بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة غذاؤك دواؤك
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
المجموعة الثانية من حرف الدال
● [ دلب ] ●
لم أر منه شيئاً ببلاد الأندلس أو المغرب. أبو حنيفة: الدلب هو الصنار والصنار فارسي، وقد جرى في كلام العرب، والدوح من شجره ما قد عظم واتسع وهو معروض الورق واسعة شبيه بورق الكرم ولا نور له ولا ثمرة، وزعم بعض الرواة أنه يقال له الغينام. إسحاق بن عمران: شجر الدلب كثير متدوح له ورق كبير مثل كف الإنسان يشبه ورق الخروع إلا أنه أصغر منه، ومذاقه مر عفص وقشر خشبه غليظ أحمر ولون خشبه إذا شق أحمر خلنجي، وله نوار صغير متخلخل خفيف أصفر ويخلفه إذا سقط حب أخرش أصفر، إلى الحمرة والغبرة كحب الخروع، وأكثر ما ينبت في الصحاري الغامضة في بطون الأودية. جالينوس في الثامنة: جوهر الدلب رطب وليس ببعيد عن الأشياء المعتدلة، ولذلك صار ورقه الطري إذا سحق ووضع كالضماد على الأورام الحادثة في الركبتين سكنها تسكيناً ظاهراً، وأما لحاء أصل هذه الشجرة وجوزها فقوته تجفف حتى أن لحاءها إن طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان، وأما جوزها فإن استعمل مع الشحم نفع الجراحات الحادثة عن حرق النار، ومن الناس قوم يحرقون لحاء الدلب فيتخذون منه دواء مجففاً جلاء إذا عولج به مع الماء نفع من العلة التي ينقشر معها الجلد وإذا نثر الرماد على حدته يشفي الجراحات التي قد كثر وسخها وعتقت بسبب رطوبة كثيرة تنصب إليها، وينبغي للإنسان أن يحذر ويتوقى الغبار الذي يعلق ويلتصق بورق هذه الشجرة فإنه ضار جداً بقصبة الرئة إذا استنشق، ولذلك يجفف تجفيفاً شديداً، ويحدث فيها خشونة، ويضر بالصوت والكلام، وكذا يضر بالبصر والسمع إن وقع في العين أو الأذن. ديسقوريدوس في الأولى: إذا طبخ الطري من ورقه بخمر وضمدت به أورام العين منع الرطوبات من أن تسيل إليها ونفع من الرطوبات البلغمية والأورام الحارة، وقشر الدلب إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من أوجاع الأسنان وثمر الدلب إذا كان طرياً وشرب بخمر نفع من نهش الهوام، وإذا استعمل بشحم أبرأ حرق النار وغبار الثمر، والررق إذا وقع في الأذن أو في العين أضر بها. ابن سينا: ثمره وورقه يقتلان الخنافس، وجوزه مع الشحم ضماد للنهش والعض. بولس قال في المقالة السابعة: وقشره إذا أحرق كان مجففاً جلاء حتى أنه يشفي البرص. الغافقي: إذا لقط ثمره وجفف في شيء خشن وأخذ الزيبر الذي عليه ونفخ في الأنف نفع من الرعاف جداً، وإذا بخر البيت بثمره وورقه طرد الخنافس.
● [ دليوث ] ●
هو النوع الأحمر من السوسن البري. الغافقي: هو المعروف بسيف الغراب أكثر نباته المزارع وله بصلة بيضاء مصمتة عليها ليف وليس لها طاقات تطبخ باللبن وتؤكل وهي إذا كانت نيئة مرة عفصة. ديسقوريدوس في الرابعة: كسثفيون ومن الناس من يسميه سفراعاينون، ومنهم من سماه ماحاربون، وسمي هذا النبات بهذا الإسم لمشاكلة ورقه السيوف في شكلها، وورق هذا النبات يشبه ورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أصغر منه وأدق وهو دقيق الطرف مثل طرف السيف، وله ساق طولها نحو من ذراع عليه زهرة مصففة مفرق بعضه من بعض لونه لون الفرفير وثمره مستدير، وله أصلان أحدهما مركب على الآخر كأنهما بصلتان صغيرتان، وأحد الأصلين أسفل، والثاني فوقه والأسفل منهما ضامر والأعلى ممتلىء، وأكثر ما ينبت في الأرضين العامرة. جالينوس في السابعة: أصل هذا النبات قوته جاذبة لطيفة محللة، وإذا كانت كذلك فمعلوم أنها أيضاً مجففة وخاصة الأعلى منهما. ديسقوريدوس: الأصل الأعلى إذا تضمد به مع الكندر والشراب أخرج من اللحم الأزجة والسلاء وما أشبه ذلك، وإذا خلط بدقيق الشيلم والشراب الذي يقال له أدرومالي وضمدت به الأورام التي يقال لها فوختلا حللها، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المحللة لهذه الأورام، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث، ويقال: إنه إذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع، ويقال: إن الأصل السفلي إذا شرب قطع شهوة النساء، ويقال: إن الأصل الأعلى إذا سقي منه الصبيان الذين عرض لهم قيلة الأمعاء بالماء انتفعوا به. الزهراوي: إذا أخذ أصله ونقع مع النبيذ وشرب من ذلك النبيذ كل يوم قدر رطل أو نحوه جفف أرواح المقعدة والبواسير، وهذا من فعله مجرب وقد يجفف ويؤخذ منه كل يوم زنة درهم بماء العسل فيفعل ذلك. أبو العباس النباتي: أصله يسمى النافوخ بالنون ببغداد ويستعمله النساء بها كثيراً للتسمن، وفي حمرة الوجه وتحسين اللون وهوعندهم ببواديها كثير يباع منه المن يابساً بثلاثة دراهم.
