجسا ونفعه، وإذا خلط بالزرنيخ الأصفر أو الأحمر ووضع على آثار الأظفار قلعها، وإذا خلط بالنورة وعصير العنب قواها، وإذا وضع على الطحال الجاسي حلل أورامه والجسا. غيره: حرارة الدبق في الدرجة الثالثة ويبوسته في آخر الدرجة الأولى. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدل الدبق في تحليل الأورام الصلبة ثلثا وزنه من الكور ونصف وزنه من الأبهل.
● [ دبيداريا ] ●
الفلاحة: هي بقلة حريفة هندية تقوم على ساق خشبي غير غض ويطلع على الساق شبيه بالأغصان رطبة تعلو ذراعاً تشبه ورق البهار، شديدة الخضرة وتخرج في الربيع جوزاً كجوز القطن من غير ورد يتقدمه فيها بزر مدور أغبر يستعمل في الطبيخ، وأسافل أغصانها مشوكة، ويؤكل الغض من ورقها وما رطب من أغصانها فيكون طيباً، وفي طعمه حرافة مع مرارة يسيرة، ويستاك بخشبها فينفع اللثة ويحلل الرطوبة من اللهاة، ورائحتها كرائحة الأبهل إلا أنها أضعف وهي تحرق العين وتوافق أصحاب الفالج واللقوة والنقرس، وربما أكلت مطبوخة، وإذا أكلت بالخل كانت نافعة للمعدة ورِبما أكلت باللبن.
● [ دبس ] ●
المنهاج: أجوده البصري الذي من سيلان الرطب الفارسي وهو حار رطب يجلو ويزيل الكلف لطوخاً مع القسط والملح، ويلين الطبع ويغذي، ولكنه يولد خلطاً غليظاً ودماً عكراً ويصلحه اللوز والخشخاش وبعده السكنجبين الساذج أو لب الخس. ابن الحسن: وصنعة الدبس غير السيلان أن يؤخذ التمر الجيد الحديث الفارسي فيجعل على كل عشرة أرطال منه من الماء الصافي العذب عشرة أرطال ويجعل في قدر ويغلي الماء من قبل طرحه غلياناً جيداً، وإذا طرح عليه بعد فته ضرب فيه حمَى ينماع وينضج، وإن كان كثيراً ضرب فإذا نضج يجعل بين الجسات ويعصر تحت السهم ثم يجعل في أجاجين في الشمس إن كان صيفاً حتى يثخن ويعاد إلى القدر حتى يغلي ويصير إلى الحد الذي ينبغي إن كان شتاء.
● [ دب ] ●
الشريف: هو حيوان معروف يشبه الخنزير في فرطسته وخلقته، إلا أن يديه ورجليه كيدي الإنسان ورجليه وهو من أفهم الحيوان ويحاكي الإنسان في مشه على القدمين ورميه بالحجارة، وله فضل قوة ونجدة وقليلا ما يظهر في مدة الشتاء إذا جاع مص يديه ورجليه فاكتفى بذلك، وإذا ديفت مرارته بعسل وفلفل وطليت بها الفرطسة. أعني القرع في الرأس أذهبها وأنبت فيها شعراً خشناً، لا سيما إذا أدمن عليه ذلك مرات ثلاثة أو خمسة، وإن شربت مرارته مع سكنجبين نفعت من وجع الكبد وإن سخن شحمه في رمانة بعد إخراج حبها وخلط بمثله زيتاً ثم طلي به الحاجبان كثر شعرهما، وإذا حشي به الناصور أبرأه، ودمه إذا سقي منه المجنون نفعه وإن سحق شحمه وطلي به على المفاصل المعقدة يعني المزمنة نفعها، وإن طلي به البرص متوالياً أبرأه وعيناه إذا علقتا في خرقة على عين صاحب حمى الربع أذهبها عنه بخاصية فيه. وذكر عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الحيوان: أن الأنثى من هذا الحيوان تلد ابنها قرداً لا صورة له ثم لا تزال تلحسه بلسانها حتى تستبين أعضاؤه. ديسقوريدوس: وشحمه ينبت الشعر في داء الثعلب ويوافق الشقاق العارض من البرد. أطهورسقس: شحمه نافع جداً من الخلع والوثي والتعقد المزمن والرض ويلطف غلظ العصب