● [ دلق ] ●
هو في الفراء كالسمور في جميع حالاته. البالسي: هو أضعف حراً من السمور وأثقل حملاً وإسخانه إسخان معتدل، لأن حيوانه في طبيعته حار رطب ورائحته غير طيبة.
● [ دلفين ] ●
الشريف: هو حوت كبير أسود اللون عريض رأسه كرأس الخنزير ذو فرطيسة وفمه في حلقه، وله أسنان ويسمى خنزير البحر وهو جنس لا يمشي إلا في جماعته يطرد بعضه بعضاً ويساق على سياق واحد يتلو الآخر الآخر، ولحمه كثير الشحم إذا أذبت شحمه في حنظلة فارغة من شحمها وغلي فيها وقطر في الأذن نفع من الصمم المزمن والحديث، ولحمه بارد غليظ بطيء الإنهضام إذا أكله الأكارون، وأصحاب المهنة قوى أعضاءهم وأنعم أجسامهم، وإذا علقت أسنانه على الصبيان لم يفزعوا، وإذا أكل شحمه نفع من أوجاع المفصل، لي: زعم الشريف أنه الحوت المسمى باليونانية أموطار يحسن وليس كما قال. التميمي: لحمه غليظ يشاكل لحم كلب الماء في الغلظ وإبطاء الهضم وتوليده السوداء ورداءة الكيموس.
● [ دم ] ●
ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها في هذا الكتاب من ماش وطيار. جالينوس: الذي يخص ذكره هنا من الدم هو الطبيعي الذي قد سلم صاحبه، وكان بريئاً من الأسقام والآفات وغير مذموم المزاج، وهذا الدم الطبيعي هو مختلف في الحيوان، وذلك أن من الحيوان ما دمه أرطب ومنه ما دمه أيبس ومنه ما دمه إما أحر وإما أبرد، فإن غلب عليه بعض الأخلاط فمال إليه أو عفن فهو دم فاسد وليس بصحيح طبيعي، ودم الخنزير حار رطب مثل دم الإنسان وكذا لحمه شبيه بلحم الإنسان، حتى إن قوماً في بلاد الروم كانوا يقتلون الناس ويطعمون لحومهم لغيرهم على أنه لحم خنزير فلا يشك من يأكله أنه لحم خنزير، ومن الناس من يسقى دم المعز مخلوطاً بعسل أصحاب الحبن، ومنهم من يسقى هذا الدم لمن كان به استطلاق البطن واختلاف الأشياء اللزجة المخاطية التي تخالط الدم فانتفعوا بذلك. ومن الأطباء من زعم أن دم الديوك والدجاج نافع من الدم السائل من أغشية الدماغ فلم أقبل ذلك ولا رمت تجربته، ومنهم من زعم أن دم الخرفان إذا شرب نفع من الصرع، والأدوية النافعة من هذه العلة ينبغي أن تكون لطيفة القوى ودم الخرقان على ضد ذلك لأنه غليظ لزج. وزعم كسوفراطيس أن دم الجداء نافع من الصرع. وزعم أيضاً أن دمه أيضاً ينفع من قذف الدم إذا أخذ منه وهو جامد مقدار رطل ويخلط بمثله خلاً نقيعاً ويطبخ حتى يغلي ثلاث غليات أو أكثر، ثم يقسم على ثلاثة أجزاء ويسقى منه ثلاثة أيام كل يوم على الريق، وقد جرب هذا فنفع، ودم الدب وهو حار إذا وضع على الأورام أنضجها سريعاً، ويفعل ذلك دم التيوس ودم الكبش ودم الثور، وقد زعموا أن دم القردان الكلبية إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبت. وأخبرني من جربه أنه لم ينتفع به، وكذا لم أجرب دم الخيل. وذكروا أنه يعفن ويحرق ودم الفأرة أيضاً قالوا إنه يقلع الثآليل والمسامير من البدن. ديسقوريدوس في الثانية: دم الأوز ودم الدجاج والحملان والحدا ودم بط الماء ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة، ودم التيس والمعز والأيايل والأرانب إذا استعمل مقلواً نفع من قرحة الأمعاء وقطع الإسهال المزمن، وإذا شرب بشراب كان صالحاً للسم الذي يقال له طفسقون، ولحم الخيل المخصية يقع في أخلاط المراهم المعفنة. ابن سينا: ودم التيس المجفف يفتت حصا الكليتين وأجود ما يؤخذ في الوقت الذي يبتدىء فيه العنب للتلون، وأطلب قدراً جديداً وأغسلها بالماء حتى يذهبَ بما فيها من طبيعة الترمد والملوحة وإن كان برام فهو أجود ثم أذبح التيس الذي له أربع سنين على تلك القدر ودع أول عمه وآخره يسيل، ثم خذ الأوسط منه فقط ثم اتركه حتى يجمد ثم قطعه أجزاء صغاراً واتخذ منه أقراصاً واجعلها على شبكة أو خرقة نقية وانشره في الشمس تحت السماء من وراء حريرة واقية له من الغبار، واتركها حتى يشتد جفافها في موضع لا تصل إليه النداوات البتة، واحفظ الأقراص، وإذا أردت أن تسقيها سقيت منها ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع أو في ماء الكرفس الجبلي فترى أثراً عجباً.