جداً، وإذا دلك به في الشمس دلكاً رفيعاً حتى تتشربه الأعضاء كانت في غاية التليين. جالينوس: ودم الدب إذا وضع حاراً على الأورام أنضجها سريعاً. ديسقوريدوس: ومرارته تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلاً إلا أن مرارة الدب إذا لعق منها نفع من به صرع. خواص ابن زهر: وشرب أنفحتها يسمن وشحمه إذا طلي به داء الثعلب أنبت فيه الشعر، وإذا اكتحل بمرارة الدب مع عسل وماء الرازيانج الرطب أحد البصر، ودمه إذا اكتحل به نفع من نبات الشعر الزائد في الأجفان بعدما يقلع، وإن دلك المولود بشحمه مذاباً كان له حرزاً من كل سوء. غيره: لحمه لزج مخاطي عسر الإنهضام مذموم الغذاء جداً، وفرو جلده وجلد الذئب شديدا اليبس والاكتنان به نافع من الأمطار، ولذلك يختارها الصقالبة والأتراك على غيرها من الفراء وفرو الدب الشعراني شديد السخونة واليبس لخشونته، ويصلح أن يتخذ منه مقاعد لأصحاب النقرس والمرطوبين، ولا سيما أصحاب النقرس البارد.
● [ دجاج ] ●
جالينوس في الحادية عشرة: مرق الدجاج المطبوخ أسفيذباجا قوته قوة مصلحة للمزاج، وأما مرق الديوك العتيقة فإنها تطلق البطن، وينبغي لمن أراد أن يتعالج به أن يطبخ الديوك بالماء طبخاً كثيراً وهذه أشياء قد جربتها وصحت معي. ديسقوريدوس في الثانية: أدمغة الدجاج إذا شربت بشراب نفعت من نهش الهواتم الخبيثة وتقطع نزف الدم العارض من حجب الدماغ، والدجاج إذا شقت ووضعت وهي سخنة على نهش الهوام نفعت منه، وينبغي أن يبدل في كل وقت،. والديك إذا أخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وقد جف وسحق وشرب بشراب وافق من كانت معدته وجعة، ومرق الفراريج إذا كان ساذجاً واستعمل نفع خاصة لتعديل المزاج والأبدان السقيمة، والذين يعرض لهم التهاب في المعدة. ومرق الديوك العتيقة يستعمل لإسهال البطن، وينبغي أن يخرج أجوافها ويصير مكانها ملح وتخاط بطونها وتطبخ بعشر قوطوليات من الماء حتى يبقى ثلاث قوطوليات ويتخمر ويشرب، ومن الناس من يطبخ معها كرنباً بحرياً أو من النبات الذي يقال له لسورسطس أو قرطما أو بسبايجا فيسهل كيموساً لزجاً غليظاً نيئاً أسود، ويوافق الحميات المزمنة التي يقال لها ذات الأدوار والارتعاش والربو ووجع المفاصل ونفخ المعدة والترهل الفاسد. غيره: وهذا المرق المذكور ينفع من القولنج جداً، ولحم الدجاج الفتي يزيد في المني والعقل ويصفي الصوت. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الدجاج الأهلية فإنها جيدة الغذاء أيضاً ويتلوها البذج في جودة الغذاء إلا أنها أكبر غذاء منه ومن سائر ما وصفنا، فإن كان مع ذلك سميناً كان أكثر غذاء، وربما بلغ أن يكون كثير الفضول على حسب تسمينه وعلفه وموضعه وهو مرطب للجسد ومخصب له على مقدار تسمينه أيضاً، والغير المسمن من الدجاج الأهلي أشد ترطيباً للمعدة والبدن من سائر الطيور الوحشية وهو لحم ملائم للبدن المعتمل الذي لا يكدّ كدّا شديداً ويحسن اللون ويزيد في المني وفي الدماغ، وخاصة أدمغة الدجاج الأهلية فإنها تغذو الدماغ غذاء كثيراً وتصلح حال من خف عقله وليس يحتاج إلى كثير غذاء وإصلاح إلا إذا أدمن لأصحاب الأمزاج الباردة فإنه كثيراً