● [ دم الأخوين ] ●
هو دم التنين ودم الثعبان أيضاً. أبو حنيفة: هو صمغ شجرة يؤتى به من سقطري وهي جزيرة الصبر السقطري يداوى به الجراحات وهو الآيدع عند الرواة، ويقال له الشيان أيضاً. مسيح: وقوته باردة في الدرجة الثالثة قابضة. البصري: دم الأخوين صالح لقطع السيف وشبهه وتحميل الجراحات الحادثة الدامية وإذا احتقن به عقل الطبيعة وقوى الشرج. غيره: شديد القبض يقطع نزف الدم من أي عضو كان وينفع من سحج الأمعاء إذا شرب منه نصف درهم في بيضة نيمرشت. ابن سينا: وأما يبسه ففي الثانية يقوي المعدة وينفع من شقاق المقعدة.
● [ دماغ ] ●
قد ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها. جالينوس في أغذيته: الدماغ يولد غذاء بلغمياً وهو غليظ بطيء الانحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء عسر الإنهضام، وفيه مع هذا خلة ليست بدون هذه الحال وهي أن كل دماغ فهو ضار للمعدة أي الأدمغة كان وهو يغثي ويهيج القيء، ولذلك قد ينبغي لك متى أردت أن تستدعي من إِنسان القيء بعد الطعام أن تطعمه بعد طعامه دماغاً قد طيب بزيت كثير، وليكن ذلك في آخر الأمر كله، واحذر وتوق أن تطعمه إنساناً في شهوته تقصير، وقد أصاب كثير من الناس في أكلهم الدماغ مع الفوذنج البري وقوم آخرون يأكلونه بالملح المطيب بالأبازير المختلفة، وذلك أن الدماغ لما كان الخلط المتولد منه غليظاً، وكانت الفضول فيه كثيرة صار إذا طيب بالأبازير التي تقطع وتسخن جاد وصلح وصار أنفع منه وحده في جميع الحالات، ومتى انهضم الدماغ انهضاماً جيداً كان ما يناله البدن منه من الغذاء ذا قدر صالح. ابن ماسويه: الدماغ بارد رطب يلطخ المعدة ويرطبها برطوبته ويذهب بشهوة الطعام، فمن آثر أن يأكله فليأكله بالنعنع والصعتر والفلفل والخردل والمري والدارصيني والخل. الرازي: الدماغ يتولد عنه دم بارد لزج، والمشوية من الأدمغة أبطأ نزولاً من المطبوخة إلا أنها أقل تلطيخاً للمعدة. ابن سينا: أفضلها أدمغة الطير وخصوصاً الجبلية منها ومن أدمغة ذوات الأربع دماغ الجمل ودماغ العجل. وزعم قوم أن الأدمغة صالحة في سقي السموم ونهش الحيوانات أكلاً.
● [ دمادم ] ●
البالسي: هما صنفان أحدهما أحمر كله وهو يشبه اللوبياء الحمراء إلا أنه أصغر حباً وأصبغ حمرة وأصفى لوناً، والصنف الآخر أصغر حباً من الأول ولونه في الحمرة كلون الأوّل إلا أنه في رأسه سواد والصنفان جميعاً حاران قاطعان للعاب السائل من أفواه الصبيان وهما مقويان لأدمغتهم إذا سقوا من أيهما حضر مقدار نصف دانق.
● [ دميا ] ●
وفي بعض النسخ من مفردات جالينوس الرميا بالراء. وقال حنين: هو حيوان اسمه السرطان البحري وليس الأمر فيه كما قال حنين، وإنما هو السمكة المعروفة بالسينيا وقد ذكرتها في حرف السين وخرفتها التي في باطنها هو لسان البحر وليس بسرطان بحري كما فسر حنين الرميا فافهمه.
● [ دند ] ●
هو الخروع الصيني وغلط من قال إنه الماهودانة كما قال ابن جلجل وابن الهيثم وأكثر أطباء زماننا هذا يغلطون في ذلك، وقد ذكر أبو جريج الراهب وحبيش بن الحسن ومحمد بن زكريا الرازي وغيرهم الدند والماهودانة بصنفين مختلفين. أبو جريج: الدند ثلاثة أصناف صيني وشجري وهندي، فالصيني كبير الحب أشبه شيء بالفستق، والشجري يشبه حب الخروع إلا أنه منقط بنقط سود صغار، والهندي متوسط في المقدار بين الصيني والشجري وهو أغبر يضرب إلى الصفرة، والصيني أجود الثلاثة وأقواها في الإسهال، والهندي أصلح من الشجري، واعلم أنه على طول الزمان لا يزال لبه الذي في جوفه مثل الألسن يصغر حتى ينفد وخاصة في غير بلاط، وأما في بلاده فهو أقوى وأنقى. عيسى بن علي: وطعمه يشبه طعم اللوز المر ويضرب إلى الغبرة في داخلها لسان يشبه لسان العصفور وهو السم. حبيش: الدند كله حار حاد وأتعجب من حدته مع الدهنية التي فيه وهو يخلف الخام والأخلاط الغليظة والرطوبات والبلغم الذي ينصب إلى المفاصل، وأهل الهند يخلطونه بأدويتهم الكبار المعجونة والاصطما حيقونات وغيرها من الأدوية المسهلة، ولأن بلدهم أعدل الأقاليم السبعة محتمل أن يسقى فيها الدند، فأما البلدان الشديدة الحر كالعراق وسواحل البحر وبلاد اليمن ومصر، فلا أرى أن يسقى فيها الدند لأن تحلل الأبدان يكثر فيها ويضعف عند الخلفة ضعفاً مفرطاً، وشرب الدند لأهل البلدان الباردة كالمشرق وجبالها والشام وما والاها، وأما بلاد مصر والعراق وسواحل البحر والحجاز واليمن وكل بلد حار فلا يحتمل أهلها شرب الدند، فأما مصر فإنها حارة يابسة عفنة، وأما العراق فإنها وإن كانت حارة يابسة فليست بها عفونة ولا يكثر فيها اختلاف الهواء، وإنما كرهت شرب الدند فيها لكثرة تحليل الرطوبات من أبدان أهلها، وأما بلاد اليمن والحجاز فلأن بلاد الحجاز حارة عفنة كثيرة التحليل واليمن شتاؤها صيف وصيفها شتاء ويكثر فيها الأمطار والأنداء، فينبغي أن يجتنب في مثل هذه البلدان الأدوية الحارة الحادة ويتخير لها من الأدوية ما لان وكان فيه قبض مثل التربد والأهليلج والبنفسج واللبلاب والترنجين وأشباهها. الرازي: وأما الدرند فإني كنت إذا رأيت إنساناً شربه وأفرطت عليه الخلفة أمرت من يقعده في الماء البارد أو من يصبه عليه صباً فكانت تسكن عنه الخلفة والكرب، وهو دواء إن لم يحترس من شربه قتل شاربه، فمن أراد شربه فليشرب منه الصيني الكبار الحب بعد إصلاحه فإن تعذر عليه شرب الهندي الذي دونه في القدر، وأما الشجري الصغار الحب بعد إصلاحه فلا أرى سقيه البتة لأنه يبطىء عمله ويورث كرباً ومغصاً وإصلاحه يكون أن يؤخذ منه الصيني أو الهندي ويقشر عنه قشره الأعلى بحديدة، ولا يقرب بشيء من الفم لأنه إن أصاب الشفتين قشره الأعلى فألح عليهما به أذهب صبغتهما وأحدث فيهما بياضاً شبيهاً بالبرص، ويؤخذ لسانه الدقيق الذي على مقدار النصف من الحبة وقشره الخارج فيرمي بهما ويدق نفس الحب مع شيء من النشاشتج، والورد المنقى من أقماعه وشيء من الزعفران، فإن الزعفران وإن كان حاراً فإن فيه لطافة ودقة مذهب يدفع بهما ضرر الدواء ويكسر شره ويبلغ به أقاصي البدن، وإن أردت أن تمزجه بشيء من الأدوية المسهلة فامزجه بالثريد وعصارة العافث وعصارة الأفسنتين وما أشبه هذه الأدوية التي هي من مزاجه ولا يخلط الدند في دواء نقع فيه الأفيون والقربيون لأنهما ليسا من مزاجه، فإذا اختلط بالأدوية التي وصفنا كان دواء كبيراً ونفع من أوجاع المرة السوداء والبلغم وأسهل الخام وحلل أوجاع المفاصل وأمسك الشعر الأسود على حاله، ومنعه أن يستحيل إلى البياض وأن يشيب سريعاً ومقدار الشربة منه بعد إصلاحه للأقوياء الذين تحتمل طباعهم الأدوية الشديدة الإسهال من دانقين إِلى نصف درهم. عيسى بن علي: الدند حار يابس يسهل إسهالاً كثيراً ويسحج الأمعاء، وينبغي أن يقيأ شاربه أولاً ثم يسقى السمن واللبن الحليب ويسقى من الأدوية الحابسة للبطن ما فيه لزوجة مثل البقلة الحمقاء والبزرقطونا والصمغ العربي والكثيراء ونحو ذلك، ويحسى حساء من الأرز والشعير المقشر بدهن الورد بغير السكر ويتخذ ماء اللحم بماء التفاح والحصرم ويرش عليه شيء من نبيذ ويطعم سمكاً ونحوه.