ما يعتريهم منه القولنج ولا سيما إذا أكلوه بالحصرم، وليس ينبغي أن يجمع بين لحم الدجاج والماست فإنه يخشى منه كون القولنج الصعب الشديد وأكله أيضاً مع الجبن يعسر خروجه فضل عسر. الشريف: إذا طبخ الدجاج الفتي المسمن بالزبد حتى ينضج ويأكلها العليل إن قدر بأسرها فإنها تنفع السعال اليابس الذي لا نفث معه وهو برؤه، فإن سمنت دجاجة بلحم القرطم إثنا عشر يوماً واستخرج شحمها وفتر ودهنت به أطراف من ظهر به مرض الجذام نفعه نفعاً بليغاً، وإذا فتر شحم الدجاج وطلي به رأس من به الماليخوليا السوداوية نفعه نفعاً عجيباً، ولا سيما إذا توالى عليه بذلك ثلاث مرات، وإذا شرب أمراق الدجاج الشحمة ويوالي أكلها صاحب صفرة اللون التي لا يعرف سببها سبعة أيام في كل يوم دجاجة بخبز حواري نفعه ذلك نفعاً عجيباً. ديسقوريدوس: وأما زبل الدجاج فيفعل ما يفعله زبل الحمام إلا أن الدجاج زبله أضعف فعلاً، ويوافق خاصة من كل فطراً قاتلاً والأدوية القتالة، ومن كان به قولنج إذا شرب بخل أو شراب. جالينوس: وأما زبول الدجاج فقد استعملتها في الخناق العارض من أكل الفطر فسقيتها بعد أن سحقتها وعجنتها بخل وماء فنفع منه منفعة عجيبة بأن قيأ بلغماً وأخلاطاً بلغمية كثيرة وأفلت، وقد كان بعض الأطباء يسقي زبول الدجاج لأصحاب وجع القولنج الذي قد طال بهم الوجع وكان سقيه لهم ذلك بالشراب فإن عز به الشراب سقاهم إياه بخل ممزوج، وقد ينبغي أن يفهم عني أن هذه الأجزاء الرطبة الحيوانية واليابسة بينها اختلاف كثير كاختلاف الحيوان إذ كان منها الجبلي والبري والنهري والبحري والوحشي والأهلي والمروض والمودع والسمين والمضمر، فإن الحيوان إذا ضمر بالرياضة صار أيبس من الحيوان الذي يغتذي بالأغذية الباردة الرطبة، وكذلك زبل الحمام الراعية في البيوت أضعف من زبول الراعية منها في البراري، ووجدنا أيضاً زبول الدجاج الذي يعتلف في البيوت وهي محبوسة بنخالة أضعف من زبول الدجاج المسمنة التي تلقط لنفسها وزبول هذه قوية جداً. مجهول: زبل الديوك إذا سحق بخل ووضع على عضة الكلب الكلب انتفع به.
● [ دج ] ●
المنهاج قال روفس: إنه أفضل الطير البري وبعده الشحرور والسماني، ثم الحجل والدراج والطيهوج والشفنين وفرخ الحمام والورشان والفواخت وهو حار يابس.
● [ دخن ] ●
أبو حنيفة: هو جنسان أحدهما أحرش من الآخر وهو الذي يمكن أن يستحيل فينسحل عنه قشره كما ينسحل الأرز والأخر زلال وبارد لا ينسحل بل يرقب. جالينوس في السادسة: هذا جنس من الحبوب منظره شبيه بالجاورس وقوته شبيهة بقوته وغذاؤه يسير يجفف فهو لذلك يحبس البطن كما يفعل الجاورس، فأما من خارج فإنه إن وضع برد وجفف كثيراً. ديسقوريدوس في الثانية: هو أيضاً من الحبوب التي يعمل منها الخبز كما يعمل من الجاورس ويوافق ما يوافقه الجاورس غير أن الدخن أقل غذاء من الجاورس وأقل قبضاً. الدمشقي: وقوة الدخن في البرودة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. إسحاق بن عمران: يدر البول ويبطىء الإنهضام في المعدة، وإذا استعمل. باللبن الحليب أو بالدسوم أو الربوب قل ضرره ويبسه وغذى غذاء صالحاً وسويقه يقطع الإسهال والقيء العارضين من الصفراء.
● [ دخان ] ●
جالينوس في السابعة: كل دخان فإنه يجفف لأن جوهره جوهر أرضي وفيه بعد بقية من النار التي أحرقت تلك المادة إلا أن هذه البقية يسيرة، وأما جوهر الدخان فجوهر أرضي لطيف، وقد تختلف أصناف المواد التي عن احتراقها يتولد، والمادة التي هي أحر وأحد يتولد عنها دخان على حسب ذلك، والمادة التي تميل إلى الحلاوة ولذعها يسير بتولد منها دخان شبيه بها من ذلك إن كان دخان الكندر تستعمله الأطباء في أخلاط الأدوية التي تصلح للعين الوارمة التي فيها قرحة فإن قروح العين تنقي بهذا الدخان وتمتلىء لحماً، وقد يستعملونه في الإكحال التي يقال لها محسنة الأشفار، ودخان البطن ودخان المر كل واحد منهما بعيد عن الأذى كدخان الكندر، وأما دخان الميعة فهو أقوى من هذه ودخان الزفت الرطب أيضاً أقوى من هذه ودخان القطران أقوى من دخان الزفت، والأطباء يستعملون من الدخان الأنواع التي هي أحد في مداواة الأشفار إذا كانت بها العلة المعروفة بالسلاق، وهو أن تنتثر الأشفار مع غلظ وصلابة وحمرة من الأجفان، وفي مداواة التآكل والحكة التي تكون في مآقي العين وفي مداواة العين الرطبة التي لا ورم معها، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في مداواة سائر العلل أيضاً، وفي مداواة العلل التي قلت أنهم يستعملون فيها دخان الكندر.
● [ دخسيسا ] ●
اسم يقع على النبك ويقع على دهن البلسان أيضاً من جداول الحاوي.
● [ دردار ] ●
هي شجرة البق عند أهل العراق ويعرف بالأندلس بشجر البقم الأسود، وسميت بشجر البق لأنها تحمل تفاحات على شكل الحنظل مملوءة رطوبة، فإذا جفت وأنفقت خرج منها ذلك البق وهو الباعوض فاعلمه. جالينوس في الثامنة: قد أدملنا بورق هذه الشجرة في بعض الأوقات جراحات طرية لأنا وثقنا بما نجده في هذا الورق عياناً من قوة القبض والجلاء معاً، ولحاء هذه الشجرة أشد برودة وقبضاً من ورقها، ولذلك صار لحاؤها يشفي العلة التي ينقشر معها الجلد إذا عولجت بالخل، فأما ما دام هذا اللحاء طرياً قريب العهد فإنه إن لف على موضع الضربة كما يلف الرباط أمكن أن يدمله، وأصل هذه الشجرة أيضاً قوته هذه القوة بعينها، ولذلك قد يصب قوم ماءه الذي يطبخ فيه على جميع الأعضاء المحتاجة إلى أن يتدمل من كسر أصابها. ديسقوريدوس في الأولى: ورق هذه الشجرة وأغصانها وقشرها قابضة، وإذا تضمد بالورق مسحوقاً مخلوطاً بخل كان نافعاً للجرب المتقرح وألزق الجراحات، وقشر الشجرة ألزق للجراحات من الورق إذا ربطت به الجرحة كما يربط بالسير وما كان من قشر هذه الشجرة غليظاً وشرب منه مقدار مثقال بخمر أو بماء بارد أسهل بلغماً، وإذا صب على العظام المنكسرة طبيخ الأصل أو طبيخ الورق ألحمها سريعاً، والرطوبة الموجودة في غلف الثمرة عند أوّل ظهورها إذا لطخت على الوجد جلته، وإذا جفت هذه الرطوبة تولد منها حيوان شبيه بالبق، وقد يؤكل ما كان من هذه الشجرة رخصاً إذا ما هو طبخ. مسيح بن الحكم: وقوة ورق الدردار في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى فأما قشر شجرته فمر جدًا، وإذا عجن بالخل وطلي على البرص أذهبه. الغافقي: إذا أخذ عرق من عروق هذه الشجرة فجعل في النار حتى يبس وأخذت الرطوبة التي تقطر منه وقطرت في الأذان أبرأت من الصمم العارض من طول المرض وعصارة الورق إذا قطرت في الأذان فاترة نفعت من ورمها، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر.