● [ دنقة ] ●
هو الزوان الذي يكون في الحنطة وتنقى منه.
● [ دهن الأذخر ] ●
من كتاب التجربتين قوّته مثل قوة دهن المصطكي في النفع من أوجاع الأضراس واللثة الوارمة وغير المتورمة، ومن الأوجاع الباردة وصفة ما جرّب منه أن يؤخذ الزهر منه فيوضع في زيت أنفاق طيب بقدر ما يغمره مرتين ويجعل في زجاجة بحر الشمس من أول الصيف ويترك مدة ثلاثين يوماً، ثم يعصر ويرمى به ويوضع فيه غيره يكرر عليه ذلك ثلاث مرات، وما اتفق في طول زمان الحر ثم يستعمل. حنين في كتاب الترياق: ينفع من جميع أنواع الحكة حتى في البهائم ويذهب الإعياء وهو جيد للبرص. قال فيلفويوس: أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من إمساك دهن الأذخر في الفم فاتراً. غيره: ينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج.
● [ دهن الأقحوان ] ●
ديسقوريدوس في الأولى: أجود ما يكون من دهن الأقحوان ما يكون من المدينة التي يقال لها فورنفس ويعمل من زيت أنفاق ودهن البان إذا عفصا بعود البلسان، وأذخر وقصب الذريرة وطيبا بأقحوان وقسط وحماما وناردين وسليخة وحب البلسان ومر، ومن الناس من يحب أن يبالغ في تطييبه فيزيد فيه دارصيني، ويستعمل أيضاً العسل والشراب في تلطيخ الآنية وعجن الأفاويه المدقوقة: وَدهن الأقحوان ملهب مسخن جداً ملين مفتح لأفواه العروق مدر للبول نافع إذا وقع في أخلاط الأدوية المعفنة ومن النواصير ومن أدرة الماء بعد أن يشق ويقشر الخشكريشات الحمر والقروح الخبيثة، ويوافق عسر البول وأورام المقعدة الحارة وفتح البواسير إذا دهنت به المقعدة ويدر الطمث إذا احتمل في الرحم ويحلل الصلابة التي في الرحم وأورامه البلغمية وهو موافق للخراجات في العضل والالتواء في الأعصاب إذا بل صوف به ووضع عليها. ابن ماسه: يسبت إذا استعط به ويدر البول إذا شرب منه. ابن سينا: نافع من وجع الأذان، وينفع من القولنج ووجع المثانة وصلابة الطحال ويدر العرق والشربة منه ثلاثة دراهم.
● [ دهن الآس ] ●
ديسقوريدوس في الأولى: وأقوى ما يكون من دهن الآس ما كان في طعمه مرارة، وكان الزيت عليه أغلب وكان أخضر صافياً تسطع منه رائحة الآس وقوته قابضة مصلبة ولذلك نفع في أخلاط المراهم المدملة التي تختم الجرح وتصلح لحرق النار ولقروح الرأس والبثور والسحج والشقاق الذي يكون في المقعدة والبواسير واسترخاء المفاصل ويحقن العرق، ولكل شيء يحتاج إلى قبض واستصحاف، وصفته: تأخذ من ورق الآس برياً كان أو بستانياً ما كان طرياً ودقه وأعصره وأخلط بعصارته قدراً مساوياً من الزيت الإنفاق وضعهما على جمر ودعهما حتى ينطبخا ثم أجمع الدهن والعصارة، وصفة أخرى أهون من الأولى يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس، ومن الناس من يعفص الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسعد والأذخر. غيره: خاصته تقوية الشعر ومنعه من الانتثار والتساقط وتقوية أصوله وتكثيف نباته.
● [ دهن المرزنجوش ] ●
ديسقوريدوس: خذ من الصنف من النمام الذي يقال له أرقلس وورق الآس ومن زهر الصنف الذي يقال له باليونانية سينسنبريون والسليخة والقيصوم، وزهر الآس المرزنجوش من كل واحد على قدر قوته ودقها كلها معاً وصب عليه. من الزيت الإنفاق بقدر ما تعلم أن قوته لا تقهر قوتها ودعه أياماً أربعة ثم اعصره وأنقع فيه ثانية تلك الرياحين رياحين طرية بمثل مقدارها ودعها تمكث فيها مثل ما مكث الأول واعصرها، فإنك إذا عملت هكذا كان أقوى له، واختر منه ما كان لونه إلى الخضرة ما هو والسواد وكانت رائحته رائحة المرزنجوش ساطعة سطوعاً شديداً، وكانت حرافته يسيرة وله قوة مسخنة ملطفة حارة ويصلح لانضمام فم الرحم وانقلابه ويدر الطمث ويخرج المشيمة، وينفع من وجع الأرحام التي يعرض معه الاختناق، ويسكن وجع الظهر والأرنبة، وإن استعمل بعسل كان أجود وأقوى لأنه يصيب المواضع لشدّة قبضة ويحلل الإعياء إذا تمسح به، وقد يحتاج إليه في ضمادات الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وفي الضروب الأخر من الفالج، وهو يدخل في أضمدة مصلحة نافعة من الكزاز الكائن في مؤخر الرأس وتشنج العصب.