● [ درونج ] ●
كثير بجبل بيروت من أعمال الشام، ومنه شيء بكفرسلوان بجبل لبنان شمالي الضيعة ويعرفونه بالعقيربة وهو نبات له ورق على الأرض يشبه ورق اللوف غير أنها إلى الصفرة ما هي مزغبة يخرج في وسط الورق قضيب أجوف طوله ذراعان وأكثر ومع طول القضيب قليل الورق خمس ورقات أو أقل أو أكثر متباعدة بعضها من بعض والورق الذي على القضيب أضيق وأطول من الذي على الأرض وعلى طرف القضيب زهرة صفرا جوفاء كمنفخة الصاغة، ولهذا النبات أصل شكله شكل العقرب يضمحل كل سنة منه البعض ويخلف من البعض الباقي، وربما كثرت حتى تكون كعقدتين أو ثلاثة في أصل واحد، والمستعمل من هذه الدواء أصله وفي طعمه يسير مرارة وقليل عطرية وهي كثيرة الوجود بجبال الأندلس والشام أيضاً وخاصة بجبل بيروت جميعه فإنه موجود كثيراً. مسيح: وقوته الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة ينفع من الرياح النافخة ومن لسع الهوام المسمومة. الرازي: ينفع من أوجاع الأرحام الباردة والخفقان مع برد، وقال في الجامع: إنه ينفع من الرياح الغليظة في المعدة والأمعاء والأرحام ويلطفها ويحللها وينفع من لسع العقارب والرتيلا، شرباً وضماداً بالتين. ماسرحويه: ينفع من الرياح النافخة وخاصة الريح العارض في الأرحام. ابن سينا: خاصيته في تقوية القلب وتقريحه شديدة جداً لا يقاومها إفراط حره وتعينها ترياقيته وما فيه من القبض اللطيف، فهو لذلك ترياق للسموم كلها قوي ومفرح وهو يكسر شدة تسخينه بماء مزج به من شراب التفاح فإن أريد لخفقان حار جداً خلط به قليل كافور فتبقى خاصيته وتنكسر كيفيته. سفيان الأندلسي: يسخن القلب والمعدة والكبد ويهضم الطعام وينفع من الماليخوليا المعوية بتحليله النفخ وتلطيفه غلظ الأخلاط. خواص بن زهر: إذا علق منه قطعة داخل البيت لم يصب من فيه طاعون وإن علق منه عود على امرأة حامل في حقويها ويكون العود مثقوباً تشده بخيط من غزلها حفظ ولدها من كل آفة تصيب الحبالى، وإن كانت تعسر ولادتها عليها أسرعت الولادة، ومن علقه بخيط على رأسه ويكون الأصل مثقوباً في الطول أمن من الأحلام الرديئة ومن الفزع في النوم. الرازي في كتاب الأبدال للأدوية: إن بدله في دفع الرياح عن الأرحام وزنه رزنباد وثلثا وزنه قرنفل.
● [ دردي ] ●
ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن يستعمل ما كان منه من عتيق خمر البلاد التي يقال لها إيطاليا أو ما كان من خمر أخرى تشاكل خمر إيطاليا ودرديّ الخل شديد القوة جداً، وينبغي أن يحرق كما يحرق زبد البحر بعد أن يجفف تجفيفاً بالغاً، ومن الناس من يأخذه فيصيره في إناء فخار جليد ويلهب تحته ناراً قوية ويدعه عليها إلى أن يصل عملها إلى باطنه، ومن الناس من يكتله ويطمره في جمر ويدعه إلى أن تأخذ فيه كله النار، وينبغي أن تعلم أن إمارة جودة احتراقه أن يستحيل لونه إلى البياض وإلى لون الهواء، وأن يكون متى قرب من اللسان فإنه يلهبه إحراقه، والدردي الذي من الخل على هذه الصفة يحرق أيضاً، والدردي المحرق له قوّة محرقة شديدة الإحراق جداً تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح، وتقبض وتعفن تعفيناً شديداً وتسخن وتجفف، وينبغي أن يستعمل وهو حديث فإن قوته تنحل سريعاً، ولذلك لا ينبغي أن يحرق في غير إناء ولا يترك مكشوفاً، وقد يغسل مثل ما تغسل التوتياء. والدردي الذي ليس بمحرق إذا أحرق وحده أو مع الآس الغض يقبض الأورام البلغمية، وإذا تضمد به مع الآس على البطن والمعدة شدهما ومنع سيلان الرطوبات عنهما، وإذا ضمد به على أسفل البطن وعلى القروح قطع نزف الدم والطمث الدائم، وقد يحلل الجراحات غير المفتوحة والأورام التي يقال لها قوحثلا. ويسكن أورام الثدي، وأما الدردي المحرق فإنه إذا خلط بالبراتينج قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار، وإذا خلط بدهن المصطكي والراتينج ولطخ به الشعر وترك ليلة حمّره، وقد يغسل ويستعمل في أدوية العين كما تستعمل التوتياء ويجلو آثار الدماميل والقروح العارضة فيها، وقد يذهب الغشاوة من البصر. حنين في كتاب الكرمة: دردي الخمر يجلو الكلف والنمش والآثار الشبيهة بالعدس التي تكون في الوجه إذا سحق وطرح معه جزء أشنان واستعمل كل يوم، وقوم يطرحونه في الغمر فيعمل عملاً مستقصى في جلاء الوجه وتنقيته.
● [ دراقيل ] ●
هو نوع من القرصعنة كثير يعرفه أهل جبلي لبنان وبيروت بالشنذاب بكسر الشين المعجمة التي بعدها نون وذال معجمة، وسيأتي ذكره مع القرصعنة في حرف القاف وهو كثير يعرفه أهل جبل لبنان.
● [ دراسج ] ●
وقيل: هو اليعضيد وقيل هو صنف من اللبلاب صغير له قضبان يمتد على الأرض نحو ذراع زهره أزرق مثل زهر حب النيل وله ثمر كثمر أناغالس، وهذا النبات تأكله الضأن فيطلق بطونها، وسنذكر اللبلاب في حرف اللام واليعضد في حرف الياء.
● [ دراج ] ●
ابن سينا: لحمة أفضل من لحم القبج والفواخت وأعدل وألطف وأيبس من لحم التدرج وأقل حرارة منها، ولحمه يزيد في الدماغ والفهم ويزيد في المني.
● [ دروقينون ] ●
ديسقوريدوس في الرابعة: وقراطوس يسميه العفاين ويسميه أيضاً قلاء وهو تمنش شبيه بشجر الزيتون في أوّل ما يغرس، وله أغصان طولها أقل من ذراع وورق لونه شبيه بلون ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وهو خشن جداً، وله زهر أبيض وفي أطرافه غلف كثيفة كأنها غلف الحمص، فيها بزر مستدير خمس أو ست في قدر حب الكرسنة الصغار ملس صلبة مختلفة اللون وله أصل في غلظ أصبع وطول ذراع وينبت في صخور ليست ببعيدة عن البحر. جالينوس في السابعة: وهذا النبات شبيه بمزاج الخشخاش وبمزاج اليبروح وغيرهما من الأدوية التي تبرد مثل هذا التبريد، وذلك لأن فبه مقداراً كبيراً من برودة مائية قوية جداً، ومن أجل ذلك متى تناول منه الإنسان الشيء اليسير أحدث سباتاً، ومتى تناول منه الكثير قتل، وزعم قوم أن بزره يصلح للتخنيث. وقال في مداواة أجناس السموم الذين يسقون هذا الدواء يعرض لهم من حس المذاق شبيه بطعم اللبن وفواق دائم ورطوبة في ألسنتهم ونفث دم كثير وإسهال من رطوبة شبيهة بالمخاط كالذي يعرض للذين في أمعائهم قرحة، وينتفعون من قبل أن تعرض لهم هذه الأعراض بالعلاج الذي ينتفع به من السموم التي ذكرناها وهو القيء والحقن وكل ما نستطع أن نخرج به من هذا السم، ويخص هذا الدواء بسقي الشراب الذي يسمى مالقراطن ولبن الأتن ولبن المعز الحلو، وقد فتر وجعل معه أنيسون وأكل اللوز المر وصدور الدجاج المطبوخة والأصداف كلها نيئة أو مشوية وشرب أمراقها.