● [ دهن الباذروج ] ●
ديسقوريدوس: خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء أحداً وعشرين رطلاً وسنذكر صنعته بعد قليل، ومن الباذروح أحد عشر رطلاً وثمانية أواق واقطف ورقه وانقعه في الزيت يوماً وليلة، ثم اعصره في حلة خوص واخزنه وفرغ الثفل من الحلة في إناء وصب عليه من الزيت مثل ما صببت أولاً واعصره وصفه ويقال له الدهن الباني فليس يحتمل هذا الثفل أن ينفع ثالثة، وإن أحببت فخذ من الباذروح الطري المقدار الذي أخذت أولاً وافعل به كما وصفت أولاً أن يفعل بالورد، ثم خذ الثفل وصب عليه الزيت ثانية ودعه يمكث فيه مثل ما يمكث الباذروح ثم اعصره واخزنه، وإن أحببت أن تجدد فيه الباذروج مرة ثالثة ورابعة فجيد وليكن طرياً، وقد يمكن أن يعمل أيضاً من زيت انفاق لم يعفص غير أنه إذا عمل من الزيت المعفص كان أجود، وقوة هذا الدهن تشبه قوة دهن المرزنجوش غير أنه أضعف.
● [ دهن القيصوم ] ●
ديسقوريدوس: خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء تسعة أرطال وخمسة أواق من ورق القيصوم ثمانية أرطال وانقعه يوماً وليلة واعصره فإن أحببت أن تفعل به ذلك مرات فاطرح الأول وجدد آخر واعصر، وله قوة مسخنة تصلح لانضمام فم الرحم والصلابة العارضة له ويدر الطمث ويخرج المشيمة.
● [ دهن الشبث ] ●
ديسقوريدوس: خذ من الزيت أحد عشر رطلاً وثمان أواق ومن زهر الشبث أحد عشر رطلاً وانقعه فيه يوماً واحداً ثم اعصره بيدك واخزنه وإن أحببت أن تجدد فيه الزهر ثانية فجدد وليكن طرياً وله قوة تلين الصلابة العارضة في الرحم ويفتح انضمامه ويوافق الناقض بحرارته ويحلل الأعياء وينفع من أوجاع المفاصل. الشريف: دهن الشبث ينفع من أوجاع الأعصاب وما يشبهها. ابن ماسه: نافع من الارتعاش والقشعريرة الكائنة من دور الحمى إذا دهن به البدن.
● [ دهن السوسن ] ●
وهو الرازقي. ديسقوريدوس: خذ من الزيت تسعة أرطال وخمس أواق ومن قصب الذريرة خمسة أرطال وعشرة أواق ومن المر خمسة مثاقيل دق القصب والمر واعجنهما بخمر طيب الرائحة واطبخهما بالزيت ثم صفه ثم صبه على ثلاثة أرطال ونصف قردمانا مدقوق منقع في ماء المطر ودعه يبتل فيه ثم اعصره ثم خذ الدهن المعفص ثلاثة أرطال ونصف وصبها على ألف سوسنة واجعل السوسن في إجانة واسعة ليست بعميقة، ثم حركه بيدك وقد لطختها بعسل ودعه يوماً وليلة والغداة واجعله في قفة واعصره على المكان وخذ الدهن من العصارة فإنه إن بقي معها فسد مثل دهن الورد، وذلك أنه يسخن ويغلي ويتعفن وصبه من إناء في إناء مراراً كثيرة وتكون الآنية ملطخة بعسل ودعه يوماً وليلة وبالغداة، وفي خلال ذلك ذر عليه ملحاً مسحوقاً وما اجتمع فيه من وسخ فخذه منه واستقص ذلك، ثم أفرغ ما في الفقه من الثفل في الإجانة وصب عليه من الزيت العفص بمقدار الذي صببت أولاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الزهر من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثانية من الزيت المعفص المقدار الذي صببت عليه أوِّلاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل ومثله عسلاً وملحاً، وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الدهن من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثالثة من الزيت المعفص على الثفل واطرح عليه من القردمانا والملح كما فعلت أوّلاً، ولطخ يدك بالعسل واعصره، وأجود هذه الأدهان ما عصر أولاً والتالي بعده ما عصر الثانية والذي يتلو هذا ما عصر الثالثة، وأيضاً خذ ألف سوسنة وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أوّلاً، واخلط بها قردمانا واعصرها وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أنفاً، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره فإذا اكتفيت بما جدّدت من السوسن فاخلط بكل واحد من الأدهان من المر أربعين مثقالاً، ومثله من القردمانا ومن الزعفران عشرة مثاقيل، ومن الناس من يلقي من الزعفران والدارصيني مقداراً مساوياً، ومنهم من زاد فيه من ورق الآس نصف من ودق هذه وأنخلها وأجعلها في إجانة فيها ماء وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أولاً واخلط بها قردماناً واعصرها، وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أولاً، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره، ودعه قليلاً ثم أودعه في آنية جافة ملطخة بماء قد ديف فيه صمغ ومر وزعفران وعسل وافعل ذلك بالدهن الثاني والثالث، ومن الناس من يعمل دهن السوسن الساذج من دهن البان ومن غيره من الأدهان، ومن السوسن الذي ذكرنا، وأجود ما يكون من دهن السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها فليقا وما كان من مصر، والفائق من هذين ما سطعت منه رائحة السوسن، وقوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة، وبالجملة: ليس له نظير في المنفعة من أوجاع الرحم ويوافق قروح الرأس الرطبة والكلف ويرد اللون الحائل إلى لونه والثآليل والطمث ونخالة الرأس، وهو بالجملة محلل وإذا شرب أسهل مرة صفراء ويدر البول والطمث وهو رديء للمعدة ومغث. ماسرحويه: دهن الرازقي حار لطيف ينفع من العصب والكليتين التي تكون من البرد ومن الفالج والارتعاش والكزاز، وجميع الأمراض التي تكون من البرد وضعف الأعضاء إذا تمرخ به وقد يقوي الأعضاء الباطنة إذا تمرخ به لطيبته. التميمي في المرشد: حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة ورياح البلغم مسكن لها محلل لما يعارض لأصلها من التعقد والالتواء والتقبض ويحلل الورم الحادث في عصبة السمع ومن السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس، وإذا سخن اليسير منه وقطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم وفتح السدد الكائنة في مجرى السمع وسكن ما يعرض لها من الأوجاع الباردة السبب، وقد ينفع من الحراز وأنواع السعفة والثآليل والنار الفارسية والخراجات الحارة والباردة.