● [ دروبطاس ] ●
معناه البلوطي أو سرخس البلوط ينبت في الأجزاء التي تكون في البلوط، ويعرف بالجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس بالديك وهو الغلالة عند بعض شجارينا بالأندلس وهو نوع من البسفايج قتال. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في الأجزاء التي تكون في الأشنة فيما تعتق من شجر البلوط وهو شبيه بالنبات المسمى بطارس غير أنه أصغر منه بكثير، وتشريفه أيضاً أصغر من تشريفه وله عروق مشتبكة بعضها ببعض عليها زغب عفصة الطعم مع حلاوة. جالينوس في السادسة: وقوّة هذا النبات مركبة ومن ذاقه وجده كذلك فإن فيه حلاوة وحدة ومرارة. فأما أصله ففيه مع هذه الطعوم الثلاثة عفوصة وقوّته قوة تعفن فهو لذلك يحلق الشعر. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا سحق مع عروقه وتضمد به حلق الشعر، وينبغي بعد أن يندي البدن أن يمسح ما يصير عليه منه ويجدّد منه شيء آخر. ابن سينا: زعم قوم أنه نافع من الفالج واللقوة.
● [ دسيبويه ] ●
قال على نوع من البطيخ صغير يعرف بالشام بالشمامات وباللفاح أيضاً، وقد ذكرته مع أصناف البطيخ، ويقال أيضاً على جنس آخر من صغار الأترج الذي نريد ذكره ههنا. ابن رضوان: هو مركب قشره حار لطيف يهضم الطعام ويقوي المعدة ويطرد الرياح منها ولحمه بطيء الانهضام عنها. التميمي: هذا النوع هو شمام الأترج وحكمه حكم قشر الأترج والإدمان على شمه يسخن الدماغ ويفتح ما فيه من السدد ويطرد ما فيه من الرياح.
● [ دفلي ] ●
ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش معروف شبيه بورق اللوز إلا أنه أطول منه وأغلظ وأخشن وزهره شبيه بالورد الأحمر وحمله شبيه بالخرنوب الشامي مفتح في جوفه شيء شبيه بالصوف مثل ما يظهر في زهر النبات المسمى أواقمنس وأصله حاد الطرف طويل مالح الطعم وينبت في البساتين وفي السواحل. جالينوس في التاسعة: هذا النبات يعرفه جميع الناس وإذا وضع على البدن من خارج فقوّته قوة تحلل تحليلاً بليغاً، وإذا تناوله إنسان حتى يرد إلى داخل البدن فهو قتال مفسد وليس يقتل الناس فقط، بل وكثيراً من البهائم فأما مزاجه فهو من الأسخان في الدرجة الثالثة عند منتهاها ومن التجفيف في الأولى. ديسقوريدوس: وقوّة زهر هذا النبات وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي، وإذا شربا بالشراب خلصا الناس من نهشة ذوات السموم، وخاصة إن خلط بهما السذاب، وأما الصنف من الحيوان مثل الضأن والمعز فإنه إن شرب من ماء قد استنقع فيه هذا النبات قتله. ماسرحويه: إن طبخ ورقه ووضع مثل المرهم على الأورام الصلبة حللها وأذابها، وقد ينفع عصير ورقه من الحكة والجرب إذا طلي عليه من خارج البدن وفقاحه معطس. البصري: ورده صالح للأوجاع الكائنة في الأرحام. الرازي: جيد لوجع الركبة والظهر المزمن العتيق إذا ضمد به. إسحاق بن عمران: إن أخذ أنبوب من قصب وقضيب دفلي فوضع طرف القضيب في نار فحم، والطرف الأخر في الأنبوب ووضع طرف الأنبوب الآخر على الضرس الذي يكون فيه الدود حتى يرتفع الدخان إليه فإنه نافع. ابن سينا: يحلل جداً ويرش بطبيخه البيت فيقتل البراغيث والأرضة. الشريف: إذا جنيت عيون الدقلي الغضة ودرست حتى تنعم وطبخت في سمن تنتهي أو تخرج قوتها في الدهن وطلي بذلك الدهن الفرطيسة فعل ذلك فعلاً عجيباً وأثر فيها أثراً حسناً، وإن طلي بذلك السمن على جدري الدواب لا سيما النوع الطيار منه فإنه يبرئه من أول طلية. الشريف: وإذا طبخ ورقه بما يغمره من الماء حتى ينضج وينقص ثم يسقى ويلقى على كل رطل منه نصف رطل زيت عتيق ويطبخ مع الصفو إلى أن ينضب الماء ويبقى الدهن ثم يلقى على الدهن شمع مذاب قدر ثمن رطل ويصير مرهماً ويطلى به الجرب والحكة فإنه في ذلك دواء عجيب وأنه إذا طلي به بعد الإنقاء اثني عشر مرة أذهب البرص، وإذا جنيت أطراف عيونه الغضة وطبخت بالسمن بعد أن ترض حتى تتهرى وتخرج قوتها في السمن ثم يطلى به على الجرب والحكة نفعه نفعاً بليغاً، لا سيما إذا استعملت بعد الإنقاء، وخاصة هذا الدواء ينفع في الفرطيسة نفعاً عجيباً. الرازي في إبدال الأدوية: وينوب عنه في تحليل الأورام الصلبة وزنه من أصابع الملك وثلث وزنه ورق التين. الغافقي: إذا طبخ ورقه وزهره بالزيت نفع من الجرب نفعاً بليغاً، وإذا دق ورقه يابساً ونثر على القروح جففها. المنهاج: ويداوى من سقي بشيء من الدفلي بالأمراق الدسمة والأخبصة ولعاب البزرقطونا ودهن الورد والكثيراء والثمر الشهير عجيب في مداواته، وكذا التين بالعسل والسكر والحلاوات كلها ورب العنب يضاف إلى الأشياء الدسمة.
● [ دلدغ ] ●
أبو العباس النباتي: يقال مضموم الدال ساكن اللام بعدها دال أخرى مضمومة ثم غين معجمة إسم ببلاد البيت المقدس للنوع العريض الورق من الكلخ المعروف بأغرناطة من بلاد الأندلس بالكلخ الدلبي وبغيرها من بلاد البربر بالثافيقرا مختبر عندهم في النفع للأوجاع ويزيد في الباه شرباً. قال المؤلف: هو الدواء المسمى باليونانية سفندوليون وسيأتي ذكره في حرف السين المهملة.
● [ دليك ] ●
هو ثمر الورد الذي يخلفه بعد الورد وهو ثمر أحمر إذا نضج وفيه حلاوة، ويعرفه العامة بالشام بصرم الديك.
● [ يًذكر فى موضعه ] ●
● دار فلفل: يذكر مع الفلفل في حرف الفاء.
● دار كيسه: قيل أنها الطياليسفر، وقيل أنها البسباسة، وقد ذكرت في الباء والطاليسفر في حرف الطاء.
● دبا: هو القرع وسيأتي ذكره في القاف.
● دباب: هو النمام وسنذكره في النون.
● دخر: هو اللوبيا وسنذكره في اللام.
● دخ الأمير: اسم للنبات المسمى بالفارسية بستان أروز بديار بكر وما والاها وقد ذكرته في الباء.
● دراقن: هو الخوخ بلغة أهل الشام، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
● دشيش: هو الحشيش وبالجيم أيضاً وقد ذكرته في الجيم.
● دعفيلا: هو الجعفيل وباليونانية أوزو نعجى، وقد ذكرته في الألف.
● دقاق الكندر: هو ما يقع تحت المنخل إذا نخل الكندر وسأذكره مع الكندر في حرف الكاف.
● دلينس: إسم بالديار المصرية للنوع من الصدف صغير يؤكل نيئاً مملوحاً يتأدم به، وسيأتي ذكره مع الصدف في حرف الصاد.
● [ يتم متابعة حرف الدال ] ●
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
تأليف : إبن البيطار
منتدى غذاؤك دواؤك . البوابة