● [ دهن النرجس ] ●
ديسقوريدوس: خذ من الزيت المغسول وتسعة أرطال وخمسة أواق ومن الدارشيشعان ستة أرطال وأوقيتين ودق الدارشيشعان وبله بماء بمقدار الزيت ثم اخلطه بالزيت واطبخه، فإذا طبخته فاخرجه من الزيت وخذ من قصب الذريرة خمسة أرطال وثمانية أواق، ومن المر قطعة ودقه وانخله واعجنه بخمر طيب الرائحة واخلطه بذلك الزيت واطبخه به، فإذا انطبخ الزيت معه أيضاً فدعه حتى يبرد ثم صفه ثم خذ منه وصبه في إجانة وألق عليه من زهر النرجس شيئاً كثيراً ودعه يومين ثم حركه كما وصفنا لك في صنعة دهن السوسن واعصره، وخذ الدهن من العصارة فإنه يفسد إن بقي فيها وصفَه مراراً كثيرة من إناء في إناء، وهذا الدهن يصلح لأوجاع الأرحام لتليينة صلابتها وفتحه إياها إذا انضمت وهو مصدع. غيره: نافع لأوجاع العصب وهو يوافق الصداع ويحلل الأورام الصلبة الباردة في الحجاب إذا مرخ على الصدر، وينفع أوجاع المثانة وينفع وجع الأذن من البرد ومن الريح.
● [ دهن الجماجم ] ●
وهو فقاح الحبق العريض الورق. التميمي: حار يابس في الدرجة الثانية ومنشق مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وأوراده والاستعاط به أبلغ في ذلك من تنشقه وهو دهن ذكي الرائحة طراد للرياح المستكنة في الرأس والمنخرين، وإذا تمرخ به حلل ما في المفاصل والأعصاب من الرياح والسدد.
● [ دهن الزعفران ] ●
إِذا شئت أن تصنع دهن الزعفران فعفص الزيت بما وصفت لك في صنعة دهن السوسن وليكن مقدار الزيت وما يعفص به كالمقدار الذي حددنا لك هناك وخذ منه ثلاثة أرطال ونصفاً وألق عليه من الزعفران خمسين مثقالاً وحركه مراراً كثيرة في النهار حركة دائمة وليكن ذلك خمسة أيام، وفي السادس صف الدهن من الزعفران وأوعه ثم صب على ذلك الزعفران بعينه من الزيت مثل المقدار الذي صببت أولاً وحركه ثلاثة عشر يوماً، ثم صفه من الزعفران وألق عليه من المر مسحوقاً منخولاً أربعين مثقالاً وحركه في هاون وأوعه في إناء ومن الناس من يستعمل في صنعة دهن الزعفران الزيت المطيب أعني المعفص الذي يعمل منه دهن الحناء وأقوى دهن الزعفران فعلاً ما كان منه مشبعاً من رائحة الزعفران، ويصلح للعلاج وبعده ما فاحت منه رائحة المر وقوة دهن الزعفران مسخنة منومة، وكذا كثيراً ما يوافق المبرسمين إذا دهن به أو اشتم أو دهن به المنخران ويفتح الأورام وينقي القروح ويوافق صلابة الرحم وانضمامه والقروح الخبيثة العارضة فيه إذا خلط بموم وزعفران ومخ وضعفه زيت لأنه ينضج ويلين ويسكن ويرطب ويصلح للزرقة إذا اكتحل به بالماء، والذين لا يقدرون أن يستقبلوا ضوء الشمس وقد يشاكل هذا الدهن الدهن الذي يقال له وهو المتخذ من الرند وهو أظفار الطيب ودهن الميعة وهي الأصطرك ودهن الحناء، وإنما تختلف أسماؤها فقط.
● [ دهن الحناء ] ●
ديسقوريدوس: خذ من الزيت الإنفاق المغسول جزءاً ومن ماء المطر نصف جزء وصب بعضه على الزيت وبل ببعضه الأفاويه التي تريد أن تعفص بها الزيت، وخذ من الدارشيشعان خمسة أرطال ونصفاً، ومن قصب الذريرة ستة أرطال ونصفاً ومن المر رطلاً ومن القردمانا ثلاثة أرطال وتسعة أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق الدارشيشعان وبله بماء وألقه على الزيت وأغله معه، وخذ المر ودقه في خمر عتيق طيب الرائحة وخذ القصب ودقه وألقه على المر واعجنه به، وأخرج الدارشيشعان من الزيت وألق على الزيت القصب المعجون بالمر واغله فإذا غلي فصفه من القدر وصبه على القردمانا المدقوقة المعجونة بباقي الماء ولا تزال تحركه بمحراك خشب حتى يبرد ثم صفه والق على الثمانية وعشرين رطلاً من الزيت تسعة وأربعين رطلاً وثمانية أواق من زهر الحناء ودعه يبتل يوماً وليلة ثم صيره في قفه واعصره، فإن أحببت أن تستكثر من دهن الحناء فخذ من زهر الحناء طرياً مثل المقدار الذي أخذته أولاً فألقه على مقدار من الزيت مثل المقدار الذي ذكرنا أولاً واعصره، وإن أحببت أن تجدد في الدهن زهر الحناء ثانية وثالثة فألق منه على الدهن في كل مرة مثل المقدار الأول فإنك إذا فعلت ذلك قويته، وينبغي أن يختار من دهن الحناء ما كان منه طيب الرائحة ساطعها، ومن الناس من يخلط أيضاً دارصيني بالأفاويه التي ذكرنا آنفاً، ودهن الحناء له قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق موافقة لأوجاع الرحم والأعصاب ولمن به شوصة، ولكسر العظام إن استعمل وحده أو خلط بموم مداف بزيت عذب، وقد يقع في أخلاط المراهم الموافقة للفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف والخناق والأورام الحارة العارضة في الأرنبة وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء. التميمي: دهن فاغية الحناء خاصيته تقوية شعور النساء وتكثيفها وتربيتها ويكسبها حمرة وطيباً.
● [ دهن الايرسا ] ●
هو السوسن الاسمانجوني. ديسقوريدوس: خذ من قشر الكفرى ستة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق قشر الكفرى دقاقاً ناعماً بتسعة أرطال ونصف ماء، وصيره في قدر نحاس مع الزيت واطبخه حتى تعبق بالزيت رائحته، ثم صفِّه في إجانة ملطخة بعسل، والدهن الفائق من إدهان الإيرسا من هذا الزيت يعمل ومن الناس من يأخذ من الزيت تسعة أرطال ومن عود البلسان خمسة أرطال وأوقية ويدقونه ثم يطبخونه بالزيت ثم يخرجونه منه ويلقون على الزيت من قصب الذريرة مدقوقاً تسعة أرطال وعشرة أواق ومن المر قطعة منقعة بخمر عتيق طيب الرائحة بهذا التعفيص الثاني والأول أجود منه، ثم يؤخذ من الزيت المعفص المطيب أربعة عشر رطلاً وألق عليه من الإيرسا مدقوقاً بوزنه ودعه يومين وليلتين، ثم اعصره عصراً شديداً فإن أحببت أن تزيد في قوة الدهن فجدد فيه من الإيرسا بوزن الأول وافعل به ذلك مرتين أو ثلاثة واعصره، وأقوى ما يكون من دهن الإيرسا ما لم تفح منه رائحة شيء آخر غير الإيرسا فقط، ودهن الإيرسا التي من البلاد التي يقال لها فرعي ومن البلاد التي يقال لها قيلقا، ومن المدينة التي يقال لها أخانيا، ومن المدينة التي يقال لها إيلس التي من البلاد التي يقال لها أفانيا هو على هذه الصفة وهذا الدهن قوته ملينة وينقى الخشكريشة والعفونات والأوساخ ويوافق أوجاع الرحم وأورامه الحارة وانضمام فمه ويخرج الجنين، ويفتح أفواه البواسير ويوافق ذوي الأدر إذا استعمل بالخل والسذاب واللوز المر، ويوافق النزلات المزمنة ونتن الأنف إذا دهن به المنخران، وإذا شرب منه مقدار أوقية ونصف أسهل البطن، ويصلح لمن عرض له القولنج المسمى إيلاوس، ويدر البول والطمث ويسلس القيء على من عسر عليه إذا دهنت به لأصابع أو الريش، الذي يتقيأ به، ويصلح لمن به خناق أو خشونة في قصبة الرئة، وإذا تحنك. به أو تغرغر مع ماء القراطن وقد يسقى منه من شرب البنج والفطر والكزبرة.
● [ يتم متابعة حرف الدال ] ●
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية
تأليف : إبن البيطار
منتدى غذاؤك دواؤك . البوابة